بدّلي أسلوب عيشك لحماية نفسك من السرطان

جولي صليبا 19 أكتوبر 2019

تشير الدراسات والأبحاث العلمية إلى أنه لا يمكننا الحؤول دون مرض السرطان مثلما نفعل مع الأمراض الأخرى، أي باستخدام اللقاحات والأدوية العادية. إلا أن بعض التعديلات في أسلوب العيش يمكن أن تقلل كثيراً من خطر الإصابة بالسرطان. ما علينا إلا اعتماد أسلوب العيش الصحي، البعيد عن عوامل الخطر، لدرء خطر السرطان قدر المستطاع...


تغيرات عدة طرأت على التشخيص المبكر لمرض السرطان، وبات التعرّف عليه ممكناً في مراحله الأولى. صحيح أن هذا التشخيص المبكر قد يفيد في معالجة السرطان والقضاء عليه، لكنه ليس كافياً لوحده للوقاية من الإصابة بالمرض الخبيث، بل علينا اعتماد أسلوب العيش الصحي الذي يحمينا من الأورام الخبيثة.

بالفعل، يؤكد العلماء أن تغيير أسلوب الحياة هو أفضل وسيلة للوقاية من السرطان، ويشيرون إلى أن هناك نسبة كبيرة من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها. فالسرطان لم يعد قَدَراً محتوماً ننقاد إليه.

● الغذاء السليم

تعتبر التغذية الصحية من أهم العوامل التي تساعد على الوقاية من السرطان. ويُنصح عموماً بتجنّب اللحوم الحمراء، واللحوم المصنّعة (مثل النقانق)، والأطعمة الدسمة الغنية بالدهون والسكريات، والإقلاع عن التدخين. فهذه الأمور تزيد من خطر نشوء الأورام السرطانية. لا بدّ أيضاً من تناول الخضار والأسماك، والحرص على تناول خمس حصص من الفاكهة والخضار كل يوم.

كما يوصى بالحفاظ على وزن صحي وسليم، لأن السُّمنة من العوامل الرئيسة المسبّبة للسرطان، إذ تزيد من إفراز الهورمونات والالتهابات. لذلك، فإن التخلص من السُّمنة قد يساعد على الوقاية من السرطان.

● شرب الكثير من الماء

يعتبر الماء من أساسيات الحياة، ومن دونه لا يمكننا الاستمرار في العيش. فهو يشكّل نسبة عالية من تكوين جسم الإنسان، ويعتبر ضرورياً للحفاظ على توازن الجسم وعمل وظائفه. لذا، لا بد من شرب الماء بانتظام للحفاظ على حُسن عمل الجسم.

اللافت أن الإكثار من شرب الماء والسوائل الأخرى يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان المثانة من خلال تركيز العوامل المسبّبة للسرطان في البول والمساعدة على طرد هذه المسببات عبر المثانة بشكل أسرع.

يوصى عموماً بشرب 1.5 إلى 2 ليتر من الماء كل يوم، علماً أن الماء يساعد أيضاً على التحكم في الوحدات الحرارية، ويوفر الإحساس بالشبع، ويساعد على منح الطاقة للعضلات، ويحافظ على صحة البشرة والكليتين، وينظّم عمل الجهاز الهضمي.

● الطهو الصحي

هل فكرت يوماً بأن طريقة طهو الطعام يمكن أن تزيد خطر التعرض للسرطان؟ بالفعل، تشير الدراسات إلى أن المركّبات المسبّبة للسرطان تنجم عن شواء الطعام أو قليه. وتتشكل هذه المركبات المسبّبة للسرطان من طريق سقوط قطرات السوائل من اللحم والشحم نفسه، مما يؤدي الى تلوث قطع اللحم من غازات الفحم والدخان المتصاعد. وتشير الدراسات إلى أن الاستهلاك العالي للحوم المطهوة بدرجات حرارة عالية يزيد من خطر التعرض لأنواع عدة من السرطان، ولا سيما سرطان الثدي، والقولون، والمستقيم، والمعدة، والبنكرياس والبروستات، وبطانة الرحم...

وإذا كانت لديك أوانٍ للطبخ مخدوشة، عليك استبدالها فوراً. فالطناجر والمقالي المخدوشة يمكن أن تزيد من خطر الاصابة بالسرطان بشكل هائل، لأنها تسمح لحمض PFOA (حمض perflurooctanic) بالتسرّب إلى الطعام. ويرتبط هذا الحمض بنمو الخلايا السرطانية. لذا، عليك التأنّي كثيراً في اختيار الأواني التي تساعد على طهو الطعام من دون أن تؤذي الصحة.

● الحركة الدائمة

لا شك في أن الحركة الدائمة مفيدة للصحة العامة، لكنها فعالة أيضاً في الوقاية من السرطان. لذا، يوصي الأطباء بالابتعاد عن أسلوب العيش الكثير الجلوس، وممارسة الرياضة بمختلف أنواعها لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً للحدّ من مخاطر السرطان.

وكلما ازداد مستوى الحركة في أسلوب العيش، انخفض خطر الإصابة بالسرطان. والحركة لا تعني ممارسة الرياضة فقط، بل تشير إلى أي نشاط بدني، كالمشي إلى محطة الحافلة أو أي مسافة يتم قطعها بواسطة الدرّاجة الهوائية.

● الإقلاع عن التدخين

من المهم أيضاً الإقلاع عن التدخين فوراً، لأن التدخين لا يزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة فقط، بل يعزز أيضاً خطر التعرض لسرطان الفم والحلق والمريء بمعدل 10 أضعاف. كما يرفع التدخين خطر الإصابة بسرطان المثانة والكلى.

اللافت أن تدخين سيجارة واحدة فقط في اليوم يزيد من خطر التعرض لسرطان الرئة والمثانة والكلى والحلق والفم. ولا ننسى طبعاً أن التدخين السلبي خطير جداً، لأنه يحتوي على نحو 60% من الخلايا المسرطنة المعروفة. لذا، يوصى بالابتعاد عن الأماكن التي يجلس فيها المدخنون لتفادي تنشق دخان سجائرهم.

● الوقاية من أشعة الشمس

صحيح أن الشمس من أفضل مصادر الفيتامين D الضروري لجسم الإنسان، الا أن التعرض المفرط لأشعة الشمس يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد في حال لم تُتخذ الاحتياطات المناسبة. لذا، يوصى بتفادي التعرض للأشعة فوق البنفسجية، واستعمال كريمات الوقاية من الشمس عند الخروج من المنزل، وارتداء ملابس واقية عند الخروج في الهواء الطلق، وتجنب أشعة الشمس في منتصف النهار قدر الإمكان.

● الخضوع للفحوص الدورية

ندرك جميعاً أهمية الخضوع للفحوص الطبية الدورية مرة واحدة في السنة على الأقل. فمن شأن هذا الإجراء المساعدة على تشخيص ما إذا كانت هناك أي خلايا سرطانية في الجسم. يذكر أن الاكتشاف المبكر للسرطان يعزّز من فرص الشفاء لأنه يساعد على محاربة نمو السرطان قبل أن ينتشر في الجسم بشكل لا يمكن علاجه.

ولا بد من توخّي الحذر بشكل كبير في حال وجود تاريخ عائلي للسرطان، أي تعرض أجيال عدة للسرطان. فثمة

أنواع من السرطان، مثل سرطان القولون والثدي والمبيض، تنتقل بالوراثة في العائلة.

لذا، يوصى باستشارة الطبيب فوراً في حال وجود تاريخ عائلي لأي نوع من أنواع السرطان. ويُستحسن الخضوع للفحوص الطبية مرة كل ستة أشهر للمساعدة على تقليل خطر الإصابة بالسرطان.

في المقابل، يستحسن تجنب الفحوص الطبية غير المبررة رغم أن الأشعة المقطعية والأشعة السينية هي من أفضل أدوات التشخيص المتاحة. إلا أن الإفراط في استخدامها يمكن أن يزيد خطر التعرض للسرطان. فالأشعة العالية المنبعثة من تلك الأدوات التشخيصية قد تؤدي الى سرطان الدم. لذا، يوصى بتجنّب الفحوص التي لا لزوم لها.

لا تتجاهل الألم إذا أحسست به، بل يجب عليك استشارة الطبيب في أسرع وقت والفحص الكامل لتفادي الإصابة بالسرطان.

● الابتعاد عن مصادر التوتر والإجهاد

يعتبر الإجهاد النفسي من الأسباب الرئيسة للعديد من المشاكل الصحية الخطيرة، وأبرزها السرطان. فالتوتر يزيد من خطر الالتهابات في الجسم، ويمهّد الطريق للإصابة بالأمراض. وقد أظهرت الدراسات العلمية أن الإجهاد يرتبط مباشرة بالإصابة بالسرطان، ويؤدي إلى زيادة انتشار الخلايا السرطانية في الجسم.

لذا، يوصى بتخصيص وقت للراحة كل يوم للتخلص من ضغوط الحياة اليومية وإلا ثمة احتمال كبير أن ينهار جهاز المناعة في الجسم ويضعف أمام خطر الإصابة بالسرطان.

لا بدّ إذاً من القضاء على التوتر من طريق التأمل أو من خلال ممارسة الهوايات المفضلة لديك. كما يُستحسن التقليل من استخدام الهاتف الخليوي، لأن التردّدات المنبعثة منه يمكن أن تتلف خلايا الدماغ وتسبب سرطان الدماغ في المدى البعيد.