"البلاط الأسود" خليط من الحقيقة والخيال

القاهرة - طارق الطاهر 28 سبتمبر 2019

استغلّ الروائي ناصر عراق، خبراته الصحافية بعمله في أكثر من مؤسسة وجريدة صحافية داخل مصر وخارجها، ليقدم لنا عالم الصحافة في أحدث رواياته "البلاط الأسود"، الصادرة عن الدار المصرية - اللبنانية في القاهرة. تمكّن عراق في هذه الرواية، من تصوير أحوال الصحافة المصرية وصراعاتها وتناقضاتها في الربع قرن الأخير، من خلال رصد دقيق لحياة صحافي انتهازي كذوب، استطاع أن يصعد من أسفل السلم الصحافي والاجتماعي إلى أعلى المراكز بدعم من السلطات الحاكمة ورجال الأعمال. تتابع الرواية في حبكة مشوقة، مصير هذا الصحافي وألاعيبه وقوته وضعفه، كما تتابع التحولات التي طاولت زوجته بعد مشاركتها في ثورة كانون الثاني (يناير)، وكيف تغيرت حياتها جذرياً، كما نكتشف في الرواية الصراع المحتدم الذي يكابده البطل مع نفسه ومع أكاذيبه وكوابيسه، حتي نصل إلي المواجهة المذهلة في نهاية الرواية! من أجواء الرواية: "يخفق قلبي بمشاعر طيبة كلما أشرق شهر مارس، فمن نافذة غرفتي ألمح اللون الأخضر عائداً بقوة ليكسو هامات الأشجار الكائنة في الممر الجانبي للعمارة، وأتلقى الإلهام الشعري بكثافة عجيبة، فتسيل الخواطر وتتألق القصائد وتترنم العبارات، حتى أمي لم تشأ إغضابي في هذا الشهر، فوافقت على مضض بزواجي من صالح رشدي، وأذعنت في أن تخصص لنا غرفتين بالشقة للإقامة معها". الجدير بالذكر، أن ناصر عراق تخرج في كلية الفنون الجميلة بالزمالك عام 1984. حصل على جائزة "كتارا" الكبرى في الرواية العربية/ الدورة الثانية 2016 عن روايته "الأزبكية"، كما وصلت روايته "العاطل" إلي القائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية/ الدورة الخامسة 2012. كذلك، فاز كتابه "تاريخ الرسم الصحافي في مصر" بجائزة أفضل كتاب في جائزة أحمد بهاء الدين/ الدورة الأولى عام 2000. من رواياته: "أزمنة من غبار"، "من فرط الغرام"، "نساء القاهرة. دبي"، "تاج الهدهد" و"الكومبارس".