الكتاب: مصر تحت حكم بونابرت- غزو الشرق الأوسط

الكاتب: خوان كول

الناشر: المركز القومي للترجمة

مما لا شك فيه أن هناك ولعاً شديداً بالكتب التي تتناول تاريخ الحملة الفرنسية في مصر، بقيادة نابليون بونابرت، لذا لا تمر سنوات قليلة، حتى يصدر كتاب جديد يكشف أموراً مازالت تحتاج إلى تفسير.
ويندرج الكتاب الصادر حديثاً من المركز القومي للترجمة في إطار هذا المنظور، فللمرة الأولى تظهر رسائل الجنود والضباط الذين كانوا ضمن صفوف الجيش الفرنسي في الحملة على مصر، وفيها يذكرون الجرائم التي وقعت في حق عدد من القرى التي قاومت الاحتلال.

الكتاب بعنوان «مصر تحت حكم بونابرت- غزو الشرق الأوسط»، تأليف خوان كول الأستاذ في جامعة ميتشيغن الأميركية، وهو متخصص في تاريخ وآداب الشرق الأوسط الحديث وجنوب آسيا، وترجمه الدكتور مصطفى رياض، وقدم له وراجعه الدكتور أحمد زكريا الشلق.

ولعل أهم ما يميز هذا الكتاب، اعتماد المؤلف على مذكرات وأوراق ومراسلات ضباط الحملة الفرنسية وجنودها، من صناع الوقائع والمشاركين فيها وشهود العيان.
لذا من الجوانب المهمة أنه سجل الكثير من العمليات العسكرية الفرنسية، التي أبرزت وحشية جيش الشرق الاستعماري، ومن تبعهم من الكتاب والمؤرخين الذين حاولوا إخفاء الطابع المدمر، تحت قناع الحداثة والتحديث.
ففي هذه المذكرات يسجل الجنود والضباط، ما أحدثوه من تدمير وإحراق لقرى بأكملها، سواء تلك التي أبدت مقاومة للغزو أو التي هجرها أهلها هلعاً من المجازر الوحشية، فضلاً عن عمليات السلب والنهب التي مارسها دعاة الحرية من الفرنسيين.

وألقى الكتاب الضوء على تفاصيل مهمة بشأن مقاومة المصريين والمماليك والعثمانيين للغزو الفرنسي، منذ أن وطأت أقدام الفرنسيين الإسكندرية.
وسجل شهادات عن إحراق الفرنسيين لقرية الرحمانية، انتقاماً من أهلها الذين فروا منها، وكذلك إشعالهم الحرائق في الكثير من القرى في طريق زحفهم للقاهرة.