يعتبر مهرجان البندقية السينمائي الدولي أقدم مهرجان سينمائي في العالم، إذ تم تنظيم هذا المهرجان للمرة الأولى عام 1932، تحت رعاية رئيس البينالي حينذاك الكونت جوزيبي فولبي دي ميسوراتا. بات هذا المهرجان السنوي حدثاً مرموقاً إذ يقدّم مجموعة مختارة من الأفلام ذات المستوى العالمي، التي تستقطب بعضاً من أنجح المخرجين والممثلين المعاصرين إلى السجادة الحمراء في ليدو دي فينيسيا.

يضم المهرجان هذا العام عدداً كبيراً من نجوم هوليوود الذين حضروا مع أفلامهم التي عُرضت في المسابقة الرسمية، ومن أهمها الفيلم الدرامي الكوميدي "قصة زواج" للمخرج الأميركي نواه بومباك، بطولة النجمين آدم درايفر وسكارليت جوهانسون. كما عُرض فيلم المغامرة الأميركي "آدا استرا" من بطولة براد بيت، تومي لي جونز، وروث نيغا، وإخراج جايمس جراي.

أما البلد المضيف للمسابقة، أي إيطاليا، فشارك بفيلم "عمدة ريون سانيتا" للمخرج ماريو مارتوني، إلى جانب الفيلم الوثائقي "المافيا لم تعد كما كانت" للمخرج فرانكو مارسكو.

كما عُرض الفيلم التشيلي "إيما" للمخرج بابلو لارين، وفيلم المخرج الفرنسي أوليفيه أسايس الذي يتعامل للمرة الأولى مع الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز في فيلم Wasp Network الذي يحكي قصة خمسة سجناء سياسيين كوبيين سجنتهم الولايات المتحدة منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي بتهمة التجسّس والقتل. ولا يغيب عن بالنا طبعاً فيلم المخرج السويدي روي أندرسون "حول اللانهاية".

كما شاركت أفلام أميركية عدة في هذا المهرجان، أبرزها فيلم "جوكر" للمخرج تود فيليبس، بطولة روبيرتو دي نييرو، خواكين فونيكس، وفيلم The Laundromat من بطولة الممثلة ميريل ستريب، وإخراج ستيفن سودربرغ.

الحضور العربي في المهرجان

اختارت إدارة المهرجان الممثلة التونسية هند صبري للمشاركة في لجنة تحكيم جائزة العمل الأول. كما شارك عدد من الأفلام العربية في تظاهرات المهرجان على اختلافها، من أبرزها فيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور "المرشحة المثالية"، الذي شارك في المسابقة الرسمية وافتُتحت به عروض أفلام المسابقة. يروي الفيلم قصة طبيبة تقرر الترشّح لرئاسة البلدية لكنها تواجه تحديات بسبب جنسها... وقالت المنصور "إن الفيلم هو تمكين غير مباشر للنساء، وقد حان الوقت لكي تخاطر النساء السعوديات ولا يخشين من الفشل أو يخفن من إطلاق الأحكام عليهن".

 كما عُرض في المسابقة الرسمية لأسبوع النقّاد على هامش المهرجان، الفيلم الروائي "سيدة البحر" من إخراج السعوديّة شهد أمين، وهو إنتاج مشترك بين الإمارات والسعوديّة والعراق، إضافة إلى الفيلم اللبناني "جدار الصوت" للمخرج ​أحمد غصين.

وفي مسابقة آفاق، شارك الفيلم التونسي "بيك نعيش" للمخرج مهدي البرصاوي. كما عُرض الفيلم القصير "سلام" للأردنية زين دريعي. وفي قسم أيام فينيسيا، شارك فيلمان عربيان، هما التونسي "أحزان عربية" للمخرجة منال لعبيدي، والسوداني "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلا.

التكريمات الخاصة بهذه الدورة

الحدث الأهم في هذه الدورة كان تكريم المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار بمنحه جائزة "الأسد الذهبي" الشرفية عن مجمل أعماله. وتم عرض فيلم وثائقي عن سيرة ألمودوفار الذاتية والمهنية على هامش المهرجان. وعن هذه الجائزة تحديداً، قال ألبرتو باربيرا، مدير المهرجان، إن ألمودوفار هو المخرج الإسباني الأكبر والأكثر تأثيراً منذ لوي بونويل. فهو مخرج أفلام استثنائي قدّم لنا الكثير من الصور والموضوعات المثيرة للجدل في إسبانيا ما بعد فرانكو. كما جمعت أفلامه بين الميلودراما والسخرية، واستطاعت تحقيق شيء من الأصالة.

تم أيضاً تكريم الممثلة البريطانية جولي أندروز، بحيث مُنحت جائزة "الأسد الذهبي" الشرفية عن مجمل أعمالها، وتم عرض فيلمها الغنائي "فيكتور وفيكتوريا". وقد قال مدير المهرجان عن هذا التكريم إنه اعتراف مستحق بمسيرة أندروز المهنية غير العادية.

أجمل الإطلالات في المهرجان

تألّقت النجمات على السجادة الحمراء وضمن فعاليات المهرجان الإيطالي العالمي العريق بنسخته الـ76 ولفتن الأنظار بإطلالاتهن المميزة.

مقدّمة البرامج اللبنانيّة ريا أبي راشد تألقت بفستان من Amanda Wakeley جمع بين اللونين الذهبي والأسود، واتّسم التصميم بالقماش الشفّاف عند منطقة الصدر.

أما المخرجة اللبنانيّة نادين لبكي فقد اختارت فستاناً أسود من تصميم جورج حبيقة Georges Hobeika، اتّسم بكمّين طويلين لامسا الأرض، وكمّلت نادين الإطلالة بقلادة لامعة طويلة.

الجميلة هند صبري اختارت فستاناً اسود منAzzi &Osta تميز بأناقته البسيط.

نهى نبيل، الإعلاميّة والبلوغر الكويتية، اختارت فستاناً من La Bourjoisie اتّسم بالحبيبات البرّاقة التي زيّنته، مع كمين طويلين وصلا إلى حدود الأرض.

المخرجة السعودية هيفاء المنصور اختارت إطلالتين، فتألقت في الأولى بفستان أحمر قصير مع ساعة من Jaeger-LeCoultre، واختارت في الإطلالة الثانية فستاناً قصيراً برّاقاً، اقترن بياقة على شكل قميص مرفقة بعقدة.

الممثلة التركية مريم أوزرلي اختارت ثلاث إطلالات مختلفة، كلها من توقيع المصمّم اللبناني Tony Ward، ذكّرتنا إلى حدّ كبير بإطلالات السلطانة "هيام" في المسلسل التركي "حريم السلطان". مجوهرات Messika سطعت على عدد من النجمات أمثال Elodie وCaro Daur وMin pechaya.

الممثلة الصينية Gong li تألقت بمجوهرات ماسية من Boucheron فيما الجميلة ليلي روز ديب تألقت بتصميم من التويل الوردي من مجموعة شانيل CHANEL لربيع وصيف 2019.

توزيع الجوائز

في الليلة الأخيرة من ليالي المهرجان، تم توزيع الجوائز من جانب اللجنة التي ترأستها هذا العام المخرجة الأرجنتينية لوكريشيا مارتيل، والتي سبق للمهرجان أن عرض فيلمها الرابع ضمن المسابقة الرسمية في عام 2017.

تألفت اللجنة من تسعة مشاهير عالميين في مجالات السينما والثقافة من مختلف البلدان، وتم تخصيص الجوائز للأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان.

وقد أعلن رئيس بينالي البندقية باولو باراتا فوز فيلم "جوكر" للأميركي تود فيليبس بجائزة "الأسد الذهبي" في الدورة السادسة والسبعين لمهرجان البندقية. كما حاز الفيلم الفرنسي "جاكوز" للمخرج الفرنسي- البولندي رومان بولانسكي جائزة لجنة التحكيم. أما الفرنسية أريان اسكاريد فقد نالت كأس فولبي لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "غلوريا موندي" لروبير غيديغيان، فيما مُنحت جائزة أفضل ممثل للإيطالي لوكا مارينيلي عن دوره في فيلم "مارتن إدن" لبييترو مارسيلو. وأهدى الممثل الإيطالي جائزته إلى "كل الذين ينقذون أشخاصاً من الغرق في البحر".

جائزة "الأسد الفضي" لأفضل إخراج: روي أندرسن (السويد) "أباوت أندلسنس".

جائزة أفضل سيناريو: "نامبر سيفن تشيري لاين" من إخراج يونفان من هونغ كونغ.

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: "لا مافيا نون إيه بيو كيلا دي أونا فولتا" للإيطالية فرانكو ماريسكو.

جائزة "مارتشيلو ماستروياني" لأفضل موهبة ناشئة: الأوسترالي توبي والاس عن "بايبيتيث" لشانون مورفي.