شهرزاد أفغانية وعزباء مسحوقة

فيلم قصير, خالد النبوي , مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي

24 أكتوبر 2012

متألمات "متألقات"

وكأن ألم المرأة تلوّن بثقافة الأفلام المتنافسة في مهرجان أبو ظبي السينمائي الذي اختتم دورته السادسة. وكأن اللغة السينمائية النسائية توحّدت في مواجهة الألم بشتى الطرق حتى ابتكاره، بخيانة مضادة (الفيلم الروسي Betrayal)  أو بالكلمات التي لطالما كانت حبيسة قمقم أفغاني (فيلم The Patience Stone) أو قمقم تونسي "مستحدث" حسب رؤية المخرج نوري بو زيد المناهضة للمظاهر الدينية المتطرفة (فيلم "ما نموتش"). حمل الزوجة الأفغانية المتعثر وحمل المراهقة، الجميلة التركية زهرة التي فقدت براءتها (فيلم Araf - Somewhere in between لييشيم أوستا أوغلو إحدى أيقونات السينما التركية الجديدة). حيوات نساء ملفتة استحق نقلها إلى شاشة الفن السابع الفوز بالحصة الأكبر من الجوائز حتى ضحايا "الرشق الزوجي الكيميائي" الأفغانيات اللواتي استحق رصد واقعهن في "إنقاذ الوجه" Saving face جائزة اختيار الجمهور (فئة عروض السينما العالمية). حتى جائزة فخر العمر كانت من حق النجمتين القديرتين كلوديا كارينالي وسوسن بدر.


فيلم "المواطن"
"الكليشيه" بحد ذاته

هي بطولته غير العربية الأولى، إلاّ أنه أدى دوراً لبنانياً في الولايات المتحدة الأميركية في فيلم The Citizen . أطلّ الممثل المصري خالد النبوي في مهرجان أبو ظبي السينمائي (الدورة السادسة) بدوره الهوليوودي الرئيس الأول تحت إدارة المخرج السوري سام قاضي. وكان عليه كوجه سينمائي بارز ألاّ يشارك في هذا العمل الذي تكبّد خمس سنوات من الجهد غير المثمر. لم يكن خالد النبوي مقنعاً في أدائه دور شاب لبناني في فيلم "المواطن". فلهجته اللبنانية التي تلفّظ بها عبر جمل زهيدة ورديئة ومصرية جداً. وبدا واضحاً أن المخرج الأميركي السوري سام قاضي كان يدير ممثلاً مصرياً لا لبناني يتكلم الإنكليزية بلهجة مصرية أيضاً. وإن كانت حلوى "الملبس" نكهة لبنانية إلاّ أنها لم تفِ بالغرض. خرج هذا الفيلم من المهرجان بخفي حنين.

وشارك هذا الفيلم ضمن فئة "آفاق جديدة" التي تتنافس فيها أفلاماً إيرانية وأميركية وهندية وسويدية ودنماركية وتركية. ومن بينها فيلم Beasts of the southern Wild للمخرج بن زيتلن الذي حصد "الكاميرا الذهبية" في دورة مهرجان "كان" الأخيرة. حاز هذا الفيلم جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان أبو ظبي. وقد تمثلت المشاركة العربية بفيلم المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر "لمّا شفتك" وفيلم المخرجة المصرية هالة لطفي "الخروج للنهار" الذي يلقي الضوء على محنة الطبقة المسحوقة في القاهرة وفيلم المخرج المغربي محسن بصري "المغضوب عليهم" (إنتاج سويسري عربي مشترك). بعض هذه الأعمال استحقت الجوائز. أما النسج المتداخل للذاكرة الإيرانية المثقلة بالحرب والطموح "غير المسموح" في فيلم "عائلة محترمة" للمخرج الإيراني مسعود بخشي حصد اللؤلؤة السوداء عن فئة "آفاق جديدة".


خالد النبوي واللهجة اللبنانية الرديئة والملبّس

يصل اللبناني ابراهيم الجراح (الممثل المصري خالد النبوي) إلى الولايات المتحدة الأميركية عشية 11 أيلول /سبتمبر 2001 مع وعد بأن "كل شيء ممكن في أميركا" مثلما ما يقول للفتاة الأميركية "دايان" (الممثلة الأميركية أنييس بروكنر). تعرف إليها  فور وصوله إلى الفندق حيث لجأت بالصدفة إلى غرفته هرباً من شاب كان يعنّفها في الغرفة المجاورة. يتم توقيفه في اليوم التالي ستة شهور بسبب اسمه المشابه ل"زياد الجراح" أحد الإرهابيين المشاركين في تفجيرات 11 سبتمبر الذي سبق أن جسدت شخصيته في أفلام أميركية، Flight 93 وThe Hamburg Cell وUnited 93...


"سينما الطريق" المقطوعة

في "المواطن"، أراد سام قاضي أن يقول أنه ومثلما هناك "جراح" جلب الدمار إلى أميركا، هناك عربي أو مسلم آخر ربما يحمل الإسم نفسه. لكنه فشل في ترجمة فكرته بلغة سينمائية بليغة أو جذابة كما فشل الفيلم الهندي .I.D الذي جعل احتساء الموكا لذة ساخنة وبديلة نتيجة ضعف تحفيز الحواس في تصوير "سينما الطريق" أو رحلة البحث الإنسانية التي أبدع في رسم مسارها عضو لجنة تحكيم "آفاق جديدة" المخرج العراقي محمد الدراجي في فيلم "إبن بابل" (نال عنه ورؤيته الإخراجية على أرض العراق جائزة مجلة "فارايتي" كأفضل مخرج في الشرق الأوسط عام 2010).