نانسي عجرم: "أم البنات" لقب يسعدني... فبناتي أجمل ما في حياتي

حوار: هنادي عيسى 14 سبتمبر 2019

نانسي عجرم نجمة لامعة في سماء الغناء العربي، ولا تزال تحافظ على نجوميتها منذ أكثر من 15 عاماً. لها محبّون كثر في كل أنحاء العالم، ويتابعها الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. قبل أشهر قليلة، رُزقت نانسي بطفلتها الثالثة "ليا" التي انضمت الى شقيقتيها "ميلا" و"إيلا". "لها" التقت نانسي وحاورتها حول تفاصيل حياتها الفنية والعائلية.


- كيف تقيّمين موسم الصيف على الصعيد الفني؟

بعد ولادتي لطفلتي الثالثة "ليا"، أخذت إجازة لحوالى ثلاثة أشهر ارتحت فيها، وبعدها أحييت عدداً من المهرجانات خارج لبنان، وكانت كلها ناجحة، وأنا حالياً في صدد التحضير لألبومي المقبل.

- لماذا غبت هذا العام عن المهرجانات اللبنانية؟

في العام الماضي، أحييت مهرجانات في عدد من المناطق اللبنانية، أما هذا العام فقد تقلّص عدد المهرجانات في لبنان. بصراحة، لا أعرف كيف غاب عن أجندتي الغناء في بلدي هذا الصيف.

- أحيا معظم النجوم اللبنانيين عشرات المهرجانات الناجحة في الخارج، وغابوا عن مهرجانات بلدهم، وأنتِ واحدة منهم، علماً أن المهرجانات اللبنانية الضخمة مثل "بعلبك" و"بيت الدين" وغيرهما لا تستعين بكم، فهل أجوركم المرتفعة جداً هي السبب؟

أبداً، لا علاقة لأجورنا العالية بإبعادنا عن المهرجانات الكبيرة في لبنان، بل على العكس، نحن نتساهل في الأجور التي نطلبها في بلدنا، ومن يقيّمون هذه المهرجانات يدركون ذلك، لكن يبدو أنهم يفضّلون الاستعانة بفنانين غير لبنانيين، وكل هذا على حسابنا وحساب فنّنا. صدقاً، لا أملك الجواب الشافي لهذا السؤال، وأتمنى أن يوجَّه الى القيّمين على المهرجانات، فهم وحدهم الذين يعرفون السبب الحقيقي لاستبعادنا.

- لكن القيّمين على المهرجانات في لبنان يقولون إن عدم مشاركة النجوم اللبنانيين في هذه المهرجانات سببه إحياؤهم الحفلات بكثرة في الفنادق والمطاعم، فما تعليقك؟

إذا تحدّثت عن نفسي، فالحفلات أو المهرجانات التي أُقيمها في لبنان لا يتخطّى عددها الثلاثة... لذا فإن حججهم غير مقنعة.

- في أي مهرجانات شاركت هذا الصيف؟

أحييت مهرجان جرش في الأردن، وبنزرت في تونس، وصلالة في سلطنة عمان، إضافة الى حفلات في السعودية ومصر ودبي. والحمد لله، بعد الإنجاب عدت لممارسة حياتي العملية بصورة طبيعية.

- قبل أسابيع صرّحت بأنك في صدد التحضير لأغنية منفردة جديدة، لماذا لم تصدر بعد؟

مشكلتي أنني متردّدة في الاختيار، فحتى الآن لم أتمكن من تحديد الأغنية التي سأصدرها، خصوصاً أن في جعبتي عدداً من الأغنيات، بينها الكلاسيكي والإيقاعي والشعبي... فما زلت حائرة في شأنها، لكن قريباً سأدخل الاستديو لوضع صوتي على الألحان، وعلى ضوئها أنتقي الأغنية الأفضل.

- لماذا لا تطرحين ألبوماً كاملاً ونحن على أبواب الخريف؟

أريد أن أطرح أغنية منفردة، لأنني تأخرت في إصدار ألبوم غنائي، لكنني لم أحسم بعد قراري بشأن هذه الأغنية.

- لكنك صوّرتِ كليب "زي الوتر" وأصدرت أغنية "بدنا نولّع الجو" التي أحدثت ضجة كبيرة... وهذا يعني أنك لستِ غائبة.

لا أشعر بأنني غائبة، لكن "الفانز" يلحّون عليّ لإصدار أعمال جديدة، وأغنية "بدنا نولّع الجو" التي طرحتها منذ 8 أشهر، لا تزال "تكسّر الأرض" كلّما غنّيتها على خشبة المسرح أمام الجمهور.

- تبيّن أن أغنية "بدنا نولّع الجو" كانت قد سجلتها فنانة بصوتها وصوّرتها فيديو كليب، فكيف تشترين أغنية بيعت لغيرك؟

لم أكن أعلم أن هذه الأغنية بيعت لفنانة أخرى، فقبل أن أحصل على تنازل من الملحن جوزيف جحا، باشرت في تسجيلها وتصويرها فيديو كليب، وقبل إصدارها بأيام، علم مدير أعمالي جيجي لامارا بالمشكلة، لكننا قرّرنا طرحها، وبصراحة المغنية أنجي ليست مسؤولة عن هذا الخطأ، بل جوزيف جحا هو المسؤول، وقد لمناه على ما حصل.

- لكنها ليست المرة الأولى التي يبيع فيها جوزيف جحا أغنية لمطربَين؟

لم يسبق له أن فعل ذلك معي. ورغم ذلك أنا سعيدة بنجاح الأغنية والكليب الذي صوّرته بأسلوب شعبي طريف.

- هل يمكن أن تتعاوني معه مجدداً؟

أحبّ العمل مع جوزيف جحا، فألحانه جميلة وأنا أقدّر ظروفه.

- أغنية "بدنا نولّع الجو" عرّضتكِ أيضاً للانتقاد إذ قيل إنك طرحتها عقب نجاح أغنية فارس كرم "الليلة بدنا نولعها"، فما رأيك؟

استمعت الى كلمات أغنية "بدنا نولّع الجو" قبل أن يطرح فارس كرم أغنيته "الليلة بدنا نولعها". ولو افترضنا العكس، أين المشكلة؟ البعض يضخّمون الأمور، وأنا لا أرى مشكلة في ما حصل اذ إننا جميعاً "بدنا نولّعها"، أنا وأليسا ونجوى ونوال وعاصي ووائل... للأسف، أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي فرصة للبعض للإيقاع بين الفنانين من دون أي تخطيط مسبق.

- يشعر الكثيرون أن الفن لم يعد أولوية في حياة نانسي عجرم، فهل شعورهم هذا صادق؟

لا، بل على العكس، فقد دخلت عالم الفن في سنّ صغيرة، والغناء شغف بالنسبة إليّ، فطوال الوقت أغنّي في المنزل، كما أحبّ السفر الى القاهرة، والذهاب الى الاستديو لسماع أعمال جديدة، كذلك أرغب في إحياء الحفلات التي تُشعرني بالارتياح، وتكون متكاملة لناحية الصوت والصورة. لكن بعد الزواج والإنجاب تغيّرت حياتي، وأصبحت الأولوية لعائلتي، فبناتي الثلاث وزوجي هم أغلى ما في حياتي ويتصدّرون قائمة اهتماماتي، وسعادتي من سعادتهم.

- ارتديت سترة مكتوباً عليها "Em Banat"، فهل كنت تسخرين من نفسك أم أنك سعيدة فعلاً ببناتك الثلاث؟

أعتبر نفسي محظوظة ببناتي الثلاث، "ميلا و"إيللا" و"ليا" الهاشم، فبناتي أهم ما في حياتي.

- هل تمنيت لو خُلِقت "ليا" ذكراً؟

حين حملتُ للمرة الثالثة، قلت في قرارة نفسي، ربما يكون الجنين ذكراً، وهكذا تصبح عائلتي متنوعة، لكن بعدما علمت أنني حامل بأنثى، أحببتها وتشوّقت لرؤيتها قبل أن تولد. بصراحة، أنا وزوجي الدكتور فادي الهاشم، كنا نرغب بتكوين عائلة كبيرة، وهو يحبّ البنات كثيراً.

- الإحساس بالأمومة، هل اختلف طعمه بين ولادتك الأولى والأخيرة؟

بالطبع اختلف إحساسي بالأمومة، وأصبحت أكثر نضجاً وتساهلاً مع الأمور، إذ كنت أتعامل مع طفلتي الأولى بمثالية، أما "ليا" آخر العنقود فأتركها تعيش على سجيتها... تأكل وتلعب وتنام ساعة تشاء.

- هل تغار ابنتاك من "ليا"؟

أعتقد أن فارق السنّ بينهما وبينها، فـ"ميلا" عمرها عشر سنوات و"إيللا" ثمانٍ، يجعلهما يهتّمان بها كثيراً.

- بقيت وحدك في لجنة "ذا فويس كيدز" بعدما غادرها كاظم الساهر وتامر حسني، هل تعرفين أسباب مغادرتهما البرنامج؟

كل ما أعرفه أن كاظم الساهر اعتذر لأنه تعب وأراد أن يرتاح قليلاً، أما تامر حسني فقد أجرى مفاوضات مع "أم بي سي" لكنهما لم يتفقا.

- لكن عاصي الحلاني ومحمد حماقي انتسبا الى عضوية اللجنة بدلاً منهما، فما رأيك في زميليكِ الجديدين؟

علاقتي مع الجميع ممتازة، فعاصي الحلاني لطيف وأجواؤه حلوة، ومحمد حماقي يحبّ الأطفال.

- هل كانت هناك مفاوضات بينك وبين "أم بي سي" أم أبديت موافقتك على الفور إذ قيل إن إدارة المجموعة خفّضت أجور النجوم في برامج المواهب كلها؟

هم تفاوضوا مع مدير أعمالي، أما بالنسبة إليّ فأنا أحب الأطفال كثيراً، وأي عمل يُطرح عليّ يخصّهم، لا أتوانى عن المشاركة فيه.

- هل يُطلب منك التمثيل أثناء مشاركتك في برامج المواهب أم هي تصرفات عفوية؟

أتعامل بعفوية مع الأطفال ولا يمكنني أن أخبّئ مشاعري، ربما أمثّل بعض المشاهد في كليباتي، أما حياتي اليومية فلا أسرار فيها ولا تمثيل.

- إدارة برنامج "ذا فويس كيدز"، هل تتحكّم في اختياراتكم للأصوات؟

أبداً، الصوت الجميل والمميز هو الذي يشدّني إليه ولا شيء غير ذلك.

- أيهما الأقرب إليك، برنامج "آراب أيدول" أم "ذا فويس كيدز"؟

برنامج "ذا فويس كيدز" هو الأقرب إليّ، إذ أجد نفسي فيه، لكنني أشتاق أيضاً الى أجواء "آراب أيدول".

- وهل هناك موسم جديد من "آراب أيدول"؟

حتى الآن، لا شيء يلوح في الأفق.

- يقول البعض إن مكانة نانسي عجرم تغيّرت ولم تعد كسابق عهدها في مصر!

أنا أرى أن مكانتي تغيرت نحو الأفضل في مصر.

- ثمة من يقول إن إليسا تخطّت نجوميتك في مصر!

لا أفكّر بهذا الأسلوب، ولا أعمل بهدف إلغاء أحد، ولا يمكن أحداً أن يلغيني. لكن مما لا شك فيه أن إليسا محبوبة في مصر ولها جمهورها، وأنا كذلك.

- لماذا لم تعلّقي على ما كتبته إليسا حول قرارها الاعتزال بعد صدور ألبومها الجديد؟

لطالما وُجّه إليّ هذا السؤال من بعض المقرّبين، ولم أُعلّق على ما كتبته إليسا لأنني متأكدة من أنها ستعود عن قرارها الاعتزال، وربما قررت ذلك وهي في حالة من العصبية. أما كلمة الاعتزال فعواقبها وخيمة، ولا ينبغي لإليسا أن تقولها في الوقت الراهن، وأنا أعتبر اعتزال الفن رفضاً لنعمة رب العالمين، وخصوصاً من فنانة محبوبة كإليسا، التي تُحسن اختيار الأغاني الجميلة.

- في حفل زفاف ابن المصمّم العالمي إيلي صعب، سُررنا بحضورك أنتِ وإليسا وهيفاء وهبي، لكننا لم نراكنّ مجتمعات في صورة واحدة، ما السبب؟

كنتُ أوّل من غنّى في حفل زفاف ابن المصمّم إيلي صعب، وقدّمت وصلتي الغنائية بعد دخول العروسين مباشرةً الى الصالة الكبيرة، كما كنت جالسة إلى طاولة بعيدة من طاولة إليسا وهيفاء وهبي، ولذلك لم أرَهما، ولو علمت بمكانهما بالتحديد لكنّا قد التقينا والتقطنا الصور معاً وتبادلنا الأحاديث.

- لأي غرض تستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي؟

أعتبر السوشيال ميديا منبراً أنشر من خلاله رسالة معينة أو صورة أو أُطلق عملاً أو صرخة أريدها أن تدوّي في كل مكان، علماً أنني لست مدمنة مواقع تواصل اجتماعي ولا أنقل يومياتي إلى حساباتي. بصراحة، أنا متعبة من مواقع التواصل الاجتماعي، فأحياناً يمر أسبوع من دون أن أضع صورة على حسابي الخاص في موقع "إنستغرام"، فأتلقى اتصالات من متابعيّ تذكّرني بضرورة التفاعل معهم.

- هل تديرين حساباتك بنفسك؟

نعم، أكتب بنفسي كل التعليقات على "تويتر" و"إنستغرام"، ولذلك أشعر بالتعب.

- ولماذا لا تستعينين بـ Admin؟

لأنني لا أحب أن ينوب عني أحد في الكتابة.

- يُحكى أن بناتك يعشن في عالمهن الخاص، وأنهن في المدرسة يتعاملن مع المعلّمين والرفاق بصفتهنّ بنات نانسي عجرم؟

هذا الكلام فارغ ولا أساس له من الصحة، فابنتاي "ميلا" و"إيللا" لا تحفظان أكثر من أغنيتين من أغانيّ. كما أنهما متفوّقتان في الدراسة ومحبوبتان من المعلّمات والرفاق.

- وهل تملكان موهبة الفن؟

"ميلا" تتعلّم العزف على البيانو والرقص، و"إيللا" رياضية وتحبّ السباحة.

- هل توجّهيهما في ميولهما نحو طريق الفن؟

لا، إذا لم تميلا الى الفن فلن أوجّههما إلى هذا الطريق، وإذا أرادت بناتي الثلاث مستقبلاً دخول مجال الفن، فلن أكون متحمّسة لخيارهنّ هذا، لأن الفن مسؤولية كبيرة.

- أشعر أنكِ عاتبة على والدك لأنه أدخلك مجال الفن وأنت صغيرة...

لست عاتبة عليه أبداً، بل على العكس أشكر والدي الذي أصر على دخولي عالم الفن وأنا صغيرة، فهذا حقق لي أشياء جميلة وراكم خبراتي، لأن التجارب التي مررتُ بها أغنت مسيرتي الفنية وجعلتني ما أنا عليه اليوم. أشكر الله ومن ثم والدي، لأنني أصبحت متمرّسة في الوقوف على خشبة المسرح والتعاطي مع الجمهور، لكنّ ما يزعجني أنني لم أعش طفولتي مثل باقي الأطفال، وأعوّض هذا الحرمان مع بناتي، فنزور معاً كل الأماكن التي فاتني الاستمتاع بها في طفولتي.

- في بداياتك، شكّلت مع إليسا وهيفاء وهبي "تريو" غزا كل وسائل الإعلام حينها، هل ما زال هذا "التريو" متماسكاً وقوياً؟

لا يمكنني حالياً تحديد موقعي في هذا "التريو"، لكنني أعمل بشغف في المهنة التي أحبّها.

- ما الأغنيات التي نالت إعجابك في الفترة الأخيرة؟

أحببت أغنية "يا بتفكّر يا بتحس" لشيرين عبدالوهاب، و"صدفة" لراغب علامة، و"هوا هوا" لسميرة سعيد، وأغنّيها مع بناتي في المنزل، كما أستمع لأغاني وائل جسار، فهي تعجبني كثيراً.

- لماذا لم تغنّي في موسم رمضان الفائت شارة أحد المسلسلات الدرامية؟

عُرض عليّ تقديم شارة أحد المسلسلات الرمضانية بصوتي، لكنني رفضت بسبب ضيق الوقت وارتباطي بأعمال فنية أخرى.