جان ماري رياشي: 'يستحيل أن أصالح إليسا وخسرتني سيرين عبد النور'

فيلم قصير, حاتم العراقي, عبير غزاوي, كارول صقر, نوال الزغبي, السفارة الباكستانية في بيروت, يارا خوري مخايل, أصالة نصري, إليسا, ملحم بركات, مهرجان الموسيقى العريقة, الأمير الوليد بن طلال, رامي عياش, سيرين عبد النور, كوميديا, نزار فرنسيس , جان ماري ريا

06 مايو 2009

«بالعكس» هو عنوان أول ألبوم غنائي - موسيقي يحمل توقيع الفنان جان ماري رياشي الذي حقق شهرة واسعة في مجال التوزيع الموسيقي محدثاً «إنقلابات موسيقية في التوزيع» كما يقول بعض النقاد، فضلاً عن نجاحه في تلحين عدد كبير من أشهر الأغنيات العربية كان آخرها «يسمحولي الكلّ» للمطربة أصالة نصري. يستعد اليوم أيضاً لإطلاق أول مغن عربي أوبرالي فضلاً عن العمل على إنشاء أول استوديو خاص بتسجيل الموسيقى التصويرية لأفلام السينما. سجل عتباً على بعض الفنانين الأصدقاء منهم سيرين عبد النور وإليسا فضلاً عن استغرابه من مواقف الفنان هادي شرارة الذي «انقلب فجأة» حسبما يقول. في حوار شامل مع «لها» ماذا يقول جان ماري رياشي؟

يهمّنا أن نسأل بدايةً عن ألبوم «بالعكس» الموقّع باسمك، ما حكايته ولماذا قررت إصداره؟
هي المرة الأولى التي أصدر فيها ألبوماً باسمي، وهي فكرة تراودني منذ مدّة طويلة إنطلاقاً من الموسيقى التي أحبّ تنفيذها أي الموسيقى الكلاسيكية Acoustic دون آلات كهربائية أو إلكترونية. أواخر أيام حرب تموز/ يوليو 2006 على لبنان، سافرت إلى فرنسا وباشرت هناك بتنفيذ هذه الفكرة حيث كانت كلّ الأعمال والإرتباطات الفنية متوقفة في ذلك الوقت بسبب الحرب. فقلت في نفسي «يبدو أن الوقت قد حان لتنفيذ مشروعي الخاص». وبالفعل مكثت في منطقة بعيدة عن العاصمة باريس، وجلست مع أهم الموسيقيين من جنسيات مختلفة برازيلية وأوروبية وروسية وغيرها، تبادلنا الأفكار ونفّذنا 14 مقطوعة موسيقية، ولم أكن قد قررت حينها شيئاً بالنسبة إلى الأصوات التي ستؤدي الأغنيات ولا حتى بأي لغات... عدت إلى بيروت وطرحت الفكرة على رامي عياش الذي تربطني به علاقة صداقة قوية، فأعجب كثيراً بالعمل ثم طلبنا من الشاعر نزار فرنسيس أن يؤلّف الكلام على اللحن الذي صار لاحقاً أغنية «بالعكس». نفّذنا الأغنية ضمن إطار مسرحي غريب في قصة تحكي جدلاً بين رجل وزوجته بقالب كوميدي، فكان الديو بين رامي والفنانة عبير نعمة التي أدّتها بشكل أكثر من رائع. ولحن «بالعكس» هو اللحن العالمي المعروف «كيفاس» وقد نفذناه بشكل يجمع بين الأسلوبين الشرقي واللاتيني.

ماذا عن أغنية «شفتو من بعيد» التي تؤديها يارا؟ 
سمع طارق أبو جودة هذه الأغنية عندما كنا ننفّذ ألبوم يارا الأخير وطلب أن تغنيها يارا التي أجد أنها تمتلك واحداً من أجمل الأصوات في الوطن العربي وغنّتها بشكل أروع مما كنت أتخيّله. تأخرنا في تنفيذ هذه الأغنية بسبب المفاوضات مع «ميلودي» كونها الشركة المنتجة لأعمال يارا ولا بدّ من أخذ موافقتها. ويتضمّن الألبوم أغنية la vie en rose للمغنية العالمية «اديث بياف»، حيث قمت بتوزيع اللحن بأسلوب مختلف وأدخلت الناي والقانون والإيقاعات الشرقية أما الكلام فهو بالفرنسية وتغنيه الفرنسية «لوراليس». أستطيع القول إن فكرة الألبوم قائمة على الأمور المعاكسة بمعنى أن الألحان الغربية وزّعت بآلات شرقية، والألحان العربية وزّعت ضمن إطار غربي، ولهذا أسميناه «بالعكس». كما هناك أغنية «إنت أنا» تؤديها الفنانة ألين لحود، و«بالليل» من كلمات الياس ناصر يؤديها الفنان سيمون عبيد من فرقة «الفرسان الأربعة». وقدّمت أيضاً أغنية برازيلية شهيرة عنوانها Incontros وتغنيها البرازيلية كاتيا فرانك وهي فنانة مشهورة على صعيد البرازيل وأوروبا ومتعاقدة مع «سوني» العالمية، إلتقيتها صدفةً في باريس وطلبت منها التعاون فرحبت. وبالمناسبة هذه الأغنية تحكي عن محطة القطار وكمية المشاعر والأحاسيس التي تكون موجودة فيها لدى أناس فرحين باستقبال الأحباء أو حزينين لفراقهم والخ... وهناك أيضاً صوت جديد أقدمه لفتاة لبنانية تُدعى سيفين، فضلاً عن مقطوعات موسيقية دون مغنى منها «البنت الشلبية» التي وزعتها بأسلوب الجاز و«لمّا بدا يتثنّى» التي أعتبرها من أروع الألحان التي سمعتها في حياتي.

لماذا تأخر إصدار الألبوم من العام 2006 إلى العام 2009؟
هناك أسباب كثيرة أبرزها أن العمل بحدّ ذاته تطلّب وقتاً. بعد تنفيذ الموسيقى في باريس، دخلت في مرحلة إختيار النصوص والمطربين وإضافة بعض اللمسات، (يضحك ثم يقول) تخيّلي حتى طريقة التنفيذ كانت «بالعكس».  كما أن مسألة الحصول على الحقوق القانونية لتقديم الأعمال وكل لحن من بلد مختلف، فضلاً عن أننا صورنا كليبات خاصة وعددها 14 أي لكل أغنية أو مقطوعة كليب خاص مع مخرجين جدد لكن نتيجة عملهم كانت رائعة فعلاً. العمل من إنتاجي وتتولى مسألة توزيعه في الشرق الأوسط شركة «فيرجين»، وكان لي الحظّ أيضاً بالتعاون مع شركةDelmar   Café العالمية التي ستتولى توزيعه في باقي دول العالم.

قلت أن المفاوضات مع «ميلودي» بخصوص التعاون مع يارا تطلبت وقتاً. هل واجهت المشكلة ذاتها مع روتانا في ما يخصّ رامي عياش كونه متعاقداً معها؟
خلال مرحلة تنفيذ الأغنية مع رامي عياش كان عقده قد انتهى مع روتانا (قبل أن يجدده)، ويحقّ لي تسجيل الأغنية دون أي مساءلة أو عوائق قانونية. لكني رغم ذلك زرت المسؤولين في الشركة وأخبرتهم عن المشروع من باب اللياقة والإحترام والصداقة التي تجمعني بهم. وأنا حقيقة أثمّن موقف السيد سالم الهندي الذي رحّب كثيراً بالفكرة خصوصاً أنه عرض عليّ مشكوراً أن تتولى روتانا إنتاج وتوزيع الألبوم. وأنا طبعاً يشرّفني ذلك لكني كنت قد أنهيت اتفاقاتي بهذا الخصوص لهذا أعتبر العمل هدية مني لروتانا وميلودي وهناك شكر خاص لهما على غلاف الألبوم. صحيح أن المفاوضات مع «ميلودي» تطلّبت وقتاً لكن هذا من حقّ الشركة التي تدفع أموالاً طائلة لإنتاج أعمال يارا بين كليبات وأغنيات وغيرها، والمهم أننا في النهاية وصلنا إلى اتفاق.

ماذا عن الأغنيات العالمية مثل أغنية «اديث بياف»؟ كيف حصلت على حقوقها؟ 
ليس فقط أغنية «اديث بياف»، هناك أيضاً أغنية لفرانك سيناترا تؤدّيها عبير نعمة منفردة تحت عنوان «بحبّك». توقّعت أن يأخذ هذا الموضوع وقتاً طويلاً لكن ما حصل هو العكس فعلاً. ففي الخارج لا تجدين الأمور معقّدة لأنهم يعملون بوضوح. متى أُعجبوا بالعمل، يوافقون فوراً. وبالفعل نفّذت الموسيقى وعرضتها عليهم فأعجبوا بالنتيجة ووافقوا، لا بل أثنوا عليها ولم يرفضوا أي مقطوعة. أنا سعيد جداً بهذه المغامرة التي تحمل الكثير من التنويع والتجديد لكن ضمن روح واحدة.

هذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها ألبوم موسيقي، هل تشعر إن هذه الأعمال مقدّرة في الوطن العربي؟ لأنها تُهمل بالإجمال أو يُتهم أصحابها بتشويه التراث؟ 
للأسف هذه حقيقة، لكن لا نستطيع أن ننكر أن بعضهم شوّه بالفعل الألحان الأصلية. لكن بشكل عام إن كلّ ما يعني الموزّع أو الشاعر أو الملحن هو التقدير المعنوي على الأقلّ، خصوصاً أن المقابل المادي الذي نتقاضاه كمؤلفين أو موزعين ليس سوى نقطة في بحر الأموال الطائلة التي يجنيها الفنانون عندما ينجحون بأغنياتنا وأعمالنا. لا أستغرب عندما أسمع أن شاعراً أو ملحناً طلب أجراً إضافياً من فنان غنى له عملاً أوصله إلى النجومية، لأن هذا من حقّه بحيث يزداد عدد الحفلات ويتضاعف بسبب نجاح أغنية معينة. فتخيّلي كميّة الأموال الإضافية التي يحصلون عليها أحياناً بسبب أغنية! لا أقول هذا من باب الحسد، «الله يرزقهم» لكن لماذا الإستغراب عندما يطلب الملحن أجراً إضافياً؟ في الخارج الملحن لا يتقاضى ثمناً للحن بل يحصل على نسبة من المبيعات وهذا ما يجب أن يحصل. أو يفترض تقدير هذا الشاعر أو الملحن معنوياً على الأقلّ وفي اللقاءات الإعلامية. أستغرب كيف أن بعض الفنانين يشكرون خبراء التجميل والشعر ويتجاهلون ذكر من صنع نجوميتهم!

قلّة التقدير هي التي دفعتك إلى تنفيذ ألبوم «بالعكس» أم الضوضاء بسبب الزحمة الفنية إذ قررت قول كلّ ما تريد من خلال الموسيقى؟
 
أستطيع القول إني نفّذت ما أحبّه في الموسيقى مع أصدقائي. وأنا بشكل عام أحب خوض التجارب الجديدة والمغامرات الجميلة والهادفة والمختلفة عن كلّ ما يُقدّم اليوم. «بالعكس» يحمل نمطاً خاصاً في الموسيقى لأنه يولّد أجواءً إيجابية ومريحة. لا أعرف إن كانت تجربتي ستنجح لكني سعيد جداً لأني تمكّنت أخيراً من تنفيذها. وأنا متأكد أن الألبوم سيكون بمثابة الكتاب الكلاسيكي في كلّ بيت لأنه يضمّ أعمالاً مميزة ترسخ في الأذهان.

كان متوقعاً أن نسمع الفنانة بريجيت ياغي في إحدى أغنيات ألبوم «بالعكس» كونك استلمت إدارة وإنتاج أعمالها؟ 
كلا لست مدير أعمالها ولا منتجها لأني لا أمثل شركة إنتاج بالأساس. كان السيد نديم المنلا مدير عام تلفزيون المستقبل قد طلب مني الإهتمام فنياً ببريجيت، فقدمتها كصوت جديد إلى شركة «بيبسي» التي كنت أنفّذ لها أغنيات فيلم «بحر النجوم». وبالفعل أبرمت معهم عقداً لتصوير إعلانين إلى جانب الفيلم الذي غنّت فيه 3 من ألحاني. وكانت مؤسسة المستقبل قد نفّذت ألبوماً لبريجيت ولم يصدر بعد، لكني وجدت أنه صار قديماً نوعاً ما ويجب تطويره موسيقياً خصوصاً أنه نُفذ منذ أكثر من سنتين. كنت أتمنى إضافة صوت بريجيت لكن عندما بدأنا العمل معاً كنت قد أنهيت اتفاقاتي مع المطربين الآخرين للإشتراك في ألبوم «بالعكس». حالياً هناك عرض من شركة روتانا لتبنّي موهبة بريجيت، وسأكون المنتج المنفّذ للألبوم المقبل وليس الذي أنتجته مؤسسة «المستقبل».

معروف أنك قدّمت الكثير من الألبومات كمنتج منفّذ لها؟ 
صحيح ومنها لرامي عياش وإليسا وماجدة الرومي وغيرهم. وبالمناسبة، عندما أتولى تنفيذ إنتاج ألبوم معين، لا أشترط أن يكون من ألحاني أو توزيعي كاملاً، بل أكون المشرف على العمل وأدرس ما ينقصه أو ما هي الإضافات الضرورية من الناحية الفنية أو الموسيقية. حالياً ينصبّ اهتمامي على الموسيقى الكلاسيكية وأعمل على إطلاق أول مغنٍ عربي أوبرالي وهو «بافو» صوته رائع جداً وعمره 19 عاماً، إضافة إلى قرب انتهائي من تنفيذ ألبوم المطرب هيثم الشوملي من برنامج «سوبر ستار». لم أعد أرغب كثيراً في العمل على توزيع أغنية بل أفضّل أن أشرف على ألبوم كامل أوليه كل تركيزي وأكون مسوؤلاً عن نوعية الموسيقى فيه. والحمدلله، كل الألبومات التي توليتها كمنتج منفّذ حققت نجاحاً كبيراً وأحدهما نال جائزة «وورد ميوزيك أوارد».

تقصد ألبوم «أحلى دنيا» للنجمة إليسا؟ 
نعم طبعاً. وبالمناسبة إليسا لم تكن ترغب كثيراً في تقديم أغنية «إرجع للشوق» حينها لكني أصرّيت والحمدلله كانت نظرتي صائبة لأن الأغنية حققت نجاحاً خيالياً وكانت تلك المرة الأولى التي تغني فيها إليسا النمط الشرقي. ومن الألبومات التي نفذتها هناك مثلاً «قلبي مال» و«يا مسهّر عيني» و«حبيتك أنا» والألبوم المقبل للفنانة ماجدة الرومي الذي سيصدر قريباً بعد تعاوني معها في «اعتزلت الغرام» والديو المشترك الذي قدّمته مع خوسيه كاريراس في افتتاح الألعاب الأولمبية في قطر. في العمل الجديد للسيدة ماجدة أقول إني أتحدّى ذاتي، بمعنى أني أتحدى لجهة الموسيقى التي أقدمها. إذ إسأل نفسي هل أنا قادر فعلاً على هذا؟ كثر استغربوا بدايةً كيف أن ماجدة الرومي تتعامل معي كموزّع ومعروف أن أسلوبي غربي مودرن، بينما هي فنانة كلاسيكية ولا تتخيلي مدى الصعوبة التي واجهتها في إقناع الموسيقار ملحم بركات الذي لحّن «اعتزلت الغرام» بالأسلوب الموسيقي الذي اخترته، كونه لم يعتد على تقديم هذا النوع من الموسيقى في أعماله ومن حقه طبعاً أن يتردد ففي النهاية هذا لحنه،  لكن الحمدلله النجاح كان حليفنا.

كثيرون من الفنانين يخافون من التجديد لجهة إمكانية عدم تقبّل الجمهور لهذا «الجديد» بعد التعوّد على شكل فني معين لهذا الفنان؟ 
صحيح، وهذا الأمر بالفعل مشكلة لأنه لا يجوز حصر أنفسنا في إطار واحد، بل على العكس الفنان الذكي هو الذي يحافظ على جمهوره من خلال التجديد كل مرّة، لأن الفنّ بحدّ ذاته مغامرة جميلة وهو ليس مبنياً على قاعدة أو قانون. أضحك عندما أسمع إعلانات الألبومات فيقولون «جديد كذا وكذا» بينما المضمون لا يحمل أيّ جديد. (يقول مازحاً) الفنان الذي يصرّ على الحفاظ على شكل فني ضمن «قانون» معين، هو محام برأيي وليس فناناً. وأكثر ما أستغربه مثلاً عندما يقصدني أحدهم ويقول لي «أريد أغنية مثل «عايشالك» أو «يسمحولي الكلّ». لماذا التقليد طالما أن الأصل موجود وهم قادرون على تقديم الجديد»!

 

ماذا تخبرنا عن ألبوم ماجدة الرومي المقبل؟ 
قد لا يحقّ لي الكشف عن تفاصيل كثيرة، لكن أستطيع القول إن ماجدة كتبت معظم كلمات أغنيات الألبوم وأنا لحنت بعضاً منها. ذكرت قبل قليل أن الألبومات التي أشرف عليها لا تكون بالضرورة كلها من توزيعي أو تلحيني، وبالفعل في الألبوم السابق للفنانة ماجدة استغنيت عن لحن لي ووضعت مكانه لحناً آخر لأني وجدته مميزاً جداً. وقد تكرر هذا الأمر أكثر من مرة إذ غالباً ما أقوم بشراء أغنيات ليس من ألحاني لشدة إعجابي بها لأوظفها في مكانها الصحيح رغم أنه أحيانا تحصل بعض المشاكل بسببها.

تقصد ما حصل بخصوص أغنية «ساكتالك» التي بسببها أقامت عليك دعوى الفنانة سيرين عبد النور وربحتها؟ 
صحيح والمشكلة ليست في الدعوى لكن في طريقة التعاطي. كان يمكن لسيرين أن تتصل بي عندما علمت أن كارول صقر سجلتها، لكنها للأسف خسرت صداقتي رغم أن الموضوع انتهى لكن الإلفة لم تعد موجودة. اليسا مثلا لم تُقم بيني وبينها دعاوى لكني أقول أنها خسرتني كموهبة نجحت معها بشكل كبير، وكل ذلك بسبب المعاملة. في ما يخصّ أغنية «ساكتالك» هناك ورقة رسمية من روتانا تؤكد أن الشركة لا تريد الأغنية.

هنا تكمن النقطة التي بقيت غامضة، بمعنى أنه لماذا رفضت روتانا صيغة التنازل منك بحجة أنك لست ملحن الأغنية بل من اشتراها، ووافقت على المبدأ ذاته كي تغنيها كارول صقر؟ 
لا دخل لي بهذا الموضوع. ما حصل أني أَسمَعت الأغنية لهادي شرارة على الهاتف فأعجبته وقال أنها مناسبة لكارول زوجته، وبناء على طلبه أرسلت إليه «ديمو» الأغنية (أي تسجيل مبدئي) لكنه قام بتوزيعها دون أن يخبرني وهذا ليس من حقه لأني كنت قد وزعت الأغنية فصارت المشكلة وهنا عتبي على هادي. كنت منشغلاً حينها بتحضيرات حفل زفافي، وطلبت أن تحضر كارول إلى الاستوديو كي أقوم بما يلزم بالنسبة إلى طبقة الصوت والتوزيع الموسيقي النهائي، لكنها لم تحضر فأرسلت «الديمو» كي تسجل صوتها «غايد» فقط. وفوجئت فعلاً بما فعله هادي وبردّ فعل سيرين. لكن أطرف ما في الموضوع أنها أقامت دعوى لدفع المال (يضحك) بمعنى أنها أكملت ثمن الأغنية وحصلت على الأغنية.

هل اختلفت مع هادي شرارة على هذا الموضوع بعدما كنتما صديقين؟ 
أنا وهادي لسنا صديقين بالأساس بل علاقتنا عادية، لكني أحترمه كثيراً كموسيقي وأعتبره من أهم الموزعين كما أني من محبي صوت كارول صقر وأقدّر ثقافتها الموسيقية وقدراتها الفنية، وهي صرحت أكثر من مرة أنها ترغب في التعاون معي، رغم أني لست معجباً بالأسلوب الموسيقي الذي أطلّت من خلاله. أحببتها كثيراً في الديو مع عاصي الحلاني لكني لا أعتقد أنها برزت كثيراً في كل ما قدمته. للأسف حصل ما حصل ولم يكن هناك من داعٍ للدعوى. هذا لا يعني أن سيرين أصبحت عدوتي لكن العلاقة الموسيقية بيننا انتهت على ما أعتقد. المضحك أنها أقامت الدعوى عندما كنت أنهي اللمسات الأخيرة على أغنيات ألبومها وكانوا يتصلون بي من روتانا لأكمل «الميكساج» كي يتسلّموا الشريط، وكنت أقول لهم «ما إلي نفس»، لكني أنهيت عملي طبعا ولم أقصّر في شيء.

ماذا عن إليسا؟ ألن يأتي يوم وتتعاونان فيه مجدداً؟ 
«مستحيل». صوت إليسا كان يؤثر فيّ كثيراً لدرجة إني كنت دائماً أقوم بأبحاث وأفتّش لها عن أفكار جديدة في الموسيقى أو أي آلة أو تقنية والخ... كل هذا للأسف لم يلاقِ التقدير من جانبها.
من أي ناحية؟
  معنوياً على الأقل، ماديا مع إليسا «إنسي». بعض الفنانين يصرفون من جيبهم الخاص على فنّهم، بينما إليسا تتكل على الشركة وهذا ليس عيباً طبعاً. قدّمنا معاً أعمالاً رائعة، وأعتقد أن كل ما تقدّمه إليسا اليوم لم يصل إلى مستوى ما قدّمته لها من خمس سنوات مضت مع «عايشالك». لديها صوت رائع وجمهور عريض هذا مؤكد، وكنت دائماً أقول لها أنها مثل سميرة سعيد لناحية القدرة على الإستمرارية، لكن مع ما تقدّمه اليوم لم أعد مقتنعاً بما قلته ولا أرى أنها قادرة على الإستمرار كثيراً. هناك أعمال جميلة طبعاً لكن دون «لمعة» ومع كثير من الملل، كما أن الفرق شاسع جداً بين هذه التجارب وتجاربي معها سابقا.

كنتما من أعزّ الأصدقاء في ذلك الوقت، ما الذي حصل لينقلب كلّ شيء؟ 
الخلاف بحدّ ذاته كان سخيفاً لكني انزعجت كثيراً من تصرّفها كيف أنها نسيت الأشخاص الذين واكبوها حتى قبل انطلاقتها رسمياً. كنت وراء إصدار أول «سي دي» عربي بتقنية Surround System وكان ذلك مع ألبوم إليسا. لكن تخيّلي مثلاً أنها اتصلت بي مرة لتخبرني أن صحيفة مصرية مهمة تريد إقامة احتفال تكريمي لنا، لكن بما أنها مؤسسة تابعة للدولة يفترض أن نأتي على حسابنا الخاص لأنهم لا يستطيعون تحمّل كلّ التكاليف، وسألتني إن كنت مستعداً لأحضر على حسابي! ورغم ذلك وافقت وقلت «ما عندي مشكلة». قصص كثيرة تجمّعت في بالي إلى أن نالت جائزة «الوورد ميوزيك أوارد» ونسيت أن تشكر من وقف وراء نجاحها وأوصلها إلى هذه الجائزة. شكرت الأمير الوليد بن طلال كونه مالك الشركة التي تنتج أعمالها وهذا من واجبها طبعاً، كذلك الأمر بالنسبة إلى مدير أعمالها لكن بعد هؤلاء هناك شخص كان وراء كل هذه الأغنيات الناجحة، من هو وما هو دوره؟ الجائزة التي نالتها كانت عن «الألبوم الأكثر مبيعا» وليس عن «صاحبة أفضل صوت». عندما ينال فيلم معين جائزة «أفضل فيلم»، هل يمكن لهم أن ينكروا حقّ المخرج؟

ما مدى صحّة ما أثير حول طلب روتانا منك تجيير أغنية «ساكتالك» لاليسا بدلاً من سيرين وذلك من باب إقامة صلح بينكما؟ 
كلا هذا غير صحيح، رغم أن المسؤولين في روتانا حاولوا أكثر من مرة وكانوا يقولون لي «سنصالحك مع اليسا»، لكن بالنسبة إلي هذا مستحيل مع إني التقيتها في الطائرة مرة وسلّمت عليها بشكل عادي وأنا أساساً لا أحب العداوات وأشجع كثيراً على أجواء الإلفة بين الفنانين. السياسيون يتصالحون في ما بينهم فكيف بالأحرى عندما نتحدث عن الفن؟ لكن للأسف الفرق أنك تجدين للنجاح 100 «أب» أما الفشل فله أب واحد. تخيلي مثلاً في موضوع أغنية «ساكتالك»، تحدث عني هادي شرارة بالخير ثم هاجمني ولم أفهم ماذا حصل. قلت له حينها «القصة مش حرزانة» ونستطيع أن ننفذ أغنيات كثيرة جميلة، فلم يقتنع وأصرّ على موقفه رغم أن أسلوب سيرين الفني مختلف تماماً عن أسلوب كارول.

أخيراً نسأل ما هي الأسماء التي تتعاون معها حالياً على صعيد التلحين؟
هناك الكثير من الأغنيات التي ستصدر قريباً منها لهيثم الشوملي ونادر حامية والعراقي أحمد الفالح من برنامج «سوبر ستار»، وسأقدمه في أغنيات عراقية ضمن أجواء موسيقية جديدة وغريبة، وجو أشقر ورامي عياش ونوال الزغبي وأروى وغيرهم.

هل صحيح أنك قررت إنشاء استوديو خاص بتسجيل الموسيقى التصويرية الخاصة بأفلام السينما؟ 
صحيح وفي وقت قريب إن شاءالله.

لكن ليس هناك صناعة سينما في لبنان بل بعض التجارب إن صحّ القول؟ 
أنا متأكد أن السينما عائدة لأني مؤمن أساساً بعودة لبنان، كما أنه لا يمنع طبعاً من التعاون مع قطاع السينما المصرية أيضاً وهذا يشرّفني.