علي العلياني ودّع مشاهدي 'ال.بي.سي' قبل الإنتقال إلى روتانا خليجية

تلفزيون الآن, كأس دبي العالمي, السفارة الباكستانية في بيروت, بريطانيا, المملكة العربية السعودية, راشد الفارس, زاهي وهبي, إلياس الرحباني, قناة روتانا خليجية, طلال سلامة, علي العلياني , قناة ال.بي.سي, ماجدة الرومي, برنامج حواري تلفزيوني, رولا نصر, بيا

05 مايو 2009

بعد ثلاث سنوات مكث خلالها في بيروت فعايش أهلها في المعاناة والوجع والفرح أيام الحرب والسلم والخلافات والإتفاقات، ينتقل الإعلامي السعودي المتميز علي العلياني إلى دبي ليقدم برنامجاً جديداً عبر شاشة روتانا خليجية بعد قراره ترك محطة «ال بي سي». ودّع علي العلياني المشاهدين على طريقته الخاصة وتلقى عشرات الإتصالات خلال الحلقة وبعدها من كثيرين أحبوا برنامجه وتابعوه. في حواره مع «لها» تحدث عن علاقاته وذكرياته مع بيروت وأهلها وأكدّ أن ما من خلاف مع إدارة «ال بي سي» وقال أن قراره نابع من رغبة في التغيير. فماذا في التفاصيل؟

- بعد ثلاث سنوات قدمت خلالها برنامج «عيشوا معنا» على شاشة «ال بي سي» رأيناك تودّع المشاهدين منذ أيام. فما الذي حصل؟
هي رغبة في صناعة نجاح آخر وتلبية لإحدى مطالبي بالإنتقال منذ فترة.

- كانت لديك مطالب معينة لتحسين إنتاج برنامجك تحدثت عنها سابقاً. هل تسببت هذه المطالب في خلاف مع «ال بي سي»؟
كلا في كل مكان هناك مشاكل، وهي ليست مشاكل بكلّ ما للكلمة من معنى وتجدينها في كل محطة ربما. السبب الآني هو الرغبة التي أشرت إليها قبل قليل.  لا يوجد أي خلاف مع «ال بي سي»، بل على العكس انضممت إلى المحطة بحب وخرجت منها أيضاً بحب.

- تلقيت أكثر من عرض تلفزيوني سابقاً لكن اللافت أنك ستبقى ضمن الإدارة ذاتها مع انتقالك من «ال بي سي» إلى روتانا خليجية، ومعروف أن الشيخ بيار الضاهر يتولى حالياً إدارة محطات روتانا بعد الإندماج؟
صحيح لكن لا علاقة لذلك في قرار الإنتقال إلى روتانا خليجية. بل شعرت أن هناك تحدياً جديداً وكبيراً في روتانا خليجية كما أن ذهنية البرمجة فيها مختلفة عن ذهنية البرمجة في «ال بي سي» الفضائية في الوقت الحالي.

- تقصد أن روتانا خليجية تراعي أكثر التوجّه إلى المشاهد الخليجي ما يتناسب أكثر مع طبيعة برنامجك التي تحاكي المجتمع الخليجي؟
نعم هذا أحد الأسباب.

- هل لديك هاجس ما في إمكانية أن تعاني المشاكل ذاتها في ما يخصّ الإنتاج بعد انتقالك إلى روتانا خليجية بما أن الإدارة هي ذاتها؟
نحن فريق واحد وأتمنى ألا تتكرر هذه المشاكل التي أعود وأقول إنها لم تكن ناتجة عن خلافات بل مطالب معينة ومجرد اختلاف في بعض وجهات النظر، وأكثر ما أرجوه هو تكرار النجاح ذاته إن شاء الله لا شيء آخر.

- هناك تغييرات جذرية تحصل داخل «ال بي سي» وروتانا في الوقت ذاته لناحية انتقال مذيعين أو إيقاف برامج بشكل مفاجئ وغيرها من الأمور. ما الذي يحصل؟
هناك أكثر من سبب لكن كما هو معروف العمل الإعلامي يخضع للعرض والطلب حسب الإمكانات والخبرات وغيرها، ومتى كان الإعلامي محترفاً من الطبيعي أن يتلقّى العروض وهذا أمر إيجابي يساهم في تطوير الإعلام كما يساهم في رفع الإمكانات المادية للإعلاميين التي تختلف أساساً عن الوضع في الغرب حيث يتم الحديث عن موازنات ضخمة جداً للبرامج وللإعلاميين. أعتقد أن هذا الأمر يلعب دوراً هاماً جداً إذ لا يصبح الإعلامي عرضة للإبتزاز من أي أحد.

- دون شك مسألة انتقال المذيعين من محطة إلى أخرى ظاهرة صحية. لكن المستغرب هو حصول عمليات انتقال جماعية وإيقاف برامج كبيرة في وقت واحد ما طرح تساؤلات حول الوضع المادي لكلتَي المحطتين؟
الأزمة المادية موجودة في العالم كلّه وليست محصورة في محطة أو بلد. ومن جهة أخرى سيشهد لبنان قريباً الإنتخابات النيابية إضافة إلى افتتاح محطة تلفزيونية جديدة «ام تي في»، ومن الطبيعي أن تفكر هذه المحطة في استقطاب إعلاميين بارزين من «ال بي سي» وغيرها من المحطات التي ستقوم بدورها باستقطاب أسماء أخرى وهذا أمر طبيعي كان ليحصل حتى دون وجود الأزمة المالية، وأنا صراحة لم أسمع عن أي برنامج توقف أو مذيع فصل من عمله بسبب أزمة مادية.

- ما هي طبيعة البرنامج الذي ستقدمه على روتانا خليجية؟
سأختار بين برنامجين حقيقة، إما أن أطلّ ضمن برنامج قريب من «عيشوا معنا» مع العلم أن هذه الفكرة موجودة في العديد من البرامج منها Good Morning America على سبيل المثال، لكن سنقدمها بإطار جديد ومختلف ضمن برنامج «يا هلا»، أو أني سأقدم برنامجاً منفرداً على طريقة لاري كينغ.

- برنامج «يا هلا» يقدمه حالياً أكثر من مذيع، هل ستنضمّ إليهم أم ماذا؟
البرنامج سيقدم بحلّة جديدة ومختلفة.

- ستقدمه مع من؟
(يضحك) أعلن عن ذلك في حينه.

 

- برنامجك الجديد سيصوّر في دبي. ما هي ذكرياتك التي لا تنسى عن بيروت بعد أن مكثت فيها ثلاث سنوات متواصلة؟
أجمل ما في لبنان هو لبنان نفسه بكل تناقضاته الجميلة وغير الجميلة. أعشق صباح بيروت الذي أجده من أجمل «صباحات» العالم، وليلها أيضاً ورقيّ شعبها على مستوى العلاقات الإنسانية وحبّه للحياة الذي يبدو حباً عجيباً وغريباً فيه الكثير من العطاء والإنتاج. قد يخونني التعبير لأشرح حقيقة ما أحسّ كوني عشت في بيروت أيام الحرب (تموز/يوليو 2006) والسلم والأزمات والإتفاقات وغيرها، لكن فعلاً ما لا يمكن نسيانه هو يوم تم الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد حرب تموز/يوليو ومشهد الناس وهم يعودون بإصرار في اليوم ذاته إلى بيوتهم في الجنوب رغم معرفتهم بأن أغلبها قد دُمّر. فتدفقت السيارات ورجع الناس بكل سعادة وفُتحت المطاعم والمقاهي بشكل عادي وعفوي وكأن شيئاً لم يكن، هذه هي إرادة الحياة ما يجعل لبنان نموذجاً فريداً وخلاقاً.

- ماذا عن علاقات الصداقة التي كوّنتها في لبنان؟
هي كثيرة ومتعددة وأنا سعيد جداً بها منها مع إعلاميين وفنانين ومنتجين وغيرهم لكني أفضّل عدم ذكر الأسماء كي لا أنسى أحداًَ.

- عالج برنامج «عيشوا معنا» الكثير من المواضيع الإجتماعية والفنية والطبية وغيرها واستضاف عشرات الشخصيات. ما هي أهم المواضيع التي تركت أثراً برأيك وحققت أصداء مهمة؟
أذكر حلقة «السياف» التي كانت سبقاً صحافياً في كلّ المستويات حيث كانت المرة الأولى التي يطلّ فيها «سياف» عبر الإعلام، والسياف في السعودية هو الشخص الذي ينفّذ عقوبة الإعدام (قطع الرؤوس)، أي «عشماوي» كما يقول المصريون. إستضفناه وتحدثنا عن حياته في المنزل وعلاقته بأسرته ومجتمعه كونه يمارس هذه المهنة، وكان مفاجئاً ظهوره علناً دون تمويه للصوت أو تغطية للرأس، وهو أمر لم يسبقنا إليه أحد. تخيلي مثلاً أن يتحدث شخص قد يقتل ربما ستة أشخاص أسبوعياً، كيف يمكن أن يفكر؟ وأيضاً من الحلقات المهمة أذكر ما قدمناه عن الفقر في السعودية، والأخطاء الطبية التي أدت إلى وفاة مثلاً أو عقم أو إعاقة، وأيضاً موضوع دور إيواء الفتيات وما يحصل في بعض منها من مخالفات واستغلال. دور الإيواء هذه يفترض أنها تضمّ فتيات يعانين مشاكل أسرية، وعلى أثر الحلقة وما كشفناه فيها، اتخذت إجراءات معينة بهدف الإصلاح في هذه الدور. كما استضاف البرنامج شخصيات مهمة جداً منها الأمير تركي الفيصل سفير السعودية في بريطانيا سابقاً، الإعلامي تركي الدخيل، الأديب تركي الحمد، زاهي وهبي، عبدالله منّاع، أحمد العرفج، عرفان نظام الدين، طلال سلامة، ماجدة الرومي التي استضفتها أيام الحرب في حلقة لا تُنسى، والياس الرحباني، راشد الفارس وغيرهم كثر. أما أطرف موقف حصل معي وأضحكني كان عندما استضفت شاعراً (وعذراً نسيت اسمه) رفض أن يُلقي الشعر خلال الحلقة، وعندما سألته عن السبب قال بكل جدية إن من يريد الشعر فليبحث عنه في المكتبات، فقلت له «ولكن نحن تلفزيون» لكنه لم يقتنع وظلّ مصراً على موقفه.

- بعض هذه المواضيع تعالج حالياً في برنامج «أحمر بالخط العريض»، هل في ذلك تقليد لبرنامج «عيشوا معنا»؟
برنامج «عيشوا معنا» حق مشاع للبرامج الأخرى أن تستفيد منه.

- هل ستعود لمزاولة عملك في الصحافة المكتوبة؟
نعم إن شاءالله سأعود كاتباً في إحدى الصحف السعودية لكني لم أقرر نهائياً بعد، وما سأكتبه سيكون حسب الأحداث الحاصلة في الساحتين السعودية أو الخليجية وحتى العالمية.