أطلق Elie Saab Le Parfum Royal إيلي صعب: عطري مَلكي وحملتُه الإعلانية تستلهم صور الأميرة الفارسة هيا بنت الحسين

حوار: فاديا فهد 08 يونيو 2019
يمتلك المصمّم العالمي إيلي صعب موهبة صناعة الرفاه بأسلوب السهل الممتنع، إن في تصميم الفساتين الراقية المشغولة بالحرائر الفاخرة والمطرّزة والمشكوكة، أو في الألبسة الجاهزة والأكسسوارات والعطور، وصولاً الى الديكور وتصميم الأثاث، المجال الذي أعلن أخيراً أنه سيخوضه بالتعاون مع شركة «إعمار» العقارية. إيلي صعب هو هو: مصمّم استثنائي بموهبة خارقة، ووضوح في الرؤيا، وحِرفية لا تتكرّر، وبساطة في ترجمة الأفكار الأكثر رفاهاً وتعقيداً. وأراني أقف أمام كلّ إبداع من إبداعاته المتعدّدة مذهولةً بكمّ التفاصيل الراقية والفاخرة التي لا يهمل تفصيلاً منها. حديثه قريب من القلب، سلس، غير متكلّف، مزيج من الحُبّ والحلم والعزيمة على المزيد من النجاح. وهو جاء لمناسبة إطلاقه النسخة الملكية الجديدة من عطره الشهير Elie Saab Le Parfum والتي تحمل اسم Le Parfum Royal.


- عطورك هي لامرأة مليئة بالأحاسيس وذات حضور قويّ في المجتمع، تترك بصمتها الخاصّة في كلّ ما تقوم به. أخبرنا أكثر عن امرأة عطر إيلي صعب.

امرأة إيلي صعب، كما وصفتِها، هي امرأة رقيقة، حسّاسة، مرهفة، تفيض أنوثة وجمالاً داخلياً. وفي الوقت نفسه هي امرأة تتمتع بحضور قويّ وفاعل في مجتمعها، ولها مساهماتها وإنجازاتها وطموحاتها وأحلامها. وهي تجمع كلّ التناقضات الجميلة في شخصها.

- تعودُ اليوم الى العطر الأول للدار Elie Saab Le Parfum، لتقدّمه بنسخة ملكية Elie Saab Royal. ماذا عن هذه النسخة الفاخرة؟

لقد حقّق العطرElie Saab Le Parfum نجاحاً ملموساً منذ اليوم الأول لإطلاقه، وقدّرت النساء حول العالم المواد الأوّلية الفاخرة المستخدمة فيه، والمزج المبدع بين الأزهار المختارة بدرجاتها المختلفة. كذلك حققت الإصدارات والعطور الأخرى التي تلت العطر الأول، نجاحات كبرى مماثلة لنجاح العطر الأول. وأهمّ ما حققته عطورنا هو المزيد من الانتشار العالمي لإبداعات إيلي صعب الفاخرة، خصوصاً أن العطور هي منتجات تحاكي أكبر شريحة من الفتيات والنساء حول العالم لناحية الأسعار المقبولة والتوزيع الواسع. واليوم تقدّم الدار نسخة متجدّدة لعطرLe Parfum ملكية نبيلة بمكوّنات فاخرة ونادرة، وتركيبة هي الأرقى، تعبّر عن رؤيتي لهذا العطر، وتجمع بين القوّة والنعومة في آن واحد.

- لأيّ امرأة هو هذا العطر؟

إنه لامرأة إيلي صعب التي تحدّثتِ عنها: الرقيقة والقوية التي تعشق العطور ذات الحضور الآسر والتركيبات العطرية المدروسة التي تقدّم نفسها بثقة من دون اقتحام أو ابتذال. ويترجم هذا العطر رؤيتي الخاصة للملكية العصرية، من خلال عطر يعتمد بقاعدته على مواد فاخرة بينها خلاصة الباتشولي الناعمة من الأراضي الإندونيسية والصندل من بلاد الهند والعنبر والفانيلا. أما قلب العطر فقد تضمّن أريج الورود التركية والنيرولي اللبناني المستخلص من زهر البرتقال وزهر الليمون والعنبر والباتشولي.

- المكوّنات الخاصة بالعطر الجديد شرقية بامتياز: النيرولي من لبنان والورود التركية وزهر الليمون والعنبر والباتشولي. هل هذا العطر يحاكي أميرات الشرق؟ ما الذي تخيّلته لهذا العطر؟

أردت عطراً يحاكي المرأة الشرقية الذوّاقة، عاشقة العطور الراقية، وهي أفضل من يجيد فنّ التعطّر. ومن خلالها، يتوجّه العطر الى المرأة العالمية المحبِّة للرفاه والعطور.

- أيّ آثار شمّية يمكننا أن نتبع في هذا العطر حتى الوصول الى لبنان؟

لبنان بداية الحكاية. فهذا الوطن ألهمني ويُلهمني كلّ إبداع وتصميم وتجديد. في هذا العطر نفحات لبنانية من زهر الليمون والنيرولي وغيرها، وفيه حنين الى حديقتي الطفولية.

- العطر هو أول ذكرى من طفولتنا. أيّ العطور تسكن ذاكرتك الطفولية؟

الياسمين وزهر الليمون يسكنان ذاكرتي الطفولية. وهما مرتبطان بجدّتي الحاضرة أبداً في طفولتي، كما في ذاكرتي. وقد حرصت على أن يتضمنهما عطري الأول وإصدارات عطرية أخرى محبّبة إلى قلبي، وصولاً الى عطر Le Parfum Royal .

- أيّ عطر كان لوالدتك؟

لطالما تدثّرت أمي بعطر Arpege من «لانفان» Lanvin أذكره جيداً لكنني لم أتأثر به، ولم يعلق في ذاكرتي الحسّية.

- تعاملتَ في هذا العطر مع العطّارة الشابة مايا ليرنو وكأنك تعمّدت أن تقدّم نفحة شابّة متجدّدة وتعريفاً عصرياً لكلّ ما هو ملكي؟

عندما عُرضت عليّ التركيبة، مع تركيبات أخرى، لم أكن أعلم من الذي ولّفها. أحببتها لأنها تلامس فعلاً ما اشتهيتُ لهذا العطر أن يكون، ولأنها تجسّد رؤيتي للتركيبة. وعندما عرفتُ أن من صنعته هي شابّة، أحببته أكثر.

- العارضة والممثلة التي تجسّد هذا العطر في الإعلانات هي شابّة أيضاً، بلانكا باديلا. وهي ناشطة على السوشيال ميديا ولها أكثر من 600 ألف متابع ومتابعة. هل تحتكم الى السوشيال ميديا في اختيارك للعارضات اللواتي ستتعامل معهنّ؟

أبداً، السوشيال ميديا ليست مقياساً لاختياري هذه العارضة أو تلك للحملة الإعلانية. فخياري لا يقع إلا على من تجسّد روح العطر بشكل أفضل، قلباً وقالباً، وتوصل الرسالة بأسلوب راقٍ. بلانكا إسبانية بملامح شرقية، وتجيد ركوب الخيل. وقد تعاونت معها للمرة الأولى في عرض أزياء باريس عام 2014 وأعشق إطلالتها الأميرية الآسرة.

- وصدف أن المصوّرة التي صوّرت الإعلان هي أيضاً امرأة: كاميلا أكرانز... يبدو أنه عطر من صنع النساء؟!

(يضحك) هذا كلّه محض صدفة. لكنني لا أمانع في أن تكون الغلبة للنساء! (ممازحاً). الواقع أن كاميلا مصوّرة مندفعة وموهوبة، وقد رأيت أنها مناسبة لهذه الحملة.

- ماذا عن الفكرة الكامنة وراء الإعلان؟

لقد أثّرت فيّ كثيراً الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين، الفارسة الجميلة والراقية في صورها الأنيقة التي كانت تحتلّ أغلفة المجلات النسائية العربية والغربية في الثمانينيات والتسعينيات. وهي تجسّد لي وللكثيرين نموذج الأميرة العصرية التي تعشق الخيول وتشارك في المسابقات العالمية، وتحصد الجوائز، وتلاحقها عدسات المصوّرين العالميين. لذا أردتُ أن أعيد إحياء تلك الحقبة الجميلة للأميرة الفارسة الأردنية من خلال إعلان عطر Le Parfum Royal الملكي. تمّ تصوير الإعلان في حدائق «باليه رويال» في فرنسا، واختالت العارضة بفستان ملكي من الشيفون الحريري باللون الأزرق الغامق، يموج مع كل حركة منها. وفي الصور حصان جميل على لجامه شعار إيلي صعب بالأحرف الذهبية. وفي عينيّ العارضة التي تجسّد دور الأميرة نظرة ملؤها الثقة وتجمع بين القوّة والوقار.

- شعار العطر: «كوني ملكة وتربّعي على عرشك! كوني ملهِمة!» ، وكأنه رسالة لتمكين المرأة وتكريمها والإعلاء من شأنها.

صحيح، لقد اخترنا هذا الشعار ليكون منقوشاً على علبة العطر ذات اللون الأزرق الغامق، ومطبوعاً بالذهب. أنا أؤمن بالمرأة وقدراتها، وأدعم دورها في المجتمع ومشاركتها القيّمة في المجالات والقطاعات كافّة. كلّ امرأة هي ملكة على قلب من تُحبّ ومن يحبّها.

- يقول دوستويفسكي: “الجمال سينقذ العالم». هل تؤمن بالجمال؟

نعم أؤمن بأن الجمال هو خلاص هذا العالم. ومهما صنعنا من جمال، لا يمكننا أن نضاهي جمال الطبيعة الخلاّب. أتأمل في الطبيعة الجميلة وأستلهم منها. الطبيعة مصدر وحي للشعراء والكتّاب والفنانين والمصمّمين والرسّامين العالميين. لذا من الضروري أن نحافظ عليها.

- بعد كلّ النجاحات التي حقّقتها، هل ما زلت تحلم؟

ما زال الحلم يرسم لي طموحات أكبر، ويشقّ طرقاً جديدة. فالحلم هو الحياة، وهو الغد.

- يقال إن “لبنان حلو» فقط في أغاني فيروز وإبداعات إيلي صعب...

“لبنان حلو” دائماً وأبداً. فخر لي أن أمثّل جمال هذا الوطن الصغير بمساحته، والكبير بطموحات أبنائه وإمكاناتهم التي لا تعترف بحدود.

- كيف يُحدّد سيد الموضة الأناقة؟

الأناقة هي أناقة الروح قبل أن تكون أناقة الجسد. الأناقة طبع وليست تطبّعاً. الماس والأحجار الكريمة والحرائر النادرة لا تصنع الأناقة، بل تكمّل، إذا أحسنّا اختيارها، ما يشعّ من الداخل من أخلاق حميدة وحُسن تصرّف ولباقة وذكاء وأنوثة فائضة.

- نصيحة أخيرة للمرأة كي تكون أنيقة في كلّ الظروف؟

أقول للمرأة “الأقلّ هو الأفضل” Less is More، لا تُثقلي إطلالتك بالأكسسوارات والمجوهرات. اختاري دائماً الأقلّ، كي تتركي مجالاً للنور الذي فيك أن يشعّ. بالنسبة الى العطر، لا أحبّ للمرأة العطور القويّة التي تجتاح مَن حولها، وتسبقها الى الآخرين. أحبّ العطور ذات الحضور المدروس والجميل. وهو ما أحرص على أن تكون عليه عطورElie Saab بكلّ إصداراتها، حتى القويّ الحضور منها كما هو اليوم Le Parfum Royal.