غادة أبو عضل حسون: العفوية سرّ النجاح والاستمرار

مقابلة, مذيعة, كريستينا صوايا, نادين نجيم, تقديم البرامج, غادة أبو عضل حسون, قناة المستقبل, النجاح المدرسي, برنامج صباحي

24 أبريل 2009

مع إشراقة أوّل نور صباحي عبر شاشة «المستقبل» أطلّت، وعلى مدى ستة عشر عاماً استمرّت.
من «عالم الصباح» بدأت وبفضل جهدها وخصوصاً عفويتها تألّقت، وسط باقة من المذيعات استطاعت أن تنفرد بأسلوبها وبشخصيتها. عبر هذا الحوار نتعرّف أكثر إلى المذيعة غادة أبو عضل حسّون التي تحدّثنا عن مشوارها في الماضي، الحاضر والمستقبل.

- منذ 16 عاماً، ومع انطلاق محطة تلفزيون المستقبل أطللت على المشاهدين في أوّل نشرة أخبارية. كيف بدأت مشوارك الإعلامي؟
بعد أن تخرّجت من كلية الإعلام ترشحت للعمل في محطة المستقبل، قسم الأخبار وتمّ قبولي لتقديم الأخبار، وعشت تجربة رائعة في هذا المجال على مدى ثلاث سنين.

- لماذا تركت تقديم النشرة الأخبارية، وكيف انتقلت إلى "عالم الصباح"؟
منذ انطلاق المحطة كنّا كمذيعي أخبار نقدم النشرتين المسائية والصباحية.كما كنا نشارك في تقديم "عالم الصباح" إلى أن قرّرت الإدارة أن يكون لكل منّا تخصّصه فاخترت الفترة الصباحية خصوصاً بعد أن تزوّجت وأصبح لديّ واجبات عائلية.

- أين وجدت أنك أثبت نفسك أكثر، في المجال الأخباري أم في «عالم الصباح»؟
في الإثنين معاً، ولا مجال للمقارنة بينهما، «عالم الصباح» تجربة غنية بالتواصل مع الناس، أما نشرة الأخبار بموقعها وحضورها فمهمّة جداً أيضاً. أفتقد اليوم تقديم نشرة لكني سعيدة جداً بما أقدّمه في «عالم الصباح».

- البعض يعتبر أن تقديم نشرة الأخبار وخصوصاً المسائية فيه شيء من «البريستيج» Prestige . لذا الإعلاميون يطمحون دائماً الى هذا الموقع. أنت ما رأيك وكيف تخلّيت عن المجال الأخباري؟
صحيح أنه مع انطلاق محطة «المستقبل» كانت الأضواء مسلّطة على النشرة الأخبارية واستمتعت كثيراً بهذه التجربة، لكن اليوم أعتقد أن ما نقوله في «عالم الصباح» وما نتناوله من موضوعات قد يكون أهمّ بكثير مما يمكن أن أقوله في النشرة الأخبارية، وانا طموحي الإعلامي أستمتع به اليوم في "عالم الصباح".

- تشاركين في تقديم «عالم الصباح» منذ 16 عاماً، ألم تشعري يوماً بالملل؟
كلا على الإطلاق، لأن مع كل طلعة صباح تتجدّد الموضوعات ويتنوّع الضيوف وتكثر الأحاديث. مع «عالم الصباح» لا وقت للملل.

- «عالم الصباح» هو من أوّل البرامج الصباحية، حاولت محطات عدّة تقليده ولكنها لم تستمرّ في برامجها أما في المستقبل فمازال هذا البرنامج من أهمّ ما تقدّمه هذه المحطة للمشاهد العربي. ما السبب برأيك؟
هناك أسباب عدّة، أهمها موقع تلفزيون «المستقبل» وأهميته في لبنان والعالم العربي ودور المذيعات الذي لا يقتصر على التقديم بل يشمل التفاعل والتواصل مع المشاهد والضيوف، فضلاً عن أهمية الموضوعات المنوّعة التي تطرح بجديّة وعفوية.

- أخبرينا عن تجربتك في مشاركة التقديم التي يفرضها «عالم الصباح»، برأيك هل تسرق نجومية مذيعة على حساب أخرى؟
هناك تناغم بيننا لا يمكنني وصفه، فالمنافسة في «عالم الصباح» لا مكان لها بيننا، إذ تحاول كل واحدة منّا أو كل فرد منّا أن يكون دعماً للآخر، واستطاع كل شخص أن يفرض شخصيته وطريقته في التقديم منذ انطلاق البرنامج ومع سنين الخبرة الطويلة أصبحنا نفهم من النظرة ما الذي يريد أن يقوله الآخر. فضلاً عن ذلك فإن اهتمام المشاهد بحياتنا الشخصية أيضاً على مدى السنين اوجد جوّاً من الإلفة بيننا.

- إلى أي مذيعة أو مذيع من "عالم الصباح" أنت أقرب؟
من الجميع، دون استثناء فنحن داخل الاستديو وخارجه قريبون جداً من بعضنا البعض، نقوم بتحضير البرنامج التلفزيوني معاً والبرنامج الحياتي أيضاً، فنخرج معاً ونتشارك المشاريع أيضاً، مع أفراد عائلاتنا. نحن في «عالم الصباح» عائلة كبيرة.

- كيف تنظرين إلى الوضع الإعلامي حالياً في لبنان والعالم العربي والى الذين يتعدّون على المهنة؟
إنه عصر الفضائيات وعصر السرعة والصورة، الناس لا وقت لديها للتمعّن طويلاً بالمضمون. ولكن أعتقد بأن هذا الوضع سيتبدّل قريباً وآمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها لأن الإعلام والتلفزيون تحديدا لا يقتصر على الترفيه بل لديه رسالة مهمّة عليه إيصالها الى المشاهد.

- تلفزيون «المستقبل» كان السبّاق في اعتماد ملكات جمال لتقديم برامج منوّعات. ما رأيك بهذه الظاهرة؟
صحيح أن ملكات جمال عدّة أمثال كريستينا صوايا ونسرين نصر ونادين نجيم خضن تجربة التقديم، وأعتقد أن الطرفين هنا يستفيدان من هذا الأمر، أي المحطة والملكة. ولا أجد أن هناك مانعاً، المهم أن تستطيع المذيعة أن تفرض نفسها وأن تستمرّ في هذا المجال وأن تكمل مشوارها الإعلامي. قد يهتمّ المشاهد في الحلقات الأولى بالمذيعة الجميلة لكن في ما بعد سيسأل عن المضمون.

- ما هي المقوّمات الأساسية التي تساعد على الإستمرار والنجاح؟
أن تبقى اقدامنا على الأرض، وأن نكون على طبيعتنا في الحياة العادية كما أمام الكاميرا. وسرّ النجاح والإستمرار هو العفوية.

- اذا قرّرت اختيار برنامج جديد أي نوع من البرامج يستهويك تقديمها؟
أنا بعيدة كل البعد عن تقديم البرامج الفنية وأميل أكثر إلى البرامج الحوارية الإجتماعية والثقافية.

- لاحظنا أخيراً أنك تقومين بإنتاج «عالم الصباح» إضافة إلى عملك الأساسي كمذيعة. أخبرينا عن تجربتك خلف الكاميرا وهل تفكّرين في التخصّص بها؟
حالياً أستمتع كثيراً بهذه التجربة مع زميلتي ناديا إذ نقوم بإعداد الفقرات وتقديمها على طريقتنا، إنها تجربة غنية ومتعبة إذ نحاول إضافة بعض الفقرات الجديدة الى «عالم الصباح». وأتمنى أن يلاحظ المشاهدون ذلك مع بداية العام الجديد.
صحيح أن تجربة الإنتاج شدّتني كثيراً لكنني لن أتخلّى عن مهنتي الأساسية أي التقديم بل سأحاول الجمع بينهما.

- الإطلالة عبر برنامج صباحي تتطلّب من المذيعة التركيز على المضمون وعلى الشكل الخارجي أيضاً. هل تجدين صعوبة في تأمين ذلك؟
كلا على الإطلاق فأنا أترك هذه المهمة لفريق عمل متخصّص يهتم بلباسي وماكياجي وشعري وحتى الأكسسوارات، خصوصاً بعد أن أصبحوا يعلمون تماماً ما هو أسلوبي وما هي ميولي في الموضة.

- ماذا عن غادة الأمّ والزوجة، وهل تجدين الوقت الكافي للإهتمام بعائلتك؟
غادة أمّ حنونة ولكنها قاسية وواقعية. أحاول أن أكون إلى جانب ولديّ ريبيكا (12 سنة) ونيكولا (10 سنين) وأن أعلّمهما أن الحياة ليست سهلة ويجب أن نتوقّع منها الحلو والمرّ، كما أحاول جاهدة أن أوفّق بين زوجي وأولادي وعملي الإعلامي الذي هو جزء أساسي من حياتي والذي أؤمن بأهميّته وبأهمية ما يمكن أن أقدّم من خلاله لمجتمعي.