حسن الردّاد: لا أرفض العمل مع زوجتي إيمّي سمير غانم والجمهور حيّرنا!

القاهرة – نورهان طلعت 20 يوليو 2019
يتحدّث حسن الردّاد، في حوار خاص لـ"لها"، عن مسلسله الأخير "الزوجة الـ18"، وعن ردود الفعل التي تلقّاها بعد عرض العمل في رمضان الماضي، وسبب تسمية المسلسل بهذا الاسم، وانتقاد البعض له، لتشابهه مع فيلم "الزوجة الـ13". كما يكشف عن كواليس المسلسل، ولماذا كان يراها الأفضل بالنسبة إليه، ويوضح للمرة الأولى سبب مساندته للمنتج أحمد السبكي في أزمته الأخيرة.


- هل اتخذت قراراً مسبقاً بتقديم عمل اجتماعي كوميدي في "الزوجة 18" أم تأخذ قرارك بناءً على السيناريو الذي يُعرض عليك؟

إذا عُرض عليّ سيناريو قوي جدّاً وأعجبني، أوافق عليه فوراً، وإن كانت نوعيته مُختلفة عن التي أرغب في تقديمها، لأنّ قوة السيناريو تجبرني على ذلك، لكنّ هذا نادراً ما يحدث، خصوصاً في الفترة الأخيرة، فإذا كُنت أرغب في عملٍ كوميدي أو أكشن أو أي نوع آخر، أبحث عن السيناريو الذي يحقق لي ذلك. أما في "الزوجة الـ18"، فحين حدّثني مُنتج العمل عنه، أعجبتُ بفكرته وطريقة الطرح، ولفتني تمايزه واختلافه عن أي عمل قدمتُه من قبل، فوافقت عليه.

- لماذا تردّد دائماً أن العمل ليس كوميدياً في حين يصنّفه الجميع في خانة الأعمال الكوميدية؟

لأنّ كلمة كوميديا باتت تعني تقديم البطل لشخصيات كثيرة ومتنوعة تقوم على التغيير في الشكل والشعر، وتقليد الشخصيات، ونحن في هذا العمل لا نقدم هذه النوعية من الكوميديا الضاحكة. المسلسل كوميديّ اجتماعيّ، يناقش قضايا اجتماعية من منظور كوميدي "لايت"، لذلك لا أفضل إطلاق كلمة كوميدي فقط عليه.

- حدّثنا عن ردود الفعل التي تلقّيتها أثناء عرض العمل في رمضان وبعده؟

جيدة والحمد لله، علماً أن ردود الفعل التي تهمّني هي تلك التي تأتي من أشخاص حقيقيين، من خلال جمهور الشارع، أو من أشخاص يكتبون آراءهم بأنفسهم عبر "تويتر" على سبيل المثال، وأقوم بنشر تعليقاتهم عبر "الإنستغرام" الخاص بي، وكذلك نشرة "الكوميكس" التي ينشرها الجمهور عبر صفحاتهم، ولم أدفع لشخص واحد حتى أتصدّر هذه المواقع.

- ولماذا لم تلتفت الى قصة "التريند" مثلما فعل البعض الآخر؟

"التريند" عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمر جيّد إذا كان حقيقياً، لكنّني أعلم أن 90% ممّا يُنشر على هذه المواقع من آراء إنّما هو لقاء أجر، أي مدفوع الثمن، لذلك لا يهمّني تصدّر المواقع بهذه الطريقة. أنا لا أبيع نجاحاً وأشتريه. ما يهمّني هو الـ"تريند" الحقيقي لا الزائف.

- بعد مسلسل "عزمي وأشجان"، لماذا لم تفكر في الابتعاد عن الكوميديا؟

أرى أن الكوميديا أصعب بكثير من أي نوعية أعمال أخرى، وأضرب دائماً مثلاً بأننا إذا جئنا بأي شخصين لا يجيدان التمثيل، فمع الموسيقى المؤثرة، والعناصر الأخرى، سيستطيعان التأثير في الناس بشكل عادي، لأنّ هناك عوامل مساعدة، لكن لا يستطيع أي شخص أن يقوم بدور كوميدي، فالكوميديا أصعب وأعمق من هذا التسطيح، وهذا لا يعني عدم رغبتي في تقديم أعمال درامية جادة، لكنني أردت توضيح هذا الأمر، وأرى أن هذا العمل ليس كوميدياً فقط، بل فيه مساحة كبيرة من الدراما الاجتماعية، لذلك أعجبني وقدّمته للجمهور.

- هل استعدادك لهذا الدور كان مُختلفاً، خصوصاً أن الشخصية لمُصمّم أزياء، وهذه المهنة تحفل بالكثير من التفاصيل؟

هذا الدور كان يحتاج الى البساطة، وعدم الاستظراف، وأن تتسم الشخصية بخفة الدم، وأن تكون لها طريقتها ومفرداتها، لأنها من بيئة معيّنة، وهو شخص مُحبّ للبنات، ويحاول دائماً أن يوقعهنّ في شباكه، فهو مثل النصاب؛ "ينصب" عليهنّ بالكلمة الحلوة، فيقعْن في حبّه نظراً لطرافة شخصيته، لذلك لم أعتمد على التكلّف أو المبالغة.

- ربط الجميع بين اسم المسلسل واسم فيلم "الزوجة الـ13" لرشدي أباظة، وهو ما فعلته العام الماضي مع "عزمي وأشجان"؟

اختيارنا العام الماضي لـ"عزمي وأشجان"، جاء على سبيل المصادفة، وكانت هناك حالة من الجدل عبر الـ"سوشيال ميديا"، حول المسلسل القديم، الذي قدّمته فيفي عبده وكمال أبو رية، فرأينا أن هذا الاسم سيكون مناسباً للمسلسل وأحداثه، خصوصاً مع تعدّد الشخصيات، والمواقف التي تقابلها، وهو ما حدث أيضاً مع مسلسل "الزوجة الـ18" بالمقارنة مع "الزوجة الـ13"، حيث وجدنا أنّ الاسم مناسب للأحداث الدرامية الخاصة به، فأنا لا أتعمّد تشابه الأسماء، لكن أحداث العمل هي التي تفرض ذلك، فيحدث هذا التشابه.

- ألم تخشَ من التعاون مع مؤلّف يكتب لك للمرة الأولى؟

لا يشغلني هذا الأمر، لأنّني أحب التجديد والتغيير، وليس من الضروري أن أتعاون مع أسماء بعينها، فالتغيير أحياناً كثيرة يكون أفضل، وأنا تحمّست للتعامل مع مؤلف هذا العمل، ودائماً ما أجهد حتى أجد مؤلفاً جيداً، وقد وجدت.

- اعترض المجلس الأعلى للإعلام على بعض المشاهد التي تضمنت ألفاظاً وإيحاءات جنسية، فما تعليقك؟

عرفت بهذا الأمر، وكان اعتراضهم على مشهد واحد في الحلقة الأولى، وردّي هو أنّ مَن يجيز هذه الأعمال، هي الرقابة على المصنّفات الفنية، وفي النهاية أرى أن هناك اختلافاً في الرؤية، بدليل وضع إحدى القنوات العارضة علامة "16+" على العمل، بينما وضعتْ قناة أخرى علامة "12+"، أي هناك اختلاف في الأذواق والرؤية والمعايير، وليس من معيار واحد يسير عليه الجميع، علماً أن أطفالاً كثيرين يتابعون المسلسل من دون أيّ إشكال.

- إلى أي مدى يمكن أن تكون قصة العمل واقعيّة؟

كل ما في المسلسل طبيعي وواقعي، وقائم في المجتمع، فهناك من يتزوّج بأكثر من واحدة، وهناك من يكون على علاقة بأكثر من فتاة وهو متزوج، مثل بطل العمل. فما يُعرض في العمل يحدث في الواقع.

- لماذا فضّلت أن تغنّي تتر هذا العمل بالإضافة إلى الغناء خلال عدد من الحلقات؟

مُنذ العام 2011 وأنا أحبّذ الغناء في أعمالي، إذا كانت تتطلّب ذلك، فمن الجيّد أن يمتلك الممثل موهبة الغناء، وأن تكون لديه أُذن موسيقية، مثلما غنّى الفنانون عادل إمام وأحمد زكي ومحمود عبدالعزيز في أعمالهم على طريقتهم، وأَحب الجمهور ذلك، بل وحققوا فيها نجاحات باهرة، لكن بالتأكيد إذا قدّمت عملاً جاداً، فمن المستحيل أن أغنّي فيه، لأن الأعمال الكوميديّة فقط، هي التي تتحمّل الغناء.

- هل يمكن أن تقدّم يوماً ما حفلات غنائية؟

بالتأكيد لا، فأنا لست مطرباً، وليس هدفي تقديم الحفلات.

- لماذا شعرنا بأنك سعيد داخل كواليس هذا العمل تحديداً؟

جميع الأبطال كانوا طيّبين للغاية، متواضعين ومتعاونين ويتمنون النجاح للعمل، والنيات كلها سليمة، لذلك كانت من أجمل كواليس أعمالي، وأتمنى أن تكون أعمالي المُقبلة كلها على هذا المستوى من الألفة والمودّة، علماً أن هذا نادر! وسرّني العمل مع محمود الليثي وشيماء سيف، والروح التي أضفياها على المسلسل، وكذلك ناهد السباعي، وكل النجوم الذين ظهروا في المسلسل، ولا أنسى طبعاً ضيوف الشرف.

- من وجهة نظرك، هل تأثرت الأعمال بغياب الـ"يوتيوب"؟

أعتقد أنّه تمّ تعويض الـ"يوتيوب" بـتطبيقٍ مخصّص لعرض الأعمال، وشاهد الجمهور المسلسل بشكل طبيعي، ولم تحدث أزمة في ذلك، كما أن الشركة المُنتجة طرحت دقائق قليلة فقط من الحلقات على الـ"يوتيوب"، في طريقةٍ جديدة للترويج، وساهم هذا في ترغيب المشاهدين بدخول التطبيق الجديد لمشاهدة باقي الحلقات.

- هل انتابتك مخاوف عدم التواجد في رمضان مثل أغلب النجوم؟

لا إطلاقاً، فما لا يعرفه الجميع أنّني تعاقدت على بطولة العمل مُنذ الصيف الماضي، لكنني كعادتي لا أحب الترويج لأعمالي قبل بدء التنفيذ والتصوير، وإعلان الشركة المُنتجة نفسها عن إنتاجها للعمل، والكشف عن كل التفاصيل. عموماً هذا الأمر لا يقلقني، لأنّ التواجد في رمضان أو الغياب، يكون وفقاً للظروف والتحضيرات، ووجود الأعمال الجيدة من عدمه، ليس أكثر من ذلك.

- يتعجّب البعض من عدم تقديمك عملاً فنيّاً مع زوجتك إيمي سمير غانم مُنذ فترة...

الجمهور بطبيعته مُحيّر! فبعد مسلسلنا الأخير، قالوا يجب أن تبتعدا قليلاً عن العمل معاً، وبعد تقديم كلٍّ منا عملاً مُختلفاً، قالوا يجب أن تعملا معاً، لكنْ في الحقيقة هناك خطة أسير عليها، والأمر ليس عشوائياً، فنحن قدّمنا معاً أعمالاً عدة جيدة، لذلك وجدنا أن تقديم أعمال مُنفصلة في الوقت الحالي هو الأفضل، وإذا وجدنا عملاً مناسباً لعودتنا فسنفعل.

- ما المسلسل الذي أعجبك في رمضان؟

شاهدت مسلسل إيمي "سوبر ميرو"، وأعجبني، وتابعت مشاهد وحلقات قليلة جدّاً من باقي الأعمال، لذلك لا أستطيع أن أعبّر عن رأيي أو أحكم، لأنّني لم أتابع كل الأعمال كما يجب.

- كيف تتعامل مع جمهور الـ"سوشيال ميديا"، خصوصاً أن المتابعين أصبحوا أكثر عنفاً؟

بصراحة، باتت الـ"سوشيال ميديا" لا تشغلني، وأتعامل مع المنطق الذي صُنعت من أجله فقط، لكنّ أيّ كلام جارح أو هجوم ونقد غير منطقي لا أتأثر به، فالبعض أصبح يتعمّد الاستفزاز حتى يخرج الفنان عن طَوره، لذلك لا ألتفت إليها كثيراً.

- لماذا وقفت مع المنتج أحمد السبكي في أزمته الأخيرة؟

يجب أن أكون معه في الأيام الصعبة، مثلما كُنا معاً في الأيام السعيدة، والنجاحات التي حقّقناها معاً في الأفلام التي قدّمناها.

- حدّثنا عن التعويض الذي حصلت عليه من مُنتج مسلسل "نوح"؟

صدر الحُكم النهائي في هذه القضية بـ5 ملايين جنيه، وأُسدل الستار عليها.

- ما هو جديدك في السينما؟

هناك أكثر من مشروع، ونعمل على عدد من السيناريوهات.

- وهل من عمل سيجمعك بعمرو يوسف؟

بالفعل، لكنه لا يزال قيدَ التحضير.

- وماذا عن جديدك؟

عملٌ دراميّ للعام المُقبل، أستطيع أن أقول إنّه ليس كوميديّاً.