غصن لها في شجرة العائلة

فاديا فهد 10 يوليو 2019
لقرون طويلة وحتى أمس قريب، يتولى الحَسب والنَّسب والزوج والعائلة تحديد هوية المرأة والتعريف بها: هي ابنة فلان، حفيدة فلان، زوجة فلان، من عائلة آل فلان. ولم تضمّ شجرة العائلة، أيّ عائلة، نساءً في فروعها. وكأن امرأة لم تُولد، ولم تَلِد... أجيالٌ متعاقبة من الرجال المتحدّرين من رجال، لا أمهات لهنّ، ولا أخوات. التاريخ مكتوب بذكورية تامّة تتنكّر للأنثى مهما كانت إنجازاتها... تغيّر الزمن، تغيّر كثيراً، وباتت المرأة منّا قادرة بعلمها وثقافتها واهتماماتها الاجتماعية وخياراتها الشخصية أن تكون ما تريد، وترسم خطوط حياتها باستقلالية تامّة، مع احترام التقاليد التي ترعرعت عليها. وقد دفعت النساء عبر التاريخ أثماناً باهظة لفرض خياراتهنّ الدراسية والمهنيّة والعائلية، ومن مسؤوليتنا أن نكمل الطريق مع بناتنا، فنزرع فيهنّ القوّة كي يكنّ ما يرغبن في أن يكنّه، ويتجرّأن على الحلم، ويلحقن بأحلامهنّ الى أبعد سماء، ويكون لهنّ أذواقهنّ الخاصّة في كلّ شيء: بدءاً من اختيار الاختصاص والمهنة والزوج، الى الموسيقى والقراءة والأزياء والأكسسوارات والمجوهرات، وحتى نكهة المثلّجات المفضّلة. فلا يتبعن ولا يقلّدن ولا يتأثّرن. ولتستمع الواحدة منهنّ الى ما يجول في داخلها وعقلها وقلبها، والى ما ترغب فيه وتريده، لا ما يُراد لها ويُملى عليها، كي تفرض مكانتها الخاصّة في مجتمعها، وتحجز غصناً لها في شجرة العائلة، تغرّد فوقه بحرّية.

نسائم

أُرفرف في فضاء حُبّ صيفي،

وأحطُّ بين راحتيكَ، ألتقطُ الحَبّ

وفتافيت عشق قليل، وفاكهة أخرى.

أغرّد، وأطير في حدود عينيك،

الشتاء بعيد، أُحلّق

وأعود أحطُّ... بين ذراعيك.