مذيعات «عيون بيروت»

مذيعات, غريس بعقليني, ريتا حرب, ليليان ناعسة, راغدة شلهوب, فضائيات عربية, محطّة أوربيت

10 يونيو 2009

يُقال إن العيون مرآة الروح، و«عيون بيروت» مرآة مدينة عربية تضجّ بالحياة الثقافية والفنية والإجتماعية. عبر محطة «أوربيت» تحاول أربع إعلاميات لبنانيات أن يعكسن الوجه الحقيقي لبيروت من خلال برنامج مازال يحصد نجاحاً لافتاً منذ انطلاقته أي منذ أكثر من تسع سنين. بأناقة ولباقة ونضج لافت وبساطة تطلّ ليليان ناعسة، راغدة شلهوب، ريتا حرب وغريس بعقليني على المشاهد العربي من خلال هذه المجلة التلفزيونية الملوّنة. عبر هذا التحقيق نتعرّف أكثر إلى شخصية كل منهن ونقرأ في عيونهن العفوية، البساطة والإحتراف

غريس بعقليني: للمذيعة الناضجة برامج تليق بها وللمذيعة الجميلة برامج خفيفة ومسلّية

العمل الصحافي المكتوب أبقى  من «التلفزيون»

من برنامجها الشعري عبر أثير الإذاعة الكويتية انتقلت غريس بعقليني إلى شاشة التلفزيون وفي محطة «أوربيت» تحديداً، وبدأت مشوارها في «عيون بيروت» كصحافية تعدّ وتقدّم تحقيقات ميدانية لهذا البرنامج. وتشبه هذا المجال الذي تعشقه باللوحة التشكيلية حيث يتحوّل هنا الصحافي إلى فنان يشكّل الرداء للخبر كما يحلو له فكانت تبحث عن أجمل التحقيقات التسويقية التي تزيّن من خلالها «لبنان» وتقدمها لمشاهدي أوربيت في كل أنحاء العالم.

من التحقيقات انتقلت إلى الأستديو فاكتشفت تجربة غنية لم تبعدها عن المجال الصحافي الذي تهواه. وفي زمن جفّت فيه المشاهد الثقافية لتنافسها المشاهد السياسية وخصوصاً في بيروت تقوم غريس حالياً بإعداد فكرة لبرنامج ثقافي خاص بمحطة أوربيت إلى جانب «عيون بيروت» المجلة الملوّنة بموضوعات مختلفة وبضيوف مميّزين. ومن خلال هذه التجربة التي ترضي طموحها وطموح زميلاتها، تحاول غريس بعقليني أن تقدّم الأفضل للمشاهد.

وفي زمن قلّ فيه الوفاء والصداقة تعتبر أنها وزميلاتها يشكّلن شخصاً واحداً، فيتساعدن ويتناغمن بشكل لافت. وتقول غريس: «هذا البرنامج مبني على مقوّمات جذّابة، أما هدفي فإيصال الفكرة بعفوية مطلقة إلى من يتابعني لذلك أبقى على طبيعتي وأعتقد أن ذلك كافٍ لشدّ انتباه المشاهد»..

صحيح أن هناك نصّ مكتوب أو «سكريبت» بين أيدي المذيعات لكن كل واحدة منهن تتّكل على مسار الحوار وعلى قدرتها على التفاعل مع الضيف.

وعن هاجس الجمال الذي يلاحق المرأة عامة والمذيعة خاصة تؤكد بأن هذه الظاهرة كانت موجودة وبشكل هستيري خلال الفترة الماضية، أما اليوم فقد أصبح لكل واحدة مكانها المناسب بمعنى آخر، للمذيعة الناضجة برامج تتماشى مع شخصيتها وللمذيعة الجميلة والقليلة الخبرة برامج خفيفة ومسلّية.

وتقول: «يبقى الاختيار للمشاهد الذي يعرف تماماً ما الذي يريده، صحيح أن التلفزيون بحاجة إلى صورة جميلة لذلك يشكّل هذا الموضوع حافزاً لنا كي نحافظ على شبابنا ومظهرنا اللائق».

تحنّ إلى الإذاعة وتستمتع بعملها في التلفزيون لكنها تعتبر بأن العمل الصحافي المكتوب هو الأبقى، لذا تخصّ مجلة الدبور بمقالات لاذعة وعبر موقعها الإلكتروني الخاص تروي مشاهد واقعية من حياتنا اليومية وهي تحلم بلبنان نموذجي وتتمنى أن يتحقّق حلمها وأن يتغيّر العالم نحو الأفضل.

بعيداً عن العمل الإعلامي تفضّل «غريس بعقليني» أن تعود إلى المنزل بعد يوم عمل طويل وتستمتع مع زوجها وأولادها بمتابعة الأفلام الرومنسية أو أن تنفرد مع الكومبيوتر في جلسة بحث طويلة عن موضوعات تهمها.

ريتا حرب: نحن متناغمات على الهواء لدرجة أن البعض ينتقدنا. انطلقت كعارضة أزياء ولكني أثبتّ نفسي في الإعلام

دخلت عالم الشهرة والأضواء كعارضة أزياء. بحثت عنها محطة أوربيت واختارتها لتكون من بين أول الوجوه التي أطلّت عبر شاشتها، لكن ريتا حرب لم تكتفِ بمقوّماتها الجمالية فانتقلت إلى إيطاليا حيث خضعت لتدريبات مكثّفة على الإلقاء وعلى كيفية الوقوف أمام الكاميرا ثم عادت إلى بيروت لتقدّم برنامج «سهار بعد سهار» و«أزياء» قبل أن تنضمّ إلى أسرة «عيون بيروت».

وفي وقت شنّ بعض النقّاد حملة عنيفة على عارضات الأزياء اللواتي اقتحمن شاشات الفضائيات العربية استطاعت ريتا أن تثبت نفسها، فتركت عملها الأساسي كعارضة أزياء وركّزت على عملها كمذيعة. لم تنكر ريتا أن وجهة هؤلاء النقّاد قد تكون صحيحة في حال لم تتوصّل العارضة إلى إثبات نفسها كمذيعة. أما هي فقد قرّرت الإبتعاد عن هذا المجال لتصبّ كل جهدها في عملها التلفزيوني وتقول: «بفضل المعدّين والمخرجين وكل فريق العمل في محطة أوربيت استطعت أن أتقدّم خطوة خطوة وبرأيي كي نكون الأفضل في أي مجال يجب أن نسعى لنكون الأهم وفي الطليعة».

وأمام هذا الواقع تحاول أن تعكس من خلال «عيون بيروت» صورة المرأة اللبنانية الجميلة التي تجمع الأناقة إلى المعرفة. وتؤكد ريتا بأنها تستمتع بمشاركة زميلاتها هذه التجربة وترى أن وجودهن ضروري جداً إذ يعطي نكهة خاصة لهذا البرنامج الذي تصفه بالجريدة اليومية المتلفزة التي تقدّم الإفادة لها وللمشاهد على حدّ سواء وتقول: «نحن متناغمات في ما بيننا لدرجة أن البعض ينتقدنا على ذلك».

تعتبر ريتا حرب بأن الإطلالة عبر «عيون بيروت» ترضي طموحها لكنها تأمل في تقديم البرامج الإجتماعية. أما فكرة تقديم البرامج السياسية التي كانت تشغلها في السابق فقد استغنت عنها خصوصاً بعد أن اكتشفت بأن السياسة أساسها الكذب والنفاق.

سبق لريتا أن خاضت تجربة التمثيل من خلال الفوازير وتصفها بالجملة إذ تجمع بين التمثيل والاستعراض لكنها تعتقد بأن زمن الفوازير قد ولّى وحلّت مكانه البرامج الإستعراضية والفنية ذات الإنتاج الضخم.

وقد تلقّت عروضاً تمثيلية عدّة لكنها تأخذ وقتها قبل أن تتّجه مجدداً نحو التمثيل لأن الفشل اليوم ممنوع فأية خطوة ناقصة قد تهزّ صورتها الإعلامية لأن الشهرة تزول ولا يبقى شيء أهم من الأسرة والعائلة، وتعتبر بأن أهم إنجاز حقّقته في حياتها هو إنجابها لابنتيها ميشال وستيفاني.

تتمنى هذه المذيعة الحسناء أن تستمرّ في «عيون بيروت» الذي قد يجدّد قريباً في موضوعاته وفي ديكوراته.

ليليان ناعسة: تنقصنا الصراحة والتواضع لنتساوى مع الاعلام الغربي

«حقّقت حلمي الإعلامي عندما التقيت السيدة «فيروز»، عرفها المشاهد اللبناني من خلال محطة الـ M.T.V ومع انتقالها إلى محطة «أوربيت» لفتت انتباه المشاهد العربي في كل أنحاء العالم. ومنذ انطلاقة «أوربيت» شاركت الإعلامية ليليان ناعسة في تقديم برنامجها الفني الضخم «جار القمر» ثم انتقلت إلى «عيون بيروت» الذي تماشى مع تطلّعاتها الإعلامية ووفّر لها التقدّم والإستمرارية. وعلى الرغم من مشاركتها فيه منذ بدايته لم تشعر ليليان يوماً بالملل بل حاولت الاستفادة من موضوعاته الغنيّة وضيوفه المميّزين.

حاورت خلال مسيرتها الإعلامية التي بدأتها عبر أثير إذاعة جبل لبنان وجوهاً فنيّة وإعلامية وثقافية وإجتماعية لا تعدّ ولا تُحصى، من مبتدئين ومحترفين ونجوم كبار لكنها تعتزّ بلقاء واحد ترك في نفسها أثراً كبيراً وهو اللقاء الفريد بالسيّدة فيروز التي أبهرتها بعفويتها وطبيعتها في وقت تضطرّ ليليان أحياناً لاستضافة فنانين في بداية مشوارهم الفني يفرضون شروطهم عليها وعلى المحطة، حيال ذلك تحرص هذه المذيعة المحترفة على التعامل مع هؤلاء بلباقة وديبلوماسية مطلقة من دون أن تلجأ إلى التبخير والكلام المعسول فتعطي كل ضيف حقه وتتعاطى معه بموضوعية.

وعندما تسألها عن مستوى الإعلام العربي وما ينقصنا لمنافسة الإعلام الغربي تقول: «تنقصنا الصراحة، فالشعب العربي يجمّل الحقائق ويغيّر فيها وأهم ما نحن بحاجة إليه لتحقيق أهدافنا هو التواضع، خصوصاً عندما نرى نجوم الغرب يستيقظون باكراً ويحلّون ضيوفاً لدقائق معدودة في برنامج صباحي من دون شروط أو قيود». لا ترى ليليان ناعسة بأن شخصية الإعلامي تختلف بين شاشة محلية وأخرى فضائية وهي من خلال «أوربيت» التي تتوجه إلى جمهور عربي واسع يتميّز بلهجات وثقافات منوّعة، لا تتخلّى وزميلاتها عن هويتهن ولهجتهن اللبنانية ولا أحد يطلب منهن ذلك، كل ما تقوم به الإصرار على العفوية واحترام المشاهد والضيف على حدّ سواء.

صحيح أنها تعشق الشاشة الصغيرة التي باشرت العمل فيها وهي على مقاعد الدراسة الجامعية لكنها تصف علاقتها بميكرفون الإذاعة بالحميمة وتنتظر يوم الأحد بفارغ الصبر لتتواصل عبر أثير الإذاعة اللبنانية مع أبناء وطنها الذين يتابعونها كثيراً لأن «أوربيت» مازالت مشفّرة. ليليان الأمّ والزوجة والإعلامية شخصية واحدة لا تختلف في حياتها اليومية عن الشاشة الصغيرة، تجد متعة كبرى من خلال عملها وهي راضية عمّا حقّقته لكنها تتمنى تقديم برنامج فني ضخم كـ «ستار أكاديمي» أو أي نوع من هذه البرامج التي تحظى حالياً بنجاح لافت ونسبة مشاهدة عالية. أما بالنسبة «اللوك» Look الذي تعتمده في «عيون بيروت» فهو يرتكز على الأناقة والبساطة تماماً كشخصيتها المحبّبة ولا مشكلة عندها باختيار الملابس فـ «الشوبينغ» من هواياتها المفضّلة. وعلى الرغم من انكبابها اليومي على العمل تجد ليليان الوقت دائماً للإهتمام بعائلتها الصغيرة خصوصاً بابنها الوحيد كما تجد الوقت أيضاً لتلبية الدعوات الإجتماعية ولقاء الأصدقاء.

راغدة شلهوب: «التلفزيون ناكر للجميل»

المنافسة موجودة بيننا لكنها غير مبنية على الغيرة المدمّرة.

سهر مشاهدو «أوربيت» معها في «جار القمر» وتابعوها باهتمام في «عيون بيروت»، جذبتهم بأسلوبها الهادئ والرصين الذي اكتسبته من أساتذتها في الإعلام والذين ينتمون إلى المدرسة الكلاسيكية أي إلى الأسلوب البعيد عن الإدعاء.

قبل انضمامها إلى عائلة «عيون بيروت» قدّمت راغدة شلهوب برامج فنية وبرامج ألعاب ومسابقات على محطة C.V.N المحلية حتى أنها خاضت تجربة التمثيل في الفوازير الرمضانية مع ميلاد الياس رزق واستمتعت بها لكنها فضّلت أن تبقى في موقعها الإعلامي خوفاً من أن تخطو خطوة ناقصة وتهدّد الموقع الذي انطلقت منه ونجحت في إثبات نفسها فيه. وعن «عيون بيروت» تقول راغدة: «هذا البرنامج الذي أعتبره كالصحيفة اليومية يرضي طموحاتي فأستفيد منه ومن موضوعاته المنوّعة كمتلقّية وأحاول أن أكتسب من كل معلومة فيه ومن خبرة كل ضيف يزورنا وهذا الأمر يساعدني على تطوير نفسي وأسلوبي. فضلاً عن ذلك فإن «عيون بيروت» يناسب وضعي العائلي الجديد خصوصاً بعد أن تزوّجت وأصبحت لديّ مسؤوليات وواجبات».

صحيح أن هذه المجلة اليومية يعدّها فريق عمل محترف وكبير لكن كل مذيعة لديها الحريّة الكاملة في تغيير النصّ وإضافة ما عندها من أفكار لإغناء الحوار واللقاء وأحياناً تقترح موضوعات جديدة وتساهم في إعدادها.

لا تنفي راغدة أن المنافسة موجودة بينها وبين زميلاتها لكنها غير مبنية على الغيرة المدمّرة فكل واحدة منهن تعرف أن تركيبة البرنامج تتطلّب وجود أكثر من مذيعة فتحاول كل واحدة أن تفرض طريقتها في الإلقاء والحوار وفي التواصل مع المشاهد وهذا أمر إيجابي لأن المنافسة تدفع بكل واحدة منهن لإعطاء أفضل ما عندها.

تصف راغدة، ليليان بالأخت وغريس التي انضمّت أخيراً إلى أسرة «عيون بيروت» بالصديقة، أما ريتا فهي أكثر من صديقة بل تربطها بها صلة قربى بعد أن اقترنت أختها بأخ ريتا.

ولأن مهنة المذيعة ترتكز على الشكل الجميل والإطلالة المتجدّدة تهتمّ راغدة بشكلها الخارجي وتستمتع بذلك كامرأة وليس فقط كمذيعة لكنها تبتعد عن المبالغة.

وعن التلفزيون تقول: «إنه ناكر للجميل، وخصوصاً في محطاتنا العربية. من الممكن جداً أن تستبعد مذيعة في أي وقت كان مهما لمع إسمها ومهما حقّقت من إنجازات والأمثلة عن ذلك كثيرة. أنا أؤمن بالقول الشائع: «لو دامت لغيرك لما انتقلت إليك». أنا امرأة واقعية وقد قرّرت الاستقرار لأني وجدت بأن العائلة أهم إنجاز نقوم به في حياتنا مهما نجحنا وحقّقنا في حياتنا المهنية والإعلامية».