DIOR نظرة الى مجموعة الرجال لموسم شتاء 2019-2020

31 أغسطس 2019

حسّ مرهف من التصاميم الراقية مع نفحة معاصرة. إنّ مجموعة "ديور" Dior للرجال لموسم شتاء 2019-2020، من تصميم المدير الفني "كيم جونز"، تستمدّ الإلهام من تاريخ التصاميم الراقية لدى دار "ديور" Dior - الأشكال، التقنيات، المواد، الخصائص - ثمّ تُعيد ابتكارها بأسلوب جديد. هذا أشبه بالترجمة: من الأنثوي إلى الذكوريّ، من الماضي إلى الحاضر. حيث تعاين الماضي وتجعله يخاطب المستقبل.


يُستمدّ الإلهام من "ديور" Dior، من شعارات الدار ورموزها، ثمّ يتمّ تطوير كلّ ذلك. نقوش الحيوانات، الأقمشة التزيينيّة، الخياطة الهندسية، لوحة ألوان مرهفة، مواد التصاميم المترفة "أوت كوتور" الفاخرة. أناقة واضحة المعالم، غالباً ما يتمّ تقليدها ولكن لا يُمكن مضاهاتها أبداً. إحساس باريسيّ مرهف. أبصرت نقوش الحيوانات النور عندما انضمّت أنماط النمر والفهد المرقّط، في الكنزات والفرو بتقنية "إنتارسيا"، إلى نقشة الفهد "بانتير" المحبّبة لدى السيد "ديور" التي قدّمها في مجموعته الأولى سنة 1947. وقد تمّ تفسير مفهوم التصاميم الراقية من خلال الخياطة، وهي تحظى أحياناً بإدخالات من الساتان التي تحاكي البطانة المكشوفة. تبلغ هذه الفكرة ذروتها عبر التصاميم ذات وجهين، وهي تجسّد المقولة التي تفيد بأنّ التصاميم الراقية يجب أن تكون مثالية من الداخل كما الخارج. ويتعزّز مفهوم التصاميم الراقية كحِرفة من خلال النزعة إلى الرباطات والصِدار.

وبالإضافة إلى الخياطة الراقية الرسمية tailleur تأتي التصاميم الفضفاضة والخفيفة flou. أمّا تقنية "القولبة" moulage - تقنية التصميم مباشرةً على الشكل - فهي توحي لنا بالأقمشة المستخدمة في الخياطة. وعدم التناسق الذي نجده في سترة "تايور أوبليك" Tailleur Oblique الملتفّة بشكل أفقيّ يتمّ استكشافه من خلال المعاطف المقسّمة إلى أجزاء التي تلتفّ حول الأزرار وتكسر قيود الدقّة الموجودة في شكلها. بينما تتميّز السترات الأخرى بأقسام من القماش التي يتمّ إقفالها بالأزرار من الداخل، وهي تنسدل نحو الأرض - بتصميم "أوبليك إكستريم" Oblique extrême

ينعكس الطابع الراقي للتصاميم المترفة "أوت كوتور" من خلال الأقمشة والمنسوجات - الكشمير، الساتان الحريري والفرو التي يتمّ دمجها بواسطة مواد متطوّرة تكنولوجياً لمنح الأقمشة لمعان فائق. أمّا الكنزات فتمّ تصنيعها بتقنية جديدة تشبه الـ"مواريه" moiré؛ حيث يتمّ قصّ الأنسجة المخرمة للحصول على كنزات تحتضن الجسم. استُخدم النايلون لمحاكاة الحرير بفضل تركيبته اللمّاعة: جميل وفي الوقت نفسه خفيف الوزن وعمليّ، وهو يجسّد فكرة الفخامة المعاصرة. أمّا لوحة الألوان فهي كما عودّنا عليها "ديور" Dior: الأزرق الباهت، الأرجواني المائل إلى لون الفخار الفاتح، مجموعة متناغمة من الألوان الرمادية اللؤلؤيّة، الأزرق الداكن والأسود.

وبما يُعيد إلى الأذهان تاريخ السيد "ديور" وماضيه كصاحب صالة عرض، تعاون "كيم جونز" في هذه المجموعة مع الفنان "رايموند بيتيبون". حيث يتمّ عرض تشكيلة من الأعمال الحالية بالإضافة إلى تصاميم جديدة بالكامل من توقيع "رايموند بيتيبون"، وقد تحوّلت إلى نقوش وتصاميم محبوكة وتصاميم بنمط الجاكار وتطريزات يدوية. نجد أيضاً تصميماً مستوحى من الـ"مونا ليزا"؛ تحدّق العينان نحو المستقبل في سماء ذات لمسة انطباعيّة. تترافق هذه التصاميم التي تذكّرنا بالفن الكلاسيكيّ مع أعمال مستوحاة من "ديور" Dior؛ إصدار مطليّ بالرش من نقشة الحيوانات لدى "ديور" Dior - نقشة الفهد "بانتير" panthère بأسلوب البانك - التي تشبه نقشة الأزهار، وهي تجسّد أيضاً إعادة تصميم لعلامة الدار المطبوعة، المستخدمة في المجوهرات. ومع قيام "كيم جونز" بإعادة تصميم "ديور" Dior، هو يدعو الآخرين إلى القيام بالمثل.

وفي انعكاس لهوس "كريستيان ديور" وإيمانه بالخرافات، تتميّز مجوهرات "يون آن" بالتذكارات والحلي التي يتمّ ارتداؤها كتمائم وتعاويذ وأساور جالبة للحظ. من جهة أخرى، نجد أنّ شعار CD الخاص بـ"ديور" Dior قد أصبح المشبك في دبوس الأمان. ويجسّد ذلك أسلوب البانك - لمسة الحاضر والفن المعاصر لدى "رايموند بيتيبون" - وعالم التصاميم المترفة "أوت كوتور".

وللتشديد على العبور من العالم الأنثويّ إلى الذكوريّ، انتقلت حقيبة "سادل" Saddle من "ديور" Dior ضمن الأكسسوارات إلى عالم الرجال. ويتمّ حالياً تنفيذ التصاميم التي أعاد "كيم جونز" ابتكارها من النايلون أو فرو المنك بنمط الفهد الفاخر بأسلوب جديد يتمّ حمله بشكل جانبيّ؛ كما أنّ حقائب الظهر، المصنوعة من النايلون، تتميّز بنمط "كاناج" المضرّب الذي تشتهر به "ديور" Dior. وأصبحت "سادل" Saddle قفازات عملية يتخطّى طولها المرفق. واستمدّت أساليب الحقائب الأخرى الإلهام من أشكال "ديور" Dior الكلاسيكية، وقد تمّ تغيير مقاييسها وتعديلها. وتترافق هذه الحقائب مع التصاميم الفائقة العصريّة: مجموعة من الحقائب المصمّمة للأجهزة الإلكترونية الضرورية في حياتنا اليوم، بما في ذلك الحقائب الأنيقة المصنوعة من البلكسغلاس المطبوع بأعمال "رايموند بيتيبون"، أو من الجلد أو من قماش "ديور أوبليك" Dior Oblique، المصمّمة لتتّسع لهاتفَي iPhone وليس هاتفاً واحداً - هذه من الضروريات الجديدة. تتميّز الأحذية بجرموق من النايلون، وتمّ تنفيذ الجلد بدقّة بأسلوب الـ"بروغ" أو تمّ حفره بالليزر بنقشة الفهد.