احتضنت مدينة تمنراست عاصمة الآهقار في أقصى الجنوب الجزائري، الدورة الثالثة لمهرجان «الامزاد» الدولي، الذي أقيم اخيراً بمشاركة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية  والشخصيات المختصّة الباحثة والمهتمة بالتراث والتقاليد الشعبية التارقية (نسبة للتوارق سكان تمنراست) من داخل الجزائر أو خارجها. واستهدفت الدورة الجديدة لمهرجان «الامزاد» بالدرجة الأولى البحث في سبل الحفاظ على التراث الفني والموسيقي العريق والأصيل لحضارة الرجل الأزرق  (لباس رجل الصحراء يميل الى الأزرق أو الأزرق الليلي)، ونقل ممارسة العزف على آلة الأمزاد للأجيال الصاعدة، فضلا عن تشجيع الأنشطة الإبداعية الفنية في مجال موسيقى الأمزاد.

وشمل المهرجان أمسيات الشعر التارقي والفن الصحراوي،  والعروض الشعبية والتقليدية، والندوات العلمية، والمسابقات الثقافية والموسيقية.

و«الأمزاد» هي عبارة عن آلة موسيقية تراثية عند توارق الآهقار بالجنوب الجزائري، و هي آلة تقليدية تعزف عليها النساء من دون الرجال الذين يمجدونها، فهي آلة شبه محرمة على التارقي ومباحة فقط للتارقية، انطلاقا من معتقد سائد في المنطقة منذ قديم الزمن، مفاده أن لمس الرجل لآلة الأمزاد قد يؤدي به أو بقبيلته إلى التعرّض لمكروه ما، لا سيما إذا كان وقت الاستعداد لانطلاق قافلة تجارية أو وقت للقيام بغارة على القبائل المجاورة.