DIOR FALL 2019 خريف الإبداع والمهارات الحرفية

13 يوليو 2019
"عندما يثقل قلبه بالهموم، يؤلّف الشاعر قصيدة، ويرسم الرسّام لوحةً، أمّا المفكّر فيرمي نفسه في عالم من الحركة؛ لكن المرأة التي هي مجرّد امرأة، أيّ سلاح لديها غير إبرتها؟ (...) هل أنغمست الأقلام بعمق في دماء الجنس البشري كما فعلت الإبرة*؟"

روزسيكا باركر Rozsika Parker


اختارت ماريا غراتسيا كيوري كنقطة انطلاق لمجموعة خريف 2019 من ديور Dior، فستاناً بأنماط هندسيّة من ابتكار "مارك بوهان" Marc Bohan. وهو عبارة عن إعادة تصميم فستان لدار ديور Dior تخيّلته سونيا ديلاوني Sonia Delaunay (لفراسواز هاردي Françoise Hardy). إذ عبّرت فنّانة القرن العشرين عن نفسها عبر الفنون التطبيقيّة، من خلال ابتكار أقمشة بالإضافة إلى الملابس والأغراض. " كلّ تصاميمي كانت للمرأة، وتمّ بناؤها كلّها قياساً لجسمها. لم تكن نسخاً للوحات قمت بنقلها على أجسام النساء" هكذا عرّفت عن عملها.

من أجل ابتكار هذه المجموعة، قامت المديرة الفنيّة بدراسة تقنيّات جديدة للحياكة التجريبيّة حول أقلام التحديد والأنماط المنوّمة فمزجت ما بين الألوان والمواد، لتصميم مجموعة من المعاطف. وتحتفي من خلال هذه المجموعة بالمهارات الحرفيّة التقليديّة - كتلك التي يتمتّع بها سكّان "سالينتو" Salento، في جنوب إيطاليا، المنطقة الأحبّ إلى قلبها. وتكشف هذه المهارات عن إبداع النساء الحرفيّات، وترسم، عند جمعها ضمن هذه المجموعة، بطاقة عاطفيّة.

في باريس، عاصمة الفنانين الطليعيّين والموضة، ترأّست سونيا ديلاوني Sonia Delaunay مجموعة من النساء على غرار تلك التي ذكرتها مؤرّخة الفنون، المناصرة لحقوق المرأة روزسيكا باركر Rozsika Parker في كتابها Subversive Stitch : Embroidery and the Making of the Feminine. إلى جانب سونيا ديلاوني Sonia Delaunay، نجد آني ألبيرز Anni Albers أو مواهب نسائيّة أخرى ستحضر من روسيا مهارات حرفيّة ستؤدّي إلى تأسيس عدد من المشاغل في باريس. تعيد ماريا غراتسيا كيوري الأشكال الأيقونيّة من إرث ديور Dior من خلال استخدام تقنيّات حرفيّة تشكّل رموزاً جديدة. فتمّ تطريز التول بتناغم من الألوان تتراوح من الأحمر القرميدي إلى أخضر الصنوبر، مروراً بألوان الأصفر والزهري الباهت كالبودرة التي تنكشف في عرض حسّي. هذه الدرجات غير الاعتياديّة بالنسبة للمديرة الفنيّة تأتي في مجموعة من التنانير والفساتين المصنوعة من النسيج المخرم بأشكال هندسيّة.

تخيّلت ماريا غراتسيا كيوري مكاناً - جسدّته في المشغل- يحافظ على هذا التوازن الهشّ بين الوقت الضروري للقيام بهذا العمل والمفروض. وتشكّل هذه الممارسة الثوريّة للتطريز والفنون التطبيقيّة وسيلة لتُسمع فيها النساء صوتها وبناء شخصيّتها.