ليلة مختلفة عن الليالي عند هياكل القلعة التي تركها التاريخ في لبنان منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام ليأتي اليوم الذي تشهد فيه على صوت ولا كلّ الأصوات وغناء ولا كلّ الغناء. وها هو الصوت الآتي من تونس إلى بعلبك يحمل معه فرحه وأغنياته وحضوره المحبّب، فتهديه بعلبك وأهلها وضيوفها وناسها  محبتها ومواطنية الشرف وتصفّف له بحبّ كبير لساعات طوال. فقد وقف صابر الرباعي عند مدرّج قلعة بعلبك وأهداها بعضاً من روحه والكثير من حبّه وإعتزازه بالوصول إليها. هو المشوار الطويل الذي عنده حطّ الرحال وكان الغناء كما لم يكن من قبل. وكما لن يكون من بعد. فقد حضر جمهور من حوالي ثمانية آلاف ليلتين متتاليتين من ليالي الغناء الجميل وهتف وصفّق الجميع للمطرب الذي طالبت الصحافة اللبنانية منذ أسابيع بمنحه الجنسية اللبنانية وهو اللبناني الهوى والتونسي الهوية. ليلة لا يمكن وصفها، بل هي فرصة جميلة لمن حضر هذا اليوم التاريخي بحياته الفنية، والتاريخي في دورات  ليالي المهرجان الذي لا يستقبل أيّاً كان إلا ببطاقة مرور خاصة، حصل عليها صابر من زمان وجاء ليمهرها بإمتياز خاص وبتوقيع بعلبكي.

عن هذه الليلة يقول الرباعي: "عند هياكل بعلبك وجدت لنفسي طريقاً جديداً وضعني فيه الزمان، والتاريخ والأصالة، ولن أستهين به يوماً. وسأكون دائماً عند هذا التقدير وسيكون العرفان للبنان ولجمهوره الذي قدّم لي كلّ هذا الحب وهذا الإستقبال الكبير الذي جعلني أفخر بأني حصلت على مواطنية بعلبك من أهل المدينة ومن يمثّلهم. وأتمنى أن تكون لي من الآن فصاعداً وقفات تالية على هذا المسرح الذي شعرت بهيبته بتقدير عميق. ففي الليلة الأولى كان جمهور بعلبك ساحراً أثار في قلبي قشعريرة النجاح وفي الليلة الثانية كان جمهور بعلبك وأهالي بعلبك لا يقلّ عنها تلك الليلة الأولى... أشكر لبنان وبعلبك وكل الذي قاموا بهذا الجهد لتكون هذه الليلة كما كانت. وإلى لقاءات قريبة بإذن الله".

من جهة أخرى، أقامت السيده ليلى الصلح حمادة عشاء تكريمياً للفنان التونسي في بعلبك وعبّرت له عن تقديرها وإعجابها بما قدّمه، وأكّدت له أنه إستحق هذا النجاح لأنه موهبة فنية تستحق ما لاقاه هنا في قلعة التاريخ.

برنامج الحفلة كان من أغاني صابر الرباعي الخاصة، ثم تبعها بكوكتيل أعدّه له المايسترو إيلي العليا من أجمل الأغنيات اللبنانية التراثية والمعروفة. وقد لاقى هذا الكوكتيل تجاوباً كبيراً من الجمهور خصوصاً أنها أغنيات لكبار المطربين اللبنانيين الذين سبق أن غنّوها في هذا المكان بالذات. وقدم رئيس بلدية بعلبك عباءة المواطنية البعلبكية للرباعي واعتبر أنه "مواطن شرف بعلبكي"، وسط تصفيق وتأييد من الجمهور الكبير الحاضر.

تألّق صابر في مهرجان "قرطاج"

أحيا صابر سهرة في المسرح الأثري في قرطاج ضمن الدورة الـ 48 للمهرجان التونسي. ورقص على إيقاعات فرقته الموسيقية وغنى أبرز أعماله "يا عسل" و"عشيري الغالي" و"أتحدى العالم" إلى جانب مجموعة من الأغاني التونسية القديمة. وقد اعتبر هذه الليلة هي ليلة سعده الثانيه بعد بعلبك، قائلاً: " النجاح يأتي بالنجاح وأنا اليوم في قمة سعادتي بمحبة الناس سواء في تونس أو في أي مكان... وأتمنى أن يديم الله علينا في تونس والعالم العربي نعمة السلام والفرح لأننا نستحق الحياة والفرح".

كما أكد أن ارتباطاته الفنية طوال شهر رمضان المبارك لن تجعله يلغي عاداته الرمضانية كتلاوة القران والصلاة في المسجد ومسامرة الأصدقاء والأهل.
وأوضح أنه يعيش نشوة النجاح الفني بشهادة جماهير بعلبك وقرطاج أعرق المسارح العربية التى غنى فيها أخيراً.

عاصي الحلاني يحتفل بصابر الرباعي في دارته

وهنّأ الفنان اللبناني عاصي الحلاني صديقه الفنان التونسي صابر الرباعي على نجاحه الكبير في مهرجانات بعلبك. واحتفل به في دارته في الحلاّنيه متمنياً له أن يظلّ حاضراً في كل المهرجانات اللبنانية والعربية بهذا النجاح وأن يحظى دائما بهذا الحب الجماهيري الكبير. وقد أقام عاصي عشاء حضره بعض الأصدقاء المشتركين بينه وبين صابر والمنتج علي المولى، وذلك بعد إنتهاء حفلة صابر في الليلة الثانية التي كانت مخصصة لأهالي مدينة بعلبك. وقد شكر صابر الرباعي عاصي وكل الأصدقاء المحبين وأهالي بعلبك ولبنان على الحفاوة الكبيرة التي لاقاها منهم. واعتبر أن محبة الناس التي لمسها في لبنان منذ سنوات حتى اليوم تعود لأن الشعب اللبناني كان وما زال مضيافاً وكريماً وهو أمر لم يستغربه يوماً. وعن رأيه بالفنان عاصي الحلاني ولفتته هذه، قال: "هذا هو الفارس الحلاني اللبناني الذي تعودنا عليه صديقاً وأخاً كريم".

وعن مسألة إلغاء حفلة صابر الرباعي في "مهرجان الحمامات الدولي" بقرار من مديره الفنان فتحي الهداوي أرجع مدير أعمال الرباعي الإلغاء إلى عدم قدرة مهرجان الحمامات على تحمل تكاليف الحفلة.
وعن انتقاد الفنان فتحي الهداوي مدير المهرجان لتصريحات الرباعي عن الثورات قال مدير أعمال الرباعي: "في الحقيقة ما قاله لا يستحق التعليق".
وكان صابر الرباعي قد تحدث في الدورة الأخيرة من مهرجان "موازين" عن غياب المهرجانات في فترة الثورات العربية، مشيراً إلى أن بعض الأنشطة الفنية تعطّلت بعد قيام الثورات، قائلاً: "شخصياً أدعم ثورة كل مظلوم وعلى رأسها ثورة بلادي، ولكني أرفض سقوط الضحايا وتقاتل أبناء الشعب الواحد على غرار ما يحدث في سورية باسم الثورة".