يعقوب الفرحان: تجربة مسلسل "الديفا" جذبتني كثيراً

حـوار: هنـادي عيسـى 21 ديسمبر 2019
يعتبر الممثل يعقوب الفرحان من أهم نجوم الفن في المملكة العربية السعودية، وهو يشارك في بطولة مسلسل "الديفا" الذي يُعرض حالياً على منصة Shahed. Net إلى جانب النجمتين سيرين عبدالنور وبوسي. ويخوض الفرحان تجربة التمثيل للمرة الأولى من خلال هذا العمل الدرامي الخاص بـOn Line. وفي حواره مع "لها"، يتحدث الفرحان عن تفاصيل دوره في "الديفا"، ويكشف عن خطواته للمرحلة المقبلة على الصعيد الدرامي التلفزيوني والمسرحي، فضلاً عن الأعمال التي يحضّر لها مع زوجته الفنانة اللبنانية ليلى إسكندر.


- كيف تم ترشيحك للمشاركة في مسلسل "الديفا"؟

تربطني علاقة مع المنتجين الذين يعملون في محطة "أم بي سي"، ومنهم شربل بو خليل وأليكس معوشي، للذين اتّصلا بي وحدّثاني عن مشروع "الديفا"، كاشفَين لي أنه مسلسل صغير سيُعرض على منصة Shahed. Net، وأن تركيبته تحتاج إلى ممثل خليجي إلى جانب الفنانتين، اللبنانية سيرين عبدالنور والمصرية بوسي. وبعد سلسلة من المفاوضات وافقت على الانضمام الى العمل، فهو بالنسبة إليّ تجربة جديدة، ومن الأفضل في هذه المرحلة التوجّه إلى Mini Series، لأن تصوير أي عمل درامي مؤلف من 30 حلقة أصبح أمراً متعباً إذ يستغرق وقتاً طويلاً ويحتاج إلى تفرغ كبير.

- لماذا باتت المسلسلات الطويلة تُشعر المشاهدين بالملل؟

لأن كل عمل درامي مؤلف من 30 حلقة لا بد من أن تعتمد أحداثه على المطّ والتطويل، لكن المسلسلات الصغيرة المؤلفة من 8 أو 10 أو 12 حلقة تعطي الفرصة للمؤلفين كي يكتبوا بغزارة، وتكون الحلقة الواحدة مُشبعة بالتفاصيل وتُبعد الملل عن المشاهدين.

- كيف وجدتَ تفاعل الناس بعد عرض "الديفا"؟

فكرة المسلسل استهوت عدداً كبيراً من المشاهدين الذين يحبّون الغوص في تفاصيل حياة الفنان خلف الكواليس.

- هل واجهتَ صعوبة خلال التصوير؟

المسلسل غير ممل، وتحمل أحداثه الكثير من الحيوية والسرعة اللتين تحاكيان واقع هذا العصر الذي نعيش فيه.

- يُحكى عن تقديم جزءٍ ثانٍ من "الديفا"، فهل هذا صحيح؟

أعتقد أن أحداث المسلسل تحتمل تقديم أكثر من جزء، وأنا سعيد بردود الفعل الإيجابية التي وصلتني حول "الديفا".

- كيف تصف أجواء التصوير في الكواليس؟

الكواليس كانت ممتعة وتسودها أجواء الفرح، والتعاون مع سيرين عبدالنور وبوسي وكل فريق العمل كان راقياً مميزاً، فكل من شارك في "الديفا" أعطى من قلبه، والتناغم أو التوافق في ما بيننا أدى الى نجاح المسلسل.

- كيف وقع الاختيار عليك لتشارك في مسلسل "العاصوف" في شخصية "جهيمان"؟

حان الوقت ليتعرف المجتمع على الشخصيات المتطرّفة، وكنت قد تلقيت اتصالاً من الأستاذ عبدالرحمن الزايد الذي طلب مني أن أزوره في منزله، رافضاً الإفصاح عن السبب، وبمجرد وصولي الى بيته، أخبرني عن المسلسل وعن رغبة القائمين عليه بإسناد شخصية "جهيمان" إليّ، فقبلت من دون تردّد. أعتقد أن الفن هو "ابن الوعي"، وأنا أؤمن بأن الجمهور بات اليوم أكثر وعياً واستيعاباً للأمور، وبالتالي أرى أن اقتحام الحرم حادثة تخصّ كل السعوديين، فهي ليست مرتبطة بمنفّذيها بل بالفكر المتطرّف الذي أوصلهم إلى هذه الحالة، وهذا ما جعلني أقبل التحدّي في تقمص شخصية من هذا النوع. دور الفنان هو تسليط الضوء على القضايا التي تفيد الناس، وأحمد الله أن الجمهور استوعب شخصيتي وقدّر ما قدمته في ثلاث حلقات من مسلسل "العاصوف" الذي عُرض في رمضان الماضي.

- متى بدأت حياتك الفنية؟

وُلدت عام 1982 في قرية جبلية حضرية، وقدّمت الكثير من الأعمال الفنية، بينها عدد من المسرحيات، مثل "وجبة سريعة"، "سر الحياة"، "المحظوظ"، ومجموعة من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية.

- كيف شاركت في فيلم "سيدة البحر" الذي يحصد جوائز في المهرجانات؟

تربطني علاقة صداقة قديمة بالمخرجة شهد الأمين، وهي التي رشّحتني لدور البطولة في فيلم "سيدة البحر".

- ما الذي جذبك في الشخصية التي قدّمتها في الفيلم؟

الشخصية التي قدّمتها في فيلم "سيدة البحر" صعبة وتشبه شخصيات الكثير من الناس، وهنا أتذكر أحد أقاربي الذي توفّاه الله، وكان طاعناً في السن، وقبل وفاته سألته: "أي قرار اتّخذته في حياتك لكنك ما زلت تشعر بالندم عليه حتى الآن؟" فأجابني قائلاً: "ما زلتُ نادماً على تزويج ابنتي وهي في سنّ السادسة عشرة"، وهذه القصة تناولها الفيلم، وقد عانيت صعوبة في تجسيد الدور، خصوصاً أن أغلب المشاهد صامتة، وكانت للمخرجة شهد الأمين رؤيتها الخاصة في نسج شخصيات العمل.

- ماذا تقول عن الحركة الفنية الناشطة التي تشهدها المملكة العربية السعودية؟

تُعتبر الأعمال الفنية أسرع طريقة للتسويق ما بين مجتمعاتنا العربية، ولذلك يجب أن نستفيد من الانفتاح الحاصل اليوم في المملكة، خصوصاً أن الشعب السعودي يتمتع بمستوى عالٍ من الوعي والثقافة، وأصبح مناصراً للمرأة السعودية ولكن بلغة عالمية.

- هل تصوّر عملاً فنياً في الوقت الراهن؟

أصوّر مسلسلاً من 30 حلقة سيُعرض بعيداً من شهر رمضان، لكن لا يمكنني حالياً الكشف عن تفاصيله، وأفضّل أن تبقى مفاجأة لجمهور المشاهدين.

- لماذا لم نرَ بعد زوجتك الفنانة ليلى إسكندر في الحفلات التي تقيمها هيئة الترفيه في المملكة؟

في العام الماضي كانت زوجتي ليلى مشغولة بالحمل والولادة والاعتناء بابننا "يوسف"، لكن أتمنى أن نقدّم معاً عملاً فنياً على خشبة المسرح.

- لنعد قليلاً إلى الوراء... كيف دخلت الوسط الفني؟

بدأت الفكرة تتبلور في ذهني منذ أيام مسرح الجامعة. إذ كنت أجمع أصدقائي ونحاول أن نحلم بالانتشار في كل المملكة، وقد وفّقنا الله وحصلت على أكثر من جائزة عالمية، وتخطّينا حدود المملكة فوصلنا الى تونس والمغرب ولبنان ومصر ودبي وغيرها من الدول.

- لماذا لا تشارك في الدراما الكويتية؟

بطبعي أتأنّى كثيراً في اختياراتي الفنية، ومنذ دخولي عالم الفن وأنا أميل إلى تقديم المواضيع المختلفة، ولم ألتفت أبداً إلى السائد أو أُجاريه، كما حجزت في السينما السعودية مكاناً لي بعدما وجدتها أكثر فهماً وصدقاً مع المشاهد المحلي. ولا أنكر أنني تلقيت الكثير من العروض الخليجية والكويتية، ولكنني رفضت هذه الأعمال لأنها تتبع نمطاً قلّما يلفتني.

- مع مَن ترغب بالعمل مِن نجوم الدراما الخليجية؟

أتمنى العمل مع الفنان فيصل العميري.

- هل سبق أن شاهدت دوراً تمنيت لو كان من نصيبك؟

الاهتمام بتفاصيل الشخصيات لا يزال مشكلة في الخليج، فبنظرة سريعة ستكتشف ضعف الشخصيات والنمطية في صناعتها، ولا أذكر أنني شاهدت دوراً وتمنيت لو كان لي، فهذا ربما يحدث إذا كان العمل الذي أتابعه عالمياً.

- ما هو الدور الحلم بالنسبة إليك؟

هناك الكثير من الأدوار التي أحلم بتقديمها، لكنني سأركز مستقبلاً على الأعمال الدرامية القصيرة، لأن جيل الشباب يهتم بمتابعتها.

- ما أكثر عمل سعودي نال إعجابك وتمنيت المشاركة فيه؟

يبقى مسلسل "طاش ما طاش" على مستوى الطرح والتأثير أهم عمل درامي تلفزيوني سعودي، ولطالما تمنيت المشاركة فيه.

- وماذا عن المسرح في حياتك الفنية؟

المسرح لا يزال يجري في دمي، وأرفض وضعي في خانة من هجروا المسرح. أخطط دائماً لتقديم عمل مسرحي، وأنا متأكد من أن أي تجربة مسرحية في وقتنا الحالي ستكون مختلفة ومميزة.

- هل تؤمن بمقولة "وراء كل رجل عظيم امرأة"؟

بالتأكيد، خصوصاً أنني الرجل الأكثر حظاً على وجه الأرض. صدّقني، كل من يعرف زوجتي ليلى يقول هذا الكلام، فهي بالنسبة إليّ الزوجة الحبيبة والصديقة والأخت والأم.

- كيف تقيّم صوت ليلى؟

صوت ليلى قوي ومثقف موسيقياً، وهو يسافر بي إلى أماكن لم أرَها من قبل.

- وهل هي طبّاخة ماهرة؟

لا بل أكثر من ماهرة، "نفَسها طيب على الطعام" وتهتم كثيراً بالنظافة، لكننا نختلف في نوعية الغذاء لأنها "نباتية" منذ سنتين.