رفيق علي أحمد: في "خمسة ونص" غانم الغانم لا يشبه سياسي معين

حوار- هنادي عيسى 13 يوليو 2019
رفيق علي أحمد ممثّل من الطراز الرفيع، وصاحب الباع الطويل في هذا المجال إذ قدّم العديد من المسرحيات، أبرزها "الجرس" و"جبران" وغيرهما من الأعمال التي حقّقت نجاحاً كبيراً. أخيراً، بدأ علي أحمد يطلّ في المسلسلات الدراميّة التلفزيونيّة، وآخرها "خمسة ونص". عن دوره في هذا العمل يتحدّث رفيق في حواره مع "لها" متطرّقاً إلى رؤيته الخاصة لأسباب تراجع المسرح في لبنان والعالم العربي.


- استطعت أن تجذب المشاهدين بأدائك من الحلقة الأولى لمسلسل "خمسة ونص"، ماذا تقول عن مشاركتك في هذا العمل الدرامي؟

عندما يُعرض عليّ عدد من النصوص، أتصفّحها بتأنٍّ ثمّ أختار بدقة ما يناسب مبادئي. وبعدما وصلني نَص مسلسل "خمسة ونُص" وجدت أنّه مختلف عن الأعمال اللبنانية.

- ما هو المختلف في هذا النصّ؟

طرْح موضوع حياة السياسيّين في لبنان للمرّة الأولى، إذ كان هذا الأمر بعيداً من الدراما عندنا حيث معظم مسلسلاتنا هي بمثابة استنساخ عن الدراما المكسيكية أو التركية مع بعض الاستثناءات.

- وماذا لفتَك أيضاً في النّص؟

رغم أنّ الخطّ الرئيس للعمل هو حياة أحد السياسيّين ومسألة توريث الكراسي في لبنان، يحتلّ جانب الحبّ والغرام والانتقام حيّزاً مهمّاً في "خمسة ونص".

- هل في الجانب السياسيّ أيّ إسقاطٍ على حياةِ شخصيّة سياسيةٍ محدّدة في لبنان؟

كنت حريصاً على أن يخلو دوري كزعيم سياسيّ في المسلسل، من أيّ إشارة تدلّ على شخصية بعينها.

- وكيف استطعت أن تتجنّب تحديد أي شخصيّة سياسيّة في المسلسل؟

كل فريق عمل المسلسل كان حريصاً وحذراً من أن تظهر ملامح أيّ شخصيّة سياسيّة، وقد وردت في النصّ إشارة توحي بصورة هذا السياسي، لكنّني ابتعدت عنها كي نبقى في مأمن ونترك للمشاهدين تحديد الشخصية التي تتلاءم ظروفها مع ظروف "الغانم".

- لماذا أُطلق على المسلسل عنوان "خمسة ونصّ"؟

بما أنّني جزءٌ من تركيبة هذا المسلسل، كان ينبغي أن أعرف السبب، لكنّني صدقاً لا أعرف.

- هل تلقّيت اتصالاتٍ كثيرة مهنّئةً بإتقانك لدور "الغانم" بعد بدء عرض المسلسل؟

ليس كثيراً، فأنا لا أردّ على الأرقام الهاتفية التي لا أعرفها، كما أنّني بعيدٌ من الإعلام منذ سبع سنوات.

- لماذا؟

لأنّني مشمئزّ من الأوضاع، وكلّ كلامٍ يُقال في ظلّ الظروف التي يمر بها العالم العربيّ لا يشجّعني على الكلام إذ كل ما يقال يُعتبر "علاكاً...".

- ألا تتابع ما يُكتب عنك على مواقع التواصل الاجتماعي؟

أنا أطلق عليها اسم مواقع "التفاصل" الاجتماعي لا مواقع "التواصل"، ورغم ذلك أنشأتْ زوجتي حساباً لي على "فايسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام"، وكانت بدورها تتفاعل مع الناس، لكنّها ملّت في النهاية، وأنا أساساً لست متفاعلاً مع ما يُكتب، لكنّ زوجتي تنقل لي أنّ دوري في "خمسة ونص" أحدث صدى كبيراً عند المشاهدين.

- سبق أن قدّمت السنةَ الماضية في مسلسل "الهيبة- العودة" شخصية الرجل السياسي الفاسد، هل أنت محاصَر بهذه الشخصية؟

أعتقد أنّه عندما عُرض عليّ مسلسل "الهيبة- العودة"، وجدَ المخرج وشركة الإنتاج "صبّاح للإعلام"، التي تربطني بأصحابها علاقة محبّة ومودّة، أنّ سنّي وشكلي يناسبان هذه الشخصية. وهذا العام أيضاً وجدوا أنّني مناسب لتأدية شخصية "الغانم" في مسلسل "خمسة ونص".

- إذا ناقشتُ معك مسألة تفاوُت القدرات التمثيليّة عند الممثلين اللبنانيين بين جيلكم والجيل الحالي، ماذا تقول في هذا الصدد؟

لا أريد أن أظلم الأجيال التي تلتْنا، بل أقول في هذا الجيل ممثلون وممثّلات جيدون إنّما المنتج اللبناني للأسف، لا يريد ممثلين بل يرغب بالفتيات الجميلات والشبّان الوسماء، لا أكثر ولا أقلّ. كما أنّ معظم المنتجين اللبنانيّين لا يهتمّون بالنصوص، فهم يرصدون نجاح أيّ مسلسل أجنبيّ ويطلبون من الكتّاب لبْننته ثمّ يحشونه بالجميلات.

- لماذا هذا الاستهتار برأيك؟

هذا الاستهتار في الفنّ ملحَق بكل شيء فاسد في البلد من سياسة واقتصاد واجتماع إلخ. ومن جهة أخرى فإن المنتِج اللبناني ينفّذ حلقةً تلفزيونية من أيّ مسلسل بمبلغ عشرين ألف دولار أميركي، وهذا المبلغ يناله أيّ ممثّل عربيّ كأجْرٍ له، ونحن نعرف أنّ جودة أيّ مسلسل تلفزيونيّ بعيدةٌ من المنال بهذه الأرقام الضئيلة، لذا من المستحيل أن تُعرض هذه الأعمال على الفضائيات العربية لانخفاض مستوى جودتها. وهكذا فإنّ هذه الأعمال تُعرض على المحطّات اللبنانية فقط، ويبقى اللبنانيون مجبرين على مشاهدة المسلسلات المحلّية.

- شاركت قبل رمضان في مسلسل "كارما"، ماذا تقول عن هذه التجربة؟

هذا المسلسل حظي بنسبة مشاهدة عالية جدّاً في لبنان، والمَشاهد التي قدّمتها لاقت أصداء إيجابيّة وكُتب في أدائي الكثير من المديح. وفي النهاية، أنا ممثّل وأريد أن "أعيش" مع عائلتي، لذلك فأنا أختار أفضل الأعمال التي تُعرض عليّ.

- ما هي الأعمال الدراميّة التي تابعتها عدا "خمسة ونص"؟

لا أشاهد التلفزيون إلّا في ما ندَر، وحتى أعمالي لا أتابعها.

- أنت من روّاد المسرح اللبناني، لماذا الانقطاع عن تقديم أيّ أعمال مسرحيّة؟

باختصار، انقطعت عن تقديم الأعمال المسرحيّة لأنّه لم يعد هناك جمهورٌ للمسرح.

- وما الأسباب؟

أوّلاً، الأزمة الاقتصادية كبيرة جدّاً. ثانياً، كنّا في السابق نستقبل نحو 7 آلاف مشاهد على مدى أسابيع عدة، أمّا اليوم فأيّ مسرحية لا يقصدها أكثر من 1500 مشاهد، وهذا الرقم قليل جدّاً ولا يشجّع. أما السبب الثالث لانكفاء الفن المسرحي اللبنانيّ بالنسبة إليّ، فهو أنّ السيّدات هنّ المحرّك الأساس للحركة الثقافية في لبنان، لكنّ هؤلاء السيّدات بتْن مأخوذاتٍ بالمسرحيّات الفكاهيّة التي تُعرض في الفنادق مثل stand up comedy.

- هل يمكن أن يعود المسرح إلى عزّه؟

لا أمل في هذا البلد، فبلد الطوائف والطائفيّة لا تقوم له قائمة.

- شاركت في مسرح الرحابنة بأكثر من مسرحية، وهذا النوع من المسارح توقّف، لماذا؟

لن أعدّد الأسباب، فلبنان مصاب بداء السرطان الذي ينخر في جذوره، وما دام هذا المرض موجوداً فلن تقوم لنا قائمة، علماً أنّه لا يُخفى على أحد أنّ مسرح الرحابنة متفرّد بتميّزه، وقد حاولوا تقليده في مصر لكنّهم فشلوا.