شمس: 'أقول لأحلام كفّي عني حتى لا نراك غداً في الحبس!'

مقابلة, أطفال النجوم, نظارات شمسية, حسين الجسمي, نايف البدر, أحلام, عبد المجيد عبدالله

11 مايو 2009

هي هي لم تتغيّر منذ أن أطلّت على الجمهور العربي بأسلوبها الفني الغريب ولونها الغنائي الخاص الذي لا يشبه أياَ مما يقدم على ساحة الغناء العربي اليوم. صريحة وذكية معاً، فتمرر «الرسائل الرنانة» في عباراتها خلال الحوارات دون استعمال أي لفظ مسيء، تماماً كما تمرر الرسائل السياسية والإجتماعية في كليباتها بأسلوب سلس وكوميدي ساخر، لأن الناس «مو ناقصها همّ» كما تقول. هي سعيدة بعد أن صحّت توقعاتها بفوز باراك أوباما برئاسة للولايات المتحدة، لكنها تقول أنها تفضل لو أتى هذا الفوز قبل «خراب مالطا». وبرأيها إن «خراب مالطا» سياسياً واقتصادياً، هو ذاته الخراب الحاصل في قطاع الفن نظراً للسيطرة عليه من جانب أناس لا يفقهون في الفن شيئاً حسبما تقول. في حوار مع «لها» تحدثت شمس عن السياسة والفن، وردّت على التصريحات التي أطلقها ضدّها أخيراً نايف البدر وأحلام. فماذا تقول؟

- بداية نقول لك مبروك!
علامَ؟

- على فوز باراك أوباما بما أنك كنت من المتحمسّين له ومن الذين توقعوا له الفوز؟
(تضحك) بالفعل هذا صحيح. هو شخص يمتلك الكاريزما، وعندما تنظرين إلى وجهه تلمسين الطيبة. بالنظر إلى المصلحة العامة كان لدي ذلك الإحساس أو التمنّي بأن يفوز.

- هناك موجة تفاؤل تسود العالم نتيجة فوز أوباما، ماذا عنك؟
مما لا شكّ فيه أنني كنت لأشعر بتفاؤل أكبر لو أتى هذا الفوز قبل «خراب مالطا». أحياناً أقول إن الأوان قد فات لأي تفاؤل أو أمل... هناك أزمة اقتصادية على مستوى العالم، خراب وحرب ودمار، لهذا الأمل ضعيف. أعتقد أن مهمة أوباما الرئيسية هي أن يكون مصلحاً أكثر من كونه مقدّماً لحلول ما. وأرجو من الناس ألاّ يلوموه اليوم إذا لم يفعل شيئاً لأنه حالياً في مرحلة تنظيف «قرف» العهد السابق من حروب وأزمات سببها المباشر سياسة جورج بوش. وهذا «التنظيف» بحاجة إلى وقت ومن ثمّ نحكم على أوباما.

- هناك اقتناع سائد لدى الناس أنه مهما تغيّر الرؤساء، تبقى السياسة الأميركية هي ذاتها تجاه الوطن العربي، بالتالي لن يتغيّر شيء؟
صحيح، لكن الفرق يكمن في طريقة التطبيق. فإمّا أن يطبّق هذه السياسة بشكل قاسٍ وهجومي كما فعل جورج بوش، أو يطبقها بسلاسة مثل كلينتون وأوباما وهذا معروف لدى الرؤساء الديمقراطيين في الولايات المتحدة، إذ يمتازون بالهدوء ويعرفون كيف يمتصّون القضايا الكبرى بطريقة مغايرة. أو ربما يتوصلون إلى حلول لا تتعارض مع السياسة الأميركية، ولا تتسبب في الوقت ذاته بهذه الهوّة بين العالمين العربي والغربي. أعتقد أن أوباما من هذا النوع، ويقال عن سياسة الديمقراطيين إنها باردة.

- إلى أي مدى تؤثر سياسيات العالم على الفن في الوطن العربي وهل من ترابط بينهما بشكل أو بآخر؟
للأسف الفن في الوطن العربي منفصل تماماً عن كل شيء. لأن هناك عقلية تسود الوسط الفني هي «عقلية المصلحة». على سبيل المثال، عندما اندلعت الأحداث الأخيرة في غزّة هبّ الجميع للغناء لأطفال غزّة ولفلسطين وارتدوا الغترة الفلسطينية وأطلقوا الشعارات والتصريحات... وكل ذلك كي يكسبوا مساحة من التغطية الإعلامية في نشرات الأخبار أو المجلات، وفي الوقت ذاته أحيوا حفلاتهم بشكل عادي ليلة رأس السنة ورقصوا وفرحوا وكأن أطفال غزّة يذبحون على كوكب آخر... لهذا أقول ما من رابط بين الحالات السياسية أو القضايا الوطنية والفن. «الفن مخربط» وله أرجل دون رأس ودون توجّه أو عقيدة. كل واحد يقوم بما يحلو له حسب نظرته وضميره.

- تقصدين حسب طريقة تفاعله مع الأحداث؟
كلا للأسف ليس هناك أي تفاعل مع احترامي للجميع. أين كانوا كلهم قبل أحداث غزّة؟! وهل القضية الفلسطينية استجدّت أم هي مستمرة من 60 عاماً! أنا ضدّ هذا النفاق.  كان أفضل لو شاركوا مثلاً في تظاهرات سلمية أو تبرّعوا بالدم أو نظّموا أنشطة سلمية أمام السفارات أو الأمم المتحدة وغيرها الكثير من الأمور... كل هذا أفضل دون شك من الغناء والوقوف أمام الكاميرا والقول «أنا حزين». وما يحصل لا يرتبط فقط بأحداث غزّة، بل يتكرر مع كل مناسبة مثل حرب تموز / يوليو على لبنان أو خلال شهر رمضان وكأننا أصبحنا «شعوب مناسبات». في السابق نعم، كان الإرتباط وثيقاً بين السياسة والفن وكانت الأغنية الوطنية صادقة لأنه لم يكن للفنان أي مردود مادي من هذه الأعمال، أما اليوم فهناك «الرينغ تون» أي الربح والمصلحة المادية. ومن الأمثلة على الترابط بين القضية الوطنية والفن، ما كان يحصل مثلاً مع أم كلثوم وجمال عبد الناصر. تخيلي أنهما كان يجتمعان قبل خوض أي حرب... كل هذا لم يعد له أي وجود.

- يقال إن الفن وليد بيئته، فهل تعتبرين أن الشعب العربي بدوره بات غير مبالٍ؟
أين هويتنا أصلاً؟ الفن كان وليد بيئته عندما كان للشعب العربي هوية. أما اليوم في ظلّ العولمة، أي هوية بقيت وأي بيئة... ربما بعد هذه الموجة قد تحصل غربلة وتعود الأمور إلى طبيعتها، لكن لا بدّ من وجود أساس وتحديد للهوية.

- هل انعدام وجود الهوية يحوّل الشخص بالضرورة إلى منافق ومستغلّ لقضايا الناس وأوجاعهم؟
أنا لا أعني بكلامي أن كل من قدّم أغنية وطنية منافق. لكن للأسف نعيش في زمن أصبح فيه المنافق صاحب مركز ونفوذ والأضواء كلها مسلّطة عليه، إلى درجة أن النفاق صار مطلوباً. هناك قصيدة بهذا المعنى من تأليف الأمير عبد الرحمن بن مساعد عنوانها «إحترامي للحرامي»، تختصر حقيقة الوضع القائم حالياً. أعشق هذه القصيدة وأسمعها وأطالعها باستمرار. لست متشائمة كثيراً والقيم لا تزال موجودة، لكن للأسف الطيب والشريف لا يجد فرصته.

- هل تفكرين في غناء قصيدة «إحترامي للحرامي» خصوصاً أن لك تجارب مع المعاني السياسية الساخرة في أغنياتك وكليباتك؟
ليس من عادتي أن أطلب شيئاً من أحد. بالتأكيد أحب غناء قصيدة مماثلة لأني من عشاق شعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد وأتشرّف بالغناء له.  لكن لم يسبق لي أن طلبت التعاون مع أحد إنطلاقاً من عزّة نفسي.

- لكن هذه ليست أغنية عادية وليس عيباً أن تطلبيها؟
ربما، ولو لم يكن عبد الرحمن بن مساعد أميراً لاختلف الوضع بالتأكيد. لكن في وضعه ومكانته هناك حدود يجب احترامها، وفي العادة الأمير هو الذي يعطي ولا ينتظر أن يُطلب منه. وإن حصل أن غنيتها سأقدمها بطريقتي الخاصة لأني لست من الذين يقدّمون الرسالة بشكل مباشر، بل أفضّل إضفاء بعض الكوميديا عليها لتصل بشكل سلس، خصوصاً في أمور مماثلة لأن الناس «مو ناقصها غمّ».

- أغلب كليباتك تطرّقت بشكل ساخر إلى مواضيع إجتماعية وسياسية. ما هو أكثر كليب شعرت بأنه الأقرب إلى تفكيرك وعبّر عمّا تريدين قوله؟
«ولا واحد» حتى الآن. أريد قول الكثير الكثير، ولا أتصوّر أن هناك محطة تلفزيونية توافق على عرض هذه «البلاوي اللي في راسي». الكليبات التي قدمتها عبّرت عن أشياء في داخلي منها «أهلا ازيّك» و«تأتأه»، لكن ليس عن كلّ شيء، بل مجرد جزء من طموح. أرغب في تقديم الأمور بصراحة أكثر دون لفّ ودوران. لكني مجبرة على اللفّ والدوران كي لا تمنع كليباتي التي هي ممنوعة أصلاً ولا تعرض إلا عبر محطتي «مزيكا» و«ميلودي». أما المحطات الأخرى فتتبع سياسات دول.

- لكن كليباتك لم تنتقد أي نظام عربي، فلماذا منعت؟
لا أدري. حتى أن المواضيع التي قدمتها في الكليبات تختصر ما نطالعه كل يوم في الصحف ونشرات الأخبار والحوارات السياسية وغيرها. لهذا لا يفترض توجيه السؤال لي أنا. ربما هي رسالة منهم كي أخفف من هذه المواضيع في أعمالي المقبلة وأكتفي بتصوير مواضيع الحب والغرام و«هجرتك وهجرتيني». عندها لن أواجه أي مشكلة. وبالفعل أنا مجبرة على التخفيف لأني أريد والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس. ربما عندما أهاجر أتمكّن من التعبير عمّا أريد.

- هل تفكرين فعلاً في الهجرة؟
لست الوحيدة في ذلك بل هناك عشرات غيري. وهم أشخاص أعرفهم على المستوى الشخصي لكنهم لم يتمكنوا من الظهور بعد في الساحة الغنائية لأنهم لا يعرفون كيف ينافقون. وبالمناسبة لديهم إمكانات صوتية «مخيفة» ورغم ذلك لا يجدون من يدعمهم لأنهم يريدون تقديم الفن الراقي والكلاسيكي والسياسي والإجتماعي... فأي شركة ستنتج لهم؟! أنا عبّرت عن نبض الشارع من خلال لون خاص بي، لكني لا أعرف إن كنت سأقوى على الإستمرار. في الخليج هناك عشرات المحطات الغنائية، وأنا فنانة خليجية. لذا أجد من المعيب ألاّ تعرض أعمالي على هذه المحطات بينما يفضلون كليبات الإغراء والفن الهابط

- أي مستقبلاً لن تمرري رسائل سياسية معينة في كليباتك؟
(تضحك) سأقدم رسالة لها علاقة بالمرأة، وبتحررها من المتاجرة بها واستغلالها كسلعة. لن أكشف كل التفاصيل لكنها ستكون فكرة بمستوى عالمي.

- هذا الكليب سيكون لأغنية من الألبوم الجديد؟
نعم، وقد باشرت تحضير الأغنيات وأقول إن فيه الكثير من المفاجآت لناحية المواضيع والألوان الغنائية التي أقدمها للمرة الأولى مثل الطرب الشعبي، وأيضاً هناك لون غنائي أميركي.

- وكم أغنية سيتضمّن الألبوم؟
عشر أغنيات مبدئياً، واحدة منها باللهجة المصرية، وأخرى لبنانية.

- هي المرة الأولى التي تغنين فيها اللون اللبناني؟
بالفعل. هي من روح الفولكلور اللبناني ولحّنها وسام الأمير.

- لماذا قصدت وسام الأمير دون سواه من الملحنين اللبنانيين؟
لأني أردت تقديم أغنية لبنانية بلدية، وهو بارع في هذا اللون. لم أرغب في غناء اللهجة اللبنانية لمجرد الغناء، بل أردت الدخول في صلب الروح اللبنانية وهوية الفن اللبناني. والمميز لدى وسام الأمير براعته في تقديم اللون اللبناني ممزوجاً بمقامات شرقية، وبالمناسبة عنوان الأغنية «ضربة شمس».

- عنوان لافت. لكن للّون الشعبي اللبناني خصوصية معينة لناحية اللهجة، كيف تمكنت من إتقانها؟
(تضحك) الأغنية باللهجة الجبلية البحتة، «زحلاوية» (نسبة إلى بلدة زحلة - البقاع). لم أواجه هذه المشكلة لأني أزور لبنان منذ الطفولة وأقيم فيه لفترات. كما أن لدي موهبة من الله تعالى في إتقان أي لهجة أغنيها، لكن عندما أتحدث تطغى لهجتي الخليجية.

- هناك فورة حالياً في تقديم اللون الجبلي لدى المطربين اللبنانيين (فارس كرم، ملحم زين، عاصي الحلاني والخ) فأي إضافة لك في هذا الموضوع كونك مطربة خليجية؟
مع احترامي للجميع، ما يقدّم حالياً لا يعبّر عن الفولكلور اللبناني الذي أعتبره من أرقى الفنون. وأنا لا أقصد التقليل من قيمة نجاح أي من هؤلاء الفنانين، لكن لا يمكن أن ننكر أن لغة الأغنيات التي يقدمونها هي «لغة شارع»، بينما الفولكلور اللبناني الصحيح أرقى من ذلك بكثير، فضلاً عن أنه متشعّب وغني. ربما ليس من حقي التحدث عن هذا الموضوع لكني أعبّر عن رأيي كواحدة من عشاق الفن اللبناني.

- تحدثت قبل قليل عن أصوات خطيرة لا تجد شركات إنتاج تتبناها. لماذا تتوجه الشركات نحو إنتاج الفن الهابط رغم الخسائر المالية الفادحة التي تتكبدها باعتراف كل المسؤولين فيها؟
ربما لأن الهدف هو تغيير الذوق العام. أنا أيضاً أسأل لماذا يدعمون الفن الهابط والرخيص وكل من لا يستحق؟ بالتأكيد هناك حملة لتغيير الذوق العام والثقافة العامة خصوصاً أن هذا الإنتاج لا يحقق أي أرباح كما أشرتِ. أما الفن الجيد فهو الذي يلاقي الإقبال، هذا مؤكّد. لماذا إذاً هذا الإصرار على إغراق السوق بالفن الرخيص؟ على العموم «الله يخلّصنا من هذه الأشكال» ومن كل شخص يريد تسميم أفكارنا وأفكار أولادنا. الفن لغة وليس لغواً، والموسيقى علاج للنفوس وغذاء للروح. أنا مثلاً أشعر براحة نفسية غريبة عندما أستمع إلى السيدة فيروز. لكن للأسف لا أحد يدرك أهمية هذا العلم المتمثل في الفن لأنهم حولّوه إلى «زبالة» واستغلّوه لتسميم أفكار المجتمع. هو سلاح ذو حدين تماماً كعلم الذرّة. إما يُستعمل للقتل والتدمير أو يستغّل لاكتشاف علاج لمرض ما.

- وكأنك تقولين أن هناك مخططاً لتدمير الثقافة؟
قد تكون كلمة «مخطط» مبالغاً فيها، لكن بالتأكيد هناك رغبة في ذلك، حتى أنها رغبة دون تخطيط. أريد هنا أن أطرح سؤالاً على كلّ المسؤولين في شركات الإنتاج العربية والمحطات الموسيقية، ما هي ثقافتهم وعاداتهم الموسيقية؟ إن كان هؤلاء هم المسيطرون على شركات الإنتاج، فأيّ مستوى سنتوقع! أسأل أيضاً ماذا يعرفون عن الفن كي يفرضوا علينا ما يفرضون، فنجدهم يرفعون شخصاً ما إلى «سابع سما»، ثم ينزلون به إلى «تاسع أرض»، «نفسي أفهم». ألا يفترض أن يكون كل شخص في مكانه الصحيح تماماً كما يجب أن يكون صاحب المستشفى طبيباً؟! أصحاب رؤوس الأموال الذين يتحكمون في هذا القطاع ، ما علاقتهم بالفن؟ وما علاقة المديرين الذين عينوهم في هذه الشركات بالفن والموسيقى! لهذا لا تسأليني عن سبب خراب الفن، فالجواب بسيط وملخصّه أن القائمين على الفن لا يفقهون أي شيء فيه، وأنا أقول هذا جازمةً.

- لكن معروف أن النسبة الكبرى من الإنتاج الفني اليوم محصورة في شركة روتانا. فهل يعقل أن تكون هي المسؤولة عن كل هذا الخراب كما تقولين؟
أنا لا أقصد روتانا بالتحديد، بل الجميع وكل شخص له سلطة وتحكم في الفن العربي. وأنا لا أسألهم فقط عن دراستهم أو درايتهم الفنية، بل أيضاً عن الإعلام والتسويق. في الغرب تجدين شركات تضمّ مئة موظف لإدارة فنان واحد، بينما في العالم العربي هناك شركة فيها مئة فنان يديرهم شخص واحد وقد يكون جاهلاً أصلاً لا يجيد كتابة اسمه، أين المنطق في هذا؟! «آخر همي يزعلوا مني» لأني لست خائفة منهم ولا بحاجة إليهم ولن أخشى مثلاً ألاّ يتعاونوا معي في الحفلات، لأني أرفض أساساً الظهور في حفلاتهم ذات المستوى المتدنّي والتي أسمّيها «حفلات الفتوش». ولست أقول هذا من منطلق شخصي لأنهم يحاربونني، بل من منظار فنانة من هذا الوسط ومتابعة جيدة له.

- ليس هناك سوى روتانا التي تضمّ مئة فنان أو أكثر؟
لا بالفعل أنا أتحدث بشكل عام. في روتانا هناك شخص واحدأعتبر أنه لا يفقه شيئاً في الموسيقى (!!!). إستغربت مثلاً ما فعلوه مع رجاء من «اكس فاكتور» التي قدموها على أساس أنها نجمة تبشّر بمستقبل واعد وصرفوا مبالغ ضخمة على إنتاج أعمالها، وهي بالمناسبة تستحق لأنها موهوبة، وفي اليوم التالي قالوا إنها ليست نجمة وفسخوا عقدها! شركة تكذّب نفسَها بنفسِها وأناس يناقضون أنفسهم بأنفسهم، وليس هناك من يقول لهم كفى استخفافاً بعقول الناس. أنا أعتبر أنه يجب معاقبة هؤلاء المديرين لأنهم يتلاعبون بالذوق العام. من لا يعرف أهمية الإعلام اليوم عليه ألاّ يغادر باب منزله... الإعلام صنع عظمة أميركا وكل ما فيها. لكن للأسف إعلامنا واقع تحت أيدي أناس جهلة لا يفهمون شيئاً، ومن يفهم بينهم لن يزعل مما أقول لأنه يعرف أني لا أقصده هو.

- هل طُرح اسمك للمشاركة في مهرجان «هلا فبراير» بعد انفصال روتانا عنه؟
كلا.

- لماذا؟
لا أعرف. يحزّ في قلبي أن الكويت دائماً كريمة مع الغريب. لكن من المهم دخول مؤسسة «الوطن» مع روتانا الذي أعتبره بمثابة إنقاذ ورحمة للمهرجان. «الوطن» من أهم المؤسسات الإعلامية في الكويت، والقائمون عليها أناس راقون وليسوا تجاراً.

- كيف تجدين مسألة إقامة مهرجانين ضخمين في الكويت في وقت واحد؟
«مسخرة». لا أعرف الهدف من ذلك، لكن ما أطلبه هو أن يخدموا الفن الكويتي والفنان الكويتي، وأنا أستثني نفسي من هذا الطلب. أطلب مثلاً أن يدعموا مرام وعبد القادر هدهود وعبد الرحمن الحريبي وغيرهم من الأصوات الكويتية الجميلة. أقول لهم رجاء إخدموا الفنان الكويتي أولاً ومن ثم الخليجي والعربي. أما أنا فلست بحاجة إلى خدمة أو دعم أحد.

- هل تربطك علاقة صداقة بمرام؟
كلا، إلتقيتها مرة واحدة لكني أتحدث عنها لأنها تستحق وصوتها جميل. فلماذا يهملونها هي وسواها؟ لست أفهم كيف أن فنانة مثل نوال الكويتية لا يمرّ كليبها الجديد على شاشة روتانا إلاّ في ما ندر ودون أي دعم؟! أنا من جمهور نوال وأرفض معاملتها بهذه الطريقة هي وغيرها من فنانات الخليج.

- تتحدثين عن تقصير روتانا بحق الفنانين الخليجيين، بينما اللبنانيون والمصريون مثلاً يشتكون من دعم قوي للفنان الخليجي على حسابهم هم؟
هذا غير صحيح، أي دعم هذا وكيف تكون روتانا قد خدمت الفن الخليجي؟ تخيلي مثلاً أن يصدر ألبوم رائع للفنان عبد المجيد عبدالله من أشهر، دون أن نشاهد له أي كليب حتى اليوم، هل هذه خدمة! حسين الجسمي لم نر له أغنية مصوّرة منذ 3 سنوات، هل في ذلك خدمة؟ أي خدمة للفن الخليجي عندما يصورون كليبات لا تتعدى موازنتها 40 ألف دولار... إن كان الفنان اللبناني يشتكي وكذلك المصري، إذاً الخراب صار عاماً.

- لكن لا يمكن أن نعتبر التقصير مقصوداً، بل ربما هو حاصل بسبب كثرة الفنانين في روتانا؟
لهذا ذكرت كيف أن شركات الإنتاج في الخارج توظّف مئة شخص لإدارة فنان واحد، بينما هنا يسلّمون مئة فنان لشخص واحد، كيف يحصل هذا؟ سؤال أطرحه للمرة العاشرة.  من الطبيعي أن يحصل هذا الخراب، لكن العتب ليس عليه ولا على الشركة، بل على الفنان الذي يتنازل ويقصد هذه الشركات، ويوافق مثلاً على أن يمرّ إعلان تلفزيوني يقولون فيه: «لأي مناسبة خاصة أو عامة تريدون تنظيمها (زفاف أو عيد ميلاد وإلخ) إتصلوا بنا لنؤمن لكم فنانكم المفضّل». ما هذا المستوى!

- هل تعتبرين نفسك مرتاحة كونك الوحيدة في شركة surprise المنتجة لأعمالك؟
بل محظوظة لأن أحداً لا يتحكّم فيّ. حتى ولو انتهى العقد ولم يحصل تجديد مع الشركة، ولم أكن أملك القدرة على إنتاج أعمالي بنفسي، سأفضّل الغناء لنفسي في منزلي على أن يتحكم بي أحد الجهلة.

- بالإنتقال إلى موضوع آخر، ما قصة الخلاف بينك وبين الفنان نايف البدر بعد حلقة برنامج «تاراتاتا»؟
(تضحك) لا أعرف صراحةً. وصدقاً أقول إني التقيته للمرة الأولى في حياتي عندما صوّرنا «تاراتاتا». خلال التمرينات، رفض الفنان عيضة المنهالي أن يغني معه، فاقترحت أن أغني أنا معه مع أني لا أعرفه وقلت في نفسي «حرام». أنا كنت نجمة الحلقة، وكانت لديّ حرية اختيار الفنانين المشاركين، وعندما اقترح فريق الإعداد اسمه وقالوا إنه فنان جديد، وافقت وقلت «لم لا» بينما كان بإمكاني الرفض. صورّنا وغنينا ولم يحصل شيء، إلى أن بدأ بمهاجمتي دون سبب. لكني علمت لاحقاً أنه حصل على تشجيع ووعود من الشركة التي ينتمي إليها بعد أن هاجمني.

- أي أن أحدهم حرّضه؟
طبعاً. تماماً كما حصل سابقاً مع جواد العلي الذي ألّف عليّ قصة. هذه من حروبهم عليّ لكني لم أتخيّل أنهم وصلوا إلى هذا المستوى. وأنا أنصح الفنانين بمهاجمتي إذا واجهوا أي مشكلة مع شركتهم في تصوير كليب مثلاً أو إصدار ألبوم... لأن الشركة سترضى عنهم بعد ذلك «وتسوّي أمورهم».

- ماذا عن المطربة أحلام؟ هي أيضاً تهاجمك بتحريض من أحد؟
(تضحك) أعتقد أن لديها دافعيْن، شخصياً وعملياً، فالتقت المصالح. وأنا فعلاً أنصحها بمهاجمتي كلما تأخرت عليها الشركة في تنفيذ أمر ما، ولها الحرية المطلقة و«أنا مسامحة ما عندي مشكلة».

- ما الذي استجدّ لتهاجمك من جديد بعد أن اعتقدنا أن الأمور هدأت؟
بحياتي لم أهاجمهما أو أرد عليها بكلام مسيء، مع أني أستطيع مقاضاتها وسجنها على الكلام الذي تقوله عني.

- تقصدين بدعوى قدح وذم؟
طبعاً. وليس هذا فقط، بل هي اتهمتني بالإتصال بإحدى الصحافيات وقالت إني عرضت عليها مالاً «وما ادري إيش». وقد سألت محامين فقالوا لي إن هذه تهمة يمكن أن تسجن بسببها، ولتثبت ذلك أمام ملايين المشاهدين الذين تابعوا الحلقة التي قالت خلالها هذا الكلام. لا أفهم سبب تهجمها عليّ، وبعض الأشخاص باتوا كالبعوض المزعج في حياتي.

- ذكرت أنك ستقيمين عليها دعوى لكنك لم تفعلي؟
كنت قد أوكلت عانود معاليقي لإقامة دعوى، لكنها طلبت مني التريّث والهدوء وراحت تقول لي «معليش كرمالي»، فعدلت. لكني أستطيع مقاضاتها في أي وقت حتى ولو بعد عشر سنوات، لأن الضرر الذي تسببت به ليس آنياً كي يبطل مفعوله القانوني. أنصحها بالسكوت كي لا نراها غداً في ملابس السجن. أنا «ساكتة» بينما هي تشتمني كل يوم. معروف عني أني لا أرد بل آخذ حقي وأرد اعتباري بالطرق الراقية. لكن إلى متى سأظل ساكتة بعد أن نفدت مني كل الوسائل الراقية... «ما بقى عندي إلاّ الحبس»، فهل هي مستعدة لحضور الجلسات و«الجرجرة» في المحاكم؟ ما يجعلني مترددة إزاء مقاضاتها هو أني أفكر في ولديها وأقول لنفسي «عيب»، كما أنه ليس من شيم الخليجيين أن يبهدلوا النساء. لهذا أقول لها «كُفّي عني» وأتحداها أن تثبت أني أسأت إليها مرة، فهي ليست في بالي أصلاً و«مو شايفَتها». أعتبرها تاريخاً في الفن الخليجي الجميل لكن «الله يرحمه». هي ليست بيونسيه كي أغار منها، ولماذا أضعها في بالي وهي في سنّ والدتي!

- لماذا قلت «الله يرحمه» عن تاريخ أحلام الفني؟
«خلّيها هي اللي تجاوب». هي أحيت أخيراً حفلة في أحد الفنادق الكبرى في مصر في صالة تتسع لألف وخمسمئة شخص، لم يحضرها سوى عدد قليل من الأشخاص جلسوا حول مجموعة طاولات فقط! لو كنت مكانها لنفيت نفسي في جزيرة، إلاّ إن كانت لا تزال تتكل على المهرجانات التي يفتحون فيها الأبواب أمام الحضور للدخول مجاناً! «خلاص راحت» تلك الأيام التي كانت فيها أحلام فعلاً نجمة تحقق حفلاتها أعلى نسب الحضور. وهنا أيضاً أتحداها أن تثبت عكس ما أقول، لأني كنت موجودة في الفندق حينها وما أقوله أمر مؤكد.

- ما قصة أنها اتصلت بعانود معاليقي وطلبت الصلح؟
صحيح هي اتصلت بعانود وطلبت الصلح وقالت إن هناك «أولاد حرام» أوقعوا بيني وبينها. فطلبتُ من عانود أن تبلغ أحلام أنه يجب قول هذا الكلام والإعتذار على الملأ تماماً كما شتمتني على الملأ. فعادت لمهاجمتي بعد أن رفضت طلبها، وهناك شهود على هذا الكلام. أتمنى أن تظهر فنانة خليجية أخرى لديها مواصفاتي كي تنشغل بها أحلام وتتسلى بها... وأن تكون بنفس عمري، وضعي تحت كلمة «عمري» خمسة خطوط.