FENDI X Karen Wazen كارن وازن: صوري مع أولادي ليست مفتعلة: هذه حقاً حياتنا!

حوار: فاديا فهد 05 أكتوبر 2019

تطلّ كارن وازن، الشخصية المؤثّرة ومدوّنة الموضة المعروفة على انستغرام، عبر مجلتنا وموقعنا الإلكتروني في تصوير خاص بدار فندي FENDI للإعلان عن تعاون بينها وبين الدار الإيطالية الراقية، لتصميم حذاء خاص بها. وتُرفق هذا التصوير، بحوار شيّق يكشف عن جوانب رائعة ومضيئة من شخصيتها القويّة والرومانسية في آن واحد. وهي تحرص في كلّ ما تقوم به، على تقديم نفسها كزوجة عاشقة وأمّ حنون وامرأة تحبّ الموضة والفرح والحياة. وهي الرسالة التي تحملها الى متابعيها عبر حسابها على الإنستغرام.


- كارن وازن، تؤثرين في الشابات الصغيرات لجهة اختيار موضة رائجة أو اكسسوار محدّد أو لوك معيّن. كيف تفعلين ذلك؟

الواقع ان الشابات يتأثرن بخياراتي، لأنني حقيقية في تعاملي مع دور الأزياء، بمعنى انني لا أختار من الثياب والأكسسوارات إلا ما أحبّ وأعشق حقاً وما يليق بي. لا يمكنني أن أساوم في خياراتي لأسباب تجارية أو ماديّة، وهذا ما انعكس ثقة على العلاقة التي بنيتها مع الشابات اللواتي يتابعن حسابي على انستغرام. إنهنّ يعرفن تماماً انني اذا اخترت منتجاً، فلأنني مقتنعة انه الأفضل والأجمل.

- نراكِ دائماً في لوك كاجوال يعتمد على الجينز، هل من رسالة يحملها هذا اللوك لمتابعاتك الشابات؟

كأم شابّة تهتمّ بأطفالها، أجد ان الجينز مريح وعملي وأنيق جداً. وهو يناسب شخصيتي، لذلك يرافقني في أوقات نهاري المختلفة. أما السهرات والمناسبات الخاصّة، فلها الفساتين القصيرة والطويلة والبذلات الراقية والإطلالات المتكلّفة بتوقيع كبار المصممين ودور الأزياء الأرقى.

- ماذا عن الرقص، نراك دائماً في بوستات راقصة. هل الرقص هواية أم نوع من أنواع الرياضة التي تمارسينها للحفاظ على رشقاتك؟

الرقص لي ليس فقط مجرد هواية. إنه مصدر سعادتي. وقد بات مصدر سعادة أولادي الذين يعشقون الرقص ويمارسونه كلّ يوم. ولا ننسى ما يعطيه لنا الرقص من تفاؤل وغبطة وطاقة إيجابية. إنها لحظات حقيقية من السعادة أحبّ أن أتشاركها مع متباعيّ على انستغرام، فيشاهدوا عن كثب الجانب المرح من شخصيتي، وليس فقط الجانب الجدّي.

- العائلة أساسية لك، نراك تكشفين اللحظات الحميمة التي تعيشينها مع أولادك وزوجك لمتابعيك على انستغرام، في وقت ينادي الكثيرون بحماية خصوصية العائلة وتحديداً الأطفال من السوشيال ميديا، لماذا؟

العائلة لي أساسية وهي تدخل في صلب شخصيتي. كارن وازن هي المرأة والزوجة والأم في آن واحد، ولا يمكن الفصل بين أيّ من هذه الصفات الثلاث... وأراني حريصة على أن أتشارك ومتابعيّ على انستغرام يومياتي كأم وزوجة وامرأة، وفي ذلك رسالة أوجّهها للشابّات ومفادها ان «نعم، يمكنكنّ أن تكنّ أمّهات صالحات، وتبنين روابط قويّة ومتينة مع أطفالكن، من دون أن تهملن علاقاتكن بأزواجكنّ وحبّكنّ لهنّ، أو تغفلن أنوثتكن وعشقكن للموضة والتألّق والأناقة. هذا هو التحدّي التي تعيشه المرأة العصرية اليوم. من جهة أخرى، لا أجد مانعاً من الكشف عن اللحظات الحميمة التي أعيشها في كنف عائلتي الصغيرة، لقد دخلت عالم انستغرام بهدف أن أتشارك ومتابعيّ من صديقات وغيرهنّ، هذه اللحظات الخاصّة من حياة عائلتي السعيدة. وان توقّفت اليوم عن هذه المشاركة، ينتفي السبب الرئيسي من وجودي على انستغرام!

- بين المشاركة بالخصوصية وانتهاكها خيط رفيع، ما الذي يحقّ لمتابعيك أن يعرفوه، وما الذي لا يحقّ لهم معرفته؟

لا أرسم حدوداً لخصوصيتي، فأنا بطبيعتي امرأة منفتحة جداً، وشفافة جداً جداً، ولا أخفي شيئاً في الصور والفيديوهات التي أنشرها على حسابي، كما في الحياة خارج الصور. ما في قلبي وفكري، يظهر على وجهي، وفي حديثي وتصرّفاتي. ترينني أروي قصصاً عن حياتي أمام أشخاص التقيتهم للتو، لأنني شخص منفتح. تصلني رسائل عدّة يسألني أصحابها: «لم لا تنشرين صوراً لأطفالك يبكون؟ هل هم أطفال سعداء دائماً؟». جوابي هو: عندما يبكي أطفالي أكون مشغولة في مواساتهم وتقبيلهم، وليس تصويرهم، أما عندما يفرحون ويرقصون، يمكنني أن أسمح لنفسي أن أخلي حلبة الرقص، وأحضر هاتفي لتصوير فيديو صغير لهم. لذا لا يمكن أن تشاهدوا فيديوهات أو صوراً للأوقات التي يحتاجني فيها أطفالي!

- هل أولادك مدمنين مثلك على الانستغرام؟ هل يعشقون التصوير؟

يعشق أولادي التصوير ويحبّون أن آخذ صوراً لهم. وهم يحشرون أنفسهم في كلّ الصور، حتى تلك التي أودّ أن أكون فيها وحدي، أو مع زوجي (تضحك). وعندما لا يرغبون في اتخاذ الصور، لا أحبّ ان أجبرهم، بل أترك لهم القرار في ذلك. في كلّ الفيديوهات التي نصوّرها معاً، أتركهم على سجيّتهم، ولا أطلب إليهم أن يقوموا بشيء معيّن أو يقولوا جملاً معيّنة. كلّ فيديوهاتنا نلتقطها للحظات نعيشها معاً، ولا نفتعلها. هاتفي يعجّ بالصور التي يأخذها أولادي بأنفسهم، وهم لا يعرفون انني أنشرها على انستغرام. وهم لا يعرفون أصلاً بانستغرام ولا يراقبون حسابي ولا حسبات الآخرين. أعتقد ان هذا الأمر لا يناسب عمرهم.

- مهنة الشخصية المؤثرة متعبة، فهي تفكر دائماً: كيف عليّ ان أؤثر بمتابعيّ أكثر، وأبهرهم أكثر، وتعيش رهينة كاميرا تلفونها؟ أخبرينا عن مهنتك هذه؟

أنا سعيدة لأنك تقدّرين التعب الذي تعيشه الشخصية المؤثرة على انستغرام، خصوصاً ان البعض يعتقد انها مهنة الذين لا مهنة لهم، والبعض الآخر يعتقد انها ليست مهنة من الأساس! الشخصية المؤثّرة هي مهنة متعبة وتتطلّب الكثير من الوقت، وما أحبّه في هذه المهنة انها مهنة حرّة لا تلتزم بدوام، وهذا ينسابني كأم لثلاثة أطفال. قد يكون أصعب ما في هذه المهنة السفر الدائم لتغطية عروض الأزياء في أنحاء العالم. كذلك فإن هذه المهنة تكره التكرار، وهي تتطلّب منّا الكثير من الإبداع والتجدّد الدائم. أمضي وقتي في تحليل ظواهر الإنستغرام وما يرغب المتابعون في مشاهدته وما يتوقعونه منّي. لكنني أعشق هذه المهنة، لأنها تجعلني على تواصل مع أشخاص من أنحاء العالم، بأعمار وأذواق مختلفة، وإيصال رسائل معيّنة لهم حول الموضة والحياة والإنسانية. أعتبر نفسي محظوظة جداً في هذه المهنة، لأنني أحبّ التواصل مع الآخرين، وقد اخترت الإنستغرام بملء إرادتي.

- أيّ رسالة توجهينها للواتي يرغبن في ان يستخدمن الإنستغرام ليكنّ بدورهن مؤثرات؟

على الشابّة التي ترغب في أن تكون مؤثّرة في متابعيها أن تجيب على سؤال واحد مهم للغاية: لماذا تريدين أن تكوني موّثرة على انستغرام؟ إذا كان الجواب الشهرة والسفر وارتداء الملابس الجميلة، فهذا ليس سبباً مقنعاً بالنسبة إليّ لتحقيق النجاح على الإنستغرام! على تواجدك على السوشيال ميديا أن يكون صادقاً وحقيقياً، ويحمل رسالة ما للمتابعين. ليس علينا أن نغيّر العالم، من خلال حسابنا الإنستغرامي، لكن علينا بالطبع أن نؤثّر إيجاباً في من حولنا. رسالتي للشابّة التي ترغب في خوض غمار انستغرام، أن تكون على سجيّتها، ولا تقلّد أحداً، والأهمّ أن تستمع الى الصوت الذي في داخلها، وتكتشف الرسالة التي تريد أن توصلها من خلال حسابها.

أنا وفندي FENDI

- ما هي علاقتك بدار فندي FENDI؟ لماذا تحبينها؟

لدار فندي FENDI ذكريات جميلة أحتفظ بها في قلبي خصوصاً انها أول دار تعاونت معها في تصوير خاصّ بالأحذية. وقد عاودتني ذكرياتي مع دار فندي في البدايات ما ان شرعنا في جلسة تصوير هذا الغلاف مع فندي ومجلة «لها». أحبّ دار فندي لأنها دار أنيقة جداً وشابّة ومرحة في الوقت نفسه. إنها تجيد مخاطبة المرأة العصرية الشابّة. كلّ القطع التي صوّرناها أنيقة وتناسب المرأة في إطلالاتها اليومية المختلفة، ومهامها في النهار وسهراتها في الليل.

- أخبرينا عن التعاون مع فندي FENDI لتصميم حذاء خاص بكارن وازن؟ هل هذا الحذاء هو حذاء سندريلا الذي كنت تحلمين فيه؟

أعشق الأحذية الجميلة، لكنني أكره منها ما هو غير مريح، لأنه يؤثّر سلباً في إطلالة المرأة. أحبّ الحذاء الجميل والمريح في آن واحد. بعض الأحذية تبدو رائعة ولكن عندما نرتديها نحبس أنفاسنا من شدّة الألم. هذا الحذاء من فندي FENDI رائع وجميل ومثير وجذاب ومريح جداً في الوقت نفسه!

- كيف يمكن لحذاء ان يغير الإطلالة؟

يمكن الحذاء الأنيق والمريح أن يجمّل إطلالتك ويكمّلها، كما يمكن للحذاء الجميل وغير المريح أن يخرّب إطلالتك وسهرتك بالألم الذي قد يسبّبه لك.

- تعودين اليوم الى الجامعة الأميركية في بيروت AUB التي أمضيت فوق مقاعدها أربع سنوات في دراسة ادارة الأعمال وعلم النفس. ها أنتِ تعودين في هذا التصوير الخاص بدار فندي ومجلة «لها»، ماذا تذكرين عن مقاعد الدراسة الجامعية؟

ما إن وطأت قدماي حرم الجامعة، حتى عاودتني الذكريات الجميلة. وقلت لنفسي: يا إلهي لا أصدّق ان كلّ هذا الوقت قد مرّ! أذكر انني كنت طالبة اجتماعية وكان لديّ الكثير من الأصدقاء. لطالما كنت فتاة اجتماعية وأعشق العلاقات الإنسانية. صحيح انني لم أعمل بالاختصاصين اللذين درستهما، إلا انني أطبّق كلّ ما درسته في حياتي اليومية. وأنا ممتنّة لجامعتي لأنها صقلت شخصيتي وحصّنتها بالعلم والثقافة. وأجدني سعيدة اليوم بعودتي إليها.

- ما هي المادة التي أحببتها وتمنيت لو تغوصين أكثر في دراستها؟

علم النفس هو الإختصاص الذي جذبني، ولا يزال يجذبني وأودّ لو أغوص فيه. لقد تعلّمت في علم النفس الغوص في نفسي وفهم الآخرين أكثر وأحتفظ دائماً بإيجابيتي وتفاؤلي، كذلك جعلني هذا الإختصاص أفهم أكثر عملي كمؤثّرة، وأقوم به على أفضل وجه.

- من هم أصدقاء الدراسة الذين احتفظت بهم الى اليوم؟

أصدقاء الدراسة بالأمس، هم الأقرب إليّ اليوم. لقد احتفظت بصداقتهم رغم ان الطريق التي سلكه كلّ منّا في الحياة مختلف، إلا أننا ما زلنا منذ أيام الدراسة وحتى اليوم، أفضل الأصدقاء.

- حاضرت في جامعة هارفرد، فهل تمنيت أن تحاضري في الجامعة التي تخرجت منها AUB؟

لقد دعتني جامعتي أخيراً كي أحاضر فيها، لكن الوقت لم يسمح بتلبيتي الدعوة، لارتباطي بعقود مهمّة في الوقت نفسه. لكنني أودّ من كلّ قلبي أن أحاضر في الجامعة التي أعطتني الكثير، وأفكّر في الموضوع جدّياً.

أنا والحب

- هل انت امرأة رومانسية؟

لطالما كنت رومانسية... وما زلت! أحبّ المفاجآت وأجمع كلّ الصور وبطاقات المعايدة التي أعطاني إياها زوجي منذ اليوم الأول على تعارفنا وحتى يومنا هذا. كذلك أجمع بطاقات المطاعم التي زرناها معاً... أحبّ أفلام الغرام وأشاهد الكثير منها.

- كيف تحافظين على جذوة الحبّ مشتعلة بينك وبين زوجك؟

أعشق دوري كزوجة تحبّ زوجها، وأحرص على معاملة زوجي كحبيب، وليس فقط كوالد. وأحبّ أن أضيء على علاقتنا الجميلة والناجحة في حسابي على الإنستغرام، كي أقول لمتابعيّ ان الزواج والإنجاب لا يقتلا الحبّ! وعلى الزوجين أن يبذلا التضحيات ويقوما بجهد مضاعف للحفاظ على جذوة الحبّ مشتعلة.

- ما هو سرّ ديمومة الحب بنظرك؟

لقد تزوّجنا اثر قصّة حبّ دامت ثلاث سنوات... أحبّ زوجي بجنون. لقد كان حبّنا مصدر إلهام لي، ولا يزال. أنا أؤمن بالحبّ الأبدي. لا شيء يستطيع ان يكسر حبّنا. وعلى عكس ما يقوله الآخرين، لقد زاد الأولاد من علاقتنا تماسكاً وحبّاً وروعة. لقد أردت دائماً ان يكون زواجي مثالياً خصوصاً ان والديّ مطلّقين. وأراني أعمل وزوجي بكدّ يومياً كي تكون لنا العائلة المثالية ويدوم حبّنا الى الأبد.

- ما هي أسرار الزواج الناجح؟

أسرار الزواج الناجح تعلّمتها من جدّي وجدّتي لوالدتي، فهما بعد أكثر من 65 سنة من الزواج يعشقان بعضهما بجنون. أطلق عليهما لقب عصفوري الحبّ. وعندما تزوجت، زرتهما وزوجي وسألناهما: ما سرّكما؟ فأجابني جدّي: لا تناما أبداً وأنتما متخاصمان! وهذا ما أفعله مع زوجي. نتناقش ونتصالح قبل أن ينتهي النهار.

- ما هو الغد بالنسبة اليك؟ هل تفكرين في الغد؟

الغد يحفّزني ويثير فضولي. قد يحمل الغد لي ما هو غير متوقع! وهذا بحدّ ذاته رائع. نحن في خضمّ صناعة غنيّة بالمفاجآت. أليس هذا رائعاً؟!

- في حال بات الإنستغرام في خبر كان، كيف تعوّضين حضور متابعيك الفاعل في حياتك من خلال التعليقات وتسجيل الإعجاب، خصوصا انك قلت فيهم انهم عائلتك الكبيرة، بمعنى انك بتّ بدورك مدمنة على حضورهم في حياتك؟

لا أفكّر في الموضوع من هذه الناحية. أعتبر نفسي أقوى من أن أنتهي مع انتهاء موضة معيّنة أو تطبيق معيّن. إن العلاقة التي بنيتها مع متابعيّ قويّة جداً، أقوى من الإنستغرام. إن علاقتنا تتخطّى التطبيق ويمكنها أن تستمرّ بأساليب أخرى وتتخذ أشكالاً مختلفة.

- كلمة أخيرة للشابات القارئات اللواتي يعشقنك؟

أودّ أن أشكر كلّ اللواتي يتابعنني على الإنستغرام. كلمات الشكر قليلة، لأنه لولا التفاعل اليومي واللحظوي معهنّ، لما كنت كارن وازن التي تعرفونها اليوم. بفضلهنّ اكتشفت نفسي أكثر، وطوّرتها أكثر فأكثر. أعدهنّ ان أكون دائماً عند حسن ظنهنّ، وأستمرّ في التواصل معهنّ والتقرّب إليهنّ... أقول لكلّ المتابعات اللواتي يبدين تقديرهنّ لي: أحبكنّ من كلّ قلبي!




CREDITS

شكر خاص : شكر خاص لمعهد عصام فارس للسياسيات العامة والشؤون الدولية Issam Fares Institute for Public Policy and International Affairs في الجامعة الأميركية في بيروت AUB.