الشاعرة نجاة علي ترصد سمات الرواي في روايات نجيب محفوظ

نجاة علي, نجيب محفوظ, شاعرة

21 نوفمبر 2013

«الراوي في روايات نجيب محفوظ»، عنوان الأطروحة التي نالت عنها الشاعرة المصرية نجاة علي أخيراً درجة الدكتوراه بامتياز من كلية الآداب في جامعة القاهرة. وأشرف على الأطروحة، وشارك في مناقشتها كل من وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور جابر عصفور والناقد الدكتور حسين حمودة. كما شارك في مناقشتها الناقد الدكتور محمد بدوي والناقد الدكتور خيري دومة.


وحصلت نجاة علي من قبل على «الماجستير» في موضوع «المفارقة في قصص يوسف إدريس القصيرة»، ولها ثلاثة دواوين :«كائن خرافي غايته الثرثرة»، «حائط مشقوق»، «مثل شفرة سكين».

ولاحظت نجاة علي في أطروحة الدكتوراه أن وعي راوي روايات نجيب محفوظ (1911 - 2006) انتسب إلى ما يمكن أن نسميه بـ«الوعي المديني»، نسبة إلى المدينة: المركزية السياسية (العاصمة المصرية)، التي تعكس الخصوبة التاريخية والتنوع التاريخي (التراث المعماري، وحضوره الذي يكاد يساوي تاريخ الحضارة الإنسانية). وأضافت أن حضور القاهرة في روايات نجيب محفوظ، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، ربما يرتبط بشكل أو بآخر بدرجة انتماء الراوي/ الكاتب إلى عالم تلك المدينة، معشوقته الأولى التي لم يكن يفارقها إلا نادراً، والتي نسج فيها أسطورته الخاصة عبر مشروعه الروائي. وأوجزت سمات هذا الوعي المديني في نقاط عدة، منها: تمثل الراوي لقيم المدينة التي تتصف بالتنوع والتعدد، وهو ما نراه متجلياً حتى على المستوى السردي في النزوع إلى «تعدد الأصوات»، انشغال الراوي بتصوير عالم القاهرة، وخصوصاً الأحياء الشعبية التي تطرح- بقوة- عالم المهمشين والفقراء، وهم يمثلون غالبية سكان مصر.

حارة محفوظ
ولاحظت كذلك أن محفوظ استخدم الحارة بشكل يجعلها مزدوجة الدلالة، فقد تكون حارة حقيقية، وقد تكون رمزاً للعالم كله يختزل فيها أسئلته وهواجسه الوجودية.
وخلصت إلى أن حارة محفوظ ليست ككل الحارات، فهي حارة بملامح متفردة تجري فيها أسطورته الخاصة، التي ظل يصوغها على مدى زمني طويل. وتوقفت نجاة علي كذلك عند ولع الراوي باللغة القرآنية وتشبّعه بجمالياتها، موضحة أن التناص معها يبدو واضحاً في مواضع كثيرة، وهو ما يظهر في استخدام الراوي صيغاً لغوية تعتمد على بعض الألفاظ أو العبارات القرآنية، والتي يعمل الراوي على إعطائها معنى مختلفاً تكتسبه من خلال السياق النصي.
كما توثقت عند حرص الراوي على استخدام مستوى العامية المصرية البسيطة القاهرية في بعض الحوارات، واستخدام لغة الصمت الاستراتيجي المتعمد أحياناً في النص مما يعمق نفسياً ودرامياً بعض اللحظات في البناء الروائي، وهي غالباً ما تعبّر عن الباطن النفسي الدال أكثر مما تعبّر عن حقيقة خارجية.

كاتب استثنائي
وعموماً، أثارت هذه الدراسة عدداً من التساؤلات بعضها اتصل بنجيب محفوظ، من حيث هو كاتب استثنائي في تاريخ الرواية العربية، وصاحب مشروع روائي كبير، واتصل بعضها الآخر بموضوع الدراسة ذاتها «الراوي في روايات نجيب محفوظ» من ناحية ثانية.
وأوضحت الدراسة التطبيقية أن خطاب محفوظ الروائي لم يكن منعزلاً أو مفصولاً عن السياق السياسي والاجتماعي، بل كان متفاعلاً معه، بل إن رواياته كانت أشبه بالتأريخ له، وإن لم يسقط في فخ التسجيل الفوتوغرافي للواقع.