Portrait of a Diva نادين نسيب نجيم: أفكّر بعقل رجل... وأتصرّف كامرأة!

حوار وPhotoshoot Producer: ميشال زريق 27 يوليو 2019

في كلّ عامٍ تقدّم دوراً، نقول إنّه الأجمل والأكثر نضجاً. ولكنّها للحقيقة هذا العام، وبعد تقديمها شخصية الدكتورة "بيان"، بدت أكثر نضجاً وحكمةً، كيف لا وهي الممثلة المثقّفة التي لا تتردّد في أن تحدّثك عن كتبٍ وأقوال وأفكار لفتت انتباهها. في "عباءة الليدي" ظهرت أخيراً، وهي تتمنّى اليوم أن تخوض تجربة درامية مختلفة بأبعاد جديدة... نادين نسيب نجيم، تقلّب صفحات نجاحات دراما رمضان، وتتحدّث عن حياتها العائلية والفنية، وجوانب من الشخصية التي بدأت ترسمها لرمضان 2020... والبقية في الأسطر التالية.


- بعد مضي فترة على تصوير "خمسة ونص"، ما هي الترسّبات التي تحملينها من شخصية "بيان"؟

كل شخصية قدّمتها، ألتقي معها ونتشابه في نقاط عدة، فـ"ميساء" في "نص يوم" تُشبهني كثيراً من حيث قوة شخصيتها وتماسكها وتمالك أعصابها تحت وطأة الظروف القاسية، وكذلك الدكتورة "بيان" في "خمسة ونص" التي أحبّها الجمهور. يُقال دائماً إنّه يجب عليكَ أن تبحث عن الشخصية في داخلكَ، وأن تبحث عن نفسك في داخل الشخصية. لا أوافق من يقول "أُخرج من عباءة شخصيتكَ في الدور الذي ستؤديه"، ففي نهاية المطاف، هناك نقاط مشتركة، ما يُمتّن الشخصية ويجعلها تبدو حقيقية. كلّ شخصية قدّمتها تركت أثراً في نفسي لا يزال يلازمني حتى اليوم.

- الدكتورة "بيان" تشبهكِ بكونها عصامية وتعمل بكدّ لتصل إلى ما تُريده...

ومع ذلك بقيتْ متواضعة وقريبة من الناس وصاحبة قلبٍ طيّب لا تستطيع أن تكرهها، فهي تتمتع بحس إنساني عالٍ، لا تؤذي أحداً، وفي الوقت نفسه تبدو صلبة ومقدامة وتكره الظلم.

- عرضَ "خمسة ونص" أكثر من إشكالية لعل أبرزها ميزان الحياة وقشورها بين النجاح المهني والمشاكل الأسرية؛ إلى أي مدى توازنين بين حياتك المهنية وتلك العملية لتكوني ناجحة في كليهما؟

غالباً ما أضحّي بعملي، فأرفض عروضاً كثيرة تأتيني من الخارج، ولا أفضّل السفر لفترات طويلة، وأرجّح كفّة الميزان دائماً للعائلة على حساب مهنتي، حتى أنّني كنتُ سأخوض مشروعاً جديداً مع مجموعة MBC وتحمّستُ كثيراً له وتحدّثنا عنه منذ أكثر من عام، إلا أنّنا لم ننجزه.

- وما السبب؟

كان من المفترض أن يتم التصوير خلال الشتاء الفائت، ولكن بعد أن تمّ تأجيله إلى هذا الصيف، صارحتهم واعتذرت لكوني لست قادرة على ترك أسرتي، ولا تنسَ أنّني انتهيتُ حديثاً من تصوير مسلسلي الرمضاني وحقق نجاحاً كبيراً... أريدُ إجازة لي ولعائلتي.

- هل ترين أنّ بعض تلك الفرص تضيع ولا تُعوّض؟

العائلة تستحقّ التضحية، وكُن على يقين أنّك لا تستطيع الحصول على كلّ ما تريده في الحياة، وتعجز عن اللحاق بالفرص والاهتمام بالعائلة معاً. أحياناً، يجب أن تقول "لا"، ولكن عن قناعة، وعندما تضيع منك فرصة، ستأتيكَ أخرى أفضل منها حتماً، وفي نهاية المطاف نحن من نصنع الفرص من خلال اختياراتنا في الأوقات التي تُناسبنا.

- تقول الأغنية "يا بتفكّر يا بتحسّ"، وفي شخصية كلّ منا جانب ذكوري وآخر أنثوي يربط بين حدّة العقل وطيبة القلب؛ فبين الحدّة والطيبة أين أنتِ؟

أنا أفكّر كرجل وأتصرّف كامرأة، سعيدة جدّاً بما وصلتُ إليه، ولكنّ ذلك استغرق منّي وقتاً طويلاً لأتغيّر وأُغلّب عقلي على مشاعري... عملتُ على تطوير أسلوب تفكيري كي يشبه تفكير الرجال، وتصرّفت على طريقة المرأة، وهذا نهج خاص بي. الحياة ليست سهلة، وهناك أمور كثيرة يجب السعي إليها، ولكنني لا أستطيع التخلّي عن Attitude الليدي... فهو نابع من داخلي.

- ما الذي تغيّر مع هذا النهج؟

طريقة تفكيري وكيفية تعاملي مع المواقف ورؤيتي للأمور. أصبحتُ أكثر عقلانية، وأقل تأثّراً بما يحدث حولي، وأذكر تماماً عندما دخل والدي إلى المستشفى وعرفنا أنّه مصاب بالسرطان، كان يوماً صعباً، وفي تلك الفترة كان الجميع منهاراً إلّا أنا، فقد أنجزت معاملات الاستشفاء على أكمل وجه وبقيت متماسكة وضبطتُ نفسي إلى أن وصلنا إلى النهاية، عندها انهرتُ نفسياً وبكيت... بكيتُ كثيراً، فليس هناك شخص قوي ولا يبكي، جميعنا نبكي حتى نرتاح.

- في الأوقات العصيبة، ألا تخشين مواجهة نفسك وبالتالي البكاء في السرّ وليس في العلن؟

في العديد من المقابلات، كنتُ أتأثر وأبكي رغماً عنّي، حيث أكون قد بلغتُ ذروة التأثّر وفقدت السيطرة على نفسي، فهذا وليد الضغط والتوتر، والذي يُفقدك القدرة على التماسك. وأظنّ أنّك في إحدى المرّات صادفتَ موقفاً مماثلاً معي عندما تجرّدتُ من نفسي وبكيتُ، وتركتُ مشاعري تخرج إلى العلن، لأنّني لم أستطع كبتها... هذا الأمر ليس عيباً أو خطأ، يجب أن تُخرج السلبية من داخلك وأن تبكي لترتاح.

- الإنسان الناضج والقويّ يتكيّف مع المواقف ويضع "مئة وجه"... بكم وجه تعيشين؟

بكلّ صدق، بالوجه نفسه. أنا ما زلتُ نادين نفسها، ولكنّني وصلتُ إلى مرحلة عندما أصادف شخصاً يكذب، أتحاشى الدخول معه في جدال، لأنّني أعي الحقيقة ولا أريد أن أجادله حتى لا أعطيه فرصة ليُثبت نفسه. أتعامل مع كلّ إنسان حسب طريقة تفكيره، ولكن أرفض الجدال في مواضيع لا تثمر أي نتيجة. بتُّ أخاطب الناس بلغةٍ يفهمها كلّ منهم وفقاً لأسلوب تفكيره.

- خلف هذه النعومة والرقّة؛ هل تخفين قوة قلب أسد أم شراسة لبؤة؟

(تفكّر ملياً)... اللبؤة تتحرّك في داخلي عندما تصل الأمور إلى عائلتي، ولكن في عملي وحياتي اليومية أنا صاحبة قلب أسد قوي... وفي بعض المرّات أكون عين النسر الثاقبة، وفي مرّات أخرى أتحلّى بحنكة ثعلب... أتكيّف مع المواقف والظروف التي تحكمني.

- إلى جانب التمثيل والتعابير برعتِ هذا العام بالأداء الصوتي لإبراز معالم شخصيتك... كيف تقيّمين هذا النضج الدرامي؟

هذا أمر ضروري وأداة تمثيلية صعبة، هناك ممثلون كثر يعتمدون على الحركة والتعابير في أدائهم، ولكن في الواقع تصادف أناساً كثيرين لا يعبّرون بالحركة إنّما بنبرة الصوت ولغة العيون. أنعم الله عليّ بعينين جميلتين، وهذا يُذكّرني بما قالته لي "حبيبة قلبي" الفنانة القديرة منى واصف من أنّني صاحبة عينين جميلتين، وهذا يُساعدني كثيراً في التمثيل. أمّا عن الصوت، ففي بداياتي كان صوتي يتغيّر مع تغيّر الشخصية، لكن اليوم عملتُ على تطويعه أكثر ليتماشى مع الحالة التي أجسّدها، سواء عندما كنتُ طبيبة حكيمة أو امرأة مكسورة أو حبيبة عاشقة. وصلتُ إلى مرحلةٍ من الأداء الدرامي، بحيث أصبح الجمهور يعرف الحالة النفسية التي أجسّدها من خلال نبرة صوتي، حتى أن هذا الأمر بات يُرافقني في حياتي اليومية. لا أؤمن بكثرة التعابير وبالمبالغة في لغة الجسد، ولم أجد أحداً يُبالغ في ذلك إلّا المجانين.

- (أقاطعها)... في مسلسل "نص يوم"، كانت هناك تعابير ومبالغة في لغة الجسد!

ليس في كلّ الشخصيات، ففي شخصية "ميساء" هناك تبدّل حالات، وعندما تكون على طبيعتها تخفّف من حركاتها، ولكن حين جسّدت شخصية الضريرة أو بائعة الهوى أو المتوحّدة، كان عليّ أن أوصل الحالة إلى الجمهور بطريقة يفهمونها، وإذا لاحظت، في عينيها أمر غامض وغريب.

- أنتِ أول من فتح شهية المشاهدين على السايكودراما وسرعان ما تابعناكِ في عباءة "الليدي"... هل تتخيّلين نفسكِ خارجها؟

أحبّ أن أخرج من هذه العباءة وأجسّد أدواراً مختلفة. في داخلي رغبة عارمة للعب أدوار مختلفة، وفي داخلي نادين المتحرّرة من أي أُطر درامية ولم أُرد حصرها ضمن أي شكل كي لا تتجرّد من هذه الرغبة الدرامية. عندما تكون ممثلاً متمكنّاً من أدواتك، يُمكنك أن تلعب أي شخصية تحلو لك.

- هل ترين أنّ وضع الجمهور لكِ في هذه الخانة قد ظلمكِ نوعاً ما أو حدّد خياراتك؟

أبداً. ولكن صودف أنّ الشخصية التي أدّيتها في مسلسلَي "طريق" و"خمسة ونص" كانت تتطلّب أن أكون "ليدي" رصينة. ولكن إذا قدّمتُ دوراً مختلفاً في العام المقبل، وهذا ما سيحدث، فالجمهور سيقتنع ويُحبني من خلال هذا الدور ويُصدّقه، لأنّ الشخصية تصبح جزءاً منّي.

- علامَ تبحثين اليوم في الشخصية الجديدة؟

أريد تقديم شخصية مختلفة، ولكن هناك منتج وشركة إنتاج ومحطة عارضة وأبحاث واستطلاعات رأي يجب أن ننظر إليها قبل المضي في اختياراتنا. الممثل في بعض الأحيان يخضع لرغبة السوق وذوق الجمهور بغية تقديم ما هو مطلوب. ليست لدي مشكلة في أي شخصية تُطلب منّي، ولكن ما يسعني قوله إنّكم في العام المقبل سترون شيئاً مختلفاً... ستتابعون معاناة من نوع آخر.

- هل بدأتم برسم ملامح الشخصية؟

بدأنا بعقد الاجتماعات وتداول الأحاديث والكتابة...

- إلى أي فئة من القصص تميلين؟

"معاناة"... قصّة إنسانية بحتة "بتوجّع القلب".

- هل البكاء والتأثر أثناء تجسيدك للشخصيات هو مخرج لما لا تستطيعين القيام به في حياتكِ؟

على العكس، أحياناً وبمقدار ما أكون قد بكيتُ في الحقيقة، يصعب عليّ البكاء في المشهد، وفي بعض المرّات أَجهد لكي أبكي وأُفرّغ هذا التأثر في المَشاهد. أتأثر بأمور كثيرة وأحاول استعادة مواقف عشتها واختبرتها وقد تعيشها الشخصية أيضاً، وهذا مفيد جدّاً ليصل الإحساس إلى الجمهور بصورة أصدق.

- ماذا عن معادلة؛ نادين نجيم والسباق الرمضاني؟!

"حلو رمضان"... أنا لا أقدّم إلا عملاً واحداً في العام، وأحضّر له من سنة إلى أخرى. يغمرني الفرح عندما يقول لي الكثير من الناس إنّهم ينتظرونني... تعلّقتُ بهم!

- الكثير من الناس؟! تعنين كلّ الناس... من أحبّك ومن انتقدكِ ينتظركِ!!

الحمد لله هذه نعمة، أفرح كثيراً عندما أصادف الناس في الشارع ويسألونني عن مشاريعي الحالية، فأقول لهم إنّني في إجازة فيعتبون عليّ، لكن سرعان ما يتفهّمون وضعي العائلي. الكثيرون يدعون لي بالخير ويعبّرون عن فخرهم بي، هذه مسؤولية كبيرة ومصدر فرح... "حلوة محبّة الناس".

- هل برأيكِ هذا الحب نابع من أنّ الجمهور رافقكِ منذ اليوم الأول لشهرتكِ وفي كل رحلة صعودكِ؟

سأكشف لكَ سرّاً: الجمهور يحبّ نادين نفسها وليس الشخصيات التي تجسّدها فقط. ألتقي بنساء كثيرات يقلن لي أموراً "بتكبّر القلب" ويعبّرن عن اعتزازهن بي ومحبّتهن لي. هناك من يعرفني عن قرب. الناس يُحبّون نادين الممثلة ونادين الإنسانة وينتظرون بفارغ الصبر إطلالاتها غير التمثيلية وأحاديثها ولقاءاتها... وأسمع هذه الجملة كثيراً.

- في الحلقة الأخيرة من "خمسة ونص"، ظهرتِ بدون شعر؛ ما الدرس الذي علّمكِ إياه هذا المشهد؟

في بادئ الأمر، شعرتُ بخجلٍ كبير ووضعتُ وشاحاً على رأسي... شعرتُ لبرهة وكأنّني خسرتُ شعري فعلاً. كانت لحظة صعبة رغم معرفتي بأنّه قناع وشعري تحته، ومع ذلك لم أتمالك نفسي. عندما زرتُ مستشفى ومركز سرطان الأطفال في بيروت، لمتُ نفسي، وقلتُ إن من المعيب أن أتأثر، وهذا دور تمثيلي لا أكثر، وبانتهائه أخلع القناع ويعود شعري إلى طبيعته... تعلّمتُ درساً كتبته وسجّلته في أحد آخر مَشاهد العمل... يجب أن نشكر الله على النِّعم والصحة ونعيش بتفاؤل وإيجابية. رأيتُ في عيون الأطفال المرضى الأمل والحب والقوّة والإيمان، ما يدفعنا للمثابرة ومتابعة حياتنا. على مدار أكثر من ساعتين، لم أستطع تقبّل شكلي، كنتُ أسير بين الناس خائفة وخجولة، وهذا ليس سهلاً.

- هل أنتِ متصالحة مع العمر أو مسألة الخسائر المتتالية في الحياة؟

متصالحة مع العمر إلى أقصى الدرجات، وأعلم أنّ لي عقدين من الزمن، هما "العصر الذهبي" لي ولأناقتي والاهتمام بنفسي. أنا متصالحة مع نفسي ومع روحي التي لا تشيخ. أحب الحياة والرقص والسفر، في داخلي مراهِقة لم تكبر! في داخلي رغبة لاختبار أمور جديدة وعيش الحياة بحرّية، العمر هو مجرّد رقم تتعامل معه أنتَ على طريقتكَ.

- وماذا عن الخسائر؟

تصالحتُ معها نوعاً ما... خسرتُ والدي وأنا أشتاق إليه كثيراً، أفرح عندما أراه في منامي وأمضي اليوم التالي سعيدة بعد رؤيته. ولكن هذه سُنّة الحياة.

- بعد 16 عملاً، هل ما زلتِ تبحثين عن إجابات في الحياة أم أن التمثيل أعطاكِ إجابات لأسئلة حياتية كثيرة؟

وجدتُ في التمثيل إجابات كثيرة لأمور حياتية أصادفها، كما وجد التمثيل لديّ إجابات شافية عن تجارب عشتها، فعندما نكون في مرحلة كتابة الشخصية، أناقش الكاتب في بعض المواقف التي عشتها، وأعلم جيداً كيف يجب أن أوظّفها في النص. في بعض الأحيان، النصوص الدرامية تجيب عن أسئلة تكون قد طرحتها في حياتك.

- حديثكِ الناضج "بيفش الخلق"! فقد مللنا من الحديث عن المشاكل والأخبار الروتينية...

(تقاطعني)... الجمهور بات يعرف جديدنا من المنصّات الإخبارية والسوشيال ميديا، فمن السهل الوصول إلى المعلومات، ولكن يصعب الوصول إلى عمق الشخص!

- لنتحدّث قليلاً عن جلسة التصوير التي أنجزناها... استوحيتها من أجواء فيلمَيّ "Madonna: Truth or Dare" و"Volver" للمخرج بابلو ألمودوفار... هل ترين أنّ الشخصيات التي جسّدتها في التصوير لا تتحرّر من داخلكِ إلّا في فيلم سينمائي؟

بالطبع... السينما يليق بها تجسيد شخصيات مماثلة! أحبّ كثيراً الأدوار التي تجمع بين المرأة الحكيمة والمفكِّرة، وبين المرأة الجميلة والمغرية في بعض الأحيان... خلال التصوير قلتُ لكَ إنّني متعطّشة لأداء دور شاعرة أو أديبة مثلاً.

- مع تغيير كلّ لوك، هل كنتِ تتغيّرين في شخصيتكِ!

"بتأثر باللبس كتير"! وهذا ما يُساعدني على تبديل شخصياتي في الدراما.

- ما الدور الذي "يفش خلق" نادين نجيم؟

الأدوار المتطرّفة Extreme والتي تحمل طابعاً قويّاً في بعض الأحيان... ولكن "ما عم يعطوني ياهن... ما حدا عم يوافق"!

- حتى فيليب أسمر؟!

لا أعلم صراحةً... أظنّ أن هذه سياسة مشتركة بين الشركة المنتجة والمحطة العارضة، ولكنّني أطمح إلى تغيير نمط أدواري. أنا الوحيدة اليوم التي تساعدني شخصيتي على تقديم دور المرأة الجميلة الناعمة، والمرأة القويّة الشجاعة.

- جميعنا ننتظر ما ستقدّمه نادين من عام إلى آخر... ونادين، من تنتظر؟

بكلّ أمانة ومن دون نرجسية أو غرور... كلّ همي ينحصر في ما أقدّمه: انتقاء الأدوار وكيفيّة تجسيدها. علماً أنّني أتابع ما يقدّمه الآخرون من أعمال كي أستفيد من نجاحاتهم كما من إخفاقاتهم. كما أراقب أعمالي، ليس بداعي الغرور إنما لأرى أين أصبت وأين أخطأت وأطوّر من أدائي.

- انشغل الجمهور بجلسة مصالحة ومصارحة الممثلات اللبنانيات؛ إلى أي مدى تعزّز هذه الجلسة صورة اللُّحمة بين الممثلات اللبنانيات، لا سيما في مجال التمثيل والدراما وبالنسبة الى الخارج؟

عندما اتصلت بي الممثلة ماغي بوغصن لحضور هذه "الجَمعة"، لم أتردّد في الموافقة ولم أسأل عن الحاضرين، ذلك أنني لم أُرِد أن أُفهم بصورة خاطئة أمام الرأي العام وكأنّني أتهرّب أو بعيدة أو متعالية على هذا الموضوع. لا مشكلة لديّ مع أحد، أنا قريبة من الجميع، ولكن تطرأ أحياناً ظروف تُزعجك فتقرر الابتعاد لتحمي نفسكَ. ورغم كل ما حُكِيَ عن سوء التفاهم مع الممثلة سيرين عبدالنور، فلم يحدث أي رد فعل سلبي أو خارج عن المألوف. ما يعرفه الناس عن المشكلة هو فقط واحد في المئة، وهناك أمور لا ينبغي أن تُكشف احتراماً لعلاقة الصداقة مع الشخص... والموضوع ليس متعلّقاً بالمعجبين فقط.

- تعنين أنّه ليس بالسطحية التي قد يظنّها البعض!

أبداً... هناك مواقف حصلت كان يجب ألّا تحصل، ولكن في نهاية المطاف نحن بشر ونحترم بعضنا، وقد رفضتُ مراراً الحديث عن الموضوع خوفاً من الاصطياد بالماء العكر، حتى نصل إلى يوم نلتقي فيه ونلقي التحية على بعض... والحمد لله أنّني قمتُ بذلك وتحاشيتُ تضخم المشاكل. لم أُرد أن تكون ردود فعلي من خلال السوشيال ميديا، بل كانت عبر لقاء تلفزيوني العام الفائت فأجبت بكل إيجابية عن سيرين، وعندما توفي والدي حضرتْ لتقديم واجب العزاء... الأمور هدأت وحدها، لكن لا لقاءات متكررة بيننا، وقد هنّأتها على "الهيبة". ولو لم أدخل المستشفى لكنّا قد التقينا قبل السحور الذي دعتنا إليه شركة "الصبّاح"، وعاجلاً أم آجلاً سنلتقي في مناسبات كثيرة، ومن الجميل أن يكون بيننا احترام.

- يقول فريق Abba في أغنيته "The Winner Takes It All"... ما الذي ينقص الفائز والناجح في حياته لكي يكون في قمة السعادة؟

على الصعيد الشخصي... اشتقتُ إلى الخصوصية في حياتي! اشتقتُ لأن أخرج وأسهر من غير أن أكون منزعجة ومُحاطة بالكاميرا والناس منشغلون بتصويري... صعب للغاية.

- جميعنا نحلم وكانت لدينا أحلام مراهقة... واليوم مراهقات كثيرات يحلمن بالسير على خطى نادين نجيم... من هي الشخصيات التي كنت تتطلّعين إليها في أحلامكِ؟

كنتُ أحلم بأن أكون امرأة ناجحة عندما أرى الملكة رانيا والأم تيريزا ومارغريت ثاتشر وكيف سارت أوبرا وينفري نحو الشهرة والنجاح وصعدتْ السُلّم خطوة خطوة... ما زلت أحلم الى اليوم بالنجاح والاستقرار، وأن تكون لي امبراطوريتي الخاصة، وأن أكون القدوة الحسنة لابنتي، والمثال الأعلى للزوجة التي سيختارها ابني في المستقبل.

- بعد 10 سنوات... بين نائب في البرلمان أو نسخة عن برنامج "أوبرا"، بماذا تحلمين؟

أن أكون نائباً في البرلمان... فمن خلال البرامج التلفزيونية أنتَ تطرح المشاكل الاجتماعية فقط وتُسلّط الضوء عليها، إنّما في البرلمان أنتَ في خدمة الناس، وإذا ساعدتكَ القوى السياسية الأخرى فستسخّر جهدك للمساعدة.