صبا مبارك: جئت إلى مصر نجمة ولا أقدم تنازلات

ثقافة, هند صبري, السينما السورية, فيلم قصير, ممثلة, ياسمين عبد العزيز, أحمد حلمي, سلمى المصري, برنامج نهر الأردن, منى زكي, أحمد عز , منة شلبي , نيللي كريم, المخرج حاتم علي, مي عز الدين, كوميديا, طارق لطفي , باسل الخطيب , مهرجان سينما الذاكرة المشتركة

04 مايو 2009

بعد تجسيدها دور راقصة في المسلسل المصري «نسيم الروح» في رمضان الماضي مع مجموعة من النجوم المصريين والعرب، وبعدما حصل مسلسلها الأردني «الاجتياح» على جائزة الايمي الأميركية....
وبعدما صنعت لنفسها قاعدة جماهيرية كبيرة في سورية والاردن، قررت أن تخوض تجربة التمثيل في السينما المصرية من خلال مشاركتها الممثلة المصرية زينة بطولة فيلم «بنتين من مصر»، إنها الفنانة الأردنية صبا مبارك التي تحدثت عن رعبها من السينما المصرية، وإعاقة اللهجة لها، ومنافستها لنجمات السينما المصرية، وحقيقة عدم رغبتها في الاستمرار في مصر وطموحاتها في العالمية وسر صداقتها لنيللي كريم، وغيرها من الاعترافات الجريئة والصريحة في حوارنا معها.

ما الذي جذبك إلى فيلم «بنتين من مصر»؟ 
السيناريو مهم جدا وهو أول شيء اختار على أساسه أعمالي، وهذه أول تجربة لي في مصر فكان لا بد أن يكون الفيلم مهماً وشخصيتي فيه لها قيمة ولا يكون فيلماً تجارياً فقط. كما أن السمعة الطيبة لمخرجه محمد أمين شجعتني، فهو شخص محترم ويقدم أفلاماً لها قيمة كبيرة، والنص بحق له طابع خاص ومن السيناريوهات القليلة التي وجدت فيها شخصية نسائية لها عمق، بالاضافة إلى أن الفيلم تنتجه إحدى أهم شركات الانتاج في مصر وهي «الشركة العربية». فكنت واثقة من أن مستوى الفيلم سيرضيني.

ما دورك في الفيلم؟
  تردد في بعض الصحف أن الفيلم تدور قصته حول العنوسة وهذا ليس صحيحاً، فالفيلم يدور حول فتاتين في منتصف الشباب تواجهان مشكلة لها علاقة بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في مصر الآن، مثل ازدحام السكان والموارد الاقتصادية ومشاكل أخرى كثيرة ليست غريبة على المجتمع المصري فالجميع يعرفها ويشعر بها. وهذه المشاكل تسبّب بدورها أزمة لدى الشباب عندما يتجهون إلى الزواج. وقصة الفيلم بوجه عام تدور حول بنتين تعيشان في هذا العالم المليء بالمشاكل والازمات، تمران بظروف صعبة جداً. والشخصية التي العبها لها أكثر من خط وهذا ما يميزها، فمحمد أمين كتب شخصيتين الاولى تناقش عالمها الداخلي وهي شخصية «زينة» والثانيه تعارك العالم الخارجي وهي الشخصية التي ألعبها. ومعنا في الفيلم ضيوف شرف مهمون هم خالد الصاوى وأحمد عز وفتحي عبد الوهاب وطارق لطفي.

الفيلم ظل حبيس ادراج الرقابة طويلاً، فهل فيه ما يستدعي ذلك؟ 
لا أظن ذلك، وللمرة الأولى أنا أسمع هذه المعلومة. وأعتقد اننا طالما نتحدث عن شيء يخصّ أوطاننا وكرامتنا وبيئتنا فمن المؤكد أنه سيكون مسموحاً الحكي عنه.

كيف ترين العمل مع الفنانة الشابة زينة؟
  الحقيقة لم نلتقِ حتى الآن في مشاهد كثيرة حتى أستطيع الحكم عليها. وفي حقيقة الأمر أنا لا أؤمن بسلطة الممثل داخل العمل الفني، فالسلطة في النهاية للنص والمخرج. ومن المؤكد أن المخرج اختارني مع زينة لسبب فني. وأعتقد أن هذا الاختيار في مصلحة الفيلم لان كل واحدة منا تسعى لأن تقدم أفضل ما لديها.

هل عملك في المسلسل المصري «نسيم الروح» في رمضان الماضي هو ما رشّحك لهذا الدور؟ 
لا أظن ذلك، فهذا العمل رشحني لأعمال أخرى لكن تحديداً هذا الفيلم رشّحني له كل من الاستاذة إسعاد يونس والمخرج محمد أمين حتى قبل أن أبدأ في مسلسل «نسيم الروح». كنت أول ممثلة في الفيلم تمّ الاتّفاق معها عندما صار الفيلم في إطار التنفيذ الحقيقي.

الفيلم اسمه «بنتين من مصر» كيف وانت أردنية ؟ وكيف تغلبت على عامل اللهجة؟
اللهجة المصرية حاضرة دائماً في أذهان العرب، فنحن نشاهد الأعمال المصرية من مسلسلات وأفلام منذ صغرنا واللهجة المصرية ليست غريبة عنا. والحكي بها ليس صعباً لكنه يحتاج إلى مجهود كبير، فلم أكتفِ بما سمعته في الأفلام والمسلسلات ولكن أطوّر نفسي وأدائي بالتدريب ودائماً ما نحتاج إلى تعديلات أثناء التصوير في تصحيح اللهجة، وأنا مهتمّة ألا يشعر أحد انني لست مصرية لأن عنوان الفيلم هو «بنتين من مصر» وكلمة مصر وضعت قيوداً على صاحبة الدور بأن تكون ناطقة جيدة للهجة المصرية، وأعتبر هذا ضمن المغامرة وقبلت التحدّي.

كيف حضرت نفسك لأول أعمالك السينمائية في مصر؟
  الحقيقة لم أحضّر نفسي بطريقة مختلفة عن تحضيري لأي دور قدّمته في الأردن وسورية، فكلها أحضّر لها بالآلية والمنطق نفسهما تماماً. واللهجة كانت مجرد عقبه زائدة مثلها مثل أن يطلب مني أن أتعلّم كيف أضرب بالسلاح في دور معين، فكل دور يكون فيه العقبات والألغاز الخاصة به والتي لا بدّ أن تحلّها مع الدور. ولكن اهتممت كثيراً باللهجة وتفاصيل البيئة المصرية وكيف يتحرّك الناس وكيف يتعاملون. بمعنى أصحّ تعلمت طباع المصريين.

هل «بنتين من مصر» هو الفيلم الذي تمنيت أن تبدأي به عملك في مصر وأن يعرفك الجمهور المصري من خلاله أم تمنيت بداية أقوى؟ 
أعتبر «بنتين من مصر» بداية قوية ومشرّفة لي كممثلة. هذه هي البداية التي تمنيتها لأني لا أقدم تنازلات. وقبل هذا الفيلم عرضت عليّ مشاريع أفلام مصرية عدّة لكني كنت أرفضها لأنها دون المستوى المطلوب.

السينما في مصر ذكورية، ألم تخشي من كون بدايتك في فيلم نسائي؟
  السينما في كل العالم ذكورية وليس في مصر فقط، وجماهيرياً لا أعرف قوانين السينما والسوق المصري لكن أنا واثقة أن الفيلم فنياً سيكون له قيمة كبيرة وأتمنى أن يشاهده على الأقل ألف شخص من متابعي السينما الحقيقيين، ويخاطب أذهانهم ويعجبهم، ويكفيني أن يخرج هذا العدد أنه فيلم محترم لأنني أعرف أنه كذلك وأتوقّع له النجاح. السينما ذكورية لأنه لا يوجد أدوار مهمة تكتب للنساء وهذا من الأسباب الرئيسية التي تجعلني مقلة في أعمالي لأني لا أحب الوجود، من أجل الوجود، لكن أخيراً صار لديّ القدرة على المشاركة في صناعة العمل الذي اقدمه من بدايته وهذا يتيح لي فرصتي الاختيار واقتراح الأفكار.

 


إلى أي مدى انت مهتمة بالايرادات؟
  الإيرادات مهمة ومن يقول غير ذلك كاذب. ولكن أقصد أن الفيلم إذا لم يحقّق جماهيرية كبيرة، أو كما يقال في مصر «كسر الدنيا»، فلن تكون أزمة بالنسبة إليّ لأن أكثر ما يهمّني أن يقول كل من يشاهده إنه فيلم محترم، ولا يشغلني كم الملايين التي سيأتي بها.

كيف جئت إلى مصر؟
  ضحكت وقالت: بالطائرة.

أقصد هل مجيئك إلى مصر كان صدفة أم كان ثمرة طموح لديك وسعيت له؟
  أنا مثّلت في المغرب وتونس والأردن وسورية ومصر ولا يوجد مكان في الوطن العربي لا تجدني فيه، لأني أحب المغامرة والتغيير والاحتكاك بثقافات أخرى. وأرى أن هذا جزء من مغامرات التمثيل. فالتمثيل في نهاية الامر شيء متجدّد واكتشاف مشاعر وأماكن وناس ومشاكل جديدة. وعملي في مصر ليس هجرة إليها، وأنا قصدت ألاّ آتي إلى مصر إلا بعد أن أحقّق نجومية وشهرة بقدر محترم ومشهود له في بلادي، ولذلك لم آتِ إلى مصر بغرض شهرة أكبر وأتيت فقط لأني شعرت بأن الوقت مناسب لأعمل في مصر. وبعد أن أنتهي من تصوير مشاهدي في الفيلم سأعود إلى الأردن لأستكمل أعمالي هناك. ومبدئياً لن أستقرّ في مصر سأكون فيها وقت العمل فقط.

هل شاهدت أفلاماً مصرية في الموسم الأخير؟
  للأسف لا يوجد لديّ وقت لمشاهدة الأفلام الموجودة حالياً في السينما لأني مشغولة كثيراً بالتصوير فليس لديّ وقت إطلاقاً لأعمل أي شيء. لكن عموماً شاهدت أفلاماً مصرية كثيرة وأعجبني جداً شغل مروان حامد في «عمارة يعقوبيان» فهو عمل رفيع المستوى. وأتذكر من الأفلام المصرية التي أحبها «سهر الليالي» و«تيمور وشفيقة». وهناك أفلام مهمة وجيدة كثيرة في السينما المصرية مثل أفلام أحمد حلمي وما رأيك في خوض ياسمين عبد العزيز وميّ عز الدين تجربة البطولة النسائية هذا الموسم؟  للأسف لم أشاهد أفلامهما، لكن يمكن أن أقول رأيي فيهما بوجه عام من دون أن أشاهد العمل وبعيداً عنه، لأني شاهدت ميّ عز الدين في أكثر من دور في التلفزيون وهى ممثلة مليحة وذكية، وياسمين عبدالعزيز كوميديانة محترمة ولديها مقوّمات الكوميديانة الموهوبة. وأتمنى أن تكثر البطولات النسائية.

ثمّة ممثلات كثيرات في الوسط الفني بمصر، فهل ستجدين لنفسك مكاناً معهن؟
لا أبحث عن مكان لأني أملك بالفعل مكاناً وهذا كان شرطاً أساسياً قبل ان آتي إلى مصر، وأنا لم أقصد هوليوود الشرق لأصير نجمة لأني ممثلة لها تاريخ في بلدها وجئت لخوض تجربة جديدة أتمنى أن تكلّل بالنجاح وسأعود إلى مكاني مرة أخرى، فهذا الفيلم جزء من تجربتي في الفن وليس بداية جديدة لي.

هل فكرت في أن هذا الفيلم سيكوّن انطباع الجمهور المصري عنك إيجاباً أو سلباً؟
طبعاً فكّرت كثيراً وكل مرة أفكر أشعر برعب شديد لأن الجمهور المصري 80 مليون مشاهد وهو اما يصنع للفنان نجومية خارقة أو يضيع نجوميته التي حققها. كما أني داخلة على السينما المصرية التي شئنا أم أبينا هي أضخم إنتاج في الوطن العربي وأكبر جماهيرية سينمائية أيضاً في مصر، فأن يكون لك مسلسل يعرض على شاشات التلفزيون ويشاهده 100 مليون في وقت واحد هذا مرعب، وأن تكون النسبة نفسها تقريباً تشاهدك في شاشة عرض واحدة هذا أكثر رعباً. ولذلك اهتممت بالتفاصيل الدقيقة مثل اللهجة لأنها تلمس الناس. حتى إذا كنت ممثلة جيدة ولم أحسن اللهجة فمن المؤكد أنهم لن يشعروا بي.

هل توافقينني على أن هند صبري أكثر ممثلة عربية متّقنة للهجة المصرية؟ 
هند صبري ممثلة مهمّة ودائماً أشعر بأنها تعرف البيئة المصرية جيداً وتجيد اللهجة المصرية جيداً ولا تشعرك أبداً وأنت تشاهدها أنها تتعامل مع بيئهة غريبة عليها.

مَنْ تعجبك من الممثلات المصريات ؟ 
الممثلات الشابات في مصر لكل منهن طريقتها الخاصة، وأشعر بأن منى زكي فريدة ولا أحد ينافسها وهند صبري، رغم أنها ليست مصرية، ممثلة رائعة، وكذلك منّة شلبي. والجميل في الموضوع أن كل منهن لها لونها الخاص بها ولسن في قالب واحد.

من منهن صديقة مقرّبة لك؟ 
بصراحه ليس لي صداقات مع الممثلين المصريين لكن الوحيدة التي صارت صديقتي لظرف العمل معها هي نيللي كريم بعدما عملت معها في مسلسل «نسيم الروح»، وصداقتنا مستمرّة حتى الآن.

كيف ترين تحديد عملك في مصر بعمل واحد في العام؟ 
أعتقد أن هذا القرار صدر لفئة معينة من الممثلين أنا لست منهم لأن ما أعرفه أن الممثل النقابي في بلاده لا يسري عليه القرار لأن النقابات بينها اتفاقات مشتركة، وأنا أمثّل منذ 10 سنوات تقريباً ولديّ أعمالي المهمّة وعضو نقابة في بلدي. لذلك أعتقد أن هذا القرار ليس موجهاً إليّ وصدر فقط للذين يبحثون عن فرصة في مصر حتى يصيروا نجوماً. وأنا مع هذا التحديد ولست ضدّه ومع أن يقال للبنات اللواتي يأتين لانهن جميلات أو ليس عندهن موانع من أن يرتدين ملابس مكشوفة وساخنة «لك عمل واحد في العام وذلك حتى تثبتي أنك ممثلة جيدة». وفي كل الأحوال أنا لن يكون عندي وقت لعمل أكثر من عمل مصري في العام الواحد.

 


ما الذي ينقص السينما المصرية؟ 
السينما المصرية تملك طاقات كبيرة ومحترمة جداً قادرة على تقديم أعمال مهمة جداً، ولا أقصد بذلك أفلاماً فلسفية وجادة فقط، لأن أحمد حلمي عندما عمل فيلم «آسف على الازعاج» قدّم مهماً جداً رغم أنه لم يكن كوميدياً، إلا أن حلمي كوميديان وسمته الغالبة كوميدية ومع ذلك قدم فيلماً جاداً ومهماً جداً للسينما المصرية وهذا ما نحتاجه الآن. فنحن نحتاج إلى عالم لا يخلط بين الكوميديا والتهريج ولابين البساطة والإسفاف ولا بين الجرأة وقلّة الأدب، فلابد أن نعمل بهذه الضوابط في كل الدول العربية وليس فقط في مصر، ولهذا أطالب المنتجين والكتاب والفنانين ان يتجهوا إلى التفكير في الكيف اكثر من الإيرادات. وأسخف مقولة سمعتها في حياتي هي «الجمهور عايز كده» من الذي قال هذا؟  هل قام أحد باستطلاع رأي واتضح أن الجمهور يريد إسفافاً ورقصاً وقلّة أدب ومسخرة... فإذا اخذتم رأيي كمواطنة عادية سأقول أني لا أقبل بهذا الإسفاف في الفن، وإذا وجدت ذلك عند مشاهدتي التلفزيون أغير المحطة ولا أجعل إبني يشاهدها.

وما محظوراتك في السينما المصرية؟
من المستحيل أن أقدّم عملاً لا أؤمن بفكرته، كما أنني ضدّ العري. وأنا لست في موضع تقويم للممثلات لأن هناك ممثلات قيّمات قدّمن مشاهد فيها عري لكنها تكون مهمة داخل الفيلم ولا غنى عنها. لكني شخصياً لا أحب تقديمها.

عملت العام الماضي في المسلسل المصري «نسيم الروح». ما الذي أضافه إليك؟ 
لم أكن أتخيّل في يوم من الأيام أن أؤدي دور راقصة مصرية والتعرّف على هذا العالم الخاص فقط بالبيئة المصرية وليس موجوداً في أي دولة عربية أخرى. كان هذا منذ أن شاهدت العرض الأول للمسلسل الكبير «ليالي الحلمية»، فكوني ممثلة أردنية أتيح لها العمل في هذا الجو الذي أعشقه يشكل إضافة لي على المستوى الشخصي، بالاضافة إلى أنني كنت أعمل مع المخرج سمير سيف والمؤلف يسري الجندي ومجموعة من النجوم الكبار، هم أحمد راتب ومحمود الجندي وعبد الرحمن أبو زهرة ونيللي كريم ومصطفى شعبان وأيمن زيدان.

الجميع كان يتوقع لهذا المسلسل نجاحاً اكبر مما حقّقه. لماذا لم يحقق جماهيرية في رأيك؟ 
أعتقد أنه ظلم في توقيت عرضه، وهذا هو رمضان دائماً، فلكثرة الأعمال المعروضة فيه تحدث أزمة للمشاهد ويفوته الكثير من الأعمال المهمة. وأنا شخصياً لا أستطيع متابعة كل الاعمال التي تعرض في رمضان، لكن سمعت أن المسلسل في عرضه الثاني على الفضائيات حقّق نسبة مشاهدة أكبر وأحبه الناس.

ما حقيقة حدوث خلاف بينك وبين مصطفى شعبان في هذا العمل؟ 
هذا كلام فارغ طبعاً، ويبدو أنها أصبحت موضة في مصر أن أي ممثلة تعمل مع مصطفى شعبان يشيعون أنها على خلاف معه. ومصطفى مسكين افتعلوا له هذه السمعة. وأنا أشهد أني في الجزء الذي عملت معه فيه رأيته ممثلاً محترفاً جداً في تمثيله وأصبحنا صديقين بعد المسلسل.

حدثينا عن مسلسلك الجديد «بلقيس»؟ 
بلقيس مسلسل تاريخي يحكي قصة ملكة سبأ، وهذا المشروع من أحلام حياتي في التمثيل فأنا منذ أكثر من 7 سنوات أسعى لعمله والحمد لله بدأنا التحضير له، وأتوقع إن شاء الله أن يكون مهماً جداً. وهو يحكي السيرة الذاتية للملكة بلقيس منذ أن كانت أميرة عمرها 17 عاماً مروراً بتولّيها الحكم وبنائها لليمن من جديد وعملها بمبدأ الشورى في كل أمور المملكة، أي ما يطلق عليه اليوم الديموقراطية، وكونها أنثى واختلافها مع المعابد الدينية في وقت حكمها لأنها كانت من الموحّدين حتى وقت زهدها للحكم وانسحابها منه بعدما جاءها هدهد سيدنا سليمان. ولم نتطرّق في العمل إلى قصة سيدنا سليمان لأنه غير وارد في الدراما أن نتحدث عن نبي أو رسول.

هل تذاكرين الشخصيات التي تمثّلينها قبل أن تدخليها أم تعتمدين على نص الكاتب؟ 
طبعاً أذاكرها وأتحدث مع الكاتب والمخرج ونعقد اجتماعات مكثّفة. فأنا أهتمّ بالتفاصيل الصغيرة جداً ولا أدع شيئاً يمر ببساطة لأن العمل في النهاية ما هو إلا هذه التفاصيل. وأريد أن أوضح أن مهنة التمثل شاقّة جداً وليست سهلة كما يخال البعض. فالحكاية ليست فقط ظهور بنت حافظة كلمتين تتدلع في قولهما أمام الكاميرا ويمشي الحال. لا فأنا أجريت حملة توثيق كاملة حول الملكة بلقيس فشاهدت أفلاماً وثائقية وقرأت كتباً. باختصار شديد أدّعي أنني قرأت وشاهدت كل ما هو موجود عن بلقيس ملكة سبأ وتعبت  كثيراً حتى وصلت إلى صيغة معيّنة مع المخرج والمؤلف لأن القصة متعدّدة الروايات، ونحن اخترنا رواية فيها جزء درامي لأن جزءاً كبيراً من التاريخ مفقود. وكان لا بد من تدخّل المؤلف ليحبك القصة درامياً وهذا طبيعي، لأنه لو قدمنا التاريخ من دون حبكة درامية لكان من الأفضل أن نأتي بكتاب ونقرأه ولا نتعب أنفسنا.

الكثير من الممثلين يهربون ويخافون من مسلسلات السير الذاتية، فلماذا تقبلين عليها؟ 
أعتقد أن الممثلين يخشون مسلسلات السير الذاتية التي لها علاقة بشخصيات حاضرة لأنها تكون شخصيات معروفة شاهدناها جميعاً على الشاشات، فلا تكون فقط ممثلاً في هذا الوقت بل تكون مقلّداً للشخصية التي تقدّمها في كل شيء: طريقة الكلام واللبس والطباع والحركة والشكل... وستكون مطالباً بأن تكون نسخة طبق الأصل، وهذا صعب جداً لكن في الوقت نفسه ممتع جداً. وأعتقد أن أغلب الذين يخشون هذه النوعية من المسلسلات يكون السبب الأول لديهم هو تعرّضها للإنتقادات الشديدة، ذلك أن أحداً لا يتّفق عليها، ومع كل هذا أعشقها! 


ما أهم عمل في حياتك؟
مسلسل «الاجتياح» هو أهم عمل في حياتي، وقد حصل على جائزة «الايمي» الأميركية وهذة الجائزة تشعرني بالانتصار والفخر تجاه أمتي العربية، لأنني أولاً اثبت أننا قادرون على تقديم أعمال ذات قيمة ولكننا نستسهل دائماً وعندما نفعل ذلك نقدم أعمالاً مثل بعضها لا يشاهدها ولا يهتمّ بها أحد. وهذا العمل، وبعيداً عن الجائزة، يحكي عن اجتياح جنين عامي 2001 و2002  والمجزرة التي حدثت في فلسطين. العمل أصبح تأريخاً لهذة القضية، وهو أول عمل يتحدث عن القضية الفلسطينية بشكل معاصر. ثانياً كسر الفوبيا الموجودة عندنا كفنانين عرب من أنه لبعيد عن خيالنا وتفكيرنا أن نحصل على جائزة ونحن في مسلسل «الاجتياح» حقّقنا إنجازاً كبيراً، فبمسلسل عربي وبهويتنا وتقاليدنا وأعرافنا وقضايانا الداخلية حصلنا على أهم جائزة عالمية.

البعض يعتقد أنك سورية. ما تعليقك؟ 
لا يفرق معي أن يطلق عليّ أردنية أو مصرية أو سورية فأنا عربية وجميعنا نتحدث لغة واحدة. لا مشكلة في أن يعتقد البعض أنني سورية فهذا يشرّفني. لكني أردنية، وحبي لبلدي الأردن يوازي حبي لأي بلد عربي.

عملت مع نجدت أنزور فلماذا لم تكرّري العمل معه؟ 
لم تأتِ فرصة أن أعمل معه مرة أخرى بكل بساطة.

جربت العمل في سورية وفي مصر، فأي مكان أفضل؟ 
كل مكان له تقاليده المختلفة عن الآخر وهذا لا يزعجني لأني أتأقلم سريعاً مع الناس والأماكن وأعرف بطبيعة الحال أن لكل دولة طباعها المختلفة وتقاليدها. لكن هذة الاختلافات لا تكون موجودة داخل البلاتوه فالتمثيل في كل البلاد واحد لا يتغيّر.

دائماً ما توضع الدراما السورية والمصرية في مقارنات وأنت عملت في الاثنتين، فما الفرق بينهما؟
لا أرى أن هناك معركة بين الدراما المصرية ونظيرتها السورية ومن يعتقد ذلك خاطىء، فمثلما تقدّم سورية أعمالاً مهمة أيضاً تقدم أعمالاً غير مهمة، وكذلك مصر وارد أن تقدم الجيد والسيئ. لكن هذا لا ينفي أن التلفزيون في سورية أصبح صناعة مهمة جداً وصار واجهة للبلد أولاً لأن الإنتاج متعدّد الجهات وضخم. ثانياً العمل في التلفزيون السوري قائم على البطولة الجماعية فالأعمال في سورية لا تباع بإسم نجم محدد ولكن بأسماء المخرجين المهمّين أمثال حاتم علي وشوقي الماجدي وباسل الخطيب.

تتحدثين اكثر من لغة فهل هذا بوابتك للعالمية؟ 
قدمت من قبل عملاً عالمياً اسمه «الاوديسا» كان إنتاجاً تونسياً فرنسياً مشتركاً، وقدمته دون أن أعرف المعنى الحرفي للكلمات ولكن كنت أفهم سياق الجملة وكنت أيضاً أسأل عن معنى الكلمات قبل أن أمثّلها، فتعلمت الفرنسية فقط من أجل الشغل. والذين يجيدون الفرنسية قالوا لي أنني قدمت الدور بامتياز. بالإضافة إلى هذا أنا أجيد الإنكليزية. ولا توجد لديّ مشكلة أن أمثّل في أي مكان فإذا عرض عليّ عمل جيد في أيّ مكان في العالم سأذهب وأعمل.

تعملين منذ 10 سنوات كممثلة محترفة ومع ذلك أنت غير معروفة في مصر، هل هذا تقصير منك؟ 
ليس تقصيراً مني، ولكن هذا سببه أن الجمهور المصري لا يشاهد سوى الأعمال المصرية وهذه طبيعته طيلة حياته. ولهذا السبب ترى أن الممثل جمال سليمان الذي له تاريخ كبير وأهم مني شخصياً مليون مرة، لم يعرفه أحد في مصر إلا بعد أن قدّم مسلسل «حدائق الشيطان» وبعدها أصبح نجماً

لماذا صرّحت أن أهم عمل في حياتك هو تجسيد قصة حياة المناضلة اللبنانية سناء محيدلي؟ 
هذا أهمّ حلم عندي وأعمل على تحقيقه يومياً، وقابلت أناساً يعرفوها شخصياً. وأحضّر لرحلة بحث مكثّفة عنها نذهب فيها إلى أهلها ونعرف كل شيء عن حياتها، وأتمنى أن تصاغ قصة حياتها بشكل جيد كفيلم.

قالوا إنك بأعمالك البدوية تنافسين رومانسية مسلسل «نور» التركي. ما تعليقك؟ 
ليس لديّ طموح في منافسة رومانسية نور، لأننا دراما مختلفة تماماً تناقش بيئتنا وثقافتنا ومشاكل مجتمعاتنا الخاصة بنا وليس مشاكل المجتمع التركي، فالمقارنة تبدو لي غير دقيقة.

مسلسل «نور» لم يحقّق نسبة مشاهدة في تركيا ومع ذلك حقّق أعلى نسب مشاهدة في العالم العربي. لماذا؟ 
لأنه بسيط جداً، فهو بدلاً من أن يقول للمشاهد خذ حبّة الفستق وقشّرها لكي تستطيع أكلها، أعطاك إياها مقشّرة جاهزة، بل ويضعها في فمك، فلا تحتاج إلى مجهود وأنت تشاهده.

إذا عرض عليك أن تقدمي مسلسلاً من هذه النوعية هل توافقين؟ 
لن أوافق لأني سأملّ منه. فكل يوم أتزوج وأحب وأطلق ومرة أخرى أحب وأتزوج وأطلّق... هذا مملّ جداً. فإن أقول طوال المسلسل أحبك وأكرهك مملّ جداً. وأرى أن مسلسل «نور» يمكن أن نلخّصه في جملة واحدة أحبك وأكرهك ورجعنا إلى بعضنا في النهاية. وهذا معروف من أول حلقة. فهل هذا الشيء السهل البسيط هو الذي أعجب الجمهور العربي؟!

لك تصريح قلت فيه أنك ترفضين العمل مع مهند، وعنوان آخر يقول ياسر المصري ينفصل عن صبا مبارك. ما تعليقك على هذا؟ 
لم يعرض عليّ العمل مع مهند لكي أرفضه، لكن قلت هذا في سياق آخر وهو أن عندي طموح العمل مع مهند. وبالنسبة إلى انفصالي عن ياسر المصري فهذا لأني تعاونت مع ياسر المصري عامين متتاليين وقرّرنا أن ننفصل هذا العام، وهذا تكتيك فني، لأني لا أحب تكرار التجربة مع الممثل نفسه كثيراً حتى لا يقال أننا ثنائي فني.

هل تتمنين أن يكون عمار ابنك ممثلاً؟ 
أتمنى أن يكوّن نفسه ولا يشغلني أن يعمل في أي مهنة المهم أن يكون رجلاً محترماً هذا أهمّ شيء.