الابتسامة.. أولى خطوات السعادة

24 مايو 2019

جدل احتدم بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والسبب هو مقولة يرددها علماء علم النفس بأن السعادة قرار، كما تفاعل مستخدم "فايسبوك" إسلام عبدالفتاح، عبر حسابه الشخصي أنه حين طبق هذه المقولة على أرض الواقع، وجد أنه بالفعل يقرر سعادته بنفسه، وهو ما أيدته دراسة جديدة تقول إن تعبيرات الوجه السعيدة (الابتسامة) تجعل الشخص يشعر بالسعادة.

فريق كبير من المغردين رفض هذه المقولة، وتساءلوا كيف لشخص يمر بظروف سيئة إما على مستوى العمل أو الأسرة، أن يقرر سعادته، ووصفوا الأمر بالبلاهة، كما تقول مستخدمة "فايسبوك" كريمة عبدالباسط إن المجانين فقط هم من يواجهون مشاكلهم ومصائبهم بالضحك والهيستريا.

الدراسة الجديدة التي نقلها موقع "النشرة النفسية" نظرت إلى ما يقرب من 50 عاماً من تحليل البيانات، لتحدد إذا كانت تعبيرات الوجه يمكن أن تدفع الأشخاص إلى الشعور بالعواطف المرتبطة بنوع هذه التعبيرات.

المؤلف المشارك للدراسة هيذر لينش، يقول "إن هذه النتائج تتناول سؤالًا حاسمًا حول الروابط بين تجربتنا الداخلية وأجسامنا، وما إذا كان تغيير تعبيرات وجهنا يمكن أن يغير المشاعر التي نشعر بها".

"الحكمة التقليدية والمعروفة، تخبرنا أنه يمكننا أن نشعر بسعادة أكبر إذا ابتسمنا ببساطة، ويمكن أيضاً إدخال أنفسنا في حالة مزاجية خطيرة إذا أصررنا على التجهم، وبقيت تعابير وجهنا حزينة لفترة"، كما يوضح الباحثون أن علماء النفس اختلفوا بالفعل حول هذه الفكرة لأكثر من 100 عام.

صبحت هذه الخلافات أكثر وضوحًا في عام 2016 عندما فشلت 17 مجموعة من الباحثين في تكرار تجربة معروفة تثبت أن الفعل المادي للابتسام يمكن أن يجعل الناس يشعرون بالسعادة.

باستخدام تقنية إحصائية تسمى التحليل التلوي، جمع الفريق بيانات من 138 دراسة اختبرت أكثر من 11000 مشارك من جميع أنحاء العالم. وفقًا للتحليل التلوي، فإن وضع تعبيرات الوجه له تأثير ولو بسيط على مشاعرنا. على سبيل المثال، الابتسامة تجعل الناس يشعرون بسعادة أكبر، والتجهم يجعلهم يشعرون بالغضب، والعبوس يجعلهم يشعرون بالحزن أكثر.

"لا نعتقد أن الناس يمكنهم الابتسام فقط في طريقهم إلى تحقيق السعادة"، كما يقول العلماء، لكن هذه النتائج مثيرة لأنها توفر فكرة عن كيفية تفاعل العقل والجسم لتشكيل تجربتنا الواعية للعاطفة"، ويضيف الباحثون: "لا يزال لدينا الكثير لنتعرف عليه حول تأثيرات ملاحظات الوجه، لكن هذا التحليل التلوي جعلنا أقرب إلى فهم كيفية عمل المشاعر".

بقلم فتوح شعبان علي - "شبكة الحياة الإجتماعية"