بعد سنوات طويلة من صدور طبعته الأولى، صدرت عن قطاع الثقافة في مؤسسة أخبار اليوم، طبعة جديدة من كتاب "المرأة الجديدة" لقاسم أمين، وهو كتاب مهم في التنظير لمسيرة المرأة المصرية والعربية، وقد صدرت طبعته الأولى في عام 1900، بإهداء إلى سعد زغلول، وجاء فيه: إلى صديقي سعد زغلول: فيك وجدت قلباً يحب، وعقلاً يفكر، وإرادة تعمل، أنت مثلت إليَّ المودة في أكمل أشكالها، فأدركت أن الحياة ليست كلها شقاء، وأن فيها ساعات حلوة لمن يعرف قيمتها، من هذا أمكنني أن أحكم أن هذه المودة تمنح ساعات أحلى إذا كانت بين رجل وزوجته، ذلك هو سر السعادة الذي رفعت صوتي لأعلنه لأبناء وطني رجالاً ونساء".

ويسجل قاسم أمين هدفه من هذا الكتاب، وهو أن تتحرر المرأة العربية كما تحررت المرأة الغربية: "غاية ما نسعى إليه هو أن تصل المرأة إلى هذا المقام الرفيع، وأن تخطو على سلم الكمال اللائق بصفتها، فتمنح نصيبها من الرقي في العقل والأدب، ومن سعادة الحال في المعيشة، وتحسن استعمال مالها من النفوذ في البيت، وإذا تم ذلك فنحن على يقين لا يزعزعه أدنى شك؛ من أن هذه الحركة تكون أكبر حادثة في تاريخ مصر". وفي موضع آخر، ينتصر لفكرته في ضرورة تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، وأن هذا هو مقصد الشريعة: "فإذا كانت شريعتنا قررت للمرأة كفاءة ذاتية في تدبير ثروتها والتصرف فيها، وحث على تعليمها وتهذيبها، ولم تحجر عليها الاحتراف بأي صنعة والاشتغال بأي عمل، وبالغت في المساواة بينها وبين الرجل، إلى حد أن أباحت لها أن تكون وصية على الرجل، وأن تتولى وظيفة الإفتاء والقضاء".

من عناوين الكتاب: "المرأة في حكم التاريخ"، "حرية المرأة"، "الواجب على المرأة لنفسها"، "الواجب على المرأة لعائلتها"، "التربية والحجاب"، و"حالة الأفكار الآن في مصر بالنسبة الى النساء".