خمسة آلاف شخص يجسدون قصة عشق السعوديين للقهوة في "أسبوع القهوة العالمي"

جدة - آمنة بدر الدين الحلبي 08 ديسمبر 2019

جسّد أكثر من 5 آلاف شخص قصة عشق السعوديين للقهوة، وتفاعلوا بشكل جميل مع "أسبوع القهوة العالمي" الذي اختتم فعالياته في فندق "إيلاف غاليريا" في جدة، ورسم خلاله عدد من الشباب لوحات إبداعية جديدة من فنون المشروب السحري الأسمر، فيما تفاعلت الشابات مع المسابقات، بمشاركة نجوم العالم والمحترفين و 15 مقهى تنافست على تقديم أفضل ابتكاراتها أمام الزوّار على مدار 4 أيام.


مزج "أسبوع القهوة العالمي" بين الأجواء الجدّاوية التراثية، والأجواء الترفيهية الحديثة، وقدّم مجموعة من النشاطات اللافتة على أنغام موسيقى الجاز، وتفاعل الحضور مع التجارب التي قدّمها ثلاثة من أبطال العالم، وكانت المرأة أكثر حضوراً في مسابقة صُنع أفضل فنجان قهوة سعودي، فيما جذبت القهوة العربية أنظار الزوّار، وتوقفوا طويلاً أمام مشروع "قهوة هيلة" الذي كان حديث الحضور لفكرته المبتكرة وطريقته التسويقية المبهرة.

"لها" التقت صاحبة مشروع "هيلة" رائدة الأعمال السعودية نجد عبدالعزيز، لتتحدث عن مشروعها فأكدت أن "بُنَّها مصدره مزارع في جنوب المملكة العربية السعودية، وتتولى فحصه بنفسها، للتأكد من خلوّه من الشوائب، ومن ثمَّ يُطحن تحت إشرافها".

وأشارت نجد إلى "أن الزعفران والهيل اللذين يضافان إلى القهوة، يوضعان في كيس منفصل لتبقى القهوة محافظة على جودتها، وعلى لونها الجميل، ونكهتها المميزة".

وبما أننا على أبواب الشتاء، حرصت نجد على أن تكون قهوتها من "البن الهرري، بالزنجبيل والقرنفل مع الهيل والزعفران، مع إبقاء المكونات خارج كيس القهوة للحفاظ على جودتها".

وأوضحت نجد أن "مشروعها لا يزال حديث الولادة، وقد بدأت العمل عليه منذ سنة بالتعاون مع والدتها، فبعدما وجدت أن مزارع البن السعودي كبيرة في المملكة، وشعب المملكة يعشق القهوة السعودية، استغلت الفكرة وأصبحت تنتج قهوة سعودية بنكهة سعودية، خصوصاً أنها تستطيع أن تدير أعمالها بنفسها لكونها تخصّصت في الإدارة المالية".

ولفتت نجد إلى أنها تمكنت خلال فترة وجيزة من بناء معمل متكامل لتصنيع القهوة في جدة، حيث حقق نجاحاً لافتاً بعد عام واحد من إطلاقه، ووصلت الفكرة إلى شريحة كبيرة من المجتمع السعودي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فاكتسب مشروعها سمعة جيدة، وصنعت لنفسها اسماً في سوق يشهد منافسة قوية".

واختتمت نجد حديثها مؤكدةً أن "سر تميّزها يعود إلى تعلقها بتراث الأجداد، وتقديم القهوة على أصولها وبنكهات مختلفة لإرضاء أذواق مختلف فئات المجتمع السعودي".

أما المهندس محمد باخريبه المشرف على تنظيم "أسبوع القهوة العالمي" فقد ثمّن "النجاح الكبير الذي حققته النسخة الخامسة منه واصفاً إيّاه بالرائع، ذلك بعد ارتفاع عدد الزوّار بنسبة تصل إلى 25% عن العام الماضي".

ولفت باخريبة إلى أن "الفعاليات العديدة التي شهدها الأسبوع كانت أحد أسباب التميّز، حيث برز التفاعل بين المشاركين والزوّار خلال مسابقة "تذوّق" التي شهدت مشاركة نسائية كبيرة، كما تفاعل الحضور مع أول محمصة بن في العالم، والتي ظهرت عام 1880، وأول ماكينة اسبريسو عرفتها السعودية قبل 49 عاماً، وأسرع ماكينة اسبريسو في العالم، والتي حرص الكثيرون على تجربتها بأنفسهم".

كما شدّد باخريبة على "مشاركة مجموعة من المحترفين تجاربهم الملهمة مع القهوة، ومسابقة "لاتيه آرت"، وفعالية القهوة، حيث جرى استقبال الضيوف وسط أجواء مشوّقة ومثيرة على أنغام موسيقى الجاز، ومع حكايات العشق المتناثرة التي تربط المشاهير بالمشروب الأول في العالم".

ومن الجدير ذكره أن "السعودية تعد أكثر الدول استهلاكاً للبن، وتحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط والثالثة على المستوى العالمي، وأن القهوة هي أهم سلعة تجارية في العالم بعد النفط، وتصل قيمتها إلى نحو 100 مليار دولار، وتعتبر من أهم السلع الزراعية المُدرجة في بورصات عالمية".

ويُنفق السعوديون ما يزيد عن 5 مليارات ريال سنوياً على مشروبهم المفضل، حيث حققت المملكة نمواً فاق 25% خلال السنوات الأربع الماضية، مما جعلها من أسرع الأسواق نمواً في العالم. وبيّنت إحصاءات المصلحة العامة للجمارك "أن إجمالي واردات المملكة من البن في 2017 بلغت 58784 طناًّ، بقيمة تجاوزت 832.5 مليون ريال، بزيادة بلغت 19% عن العام الذي سبقه، حيث يستهلك الفرد السعودي 4.3 كيلوغرام من البن سنوياً".