هبة رمحين: نعم للرقش العربي والأندلسي لكن الأجواء الشرقية ليست مطلوبة في الأعراس الملكية

هبة رمحين, الديكور, رقش, الرقش العربي, الأندلس, ورود, طاولات المائدة, الأعمال الخشبية, الإضاءة, أعراس

24 نوفمبر 2013

«الحدائق السرية» و«فرساي الصغير» و«مملكة الثلج»، عناوين مناسبات أم عوالم خيالية؟ تثبت هبة رمحين أن الخيال لغز يصعب توقّعه ويسهل تحقيقه في شركة Eventique. وأن ما من فكرة مستحيلة يصعب تنفيذها.


- كيف انضمّت هبة رمحين إلى مجموعة mbc عام 2011؟
بدأ التواصل مع mbc عام 2010 حين تعاوننا في مشروع. كنت وقتها مديرة المناسبات في فندق خمس نجوم في دبي. تحدثنا عن إمكان تأسيس شركة لتنظيم المناسبات، وكانت مجرد فكرة.
اجتمعنا أكثر من مرة طوال 7 أشهر لكننا تناقشنا جدياً في أيلول/سبتمبر 2011. افتتحنا الشركة في أيار/مايو 2012، بدأنا مع مناسبة الإحتفال بمرور عشرين عاماً على انطلاقة مجموعة mbc.

- لنبدأ مع اختيار الإسم الفرنسي والإنكليزي في آن واحد، Eventique كلمة غير موجودة لغوياً؟
نعم، وجدنا صعوبة في التوصّل إلى اسم طوال شهر ونصف الشهر أو أكثر. فغالبية الأسماء التي اقترحناها كانت مسجّلة.
كنا نحضر لافتتاح بوتيك فيه كل لوازم تجهيز المناسبات من مجلس وكراسٍ وطاولات، (أكسسوارات وهدايا للمدعوين وبطاقات دعوة وغيرها كثير)، يزوره من يلجأ إلينا لتنظيم مناسبته. فدَمجنا كلمتَي Event وBoutique وأطلقنا على الشركة اسم Eventique.

- لم يتغيّر كثيراً عالمك المهني في مجال تنظيم المناسبات، لكن ما الذي يعنيه تسلّم مسؤولية شركة ولدت حديثاً؟
إنها تجربة مختلفة عن عملي ومسؤولياتي السابقة، وهذا أفادني كثيراً في تحمّل مسؤوليتي الجديدة التي بدأت من الإسم والرمز والألوان. الشركة هي مولودتي. فقد أضفيت لمساتي على كل تفصيل فيها.
كنت أبيع المناسبة من منظور فندقي، بينما في Eventique نتطرق إلى تفاصيل أكثر مع الزبون من منظور شركيّ لأنها أكثر تخصصاً في مجال المناسبات.
قلما يوجد شركات لتنظيم المناسبات لديهم تكامل وظيفي بوجود مصممي غرافيك وهندسة داخلية ومنظمين ووسائل إعلامية. في الأعراس، نحن من نبني القاعة ونصمّم الكراسي ونختار الأرضية المناسبة والزهور والمسرح...

- كم يبلغ عمرك المهني؟
10 سنوات.

- كيف تبارزين الوقت الذي يعتبر تحدياً جوهرياً في التحضير للمناسبة؟
ما يميّزنا أننا نملك فريق إنتاج كبيراً، ونعمل على مدار الساعة ونحرص على عدم التخلّف عن الموعد المتفق عليه. يطرح هذا السؤال علينا طوال الوقت: «كيف استطعتم تركيب زفاف بهذه السرعة خلال ثلاثة أيام وحضره 3 آلاف مدعو؟».

- ما هي الفترة التي تفضلونها لتحضير زفاف ملكي؟
قبل ثلاثة أشهر تقريباً إذا هناك حاجة لتصنيع أي تفصيل من الديكور في الخارج. التأخر في تسليمنا أي مهمة يزيد الكلفة لأننا نضطر لإحضار اللوازم بالطائرة. ومع ذلك لدينا القدرة على أن ننفذ الزفاف في شهر واحد فقط.

- ما هي أكثر المناسبات التي تنظمونها؟
الأعراس وحفلات الخطوبة وأعياد الميلاد، وهذه هي المناسبات الخاصة كذلك مناسبات الشركات التي نختارها بانتقائية. لقد نظمنا افتتاح برج Cayan المُلتوي في دبي وأمسية أفريقية، وسننظم مهرجان دبي السينمائي الذي يحتفل بدورته العاشرة هذا العام.

- أي الحفلات كانت الأكثر ترفاً؟
الزواج الإماراتي الملكي The Secret Garden Wedding التي نظمناه في آذار/مارس المنصرم، لناحية التعب والجهد الفني الذي بذل.
لقد صنّعنا كل تفصيل في هذا الزفاف، من الجدران إلى الأثاث والسقف والمسرح والأقفاص والحدائق والبحرة الداخلية وكأن المدعوين يجلسون على ضفاف بحيرة القصر.

- كونكم موجودين في بيئة خليجية، هل هذا يعني أن إلهامكم شرقي بامتياز؟
لا أبداً، فهذا الزفاف الذي تحدثنا عنه للتو كان أوروبياً ومستوحى من الحدائق السرية الفرنسية تحديداً. لكننا نظمنا زفافاً ملكياً آخر بعنوان «أندلسية»، وكان عربياً بامتياز.
وعموماً، الأجواء الشرقية ليست مطلوبة في الأعراس الملكية رغم أننا قلنا نعم لمزاج الرقش العربي (الأرابسْك) أيضاً.

- ما الذي يعنيه الترف والفخامة بمفهوم Eventique؟
لا يوازي الترف كلفة المناسبة إن نظمت وفق مقولة «من كل قطر أغنية». قد لا تكون الأعراس التي أنفق عليها بشكل خيالي فخمة أو راقية، تناغم الفكرة هو الأساس.
الترف لا يعني الطاولة الفخمة بل ما عليها أيضاً من مناديل وصحون وحلويات وشوكولا وورد وأكسسوارات ولوائح الطعام والقوارير والأكواب. الفخامة هي دقة التفاصيل أولاً.

- هل تعتقدين باتجاه معين أو صيحة موقتة في مجال المناسبات تماماً كالموضة؟
لقد كبرنا بسرعة وكسبنا شهرة واسعة، وما أنجزناه حقق أصداء رائعة. فعملنا يستند إلى معايير واضحة وقيم ثابتة، ولدينا مستوى لا نحيد عنه.
لقد رفضنا تنظيم أعراس عديدة تتناقض مع رؤيتنا خصوصاً لدى فرض أفكار غير مقبولة لناحية مكان العروسين في الصالة أو مزج غير منسجم لتفاصيل الديكور...

- هدفكم المذكور في البطاقة التعريفية للشركة أن تكونوا «مبتكري موضة» Trend setter...
نعم، لطالما استعان من يريد تنظيم مناسبة مميزة بشركات خارجية ليكونوا سبّاقين لناحية الأفكار. لكن في كل مرة تكون اللمسة المنسجمة مع الثقافة التي ينتمي إليها صاحب المناسبة مفقودة.
رغبنا في جمع كل العالم تحت مظلة واحدة وغير متناقضة مع أرض الحدث في آن واحد. فريقنا الإبداعي لا يزور فقط المعارض المتعلقة بتنظيم المناسبات، بل هم متورطون في الأجواء الفنية الملهمة كعروض الأزياء وما يجول في العالم ويستحق الإطلاع عليه.
لقد استوحينا ممشى العشب والزهور والتلال الصغيرة وتنسيق الطبيعة في منصة دار ديور مثلاً. قد يقود الإلهام تفاصيل صغيرة، ربما معرض مجوهرات.

- ما الذي يعنيه «إحياء أعراس النخبة»؟
النخبة هم من يعتقدون أن الزفاف هو تكامل التفاصيل وتنسيق فريق. لقد اخترنا أغانيَ أندلسية لزفاف «أندلسية» ودرّبنا فرقة استعراضية على أنغامها. نذهب إلى أبعد مدى في الدقة.

- ذكرت أن الشركة قد ترفض تنظيم مناسبات. ماذا عن الأفكار الغريبة إنما الفريدة من نوعها؟
الزفاف هو لشخصَين في النهاية، ويريدان تحقيق الكثير من الأحلام في هذه الليلة بالتحديد. بالتأكيد نسمع أفكار هذين الشخصين لإرضائهما، (ونفعل المستحيل لتحقيق حلمهما)، لكننا نرفض تنفيذ ما قد يسيء لصورتنا وسمعتنا لناحية التنسيق اللوني مثلاً.

- هل نشاطكم الفعلي يتركز في الخليج؟
نعم، لكننا قد ننظم أي مناسبة في أي مكان في العالم. سنحيي أهم زفاف في إفريقيا، ولا يمكن البوح بأسماء لأن أصحاب المناسبة مهمون ويحرصون على الخصوصية.
لم أكن أعلم الكثير عن الأجواء الأفريقية، لكنني أعرف أن الشعب النيجيري يحب كثيراً ثنائية اللونين الزهري والبنفسجي ولديه حب الإحتفال. لم أفكر فقط بتنظيم عرس بل أمسية راقصة حتى الصباح وتطغى عليها الألوان القوية.
سبق أن نظمنا عشاء أفريقياً في برج خليفة لشركة بريطانية لديها الكثير من الإستثمارات في أفريقيا، وكانت المناسبة بمثابة شكر.

- بعد كل ما ذكرتِه، هل تعتقدين أن ثمة أفكاراً مستبعَدة وما من فكرة مستحيلة؟
بالتأكيد، ما من فكرة مستحيلة يصعب تنفيذها، بل نحن نحب تحدّي الصعاب، نقدم مناسبة متكاملة التفاصيل حتى إنشاء موقع إلكتروني خاص وتسهيل تحركات المدعوين القادمين من الخارج عبر تزويدهم العناوين الأمثل فنادق وصالونات تجميل...

- ما سر الإضاءة البنفسجية المعتمدة في الأعراس والمناسبات بكثرة؟
التلوين بالإضاءة مرغوب خصوصاً مع زينة الورد الأبيض. والإضاءة البنفسجية هي أكثر دفئاً من غيرها، لكننا نفضل في أعراسنا استخدام الإضاءة العنبرية والضاربة إلى اللون الأصفر إلاّ إذا طُلب منا لون محدد.
في زفاف «مملكة الثلج» The Ice Kingdom Wedding الذي طغى عليه اللون الأبيض استخدمنا الإضاءة الزرقاء مثلاً وأضفينا المؤثرات التي توحي أن ثمة برق ورعد وسط أجواء باردة ومثلجة. لا نلتزم الإضاءة البنفسجية أبداً.

- كيف تختارين الزهور التي تشكل تفصيلاً رئيسياً في الديكور؟
قد نأتي بها محلياً أو نستوردها من كولومبيا وتايلندا وهولندا، هذا يعتمد على نوع الزهور المطلوبة وموسمها والميزانية والوقت المتوافر.

- ما هو الإتجاه الذي روجتم له وكنتم السباقين لاعتماده في المناسبات كـ«مبتكري موضة»؟
لا يتعلق الأمر بالأسبقية بل كيفية اعتماد التفاصيل وتنفيذ الأفكار ابتداءً من مدخل المناسبة الفسيح والمساحة حول طاولات الشخصيات المرموقة والفنية وخاصة أننا شركة عرفت بقدرتها على تحقيق المعجزات كما ذكرت سابقاً فبعض الأعراس التي نظمناها مثل «الحدائق السرية» «مملكة الثلج» «فرساي الصغير» «الأندلسي» كانت أشبه بالخيال.
كما أننا شركة شقيقة لشركة «بلاتينوم ريكوردز» ولدينا تواصل مع عدد كبير من الفنانين.

- هل يصعب التعاون مع النجوم؟
لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بشكل مطلق، فلكل شخص أسلوب للتعامل معه. إنها مسألة اعتماد الأسلوب الأنسب في التعامل أكثر من أي شي آخر.

- «في الشق المهني، يجب التقيد بقوانين الغير دون التظاهر أو الإدعاء أنني شخص آخر»، قرأت هذا التصريح أخيراً للفنانة المثيرة للجدل مايلي سايروس. كيف تتعاملين مع هذه المقولة؟
هدفنا إرضاء من يلجأ إلينا، لكننا ننفذ ما يريده بأسلوبنا المهني. لا نرفض الأسلوب الأندلسي لكننا نحضر الأجواء حسب رؤيتنا الجمالية.
قد توازي الجلسة العربية الوسادات الحمراء والخيم، لكنني قد أفضّل أن تكون هذه الوسادات باللون الأبيض العاجي مع لمسات زيتية وبنية مع مصابيح أنيقة. أحافظ على الفكرة الأولية لكن مع تنفيذ مهني وجمالي.

- يحكى كثيراً عن حفلات الزواج الكبيرة التي تنتهي بالطلاق بعد فترة وجيزة. هل تتأثرين بكتابة بداية سعيدة ما تلبث أن تعرف نهاية حزينة؟
لقد نظمنا أعراساً كبيرة لأزواج انفصلوا لاحقاً. ما يهمنا أن لحظة زواجهم حققنا لهم أحلامهم. أما إذا اختلفوا لاحقاً فهذا محزن لنا بالتأكيد لأننا نحرص على أن يكون اسمنا مرتبطاً بذكريات سعيدة. هذه هي الحياة، وإن حصل الطلاق سيذكُرنا هؤلاء بأننا يوم فرحهم كنا بالنسبة إليهم ذكرى سعيدة.

- إلى أي مدى مسؤوليتك متعبة؟
جداً، تأخذ 99 في المئة من وقتي حتى أصبحت مهنتي كل حياتي.

- هل أنت متزوجة؟
يستحيل أن أكون متزوجة وأمارس مهماتي. وإن حصل ونجحت امرأة متزوجة في تحمّل مسؤوليتي فسأرفع لها القبعة وأسألها أن تسدي لي نصيحة.

- هل ستنظم شركة Eventique زفاف هبة رمحين؟
إذا وجدتُ وقتاً للزواج طبعاً. أجْمَع فريق العمل على أنهم لا يمكن أن ينظموا زفافي لأنني أحب المثالية وصعبة الإرضاء.