في مواجهة السرطان

فاديا فهد 02 أكتوبر 2019

آمال امرأة جميلة، رقيقة، أنيقة، مثقّفة، اجتماعية، عارفة، ناضجة. وردة متفتّحة دائمة الابتسامة، دائمة الضحكة، عاشقة أبديّة للحياة... الى أن كانت الحادثة المفصلية في حياتها: موت ابنها الأصغر في حادث سير مروّع. وهي الفاجعة التي شكّلت مفصلاً حيوياً في حياتها، وجرّدتها من كلّ فرح، وتركتْ دموعاً مقيمةً دائمةً في محجرَي عينيها. موت فلذة كبدها قصَفَ عمرها، وفتح الباب أمام السرطان يغزو جمالها الدافئ، ويلتهمُ ما بقي لها من قوّة على المقاومة والصمود... في الجهة الأخرى من العالم، سَجَّلت نيويورك عشرة آلاف إصابة بأنواع مختلفة من السرطان، بعد هجمات 11 أيلول. لا يجد الطبّ لهذه الظاهرة تفسيراً، وهو يكتفي بتسجيل الإصابات، ليس أكثر. «ففحوص الدمّ لا تأتي موسومة باسم مركز التجارة العالمي»، كما يقول ديفيد بريزنيت، كبير أطبّاء فرق الإطفاء في نيويورك. لكنّ كثيرين، وأنا واحدة منهم، باتوا على قناعة بأن السرطان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنمط حياة حافلٍ بالحزن، والخوف، والعذاب النفسي، أكثر منه بنظام غذائي أو صحّي معيّن. السرطان مرض المقهورين. في شهر التوعية من سرطان الثدي، رسالة واحدة الى النساء اليوم: «انزعن عنكنّ رداء الحزن والألم، والبسن رداء الفرح الدائم. الفرح المصحوب بالقناعة بكلّ شيء وأيّ شيء، كي تكون لكنّ النجاة!».


نسائم

ثمّة مدينة سحرية تختفي خلف الضباب

شبابيك مشتعلة، وأحلام لا تغفو. 

ثمّة أنا أخرى متوارية وراء الرمادي الباهت

في مدينة الأفراح العتيدة،

تنتظر صوتاً يناديها، يداً تهزّها 

... كي تستفيق.