جـو طـراد: دوري في "عروس بيروت" بصمة في مسيرتي الفنية

حوار: هنادي عيسى 30 نوفمبر 2019
شارك الممثل اللبناني جو طراد في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية، ومنها "جذور"، "غرابيب سود" و"فرصة أخيرة" وغيرها... لكن مسلسل "عروس بيروت" الذي يشارك فيه حالياً له طعم خاص، فهو عمل رائع حقق نجاحاً كبيراً في العالم العربي. "لها" التقت الفنان جو طراد في حوار تحدث فيه عن تفاصيل هذا العمل، وكشف عن المتعة التي شعر بها نتيجة تفاعل المشاهدين مع دوره فيه، كما تكلم عن مشاريعه المستقبلية ورؤيته الفنية.


- كيف عُرضت عليك المشاركة في مسلسل "عروس بيروت"، وهل شاهدته بالنسخة التركية قبل بدء التصوير؟

ثمة مفارقة لطيفة حصلت معي، إذ قبل أن تُعرض عليّ المشاركة في مسلسل "عروس بيروت"، كنت أتابع مسلسل "عروس اسطنبول" مع زوجتي، وبُهرنا به، وذات يوم قلت لها هل من الممكن أن يُعرض عليّ عمل بهذا المستوى الفني العالمي؟ خاصة الشخصية التي أُسندت إليّ مميزة جداً، وبعد أن تابعت 25 حلقة من المسلسل التركي، تلقيت اتصالاً من إدارة "أم بي سي" أخبروني فيه أنهم بصدد القيام باختبارات تمثيل من أجل عمل درامي جديد من دون أن يفصحوا عن تفاصيله، ولم أتوقع أن يكون العمل من تركيا، وفي خلال الـ Casting كشف لي منتج المسلسل عن اسم الشخصية التي رُشّحت لتقديمها، وهو "فِكرت"، وعندما نطق الاسم قلت له إنني أتابع عملاً تركياً يتضمن هذا الدور، فأخبرني أن "عروس اسطنبول" ستُقدم منه نسخة لبنانية باسم "عروس بيروت"، فسُررت كثيراً باختياري لتجسيد دور "خليل" شقيق البطل "فارس".

- هل قلّدت شخصية "فِكرت" في المسلسل التركي خلال التصوير؟

تعرّفت إلى الممثل التركي "صالح" وأصبحنا صديقين ونتواصل دائماً، لكن المنتج التركي يرى أنني قدّمت الشخصية بأسلوبي الخاص بعيداً عن التقليد. علماً أن عدداً كبيراً من الأشخاص حاولوا أن يعقدوا مقارنة بين أدائي وأداء الممثل التركي عبر عرض مشاهدي في "عروس بيروت" ومشاهده هو في "عروس اسطنبول"، ورغم خوفي من المقارنة أتت النتيجة لصالحي والحمد لله.

- كيف أمسكت بمفاتيح الشخصية، خصوصاً أن "خليل" رجل يحب زوجته كثيراً ويخاف من غضبها؟

هذا السؤال يوجه إليّ باستمرار، وكثر يستغربون لماذا أقدّم دائماً دور الرجل الذي يحب زوجته ويخضع لها، ويرغبون بأن يروني في دور معاكس، أي الرجل الرومانسي الذي يحب زوجته وتبادله هي بالمثل. كما أن التحضير لشخصية "خليل" لم يستغرق أوقاتاً طويلة، لأنني شاركت سابقاً في عشرات الأعمال التي يكون فيها الحب من طرف واحد.

- لماذا يحصرك المنتجون في هذه الصورة باستمرار؟

بصراحة، أنا لست اجتماعياً، ولا أُجيد عقد الصداقات في الوسط الفني، لكن أجامل في اللقاءات التي تجمعني مع المنتجين والمخرجين في لبنان، وهذا الأمر منتشر في الوسط الفني اللبناني، وعندما تعرضت لعملية نصب من أحد المنتجين، أقمت عليه دعوى قضائية لتحصيل حقوقي المادية، وباختصار أنا لست "مسّيح جوخ".

- كيف كانت تجربة العمل مع المخرج التركي ايمره كاباكوساك وفريقه؟

كانت هادئة وإيجابية جداً حيث كنا نصور يومياً من 12 الى 15 ساعة من دون أن نشعر بالتوتر. والمخرج كاباكوساك مهني جداً إذ كان يُخضع كل الممثلين للتدريب قبل تصوير أي مشهد، وهي خطوة تحضيرية لا بد منها، الأمر الذي لا يُتبع في لبنان، كما أن الممثل لا يخضع لكاستينغ، خصوصاً الثنائيات، لأن بعض المخرجين يتكلون على أعمال الثنائيات المشتركة السابقة، علماً أن الثنائي قد لا يتناغمان في أدوار أو حالات جديدة، كما لمسنا في اسطنبول سرعة كبيرة في التقسيم والإخراج، لأن كل شيء يكون مرسوماً قبل البدء بالتصوير، ولم نكن نشعر بتغيّر درجات الإضاءة المفاجئ بين المشاهد القريبة والأخرى البعيدة.

- شاركت في مسلسلَي "فرصة أخيرة" و"غرابيب سود"، ماذا تقول عن هاتين التجربتين؟

هذان المسلسلان هما الأهم في مسيرتي الفنية، كما شاركت في عدد من الأعمال المهمة مثل "مجنون فيكي" و"50 ألف"... وفي كل هذه المسلسلات قدّمت شخصية البطل الثاني التي ربما يكون تجسيدها أحياناً أصعب من دور البطولة الاولى. وآمل أن أحظى في السنوات القليلة المقبلة بدور البطل الأول، والذي هو في غالبية الأوقات دور الرجل رومانسي.

- سمعنا أنكم تستعدون لتقديم جزء ثانٍ من "عروس بيروت"، هل هذا الخبر صحيح؟

نعم، سيكون هناك جزء ثانٍ وثالث من "عروس بيروت"... وسنسافر في بداية 2020 إلى تركيا للبدء بالتصوير، وسنمكث هناك حوالى 9 أشهر. بصراحة، لم يتوقع صنّاع العمل أن يحقق الجزء الأول من "عروس بيروت" كل هذا النجاح، وهم لذلك أحبوا أن يقدّموه استنساخاً عن المسلسل التركي، لكن أعتقد أن في الجزء الثاني ستكون هناك مراعاة لتقاليد المجتمع العربي في بعض التفاصيل. وبالنسبة إليّ، فوجئت بالنجاح الذي حصده المسلسل في لبنان، كما لمست محبة الناس لي في عدد من الدول العربية، ومنها مصر، الجزائر، تونس وليبيا وغيرها.

- في بداية عرض المسلسل، تعرّض ظافر العابدين لبعض الانتقادات بسبب عدم إتقانه اللهجة اللبنانية، ماذا تقول في هذا الصدد؟

لا بل يجب أن نشكر ظافر العابدين على أدائه اللهجة اللبنانية التي دخلت من خلاله الى كل بيت عربي، وهذا أمر يُحسب له ويساعدنا في الانتشار.

- بعد مشاركتك في أعمال عربية مشتركة حققت انتشاراً كبيراً، هل أنت نادم على الأعمال اللبنانية الصرف التي شاركت فيها منذ دخولك عالم التمثيل؟

هناك مسلسلات نجحت في لبنان وتابعها المشاهدون بشغف بسبب قصصها الغريبة، رغم أنها ضعيفة إنتاجياً، وهذا بخلاف الجمهور في مصر وسوريا، والذي يقيّم أداء الممثل وأسلوب الإخراج والتصوير الخ... لا شك في أنني نادم على مشاركتي في عدد من الأعمال اللبنانية، ولكن كان ذلك من أجل العمل وإعالة زوجتي وأولادي.

- بمَ أنت مشغول حالياً؟

أصوّر حالياً الجزء الثاني من مسلسل "ما فيي" مع معتصم النهار وفاليري أبو شقرا، وهو من إنتاج شركة "صبّاح إخوان"، ومطلع السنة الجديدة سأسافر الى تركيا لبدء تصوير الجزء الثاني من مسلسل "عروس بيروت".

- هل يمكن أن تشارك في عمل خاص بشهر رمضان 2020؟

لا أعتقد أنني أستطيع التوفيق بين "عروس بيروت" و"ما فيي" وأعمال أخرى، رغم أنه عُرض عليّ أكثر من عمل لرمضان 2020.

- بدايتك كانت في مسلسل "أجيال"، ماذا تقول عن هذه البداية؟

تخرجت في جامعة سيدة اللويزة، وعملت في عدد من شركات الإعلانات في دبي والسعودية إلى أن أتتني فرصة التمثيل في مسلسل "أجيال" وقبلت التحدّي وخوض التجربة.

- لماذا اخترت مهنة التمثيل؟

أحب التمثيل منذ صغري، وقد مثّلت في عدد من الإعلانات، وهذا ما برهن عن موهبتي في التمثيل.

- كيف تلقيت عرض دورك في "اجيال 2"؟

بحكم صداقتي مع كارلوس عازار وجويل داغر، صودف تواجدي معهما في سهرة كان يحضرها المنتج مروان حداد الذي طرح عليّ الفكرة ودعاني إلى Casting.

- ألم تخشَ لعب دور بديل عن ممثل آخر في "أجيال 2"؟

بالطبع، كانت هناك خشية من تأدية الدور بعدما أداه كارلوس عازار في الجزء الأول، وحينها تملّكني الخوف من المقارنة، لكنني خضت المغامرة، وفي بداية العرض استغربني الجمهور، لكنهم مع مرور الوقت تقبّلوني وأحبّوا أدائي.

- تركت مجال الإعلانات لأجل التمثيل، ألم تكن تحب عملك؟

بلى، كنت أحبّه كثيراً، لكن التمثيل أمر آخر، فحين أذهب الى التصوير تكون ابتسامتي عريضة، فرغم اكتشافي أن التمثيل متعب جداً ويحتاج الى الكثير من الجهد والالتزام، لكنني لا أشعر بالتعب بل بالمتعة والفرح.

- هل تابعت دورات بعدما وجدت نفسك قد أصبحت رسمياً داخل التمثيل؟

في الحقيقة، لم أتابع أي دورة بعد، ولكنني أرغب بمتابعة دورة حول تقنيات التمثيل في الأدوار التي أديتها، إنما اعتمدت على موهبتي وعلى مادة تعلّمتها في مجال الإعلانات هي Story Telling التي تساعد على إيصال الفكرة والجملة بأفضل طريقة إلى المتلقي. أضف الى أنني أتابع الكثير من الأفلام الأجنبية وأراقب وأحلّل وأنتبه إلى الأداء، وهذا يساعدني أيضاً. أرى أن الموهبة تشكل 80 في المئة من التمثيل، و20 في المئة فقط يعتمد على التقنيات التي تُدرس.

- إلى أي مدى ساعدك شكلك الخارجي في الدخول إلى عالم التمثيل؟

لا أعرف صراحةً، لكن أؤكد أن مظهري الخارجي لم يكن العامل الوحيد لاختياري للتمثيل، ربما شخصيتي وأسلوبي في الكلام وحظّي... ساهمت معاً بفوزي بهذه الفرصة، على كل حال أنا لا أرى نفسي وسيماً للغاية.

- نعود إلى "عروس بيروت"... يردد البعض أنك النجم اللبناني المنتظر في الأعمال العربية المشتركة المقبلة، فما رأيك؟

الحمد لله، هي المرة الأولى التي يُقال فيها في العالم العربي، في مصر والعراق والجزائر والمغرب وتونس والأردن وليبيا وسوريا، هذا ممثل لبناني، ذلك أن دوري في مسلسل "عروس بيروت" ترك بصمة كبيرة.