المؤلفة مريم نعوم تخرج عن صمتها: لهذا السبب وصفت "فايسبوك" بـ"السلخانة"

القاهرة – نورهان طلعت 14 يوليو 2019
حقق مسلسل "زي الشمس" نجاحاً جماهيرياً كبيراً خلال عرضه في رمضان الماضي، وكان حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الألغاز الكثيرة التي تضمّنها، واعتبره البعض العمل الأنجح في رمضان 2019. "لها" التقت بالسيناريست مريم نعوم، التي أشرفت على كتابة المسلسل، لتكشف الكثير من التفاصيل الخاصة به، والتي أثارت جدلاً واسعاً في أثناء عرض العمل.


- مسلسل "زي الشمس" اتُّهم بأنه لا يمثل المجتمع المصري، فما رأيك؟

النقد حق مكفول للجميع، ويحق لأي شخص بأن يدلي برأيه ويقول إن العمل يعكس واقع المجتمع أو لا، أما أنا فأرى أن ما تضمّنه العمل يمثل بعض النماذج الموجودة فعلاً في المجتمع المصري.

- هل صحيح أنكِ أحدثتِ تغييرات كثيرة في المسلسل كي يبتعد عن العمل الأجنبي المقتبس منه ويقترب من واقع المجتمع المصري؟

بالتأكيد، قُمت ببعض التغييرات لكي تتماشى أحداث المسلسل مع طبيعة مجتمعنا العربي، فـ"زي الشمس" مؤلف من 30 حلقة، أما العمل الأجنبي فعدد حلقاته أقل بكثير، لذلك أضفنا إليه بعض الشخصيات، والتي لها علاقات بباقي الأبطال.

- هل توقعتِ أن يُحدث العمل تأثيراً كبيراً عبر مواقع التواصل؟

بصراحة، لم أتوقع للعمل أن يحصد هذا الكم من ردود الفعل الإيجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكفريق عمل، أقصى ما يمكننا فعله، هو تقديم عمل فني ناجح ينال إعجاب الجمهور.

- بعد عرض الحلقات الأولى، حرق البعض أحداث المسلسل بعد مشاهدتهم للعمل الأجنبي، هل أزعجك ذلك؟

تضايقت كثيراً إذ شعرت أن البعض تعمّد إيذاء العمل، من خلال حرق أحداثه، فما قُمنا به ليس أمراً جديداً، بل اعتدنا عليه مُنذ عشرات السنين، فثمة مسلسلات ناجحة مقتبسة من أعمال أجنبية، ومع ذلك تابعناها بشغف كبير، فلماذا حدث ذلك مع "زي الشمس" تحديداً؟!

- بعد الكشف عن الأحداث، هل عمدتم الى تغيير نهاية المسلسل؟

لا، لأن من غير المنطقي تغيير النهاية، فالتغيير يمكن أن يشمل الأحداث والشخصيات، وليس النهايات.

- التركيز على بطلة العمل دينا الشربيني دفع البعض للمبالغة في انتقاد المسلسل، فما رأيك؟

لا أعرف مدى حقيقة ذلك، لكن الانتقادات السلبية التي تعرّض لها "زي الشمس"، لم تطاول أعمالاً أخرى عُرضت من قبل.

- البعض يتّهم أصحاب الأعمال المقتبسة بالاستسهال في كتابة عمل جديد، فهل هذا صحيح؟

هذا الاتّهام باطل، لأن المسلسلات المقتبسة من أعمال أجنبية، تتطلب مجهوداً مضاعفاً، فهناك أحداث وفكرة وسيناريو موجودة فعلاً ولا بد من الالتزام بها.

- أي شخصية كان تجسيدها الأصعب في هذا العمل؟

شخصية "فريدة"، لأنني لم أكن أعرف ما إذا كان الجمهور سيتعاطف معها أم لا.

- هل تعمّدتم جعل كل شخصية في المسلسل تشكّك في أنها القاتل؟

بالطبع، كنا نقصد ذلك ونجحنا في مسعانا، لكن ليس للدرجة التي وصل إليها الجمهور بتشكيكه بأن "كارما" ابنة "فريدة" هي القاتل.

- البعض أكد غياب المنطق عن أحداث الحلقات الأخيرة وأنها يمكن أن تخرج بشكل أفضل، فما ردّك؟

لا يمكننا تحقيق كل ما نرغب فيه، وأحياناً نضطر للتضحية بشيء من أجل شيء آخر، مثلاً قد تطرأ ظروف تعرقل عملية الإنتاج، أو نكون في سباق مع الزمن... فالأحداث في منتصف حلقات المسلسل كانت هادئة، لكن تسارعت وتيرتها مع اقتراب المسلسل من نهايته، وذلك بغية الكشف عن كل الألغاز التي حيّرت ألباب الجمهور.

- ما حقيقة خلافك مع المخرجة كاملة أبو ذكري، وهل توترت علاقتكما بحسب قولها؟

هي المرة الأولى التي أسمع فيها مثل هذا الكلام، ولا أعرف ماذا قالت كاملة لأردّ عليها.

- لكن، هل يمكن أن تتعاونا مرة أخرى؟

بالتأكيد، فلا مشكلة لديّ في ذلك.

- وصفتِ "فايسبوك" بـ"السلخانة"، وهو تعبير قاسٍ، فما السبب؟

لأن الناس أصبحوا يتميزون بالقسوة في حكمهم على الآخرين، و"فايسبوك" فقد الميزة التي كان يتمتع بها، والتي صُنع من أجلها، وهي أن يكون مصدر تواصل اجتماعي، ويهدف الى جمع الناس وليس تفريقهم، لكن للأسف أصبح وسيلة للسخرية، نتهكم من خلالها على بعضنا بعضاً، ولذلك وصفته بـ"السلخانة"، وهو وصف يناسبه تماماً.