رولا حمادة: "سوزان الغانم" لم تكن لئيمة في "خمسة ونص"

حوار: هنادي عيسى 29 يونيو 2019
تعيش الممثلة اللبنانية رولا حمادة حالة من التوهّج الفني في الفترة الحالية، بحيث قدّمت دور "سوزان الغانم" في مسلسل "خمسة ونص" باقتدار، وهذا ليس جديداً على فنانة مثلها. في رصيد حمادة عشرات الأعمال الدرامية التي لاقت نجاحاً كبيراً، بدءاً من "العاصفة تهب مرتين" إلى يومنا هذا. فماذا تقول رولا حمادة لـ "لها" عن هذه الأعمال وغيرها من الأمور الحياتية؟


- كيف عُرض عليك دورك في مسلسل "خمسة ونص"، وهل شعرت أن الناس سيتفاعلون مع أحداثه منذ قراءتك للنص؟

عندما قرأت المسلسل، شعرت أن الدور المُسند إليّ فيه جميل، وأي ممثلة تتمنى أن تؤدي شخصية "سوزان الغانم"، فرغم أن الشخصية معقّدة، لكنني تفهّمت طبيعتها ولم أقدّمها بصفتها امرأة لئيمة.

- من رشّحك للمشاركة في هذا العمل؟

أعتقد أن المخرج فيليب أسمر هو الذي رشّحني لهذا الدور، فقد سبق أن تعاملنا معاً، كما رحّبت شركة الإنتاج "صبّاح أخوان" بهذا الترشيح. وكنت أعرف أن المسلسل يضم باقة من ألمع النجوم، وهم: نادين نسيب نجيم، قصي الخولي، معتصم النهّار ورفيق علي أحمد.

- كيف استعددت للشخصية قبل أن تدور الكاميرا؟

لي أسلوب خاص في العمل لا يمكنني الكشف عنه، وأسعدني أن ردود الفعل على دوري والمسلسل ككل كانت في منتهى الإيجابية، وقد لمست ذلك من الناس الذين التقيتهم في الأماكن العامة. وأكثر ما يميّز "خمسة ونص" عن باقي المسلسلات، أن كل ممثل فيه أدّى دوره بثقة تامة وقدّم أفضل ما عنده، وجاءت النتيجة رائعة جداً.

- هل تخافين من عرض أعمالك في السباق الرمضاني نظراً لنسبة المشاهدة الكبيرة فيه، والتي تُدخل الممثلين في بؤرة التوتر؟

لا شك في أن المنافسة تكون محتدمة في شهر رمضان، وهذا الأمر يهمّ شركة الإنتاج، أما الممثلون الذين يخافون على أعمالهم فلا يكترثون للتوقيت الذي تُعرض فيه هذه الأعمال، لأن الجيد بينها يبرز تلقائياً.

- ما الأعمال الدرامية التي تابعتِها عدا عن "خمسة ونص"؟

شاهدت معظم الأعمال التي عُرضت في شهر رمضان، وكلها تضمّنت مواقف جميلة، لكن لا يخلو الأمر من بعض الملاحظات، ورغم ذلك كان مستوى الأعمال الدرامية المقدّمة هذا العام عالياً جداً، سواء من حيث الإنتاج أو القصص أو الأداء التمثيلي... وأظن أن المنتجين لن يقبلوا بعد اليوم بتقديم أعمال أقل جودة.

- إذا عقدت مقارنة بين الدراما العربية المشتركة وتلك اللبنانية البحتة، فكفة أيّهما ترجح لديك؟

لا أريد أن أعقد مقارنة على هذا النحو، لأن الأعمال الدرامية التلفزيونية عبارة عن قصص يجسدها الممثلون تحت إدارة المخرج، أي أن المسلسل هو "سلة متكاملة"، وبالتالي لا تعود هناك أهمية للجنسية.

- لماذا لا تُعرض الأعمال اللبنانية البحتة على شاشات الفضائيات العربية كما هي حال الدراما العربية المشتركة؟

هذه أمور معقدة، ولا تعنيني كممثلة، وأعتقد أنها من اختصاص شركات الإنتاج، فهي التي تبتّ فيها.

- يرى المشاهد أن جيل الممثلين اللبنانيين المخضرمين يملكون خبرة في التمثيل، بينما ممثلو الجيل الحالي يفتقرون الى الاحتراف، فما رأيك؟

هذا الكلام يظلم الممثلين اللبنانيين، فمن قال إن يورغو شلهوب ويوسف الخال وباسم مغنية ومازن معضّم وغيرهم لا يجيدون التمثيل؟! فهم وللأسف لم يتمكنوا من فرض أنفسهم في العالم العربي بسبب مشاكل عدة، لكن الممثل اللبناني لا يقل شأناً عن أي فنان عربي.

- لماذا يلجأ المنتج الى الممثل السوري كبطل لأعماله ولا يستعين بالممثلين اللبنانيين؟

لأن الممثل اللبناني وللأسف لم يتمكن بعد من اختراق السوق الخليجية.

- قدّمت عدداً من المسرحيات، هل لا يزال للمسرح جمهوره الخاص؟

بالتأكيد، لا يزال للمسرح جمهوره الذي يحبّه، لكن ليس بالزخم الذي شهدته السنوات الماضية، ونحن نعمل جاهدين كي يستعيد المسرح جمهوره، ويتهافت من جديد على مشاهدة المسرحيات.

- هل تحضّرين لعمل مسرحي جديد؟

أحضّر حالياً لعمل مسرحي جديد، لكنني لن أكشف عن تفاصيله في انتظار أن تكتمل عناصره، وكل ما يمكنني قوله إنه سيُعرض في آخر أيلول/سبتمبر على خشبة مسرح مونو في الأشرفية- بيروت.

- ما الدور الذي تنتظريه؟

لا أنتظر دوراً معيناً، إذ كل دور ألعبه يكون هو المرتجى ضمن حدوده إلى أن يجيء الدور الذي يليه.

- كيف تصفين نفسك من الداخل؟

أتعارك مع "الأنا" في داخلي، وقد انتصرت عليها في أماكن كثيرة، وما زال العراك مستمراً بيني وبين نفسي لتجاوز أي مشاكل داخلية.

- اتُّهمت بالغرور، فهل أنتِ فعلاً إنسانة مغرورة؟

هذه اتّهامات باطلة، فأنا لست مغرورة بل واثقة من نفسي.

- هل تقدّمين الدراما التلفزيونية بالشغف نفسه الذي تقدّمين فيه أعمالك المسرحية؟

أحب المسرح كما التلفزيون، والمسرح يعيد "نفض" أدواتنا كممثلين من حيث أصواتنا وأجسامنا وتعابيرنا... وهذا يساعدنا على تأهيل أنفسنا لنصبح جاهزين للأعمال التلفزيونية.

- ماذا عن المشاريع السينمائية؟

لا شيء يلوح في الأفق في هذا المجال.

- هل يؤسّس الجيل الحالي من الممثلات لمرحلة جديدة في مستقبل الدراما اللبنانية؟

البعض منهن يؤسس بالتأكيد لمرحلة جديدة في مستقبل الدراما اللبنانية، فعندما يعشق أي شخص مهنته يستمر فيها وينجح.

- مَن تلفتك مِن ممثلات الجيل الجديد؟

أحب تمثيل ديامون بو عبود وريتا حايك وإيميه صياح، ونادين نسيب نجيم التي أنعم الله عليها بالجمال والحضور والموهبة.

- إذا قارنت نفسك كممثلة شاركت في "العاصفة تهب مرتين" وبين اليوم، فما الذي تطور في أدواتك؟

أسلوب تقديمي لأدواري تغيّر بالطبع بين الماضي والحاضر، واليوم أصبحت أكثر نضجاً وتمكنّاً من أدواتي الفنية.

- كيف تصفين عملك مع نادين نسيب نجيم وقصي الخولي وباقي الممثلين في "خمسة ونص"؟

علاقتي بالجميع كانت جيدة، وكنا فريق عمل رائعاً، نعمل تحت إدارة المخرج العبقري والموهوب فيليب أسمر، وقد سُررتُ كثيراً بهذه التجربة.