نـانـسي عجـرم: زوجي تصرّف بجنون حين اقتحم اللص غرفة البنات

تحقيـق: هنـادي عيـسى 15 يناير 2020
بعد يومين أمضاهما الدكتور فادي الهاشم زوج النجمة نانسي عجرم في مستشفى "الحياة" إثر تعرّضه لأزمة صحية في أثناء التحقيق معه في قضية مقتل اللص الذي اقتحم منزله، غادر الهاشم المستشفى بعدما قدّم إفادته في قصر العدل أمام المدعّي العام القاضية غادة عون وخرج بسند كفالة، على أن تتواصل التحقيقات التي يُشرف عليها عدد من المحامين الموكلين الدفاع عنه.


"لها" اتّصلت بمدير أعمال نانسي عجرم السيد جيجي لامارا للاطمئنان عليها، فأخبرنا بأن نانسي وزوجها وبناتها الثلاث بألف خير، وأن القضية ستأخذ مجراها القانوني، مؤكداً أن السارق الذي اقتحم منزل العائلة بعد منتصف الليل لا يقطن في منطقة "نيو سهيلة" حيث فيلا فادي الهاشم، بل أثبتت التحريات أنه يعيش مع عائلته في منطقة البترون شمالي لبنان، وأنه لم يعمل يوماً عند نانسي عجرم، حتى أنهم لا يعرفونه كما ادّعت بعض المواقع الالكترونية. وقال جيجي إن شعبة المعلومات في الأمن العام حققت مع الشبان الثلاثة الذين يعملون عند نانسي، واتضح أن اثنين منهم لا علاقة لهما بالسارق، لكن العامل الثالث هرب ولا يزال البحث عنه جارياً، لأنه مشتبه به بأن يكون قد نسّق دخول السارق الى المنزل ليلاً. وأضاف جيجي أن نانسي أُصيبت بشظية في ساقها بعدما بدأ إطلاق النار عشوائياً في المنزل، إذ هرعت للاطمئنان على زوجها وبناتها الثلاث فدخلت قطعة صغيرة من إحدى الرصاصات في ساقها ونزفت دماً... وبعد قتل اللص، تم الاتصال بالطبيب فحضر مسرعاً إلى منزل نانسي وداوى جرحها، وهي اليوم بصحة جيدة، لكن أعصابها مشدودة نظراً لصعوبة الأحداث التي مرت بها مع عائلتها.

أما في خصوص الادّعاء بأن السارق له حقوق مادية في ذمة الدكتور فادي الهاشم، فسأل جيجي لامارا: "هل يُعقل أن يحضر شخص إلى منزل أحدنا بعد منتصف الليل ويحمل بيده مسدساً لم يكن يعرف أنه خُلّبي لكي يطالب بحقوقه المادية؟ وهل يغفل القضاء اللبناني هذا الكلام؟ كل ما كُتب ويُكتب عن الحادثة عارٍ عن الصحة، وبصراحة نحن لن نتحدّث في التفاصيل أمام وسائل الإعلام إلا بعد انتهاء التحقيقات، فعندها نكشف للرأي العام بوضوح وبدون مواربة كل ما حدث في تلك الليلة المشؤومة. بعدها حاولنا الاتصال بنانسي عجرم، لكنها كانت مجتمعة هي وزوجها وكل أفراد العائلة مع عدد من رجال القانون للاستفسار عن كل الإجراءات الممكنة في الأيام المقبلة إذ إن زوجها كان في حالة دفاع عن النفس.

وفي العودة الى تفاصيل الحادثة، تبين أن نانسي عجرم وزوجها الدكتور فادي الهاشم كانا يسهران ليلة السبت- الأحد في 5 كانون الثاني/ يناير من عام 2020 في فيلّتهما مع مجموعة من الأصدقاء، وبعد منتصف الليل خرج الضيوف وأُطفئت الأنوار في المنزل، وأدار الحرّاس جرس الإنذار، وصعدت نانسي وزوجها الى غرفة النوم، وعند الثانية بعد منتصف الليل - كما ظهر في الفيديوهات التي التقطتها الكاميرات المزروعة داخل الفيلا - شعر الدكتور فادي الهاشم بحركة غريبة في المنزل، فخرج من الغرفة ليُفاجأ بلصٍ ملثّمٍ يتجول في الصالة، فشهر الأخير مسدسه في وجه الدكتور فادي، وطلب منه مالاً فأعطاه نحو 700 ألف ليرة لبنانية، لكن السارق لم يكتِف بذلك، بل رفع سقف تهديداته وأصرّ على أن تخرج نانسي من غرفة النوم ومعها مجوهراتها، فما كان من فادي إلا أن حمل كرسياً ليحتمي به... وفي تلك اللحظة، كانت نانسي في الحمام تتواصل مع والدها وتخبره بما يحصل في منزلها، وفي تلك الأثناء صعد العاملون السوريون الذين يعملون في المنزل في لباس النوم، لكنهم خافوا من المسدس، لأنهم عُزّل ولا يحملون أي سلاح. وكان الدكتور فادي يجلب مسدسه من غرفة النوم، حين صرخ له أحد العمّال بأن السارق دخل الى غرفة نوم بناته الثلاث، وأمام هذا الواقع الصعب ركض صاحب المنزل نحو غرفة نوم الأولاد وأطلق الرصاص باتّجاه الحرامي الذي أُصيب بأكثر من رصاصة وقتل على الفور. وأمام هول المشهد، حضرت الشرطة وبدأت تحقيقاتها وشاهدت كل الفيديوهات التي التقطتها كاميرات المراقبة لتطّلع على سير دخول اللص الى المنزل، والذي تبيّن أنه دخل إلى الحديقة عند الحادية عشرة ليلاً، قبل أن تُضاء أجراس الإنذار واختبأ خلف إحدى الأشجار منتظراً... وما إن أُطفئت الأنوار في المنزل حتى تسلّل إليه اللص من باب الصالة الخلفي في الطابق الأرضي، ثم صعد على الدرج الى الطابق العلوي حيث مسرح الأحداث الجريمة.

بعد مقتل اللص، ذهب الدكتور فادي الهاشم إلى النيابة العامة التمييزية وأدلى بأقواله. وبما أن الحادثة أسفرت عن قتيل، فقد أصدرت النيابة العامة مذكرة توقيف بحقه. وفي أثناء التحقيق معه، أُصيب الهاشم بوعكة صحية نُقل على أثرها الى المستشفى، وأُفرج عنه بعد يومين بسند كفالة على أن تُستكمل التحقيقات لتبيان الحقيقة كاملة.

وخلال تلك الأيام، انتشرت أخبار كثيرة تتعلق باللص القتيل إذ اعترضت عائلته على الإجراءات القانونية مؤكدين أن ابنهم كان يحمل مسدساً خلّبياً ولم يكن ينوي إيذاء أحداً. كما نفى شقيقه أن يكون أخوه قد عمل في منزل نانسي عجرم.

وفي تلك الأيام العصيبة، تلقّت نانسي عجرم جرعات من الدعم من الفنانين والإعلاميين والسياسيين الذين غرّدوا جميعاً على مواقع التواصل الاجتماعي مهنئين نانسي بالسلامة ومُثنين على شجاعة زوجها. كما اتصل بعجرم عدد كبير من النجوم، منهم: ماجدة الرومي، نجوى كرم، أحلام، وائل كفوري، راغب علامة وغيرهم... للاطمئنان على سلامتها وسلامة بناتها الثلاث "ميلا"، "إيلا" و"ليا" الهاشم.

وبعد خروج زوجها، غرّدت نانسي عجرم على "تويتر" قائلةً: "نشكر كل شخص اطمئن عليّ وعلى عائلتي، الله لا يجرّب حدا وما يحطّ حدا بهيك تجربة صعبة ويبعد عنكن وعن عائلاتكن كل خطر".

وفي إطلالتها التلفزيونية الأخيرة، أكدت نانسي: "ما بتمنّى يلي صار مع القتيل، وبعزّي عائلته، ونحنا ولا مرة نظرنا إلى الناس بحسب لونهم أو جنسيتهم، وردة فعل زوجي ستكون هي نفسها لو كان السارق لبناني أو حتى من أقاربه".