سارة الهاني

مقابلة, جوائز, أجور الفنانين, الغناء, سارة الهاني, رامي عياش, شركة روتانا, برنامج ستوديو الفن

12 يونيو 2009

عُرفت بصوتها القوي رغم صغر سنّها. هي الفائزة بالجائزة الخاصة في برنامج «استوديو الفن» عندما كانت في الخامسة عشرة، وهي التي أشاد بصوتها الكبار وعلى رأسهم الفنان وديع الصافي. بلغت اليوم عامها الثاني والعشرين وتقول إنها ككل البنات لديها ديناميكية وحبّ الحياة واندفاع الشباب وحركتهم الدائمة، لهذا لا تريد أن تشعر بأنها في الخمسين لا من خلال الأغاني ولا الكليبات، بل تريد أن تغني للكلّ بكل قوّة صوتها، شرط أن تكون الإنطلاقة من خلال صورة شابة تناسب عمرها. «لها» التقتها وكان هذا الحوار مع سارة الهاني...

- فترة طويلة فصلت بين صدور ألبومَيك الأول والثاني. إلى أيّ حدّ اختلفت إختياراتك الغنائية بينهما؟
دون شك الإختلاف كبير جداً بين ألبومي الأول «كرّهني فيك» والثاني «هيك بتعمل فيّ» الذي أخذت الوقت الكافي لتنفيذه وتسجيله. وسعيت قدر الإمكان إلى التنويع في العمل الجديد وقد ضمّ أغنيات مصرية ولبنانية وخليجية بينما غلب الطابع المصري على الألبوم ولم يكن هناك سوى أغنية لبنانية واحدة.

- كثر اعتبروا أن النضج الفني كان واضحاً في ألبومك الأخير وكأنك صرت أكثر إدراكاً لما تريدين، بينما قدمت في أول عمل أغنيات لمن هنّ أكبر منك سناً؟
بالفعل هذا صحيح والسبب في ذلك سرعة التنفيذ. كنت قد أبرمت عقداً إنتاجياً حينها وباشرت فوراً بالإختيار.

- هل تقصدين العقد الذي أبرمته مع المنتج أيمن الذهبي؟
صحيح. لست نادمة على الأغنيات التي اخترتها بل على العكس أقول إن أي خطأ نقع فيه لا بدّ أن نتعلّم منه الكثير، وهذا ما ظهر جلياً في الألبوم الجديد، إضافة إلى مرور السنوات وازدياد خبرات المرء يوماً بعد يوم. أغنية «كرّهني فيك» كانت رائعة وحققت أصداء إيجابية جداً وشكّلت انطلاقتي، لكن مع ألبوم «هيك بتعمل فيّ أنا» شعرت بأني أقدّم شخصيتي وما أحبه حقيقة، حتى أني لم أكن راضية عن أدائي في أول ألبوم.

- لماذا؟
لم أغنّ كما يجب صراحة وذلك بسبب ظرف صحّي يعود إلى  «لحميّة» في انفي كان يفترض إزالتها. فسجلت الأغنيات قبل إجراء الجراحة، أي في فترة كان الإنزعاج منها يزداد يوماً بعد يوم.

- «لحمية» أم عملية تجميل؟
(تضحك) «لا لحميّة»، لو كان في نيّتي أن أخفي الموضوع لما فتحته من الأساس.

- كيف تمت اختيارات ألبومك وهل ساعدك أحد في ذلك؟
تعاونت مع ملحنين سبق أن غنيت من ألحانهم في أول ألبوم ومنهم وليد سعد. أما سليم عساف فلا أعتبره جديداً بالنسبة إليّ لأني أعرفه منذ وقت بعيد، واكثر من ذلك نحن تربينا معاً خلال فترة إقامتنا مع الأهل في الكويت. ولا أستطيع أن أنكر فضل مديرة أعمالي السابقة عانود معاليقي في هذا الأمر، إلى جانب شركة روتانا وطبعاً بصمة الفنان رامي عياش الذي لحّن لي أغنية «هيك بتعمل فيّ أنا».

- هل تعمّدت أن تكون هذه الأغنية عنوان ألبومك لأنها من ألحان رامي عياش، أم لأنها جميلة بالفعل وفرضت نفسها على باقي الأغنيات؟
للسببين معاً. مما لا شك فيه أن الأغنية رائعة ومتكاملة في كل شيء من اللحن إلى الكلام والتوزيع (كلمات سليم عساف وتوزيع جان ماري رياشي). لكني لن أنكر طبعاً أن إسم رامي عياش في ألبومي مهم جداً وله وقع مختلف.

- سرت أخبار في الكواليس أن رامي عياش اشترط على شركة روتانا تصوير أغنيته أولاً؟
هذا غير صحيح، إخترنا من البداية تصوير «هيك بتعمل فيّ» عنواناً للألبوم وتصويرها فيديو وكليب، وغالباً ما تعتمد شركة روتانا سياسة تصوير الأغنية عنوان الألبوم، لهذا ليس من المنطقي وجود خلاف أو اختلاف حول هذه النقطة لأنها ستصوّر تلقائياً دون الحاجة إلى أن يطلب رامي ذلك، وروتانا لم تعارض تصويرها أصلاً.

- ما قيل تحديداً إن رامي عياش طلب كتابة هذا الشرط في نصّ التنازل الرسمي عن الأغنية؟
لا فكرة لديّ عن هذا الموضوع لكني لا أعتقد أنه صحيح للأسباب التي ذكرتها سابقاً.

- شادي عياش، شقيق رامي، يتولى إدارة أعمالك، لماذا هو تحديداً؟
 
تعرّفت على شادي من خلال رامي الذي تربطني به علاقة صداقة. هو بمثابة أخ أكثر منه مدير أعمال وشعرت بأني أرتاح معه كثيراً، وفي الوقت ذاته آمن هو بموهبتي. أتمنى من كل قلبي أن يستمرّ التعاون بيننا وأن تكون النتيجة مرضية لي وله.

- ألا يتعارض هذا الموضوع مع عقد إدارة الأعمال الذي أبرمته مع شركة روتانا المنتجة أصلاً لأعمالك؟
كلا لأن الإثنين معاً يكملان بعضهما. شركة روتانا تضمّ عشرات الفنانين الذين جرى تقسيمهم على شخصين أو ثلاثة لإدارة أعمالهم وهذا أمر يستحيل تنفيذه، فهناك صعوبة في إيجاد شخص من روتانا متفرّغ لأعمالي طوال الوقت، وكل فنان يريد شخصاً معيناً موجوداً معه باستمرار. لهذا السبب أتعاون مع شادي الذي يقف معي كأخ كما ذكرت، وأستشيره دائماً، وهو لا يعمل إلاّ معي ومع شقيقه رامي عياش.

- هل كان عدم التفرّغ سبب الخلاف مع مديرة أعمالك السابقة عانود معاليقي التي تعمل مع أكثر من فنانة؟
بالفعل عتبت على عانود في هذه النقطة. تخيّلي مثلاً أني كنت أذهب في مرات كثيرة إلى الاستوديو وحدي دون مديرة أعمالي، والفنان في حاجة إلى الدعم المعنوي من المحيطين به قبل أي شخص آخر، وإلاّ كيف أسجّل وأغني وأنا مرتاحة! وهذه ليست طلبات تعجيزية... ربما كانت لدى عانود أمورّ أهمّ مني وكنت أغضّ الطرف بدايةُ إحتراماً للعشرة، إلى أن كان موعد تصوير كليب «هيك بتعمل فيّ»، وحينها سافرت عانود ولم تكن معي في التصوير مما فجّر الخلاف بيننا إلى العلن. تصوير الكليب مسألة دقيقة وحساسة جداً لأنه سيعرض عشرات المرات ويُفترض بمدير الأعمال أن يكون موجوداً ليدقق في كلّ التفاصيل من منطلق حرصه على صورة الفنان الذي يعمل معه. لست أدّعي أني كاملة وربما أخطأت في أمور كثيرة، لكن من غير المنطقي أن أكون أنا من يتابع التفاصيل بينما يجب ألاّ أشغل بالي سوى بالتصوير وكيفية الوقوف أمام الكاميرا وتأدية الحركات كما يجب... فكيف إن كنت جديدة أصلاً ولا امتلك أي خبرات! قد يعتقد البعض أنها مسألة بسيطة لكن الفنان وحده يدرك أهمية هذه الأمور. صحيح أن شادي يدير أيضاً أعمال شقيقه رامي، لكن يمكن للإنسان أن يحمل بطيختين في وقت واحد إنمّا ليس عشراً.

- عدم التفرّغ أحد الأسباب، لكن هناك أسباب أخرى؟
صحيح هناك أسباب كثيرة، لكن عذراً لا أريد الخوض في هذه التفاصيل. احب عانود فعلاً وأشتاق إليها أحياناً لأنها في النهاية وقفت بجانبي في فترة من الفترات وأعرف أنها لا تتمنى لي سوى الخير، وما حصل أعتبره «فشّة خلق» ولم نعد قادرتين على الإستمرار معاً لا أكثر ولا أقلّ.

- لكنك أجريت حواراً نارياً واتهمتها بأمور كثيرة؟
صحيح، وقلت إنها كانت «فشّة خلق».

- حكي عن دعاوى قد تقام بينكما بخصوص أموال عالقة؟
ليس هناك شيء عالق بيننا. كل ما حصل إننا لم نتفق وربما هي ارتاحت مع غيري أكثر، لا أعرف، وأنا أتمنى لها التوفيق.

- من يراك اليوم يلمس تغيرات كثيرة في شخصيتك منها أنك أصبحت أكثر هدوءاً وأكثر ابتساماً وإقبالاً على الحياة؟
ما تقولينه صحيح مئة في المئة، وأنا شخصياً لمست هذا التغيير في نفسي وأشعر بأني صرت أحب عملي أكثر. ربما يعود السبب إلى الصدى الذي حققه ألبوم «هيك بتعمل فيّ أنا» في لبنان وباقي الدول العربية، وبتّ ألمس نتيجة تعبي. خبرتي ازدادت مع اختلاطي أكثر داخل الوسط الفني وصرت أدرك كيف يجب أن أتصرّف، بينما في السابق لم اكن أعرف أحداً ولا خلفية لديّ عن الفن والفنانين، لكني تعلمت مع الوقت وبدأت أطوّر نفسي.

- انتقادات واسعة طالت كليب «هيك بتعمل فيّ أنا» وقيل إن الصورة التي ظهرت من خلالها لا تليق بموهبتك وتختلف كثيراً عن صورتك في «كرّهني فيك»؟
(تضحك) بعض هذه الإنتقادات قرأتها في مجلة لها. البعض أحبّ الكليب وآخرون لم يفهموه من المرة الأولى. لكن وليد ناصيف مخرج مميز وصورته مشرقة ولست نادمة مطلقاً على تجربتي معه. حصلت بعض الأخطاء في الكليب ولهذا السبب عاتبت عانود. القصة كانت جميلة جداً لكن بسبب سرعة التنفيذ والإستعجال في كلّ شيء لم يكن تسلسل السيناريو واضحاً فلم يظهر الكليب كما أردنا... المُشاهد لا يدرك كيف تحصل الأخطاء لهذا الملام الأول والأخير هو الفنان نفسه. إحترمت كل النقد الذي كُتب لأنه أفادني كثيراً، رغم أني لم اكن مسؤولة عن كلّ شيء. وأقول إن الكليب كان تجربة تعلمت منها الكثير، وهذا لن يمنع تعاوني مجدداً مع وليد ناصيف. بصراحة حاولت أن اجمع بين قوة صوتي وحركة الشباب ولم أكن أريد الظهور كواحدة بلغت عامها الخمسين فقط بسبب قوّة صوتي الذي منحني إياه الله. أنا لست جامدة بل على العكس أحب الحياة والحركة وما زلت في الثانية والعشرين، لهذا أردت صورة شبابية وليس أن احرق المراحل. لكن البعض اعتبر أني بالغت لكني لم أكن أقصد ذلك. قالوا إني جريئة بينما هناك عشرات سواي أجرأ مني بكثير ولم ينتقدهن أحد... إنتقدوني أنا ربما لأن التغيير نفسه صدم الناس بعدما اعتادوا صورة كلاسيكية مني.

- هل تشعرين بأن فنانات اليوم صرن في حاجة إلى اعتماد الجرأة للفت النظر حتى ولو امتلكن أصواتاً جميلة؟
ربما، لكن أنا لم أسعَ لأن أكون جريئة بل حصل الأمر بالصدفة بسبب المشاكل التي ذكرتها قبل قليل. وفي الوقت ذاته لا أنكر أن النقد الذي طاولني خدمني لأنه سبب شهرة إضافية للعمل، لكن هذا لا يعني أن هذا هو هدفي.

- هل ستصوّرين أغنية ثانية من الألبوم؟ وهل يمكن أن تكرري تجربتك مع سعيد الماروق الذي صوّر لك «كرّهني فيك»؟
بإذن الله سأصور «ما حدا بيبعدني عنك» وهي من كلمات سليم عساف وألحانه. أما سعيد الماروق فإني أتمنى تكرار التعاون معه لأنه مخرج مبدع بالفعل. قدم لي كليباً مميزاً وجديداً حينها إذ كانت المرة الأولى التي يصور فيها كليب باللونين الأسود والأبيض بينما إشارات صغيرة ملونة أضيفت إليه، ثم قلده عشرات. أكثر ما احببته في الكليب مع الماروق أنه لم يظهرني في شكل كئيب رغم أن الأغنية حزينة.

- يحكى اليوم عن أزمة مالية في روتانا دفعت بالشركة إلى عدم تجديد عقودها مع بعض الفنانين. هل سمعت شيئاً عن هذا الموضوع كونك من فناني روتانا؟
بصراحة كلا، ولست ممن يتدخّلون في شؤون سواهم. أما عقدي مع روتانا فينتهي بعد ثلاثة ألبومات.

- لكن لهم الحق في فسخ العقد متى أرادوا؟
«لو بدو يصير هيك كان صار». ألبومي الأخير كان ناجحاً ولا أعتقد أنهم في روتانا يتخلون عن الفنانين هكذا بسهولة دون سبب وجيه. علاقتي بهم جيدة، لكن إذا حصل وأن قرروا فسخ عقدي معهم أذهب إلى شركة أخرى ولن أعتزل الفن بطبيعة الحال. أنا أعتبر نفسي إبنة روتانا لأنها الشركة التي تبنت موهبتي وأول أغنية قدمتها حملت إسمها.