انطلاق الملتقى السادس للكاريكاتير في القاهرة نجيب محفوظ في مرآة مئة فنان كاريكاتوري

القاهرة – طارق الطاهر 17 أغسطس 2019
في منطقة غنية بتراثها البصري في قلب القاهرة، وفي أحد قصورها "قصر الأمير طاز"، انطلقت فعاليات الملتقى السادس للكاريكاتير، الذي يشارك فيه 345 فناناً من 71 دولة عربية وأجنبية، يمثلون مدارس فنية مختلفة ومتنوعة.


عن فعاليات هذا الملتقى، يقول الفنان فوزي مرسي، القوميسير العام للملتقى: "يناقش الملتقى في هذه الدورة، ومن خلال رسومات وأعمال المشاركين، موضوعاً مهماً وهو "الثقافة"، حيث تمت دعوة الفنانين من خلال لوحاتهم الساخرة إلى الاهتمام بالثقافة، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية في بناء الأمم، كما أن الثقافة والفنون الراقية هي القوى الناعمة التي تستخدمها الشعوب من أجل التقارب ومزج الحضارات ومد جسور العلاقات الجيدة، التي تعود بالنفع في ما بعد على كل الدول".

ولشهرته العالمية، حظي الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، الحائز جائزة نوبل في الآداب بنصيب الأسد في هذه الدورة، حيث تبارى ما يقرب من مئة فنان في رسمه بأسلوب كاريكاتيري، فعبّر كل منهم عن جزء من عالم صاحب نوبل، فمنهم من رسمه وهو يحمل ميدالية نوبل، أو بينما يقرأ، أو يكتب إحدى روائعه، أو يطّلع على كتاب، أو يجلس في صمت، أو يحيي محبّيه... ومثّلت هذه اللوحات المئة بانوراما تكشف عن رحلة نجيب محفوظ في قلوب وعقول هؤلاء الفنانين، الذين تباروا في تقديم بورتريهات غنية بألوانها ودلالاتها، وهم من دول: البرتغال، الصين، بيرو، كوسوفو، لبنان، اليابان، كوبا، الكويت، ومصر.

تم اختيار الكويت لتكون ضيف شرف هذا الملتقى. ويؤكد الفنان محمد ثلاب، رئيس جمعية الكاريكاتير الكويتية، أن هذا الاختيار يعتبر دعماً كبيراً ومشاركة استثنائية في هذا الملتقى الفريد، الذي يضم نخبة كبيرة من الفنانين من مختلف أنحاء العالم، وهو فرصة لتبادل الخبرات.

ومن جانبه، يؤكد الفنان سمير عبد الغني، عضو لجنة اختيار الأعمال المقدّمة للبينالي، أنه عندما يتحدث المهتمون بفن الكاريكاتير بعد سنوات من الآن، لا بد من أنهم سيقسمون تاريخ الكاريكاتير إلى قسمين، ما قبل هذا الملتقي وما بعده، لأن هؤلاء الفنانين استطاعوا أن يواجهوا كل أنواع الحصار والمنع التي يشهدها العالم حالياً، وقاوموا ذلك بالرسم وصناعة البهجة، وينتقلون من عام الى عام ليقدّموا رسوماتهم عن موضوعات متعددة، منها في هذه الدورة "الثقافة". ويضيف اعبد الغني: "يستضيف الملتقي هذا العام الفنان العالمي الكوبي أريس، الذي يعد واحداً من ألمع الفنانين في العالم، والحائز الكثير من الجوائز، كما تمت استضافة نخبة من أصحاب البصمات المميزة في تاريخ ومسيرة الكاريكاتير".

ويشير سمير عبد الغني إلى أن الكاريكاتير لا يزال قادراً على خلق الدهشة، وجذب البسطاء إلى هذا العالم، الذي يعبّر عن آمالهم وهمومهم وتطلّعاتهم، وقد اخترنا هذا العام تكريم أحد الآباء المؤسسين لهذا الفن عندنا، وهو العبقري الفنان محمد عبدالمنعم رخا. وعن قيمة رخا، يقول الناقد عبدالله الصاوي: "على مدار أكثر من ستة عقود، كان رخا المعلّم الأول في مدرسة الكاريكاتير المصري الحديث، لثلاثة أجيال هي: جيل الرواد، الوسط، والشباب، فعلى مدى عقود تخرّج في مدرسته معظم مشاهير رسامي الكاريكاتير، ورحل عن عالمنا في 8 نيسان/إبريل 1989، بعد رحلة مليئة بالعطاء، ورثاه في حينها الكاتب الصحافي الكبير مصطفى أمين بقوله: "كانت صوره السياسية أعنف من سلسلة مقالات هجومية، وكانت أحياناً تُضحك الثكلى أو ترسم بسمة على شفاه المتعبين أو تمسح دمعة من عيون البائسين... كانت رسومه تهزأ بالأقوياء وتدافع عن الضعفاء، وتسخر من الطغاة وتقف في جوار المظلومين".

وشهد الملتقى فعاليات كثيرة مصاحبة للحدث الأساس، منها معرض كاريكاتير بعنوان "الحيوانات المرحة" للفنان خالد المرصفي والفنان فوزي مرسي، ومعرض أُقيم في المركز الثقافي الصيني بعنوان "لاو نزه في عيون العالم"، يضم 40 لوحة كاريكاتيرية حول الفيلسوف الصيني لاو نزه، ويشارك فيه 40 فنان كاريكاتير من 24 دولة عربية وأجنبية، كذلك شهد المركز الثقافي "غوته" ندوة للفنان الياباني توموكازو تاباتا، والفنان البولندي داريوش دويروفسكي، كما نُظّم في المركز نفسه معرض "كاريكاتير من كوبا" يضم ما يقرب من 55 لوحة لأهم فناني الكاريكاتير في العالم.

تنظم هذا الملتقى الجمعية المصرية للكاريكاتير، بالتعاون مع قطاع صندوق التنمية الثقافية وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية.