أطفال بلا هوية

فاديا فهد 23 أكتوبر 2019

«أنا لا شيء، أنا حشرة، أشعر أنني غير مرئي. الحيوانات تُعامل أحسن منّي. أتمنى لو أنني لم أولد أبداً». هذه هي كلمات فراس، بطل فيلم نادين لبكي «كفرناحوم». فراس أو «زين» في الفيلم، هو واحد من الملايين حول العالم الذين يعيشون على هامش المجتمع بلا أبسط حقوقهم المدنية والإنسانية: لا تعليم، ولا رعاية صحّية واجتماعية ولا عمل شرعياً يشبع بطونهم ويكسي أجسادهم الهزيلة. متروكين للاستغلال على أنواعه وسوء المعاملة، كما للانجراف مع العصابات والتنظيمات الإرهابية. تلفتُ نادين لبكي في الكلمة المؤثرة التي ألقتها في احتفالية مفوضيّة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في جنيف، الى ان فراس لم يحتفل يوماً بعيد ميلاده، وهو لا يعرف أصلاً كم عمره. كلّ ما يعرفه انه وُلِد في فصل الشتاء، ذات يوم مثلج. ويُقدّر أن يكون في سنّ 12 أو 13، لكنه يبدو في السابعة من عمره بسبب سوء التغذية... تفاصيل صغيرة تروي الجفاف العاطفي الخطير الذي يعيشه هؤلاء الأطفال. التلكؤ الدولي في معالجة قضايا اللاجئين له ألف عذر سياسي وحسابات ديموغرافية واقتصادية وغيرها، كلّها لا تبرّر الجريمة الإنسانية التي يرتكبها المجتمع الدولي بحقّ هؤلاء، خصوصاً الأطفال من بينهم، الذين يولدون ويكبرون بلا هدف ولا أمل. صرختنا اليوم: متى يستفيق الضمير الدولي وينقذ هؤلاء من براثن مستقبل مجهول محفوف بالمخاطر؟

نسائم

أحلام ترحل، وأخرى تلوح في الأفق

وتتدلى كعناقيد ذهبية شهيّة.

تمدّ يدك لتقطف حبّة،

تمدّ يدك أكثر،

تتوهّم الوصول، تقفز الى أعلى

... ولا يزال الحلم بعيداً، بعيداً.