«الكتاب الذي تتمنّى لو قرأه أبواك»

فاديا فهد 08 يناير 2020

عندما شرعتُ بقراءة مقدّمة كتاب المعالِجة النفسية البريطانية فيليبا بيري، "الكتاب الذي تتمنّى لو قرأه أبواك، وسيكون أطفالك سعداء لأنك قرأته"، شعرتُ بالخوف، وتوقّفت عن القراءة يوماً أو يومين، قبل أن أعاود الغوص بحذر، في صفحاته. فنحن عندما نقرأ كتاباً يُقيّم تجربتنا كأهل، ينتابنا شعور بالذنب من قبل أن نقرأ، لعلمنا أننا نرتكبُ في تربيتنا لأطفالنا، ألف خطأ وخطأ، بمعرفة منّا أو بغير معرفة، متأثّرين بالتربية التي تلقّيناها في صغرنا: وكأن الماضي يعود لينتقم منّا ومن أطفالنا. الطفل بحاجة الى الدفء والاحتضان والحبّ والتفهّم والكثير من الرعاية والوقت... لكن الكتاب لا يتوقّف هنا. ثمّة مشاعر وأفعال وسلوكيات يولّدها فينا الطفل، لنعود الى البحث في صندوق ماضينا، وتحديداً في مرحلة الطفولة، وتصبح تصرفاتنا عبارة عن ردود فعل لما عشناه في تلك المرحلة، لا لما نعيشه مع أولادنا اليوم. إسقاطات من شأنها أن تورّث أولادنا عقداً تشكّلت في طفولتنا وتوارثناها أباً عن جدّ. ينقل الكتاب عن إحدى الأمهات: "عندما أفتح فمي، أشعر أن كلمات أمّي خرجت منه لوحدها". ويضيف: "لا بأس في ذلك، لو أن كلّ تلك الكلمات تغمرها المحبّة والحنان والأمان، لكن الواقع يكون مغايراً في الكثير من الأحيان". خلاصة رسالة بيري في هذا الكتاب:"حين ينتابك الغضب تجاه تصرّف قام به طفلك، لا تعبّر له عن شعورك على الفور، بل توقّف للحظة، واسأل نفسك: هل يتعلّق شعوري بهذا الموقف، أم أنه نتيجة ترسّبات الماضي الدفين؟". تمرين لا بدّ من أن يأتي بنتائج مثمرة. وللحديث تتمّة.


نسائم

يلفّنا الضباب، ويهرب الكلام منّا

فنقف كعمودين مسمّرين في العراء

يلتهمنا الصقيع

فنتناقص، ونتناقص،

ولا ينقذنا عود كبريت،

ولا شرارة حبّ.