منى واصف: أحب أن أقدّم شخصية المرأة القوية... فهي ترضيني

حوار- هنادي عيسى 09 يونيو 2019
هي فنانة لطالما وُصفت بالقديرة... هي "أم جبل" التي تسيطر على "الهيبة" منذ ثلاث سنوات، أو "ناهد عمران" الشخصية التي تتألق بتقديمها في مسلسل "الهيبة – الحصاد"... هي النجمة منى واصف التي التقتها "لها" في حوار صريح تحدّثت فيه عن تفاصيل دورها في هذا المسلسل، وكشفت عن رأيها بعدد من النجوم لعل أبرزهم تيم حسن ونادين نسيب نجيم وسيرين عبدالنور وماغي بو غصن.


- الجميع يشيد بأدائك التمثيلي، فكيف تمكنت من الحفاظ على نجاح شخصية "أم جبل" في مسلسل "الهيبة" لثلاث سنوات متتالية؟

كل الناس يعرفون أنني بدأت حياتي الفنية ممثلةً على خشبة المسرح، بحيث قدّمت نحو 30 مسرحية في "المسرح القومي"، بينها أعمال لوليم شكسبير وعدد من المؤلفين العالميين، وهذا المخزون الثقافي مكّنني من تجسيد أي شخصية باقتدار. أما نجاحي الباهر بدور "أم جبل" في مسلسل "الهيبة – الحصاد" الذي يُعرض منذ ثلاث سنوات فقد ساهم فيه كلٌ من كاتب العمل ومخرجه والممثلين المشاركين فيه.

- يبدو أنك تحبّين تقديم الشخصيات القوية؟

أعشق تجسيد الشخصيات القوية، لا بل أحرص منذ بداياتي الفنية على تقديم نموذج المرأة القوية والمتسلّطة، وكانت البداية مع شخصية "هند" في فيلم "الرسالة" وكرّت بعدها سُبحة هذه النوعية من الأدوار. لكن كلّما تقدّمت في العمر، فضّلت أن ألعب دور المرأة الحنون والطيّبة إنما القوية من الداخل. وعندما يُعرض عليّ دور مثل أم "جبل شيخ الجبل" أشعر كأنني عدت الى قواعدي سالمة، فهذه الشخصيات ترضي غروري في التمثيل.

- تشاركين في الجزء الثالث من "الهيبة"، وعادةً الجمهور يمل من التكرار، كيف استطعت الحفاظ على وهج شخصية "أم جبل"؟ وهل الفضل في استمرار هذا التوهّج يعود للكاتب أم لك وحدك؟

الحفاظ على وهج الشخصية وتألقها يعود إلى مجهودي ومجهود الكاتب والمخرج أيضاً، بالإضافة الى سخاء شركة الإنتاج، فكل هذه العناصر اتّحدت مع بعضها بعضاً لتولّد الإبداع. والحمد لله، منذ بدء عرض "الهيبة - الحصاد" وأنا أتلقّى مكالمات هاتفية مليئة بالإطراء والإعجاب، فتغمرني السعادة.

- بعدما ظلمتِ "أم شاهين" حظيت الأخيرة بتعاطف المشاهدين معها، فهل ستقلب مجريات الأحداث المشاهد ضدّكِ؟

لن أسمح للمشاهدين بأن يتعاطفوا مع أحد غيري (تضحك)... فختام اللحام التي تؤدي شخصية "أم شاهين"، أبدعت في دور الأم المفجوعة برحيل ابنها الوحيد.

- بين أجزاء "الهيبة" الثلاثة، أيّها في رأيك يتميّز بالحبكة الدرامية الأقوى؟

لا يمكنني التخلّي عن جذوري كي أعطي رأيي بشكل محايد، وكل ما أستطيع قوله إنني عندما قرأت نص الجزء الأول من "الهيبة" أحببته كثيراً، وقد عبّرت عن شعوري هذا لمخرج العمل سامر البرقاوي، واكتمل هذا العشق بدور "ناهد عمران" الذي قدّمته في الجزءين الثاني والثالث من العمل، بحيث شعرت أنه كُتب خصيصاً لي.

- لماذا لم نرَك هذا العام في مسلسل سوري محض إلى جانب "الهيبة - الحصاد"؟

عُرضت عليّ المشاركة في خمسة أعمال سورية بحتة، وكلها خاصة بشهر رمضان، لكن ارتباطي بتصوير "الهيبة - الحصاد" لم يسمح لي بالانضمام الى أيّ منها، فقد تضاربت مواعيد تصوير هذه الأعمال، ومع ذلك صوّرت خماسية بعنوان "الهوى والجوى" لمصلحة التلفزيون السوري.

- الدراما السورية عادت إلى سابق عهدها، كيف تنظرين الى الأعمال المقدَّمة في شهر رمضان لهذا العام؟

هناك أعمال درامية سورية مميزة جداً، وهذا يدل على أن الدراما السورية استعادت مكانتها وباتت تمشي على السكة الصحيحة، بعد معاناة طويلة بسبب الحرب والمقاطعة من جانب المحطات التلفزيونية العربية وغياب التمويل، فمعظم المنتجين السوريين كانوا منتجين يستعينون بالمال المخصص للأعمال الدرامية.

- هل كان غياب التمويل، وحده السبب في ضعف الدراما السورية أم هناك أسباب أخرى لعبت دوراً في ذلك كهجرة الفنانين من سوريا بسبب الحرب؟

لا علاقة لضعف الدراما بهجرة الفنانين والفنيين من سوريا، لأن فيها عدداً كبيراً من الممثلين والمخرجين والفنيين، باستثناء الكاتب الذي خفّ إبداعه تأثّراً بالحرب الطاحنة. ولا شك في أن الأمور تسير على خير ما يُرام هذا الموسم.

- كيف تقيّمين الأعمال العربية المشتركة في السنوات الأخيرة؟

غالبية الأعمال العربية المشتركة تضم عدداً كبيراً من النجوم والمخرجين والفنيين السوريين، وهي بمثابة سوق جديدة فُتحت لهم، أما بالنسبة إليّ فأنا أعمل مع اللبنانيين منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتحديداً عندما صوّرت بعض الأعمال الدرامية مع عدد من المخرجين اللبنانيين باللغة العربية الفصحى في اليونان، لكن حين بدأنا العمل على مسلسلات باللهجة العامية السورية أو اللبنانية، شعرنا أن التركيبة فاشلة، إلا أنه مع مرور الوقت واكتساب المزيد من الخبرات، تم تدارك الأمر وحققنا الانسجام والنجاح.

- كيف تصفين علاقتك مع شركة الصبّاح اخوان؟

علاقتي مع شركة "الصبّاح اخوان" بدأت عملية ثم توطّدت وباتت وديةً، وخصوصاً مع المنتج صادق صبّاح، ومسلسل "سمرا" كان أول تعاون لي مع الشركة، تلاه "الهيبة" بأجزائه الثلاثة.

- قدّمت مسلسل "يا ريت"، حدّثينا عن هذه التجربة؟

مسلسل "يا ريت" جميل جداً، وهو من إخراج فيليب أسمر، وقد استمتعت بالدور الذي أدّيته فيه، وسُررت بالعمل مع عدد من الممثلين المميزين، منهم مكسيم خليل، قيس الشيخ نجيب وماغي بو غصن.

- نجمات ثلاث شاركن في الأجزاء الثلاثة من "الهيبة"، وهن نادين نسيب نجيم ونيكول سابا وسيرين عبدالنور، ما رأيك بأداء كلٍ منهنّ؟

لكل واحدة منهن أسلوبها الخاص في التمثيل، لكن أؤكد أن علاقة وطيدة تجمعني مع نادين نسيب نجيم، لأننا عملنا معاً في مسلسل "سمرا" على مدار 77 حلقة.

- كيف تقيّمين أداء نادين نسيب نجيم التي بدأت ملكة جمال لبنان وأصبحت اليوم من أهم الممثلات في الوطن العربي؟

نادين ممثلة ممتازة وتحمل دفئاً في شكلها ولهجتها، وفي خلال تعاوني معها كنت أقدّم لها النّصح والإرشاد لأنني أحبها، وهي ملتزمة جداً في عملها.

- ماذا تقولين عن نيكول سابا بطلة الجزء الثاني من "الهيبة - العودة"؟

تعرفت إلى نيكول سابا في أحد المهرجانات الفنية، وأنا أعلم أنها محبوبة كثيراً في مصر، وشاهدت لها عدداً من الأعمال المصرية، وفي مسلسل "الهيبة - العودة" أدت دورها بإتقان ولم تكن بديلة لإحدى الممثلات.

- وسيرين عبد النور؟

سيرين امرأة جميلة، وتاريخها حافل بالعطاءات الفنية، وقد شاركتْ في عدد من الأعمال الدرامية المهمة، وهي ممثلة محترفة وتعرف ماذا تريد.

- وماذا عن ماغي بو غصن؟

أعرف ماغي بو غصن منذ عشرين عاماً، حين عملنا معاً في سوريا، فهي ممثلة مهمة جداً، وتستطيع أن تقدّم الأدوار التراجيدية والكوميدية، كما أنها تحظى بقبول لدى الناس.

- أيّهما الأهم بالنسبة إليك: النجم تيم حسن أم شخصية "جبل شيخ الجبل"؟

تيم حسن و"جبل شيخ الجبل" شخص واحد، وأنا أحبّه كثيراً، وهذه ليست المرة الأولى التي ألعب فيها دور أمه، فقد سبق أن مثّلت دور أمٍّ له في مسلسل بعنوان "صراع على الرمال"، من إخراج حاتم علي، ولا أنسى يوم التقيته بالصدفة حين كان يشارك في بداياته في مسلسل "ربيع قرطبة" وهنّأته على أدائه الرائع في هذا العمل، وتيم في رأيي نجم يملك كاريزما لا تُضاهى ولا يمكن أحداً أن ينافسه فيها، وهي هدية من الله سبحانه وتعالى.

- ما رأيك بالممثلين المشاركين في "الهيبة"؟

هم جميعاً رائعون، لكن أكثر شخصين ألتقي بهما عندما أزور بيروت هما عبده شاهين وأويس مخللاتي، لأنهما يتميّزان بالطيبة والأخلاق العالية.

- فيلم "الرسالة" يُعدّ محطة مهمة في مسيرتك الفنية، وكان يمكن أن يفتح لك باباً نحو العالمية، لماذا لم تستفيدي من هذه التجربة؟

عندما بدأت التمثيل، كان عمري 19 سنة، وفي سنّ الـ20 تزوجت من ضابط في الجيش السوري، وأنجبت ابني "عمّار" وعمري 24 عاماً. كما أن نشأتي في بيئة محافِظة كانت تمنعني من السفر للعمل، وكان أقصى أحلامي أن أعود الى التمثيل بعد الزواج، والحمد لله تحقق هذا الحلم، بحيث قدّمت مجموعة من أهم الأعمال، وشاركت بأدوار بسيطة مع ممثلين مصريين في عدد من الأفلام المصرية - السورية المشتركة، كما كانت لي مشاركات مع المؤسسة العامة للسينما في أعمال من إبداع الأديب السوري حنا مينة.

- ما الأعمال التي تتابعينها في رمضان؟

أتابع مسلسل "دقيقة صمت" للمخرج شوقي الماجري ومن بطولة عابد فهد، ومسلسل "مسافة أمان" للمخرج الليث حجو، ولقطات من "الهيبة" إذ لا أستطيع مشاهدة التلفزيون لأكثر من ثلاث ساعات، لكن بعد رمضان سأحاول متابعة الأعمال التي نصحني بها أصدقائي.

- ألا تتابعين الدراما المصرية؟

بالطبع أتابع الدراما المصرية، وتلفتني النجمة نيللي كريم بأدائها المميز، فهي تُحسن اختيار أعمالها.