شريف منير: أهانوا كرامتي وكالوا لي أبشع التُّهم

القاهرة – شريف محمود 16 يناير 2020
نجح الفنان شريف منير في التأقلم مع الظروف التي أحاطت بفنّاني جيله وأبعدتهم عن الأضواء، فكان الأذكى بينهم إذ استطاع أن يسير مع التيار. لم يبتعد عن الوسط الفني كما فعل زملاؤه، ولم يرضخ في الوقت نفسه لمتطلبات السوق، وهو ما جعله مستمراً في إثبات وجوده في السينما والتلفزيون. في حواره مع "لها"، يتحدّث شريف منير عن أزمة ابنته "أسما" بعد انتقادها الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، ويكشف عن رأيه في تعامل الإعلام مع هذه المشكلة.


- كيف ترى تعامل الإعلام مع أزمة ابنتك "أسما" إثر انتقادها للشيخ الشعراوي؟

الكلام الذي صدر عن ابنتي "أسما" عفوي، ولم تكن تقصد به الإساءة الى الشيخ محمد متولي الشعراوي حين وصفت آراءه بالتطرف والتشدّد، فهو قامة دينية كبيرة، ولا يجوز التطاول عليه، ولو أن الشيخ الشعراوي لا يزال على قيد الحياة، لا أظن أنه كان سيقبل بكل هذا الهجوم الذي تعرّضت له ابنتي. لكن المشكلة الأكبر كانت في عدم تعامل بعض الصحافيين بمهنية مع الأزمة التي واجهت ابنتي، وانسياقهم وراء آراء بعض المتشدّدين فكرياً الذين وجدوا في تلك الأزمة بيئة صالحة للصيد في الماء العكر.

- قلت في إحدى الندوات إن كرامتكم أُهينت بسبب خطأ في اللفظ، فماذا حدث بالضبط؟

أولاً، لا بد من معاقبة كل من ينشر أخباراً ملفّقة أو يروج للشائعات، وما حدث ويحدث يومياً من إطلاق الشائعات حول وفاة أحد النجوم إنما هو صورة من صور التضليل الإعلامي، والذي تنتهجه مجموعة من الصحافيين، الذين لا همّ لهم إلا الجري وراء الشائعات، فمن منا لم يسمع بالشائعات التي انطلقت حول وفاة "الزعيم" عادل إمام، وأخرى تزعم وفاة الفنانَين حسن حسني وهادي الجيار، وتم تكذيبها كلها؟! فبسبب زلّة لسان من ابنتي، أهانوا كرامة عائلتي على السوشيال ميديا، ووجّهوا الشتائم لأبي وأمي، فمن يردعهم؟! ولم ينقذنا من هذا الكابوس إلا خلع الفنانة صابرين الحجاب، فوجدوا موضوعاً جديداً يخوضون فيه. يجب أن يكون الصحافي متخرّجاً في كلية الإعلام، مطّلعاً على مختلف الثقافات، ونزيهاً في ما يكتب.

- هاجمك إعلامي محسوب على أحد التنظيمات واتّهمك بعدم الاعتراف بابنتك إلا منذ فترة قصيرة، فما ردّك؟

فوّضت أمري لله، فهذا الشخص افترى عليَّ بما لا يعلم، وشتمني في عرضي حين وجّه إليّ هذا الاتّهام الباطل. لا أعرف من أين أتى بهذا الكلام، هل كان يعرفني من قبل أم قرأ خبراً يقول عني هذا الكلام؟ لا أملك إلا أن أقول له "حسبي الله ونِعم الوكيل".

- ألا توافقني الرأي بأن الفن يلعب دوراً في الارتقاء بالعمل الصحافي؟

بالتأكيد، فالفن من أهم الوسائل التي تتصدّى للشائعات، وعلى سبيل المثال، حين عُرض فيلم "الممر"، وجدنا أطفالاً وشباباً تأثروا بأحداثه وانفعلوا وبكوا. يجب إعطاء الفرصة للفنانين، فالفن يسلّط الضوء على قضايا الإدمان والمخدرات ويسعى لمعالجتها، ومن خلال الفن نحارب الفساد وندعم الوطن وندحض الشائعات. في الماضي كنا نرى "بوسترات" مرسوماً عليها أذناً كبيرة ومكتوباً عليها "لا للشائعات"، وكان الجميع يعرف ما هي الشائعات ولا ينساقون وراءها، أما اليوم وبسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة مشاركة المنشورات من دون التحقق منها، أصبحت الشائعات تسابق الريح.

- أين شريف منير من السينما؟

كانت السينما في الماضي القريب لا تهتم إلا بأفلام العنف والبلطجة، واختفت الأفلام الجادّة التي يمكن أن تعيد الفنان المحترم إلى شاشة السينما، وخاصة بعد انسحاب عدد كبير من المنتجين من الساحة، لكن حالياً بدأت شركات الإنتاج تعيد للسينما رونقها، وهو ما شجّعني على المشاركة في فيلم "الممر"، حتى وإن بدور ضيف شرف، وعندما عرض عليَّ المخرج شريف عرفة الدور، لم أتردّد في قبوله، وما زلت أقرأ سيناريو فيلم، وإذا أعجبني الدور فسأعود من خلاله إلى السينما.

- وماذا عن الجزء الثاني من مسلسل "الزيبق"؟

حتى الآن لا أعرف ما هو مصير مسلسل "الزيبق 2" والذي أتعاون فيه مع النجم كريم عبدالعزيز، لكنني في انتظار أن يوافق القائمون على المسلسل على السماح بعرضه على القنوات الفضائية.

- هل يعني هذا أنك لن تخوض السباق الرمضاني المقبل بعمل درامي جديد؟

أقرأ حالياً سيناريو مسلسل جديد، إذا اقتنعت به فربما أعود من خلاله إلى دراما رمضان 2020.

- هل سرقك التقديم التلفزيوني من السينما والدراما في الفترة الماضية؟

لا، في الحقيقة كنت مشغولاً في الفترة الماضية بتصوير حلقات برنامج "أنا وبنتي" الذي أقدّمه على قناة ONE، وتشاركني في تقديمه ابنتي "أسما"، أما حالياً فأعكف كما قلت على قراءة سيناريو مسلسل جديد.

- لماذا اخترت ابنتك "أسما" تحديداً لتشاركك في تقديم البرنامج؟

"أسما" موهوبة في مجال التقديم، كما أنها خبيرة تجميل وتهتم بعالم الموضة، وتسعى لإنشاء شركة تُعنى بكل ما يتعلّق بالماكياج وأن تكون لها بصمتها الخاصة في هذا المجال، وحين اخترنا "أنا وبنتي" عنواناً للبرنامج، لم نجد أفضل من "أسما" لتشاركني في تقديمه.

- تعرضت لهجوم في الفترة الأخيرة إثر ظهورك على السجادة الحمراء في فعاليات الدورة 41 من مهرجان القاهرة السينمائي وأنت تؤدي حركات راقصة وتمضغ اللبان... فما ردّك؟

لا أعرف لماذا يترصّد البعض كل ما يقوم به الفنان، فنحن بشر مثلهم ومن حقّنا التعبير عن سعادتنا بالطريقة التي تناسبنا، وكنت وقتذاك سعيداً جداً بالحفاوة التي استقبلني بها الجمهور وأنا أسير على السجادة الحمراء ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، فمحبّة الناس لي جعلتني أطير من السعادة، وتعبيراً عن فرحي أدّيت بعفوية حركات راقصة، ولم يخطر في بالي أن يكون بين الحضور بعض الموتورين الذين يتصيدون بالماء العكر ويترصدّون أي حركة يقوم بها الفنان لكي ينتقدوه. أما العلكة فقد أعطاني إيّاها أحد الزملاء طالباً مني المشاركة في تحدٍّ بين الفنانين حول من ينفخ اللبانة أكثر من زميله، إلا أنني نسيتها في فمي ودخلت قاعة الحفل... وقدّمت الاعتذار عن هذا الخطأ غير المقصود، لكن هناك من ضخّم الواقعة وقدّمني بصورة الفنان المستهتر، وهنا أؤكد أنني لا أشعر بالخجل مما فعلته، وبالتالي لا ألتفت الى أي انتقاد يطاولني.

- ماذا عن الفرقة الموسيقية التي أنشأتها أخيراً؟

هي ليست فرقة بالمعنى المتعارف عليه، بل عبارة عن مجموعة عازفين قرروا تقديم مقطوعات موسيقية جميلة من التي كانت قد ترسّخت في وجدان جيلَي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، والفكرة وُلدت بينما كنت أقدّم برنامج "السهرة" وخطر لي أن أستعين ببعض الفنانين والعازفين ليشاركوني في العزف ضمن فقرات البرنامج، فنجحتْ الفكرة وقررت تأسيس فرقة موسيقية سمّيتها "نوستالجيا".

- ولماذا اخترت لها هذا الاسم؟

لأن الفكرة الأساسية التي ترتكز عليها الفرقة هي الحنين إلى الماضي من خلال عزف مقطوعات موسيقية لاقت نجاحاً كبيراً منذ ثلاثين عاماً، فنحن لا نؤلّف ألحاناً جديدة إنما نعيد تقديم الألحان القديمة لكن بأسلوب عصري، حتى لا تغيب عن أذهان المستمعين. وقد أوكلت إلى ابنتي "أسما" مهمة تسويق أعمال الفرقة، لأنها تجيد هذا العمل.

- وهل يمكن أن تُصدر الفرقة ألبوماً خاصاً بها؟

في الفترة الحالية نحاول تأسيس قاعدة جماهيرية حتى نتمكن من طرح أول ألبوم لنا، وقد أحيينا عدداً من الحفلات في أماكن كثيرة مثل ساقية الصاوي ومكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات الدورة 17 من مهرجان "الصيف الدولي"، كما قدّمنا حفلاً في المغرب ولاقى نجاحاً كبيراً، ونستعد لإطلاق أول ألبوماتنا.

- تنشر دائماً صورك مع حفيدتك "لارا"، فماذا تمثل لك؟

"لارا" تضيء حياتي، وأكون في قمة السعادة في الأوقات التي أمضيها معها، وعندما أكون مشغولاً بتصوير أحد أعمالي الفنية، أتحرّق شوقاً لرؤيتها، وفور انتهاء التصوير أعود مسرعاً إليها لأعوضها عن فترة غيابي عنها، فهي وأمّها تمثّلان لي الحياة، وبعدما تزوّجت "أسما" قلّت لقاءاتنا، خاصة في موسم الدراسة، فأتحيّن الفرصة في الإجازات وأيام العطل لأبقى بقربها.

- رأينا صورة للسيدة مريم العذراء في منزلك، ما سرّ احتفاظك بها؟

حرصت على وضع صورة السيدة العذراء الى جانب المصحف لأؤكد أنني ضد الفتن التي انتشرت في مصر في الفترة الأخيرة، والجميع يعلم أن زوجتي "لورا" تنتمي الى الديانة المسيحية، ومن الطبيعي أن تضع صورة العذراء مريم في المنزل، ونحن نحتفل بكل الأعياد معاً، سواء الإسلامية أو المسيحية.

- هل ستعترض إذا قررت إحدى بناتك العمل في مجال التمثيل؟

أظن أن عمل ابنتي الكبرى "أسما" في مجال الإعلام يجيب عن هذا السؤال، فهي في البداية كانت تعمل في مجال التجميل، ووضعت الماكياج للكثير من الفنانات، وشاركت في عدد من الأعمال الفنية، وهذا يعني أن لا أمانع لديّ في أن تعمل إحدى بناتي في مجال التمثيل، ما دامت تملك الموهبة التي تؤهلها لذلك.