احذري ثبات الوزن خلال الحمية الغذائية

ميشال زريق 13 يوليو 2019

كثيرة هي المشاكل الصحية التي قد تُواجهنا خلال اتباعنا الحمية الغذائية في مراحل مختلفة من حياتنا، فالبعض لا تلائمهم الحميات الأكثر شيوعاً مثل الـ High Protein، أمّا البعض الآخر فلا تتأقلم أجسامهم ونظامهم الغذائي مع حميات الصيام المتقطّع أو حتى الاستغناء عن مصادر البروتين الحيواني. إلّا أنّ مشكلة شائعة ومشتركة قد نختبرها خلال الحمية الغذائية، ألا وهي ثبات الوزن، ما قد يُصيبنا بالإحباط والكآبة ويُقلّل من حماستنا على متابعة الحمية والمثابرة حتى الوصول إلى الوزن المطلوب.


مشكلة شائعة

ثبات الوزن أو استقراره خلال الحمية واسمه العلميّ Weight Loss Plateau مشكلة تصيب الكثيرين بيننا، وقد تبدأ بالظهور بعد مضي حوالى الشهر على اعتماد نظام غذائي معيّن، إذ ورغم مواظبتكم على ممارسة الرياضة وتناول كميات مدروسة من الطعام، تلاحظون عدم تغيّر أوزانكم، وهذا أمر طبيعيّ بادئ الأمر، فخلال مرحلة فقدان الوزن، يشعر الجسم بالخطر فيعوّض النقص من مخزون الطاقة.

تتحدّث اختصاصية التغذية هلا عقيقي عن أسباب ثبات الوزن خلال الحمية الغذائية، وهي بحسب معايناتها مشكلة يُعاني منها الكثيرون، حيث إنّها تنقسم إلى فئتين؛ الأولى هي عدم التجاوب مع الحمية بعد مضي فترة معينة على البدء بها، وهذا أمرٌ طبيعي حيث على الجسم أن يتأقلم مع المتغيّرات كافة، وقد تستمرّ من 4 إلى 12 أسبوعاً حتى نستعيد قدرتنا على فقدان الوزن. أمّا الفئة الثانية فهي عدم التجاوب منذ بداية الحمية والثبات على وزنٍ معيّن، وهنا يجب الخضوع للفحوص الطبية، إذ قد تكون المشكلة ناجمة عن خسارة فيتامينات أو خللٍ هورموني يُعيق عملية خسارة الوزن.

يعتاد الجسم في معظم الأحيان على كمية السعرات الحرارية التي تُبنى عليها الحميات الغذائية، ويقوم بحرق الدهون ببطءٍ شديد، حيث يعتمد الجسم حينها على مخزون الطاقة من السكر (جلوكوز) الموجود في الدم وهو ينشّط الجسم ويمدّه بالطاقة. كما يحاول الجسم التعويض من خلال "الجيلايكوجين" المخزّن في الكبد والعضلات حيث يحرق نفسه لإنتاج الطاقة وتتحرّر كميات كبيرة من الماء ويكون الوزن المفقود في هذه المرحلة هو من الماء فقط، هذا على عكس الدهون التي لا تحتوي على كمية كبيرة من الماء، بل على ضعف طاقة "الجيلايكوجين"، إذ تُنتج الدهون طاقة أكبر عند الاحتراق، مما يعزّز طاقة الجسم ويؤدي إلى ثبات الوزن.

أسباب ثبات الوزن

تؤثر كمية المياه ونسبة الطاقة التي ينتجها الجسم وحرق الدهون في ثبات الوزن، كما أنّ التخلّي عن بعض الوجبات واستبدالها بأخرى خلال فترة الحمية قد يُساعدان في عدم إنقاص الوزن، ناهيك عن عوامل نفسية عدة من بينها الاضطرابات والقلق والتوتر المستمر وقلّة النوم، حيث لا تقتصر الحمية فقط على تنظيم الغذاء، بل تشمل أيضاً تنظيم نمط الحياة. احذروا عدم توازن السعرات الحرارية في الأطعمة التي تتناولونها، واحرصوا بإشراف اختصاصي التغذية على تغيير نمط الحميات التي تتبعونها والتنويع في الأطعمة بين البروتينات والألياف بشكلٍ لافت. واظبوا على ممارسة الرياضة بموازاة اتباعكم الحمية الغذائية، فهذا يُساعد على حرق الدهون بشكلٍ أسرع وتحريك الجسم، ولا تنسوا طبعاً شرب الماء بكثرة، أي من 6 إلى 8 أكواب خلال اليوم، ما يُساعد على طرد السموم من الجسم. والنصيحة الأبرز لكلّ سيّدة، ألّا تركّز على قياس وزنها خلال فترة الدورة الشهرية، حيث إنّ إفراز هورمون الإستروجين في الدم خلال هذه الفترة يتسبب في ثبات الوزن بشكلٍ لافت.