إبـراهيـم الحـربـي: حين تزدهر الدراما الكويتية تزدهر أخواتها في الخليج

حوار: هنادي عيسى 24 أكتوبر 2019
هو من الفنانين الذين عاشوا في العصر الذهبي للدراما الخليجية، إذ قدّم عشرات الأعمال التي لاقت استحسان الجمهور، وشارك كل عام في أكثر من عمل درامي رمضاني. الممثل الكويتي إبراهيم الحربي يتحدّث في حواره مع "لها" عن تفاصيل أعماله، ويكشف عن رأيه في كل ما يدور على الساحة الفنية العربية والخليجية.


- ما رأيك بالأعمال التي قدّمتها في رمضان الماضي؟

في موسم رمضان الماضي، عُرض لي عملان وكانا ناجحين جداً، وخلال هذا العام صوّرت نحو أربعة أعمال لكنها لم تُعرض كلها بعد، وأتمنى أن تنال حقها في الانتشار.

- هل من المهم أن يحرص الفنان على المشاركة في الموسم الرمضاني؟

بالنسبة إليّ، لا مشكلة لدي في توقيت ظهوري في أعمال درامية، سواء في الموسم الرمضاني أو خارجه، ذلك أنني حين أتعاقد على أي عمل فني، لا أشغل نفسي بموعد عرضه، بل أهتم وأحرص على المشاركة في عمل أو اثنين على الأكثر، ومن خلال أدوار مختلفة حتى لا يصاب المشاهد بالملل.

- أين أنت في الدراما السعودية؟

نادراً ما أشارك في الأعمال الدرامية السعودية، والسبب هو ضيق الوقت وظروف خارجة عن إرادتي، لكنني أسعى وأتحيّن الفرص للظهور في الدراما السعودية.

- هل من شروط تضعها قبل المشاركة في أي عمل، وما المقاييس التي تنتقي أعمالك على أساسها؟

أنظر إلى الكيف لا الكمّ، وأبحث دائماً عن الجديد الذي يرضيني ويرضي الجمهور، ولذلك تجذبني الأدوار الغريبة والبعيدة عن المألوف، كما أشترط التعرّف إلى فريق العمل قبل الموافقة على المشاركة فيه، لأنني أرغب في العمل في أجواء جميلة وهادئة ومع فريق متعاون.

- وما الصعوبات التي تواجهها في اختيار الأدوار التي تناسبك؟

مهما طالت مسيرة الفنان، يبقى اختيار الأدوار أمراً صعباً للغاية. وعلى الرغم من أنني أرى نفسي محظوظاً لأن غالبية النصوص التي تُعرض عليّ حالياً جيدة، لكنني أشعر في كل مرة بالحيرة أمامها، لأن هناك عيباً يشوب هذه النصوص، وهو أنها متشابهة الى حد كبير. لذا أجتهد وأحاول قدر المستطاع أن أبحث عن العمل الجيد والمختلف من دون النظر الى هويته.

- هل ما زالت الأدوار الرومانسية تستهويك؟

لا أنكر أنني أفضّل الأدوار الرومانسية على غيرها من الأدوار، خصوصاً أن المشاهد يرغب في متابعة هذه النوعية من الأدوار في الأعمال الفنية التي تُقدَّم، لما لها من تأثير مهم في الأحداث.

- كيف تنظر الى موجة الأعمال الدرامية ذات التعاون المشترك والدراما الطويلة السائدة حالياً، وهل تحبذ المشاركة في مثل هذه الأعمال؟

مما لا شك فيه أن المشاركة في مثل هذه الأعمال العربية تُعدّ إضافة إلى أي فنان، خصوصاً في هذا الزمن الذي أصبحنا نفتقد فيه التعاون العربي المشترك. وشخصياً، أعتبر أن هذه النوعية من الأعمال الدرامية، والتي تضم أسماء من دول عربية مختلفة، تصب في مصلحة العمل، وتشكّل عاملاً مهماً في نجاحه، وتعطي الفرصة لهذا العمل للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجماهير العربية. لذا، لا أنكر أنني أستمتع كثيراً بالمشاركة في مثل تلك الأعمال، لكن وللأسف فإن معظم الفنانين العرب، ولا أحدّد أحداً بعينه، يتعاملون معنا كفنانين خليجيين بتحفّظ كبير، وينظرون إلينا ياستخفافٍ عند مشاركتنا في تلك الأعمال، وهذا ما لمسته من بعض الفنانين الحاليين، ولا أقصد بكلامي جيل العظماء الذي تربّينا على ما قدّموه من إبداعات فنية ما زالت راسخة في أذهاننا جميعاً.

- هل ابتعدت عن الإنتاج؟

يجب الاعتراف بأن الإنتاج لم يعد مهمة سهلة، وقد أصبح تجربة محفوفة بالصعاب، لكنني رغم ذلك لن أتوقف عن الإنتاج، وفي انتظار الفرصة المناسبة.

- أمنية من أمنياتك؟

دائما ما يتمنّى الفنان الحصول على رضا الجمهور، فمنه يستمدّ طاقته، مما يحفّزه على النجاح والاستمرار في طريق الفن.

- ماذا تقول للقائمين على الأعمال الفنية؟

أودّ أن أوجّه رسالة الى المخرجين والمنتجين، ومن قَبْلهم كتّاب الدراما حيث أتمنى من الجميع العودة الى اكتشاف النجوم الكبار وعدم الاكتفاء بالنجوم الجدد فقط، وذلك من خلال تفجير طاقات كامنة لديهم، بحيث يُعاد اكتشاف كل فنان في مراحله العمرية المختلفة ومن ثم تقديمه بشكل متجدد، وإلا نتوقف عند محطة معينة، لأن هناك العديد من الفنانين على مستوى العالم العربي الذين نراهم اليوم بشكل مختلف مع تقدّمهم بالعمر، وذلك لأنهم يجدون دائماً من يستطيع إبراز ما يملكونه من حِرفية، ويستثمر ما راكموه من خبرات كبيرة.

- هل من رابط بين ابتعاد الكثير من النجوم عن الساحة الفنية وارتفاع الأجور؟

لا دخل للأجور المرتفعة بابتعاد النجوم عن الساحة الفنية، إنما هناك أسباب كثيرة أدّت الى هذا الابتعاد ويجب تسليط الضوء عليها وتوضيحها ليس من جانب النجوم فقط، بل من جانب الصحافة أيضاً. ورغم تراجع عدد الأعمال الدرامية، إلا أن من المفترض ألا تغيب بعض الأسماء التي لها وزنها عن الشاشة.

- الأوضاع العربية والإقليمية، هل أثّرت في الفن؟

يُفترض أن تكون الأوضاع التي تسيطر على المنطقة العربية مادة دسمة لتقديم أعمال درامية تحاكي الواقع وتتحدث عن الحروب والتنظيمات الإرهابية، لكن للأسف هناك عدم تجديد وابتعاد عن طرح القضايا الحقيقية، وهو ما يجعل الدراما تراوح مكانها، فلا يعقل أن يشاهد الناس أعمالاً تلفزيونية أحداثها بعيدة عن الواقع الذي يعيشون فيه!

- وكيف تعود هذه الصناعة إلى سابق عهدها؟

الكويت هي القوة الحقيقية في هذه الصناعة وحين تزدهر الدراما في الكويت تزدهر في الخليج كله وتتعافى، لذلك لا بد من عودة التلفزيون الكويتي الى الإنتاج ليس فقط بطريقة المنتج المنفذ وإنما لإنتاج الأعمال التراثية الكبيرة وتلك التي تتطرق إلى الأوضاع العامة وتخاطب الجمهور بلغة تتماشى والعصر الذي نعيشه.

- أين أنت من السينما؟

فيها الكثير من المشاكل وغير محسوبة العواقب. ووردتني عروض كثيرة لكن الأمر يحتاج الى بعض الوقت والكثير من الدراسة.

- هل من الممكن ان نراك في عمل مصري أو سوري؟

لدي بالفعل مشاركات سابقة في أعمال مصرية، وقدّمت أعمالاً باللهجة المصرية وأخرى بالعربية الفصحى، وأتمنى أن اشارك قريباً في عمل مصري أو سوري مناسب.

- كيف تنظر الى مواقع التواصل الاجتماعي؟

بصراحة، لا أحب هذه المواقع لأنها سخّفت كل شيء في الحياة، وأنا اطلب من الدول الخليجية والكويت تحديداً التنبه لما يحصل قبل أن تقع الواقعة لأننا نشهد تدهوراً أخلاقياً على هذه المواقع ويجب محاسبة كل من يسيء استعمالها.

- لماذا نجدك بعيداً عن المسرح؟

لا أحبّذ خوض تجربة المسرح الآن لأن ظروفه وأجواءه لا تناسبني، وحين أقْدم على هذه الخطوة يجب ان تكون عندي الثقة وإمكانات الاستمرار الى ما بعد العيد وليس استغلال أيام العيد فقط. فأغلب النجوم مع احترامي لهم يطلقون على أنفسهم ألقاباً فضفاضة ويرددون شعارات فارغة بأن فلاناً أمبراطور مسرح الأطفال، وفلانة أميرة الطفولة مثلاً، وكلها كلمات بعيدة عن الواقع. أتمنى أن أقدم عملاً مسرحياً ضخماً يضم كبار النجوم، لكن ليس في مثل هذه الظروف.

- ما هي اهتماماتك بعيداً عن الأضواء؟

القراءة في السياسة، وأنا أتابعها بشغف، بالإضافة الى ركوب الخيل والدرّاجات الهوائية... لكنني توقفت مؤقتاً عن ممارسة تلك الهوايات بسبب وقوعي المتكرر في حوادث كانت محفوفة بالخطر.

- ما هي عيوبك؟

الاندفاع وحُسن النية، وثقتي الزائدة بالآخرين، وطيبة القلب التي أصبحت للأسف عيباً في وقتنا الحالي.