تُلقَّب العاصمة الفيتنامية هانوي بباريس الشرق، وتستقطب هذه المدينة المليونية المزدحمة آلاف السيّاح سنوياً. ولعلّ التكلفة المنخفضة من أبرز الأسباب التي شجّعت على السياحة في هانوي، فهي من أرخص الوجهات السياحية في العالم.

تقع هانوي، المدينة البرّاقة، على ضفاف النهر الأحمر، وهي ثاني أكبر مدينة في فيتنام وواحدة من أقدم العواصم في العالم. تعتبر هانوي وجهة سياحية فريدة، إذ تُعد متحفاً في الهواء الطلق، تمتزج فيه الثقافات الصينية والفرنسية والروسية، لتنتج روائع المعمار المتمثلة في المعابد الأثرية والمتاحف المتعددة.

ولعلّ أنسب الأوقات لزيارة هانوي هو فصل الشتاء، إذ تنخفض درجات الحرارة وتصبح معتدلة مع طقس جاف، في حين يغلب عليها في الصيف الجو الحار والماطر مع غيوم كثيفة.

بحيرة هوان كيم

بحيرة هوان كيم أو بحيرة الأساطير والحكايات الخرافية... أجمل معالم مدينة هانوي الفيتنامية وأكبر بحيرات العاصمة. تقع البحيرة في قلب حي هانوي التاريخي، ولا تزال مكاناً شهيراً يستقطب السكان المحليين والسيّاح على حدٍ سواء.

هوان كيم تعني "بحيرة السيف"، وقد ارتبطت هذه البحيرة بالعديد من الأساطير والحكايات الفيتنامية القديمة، وهي اليوم وجهة محبّبة للسيّاح الذين يقصدونها للتنزّه والمشي، خصوصاً في أوقات المساء الحالمة، حيث تُضاء البحيرة بأضواء رومانسية رائعة. وفيها أيضاً جزيرة صغيرة ينتصب عليها معبد قديم، يمكن الوصول إليه عبر جسر للمشاة.

تشتهر هذه البحيرة بأجوائها الهادئة والسلاحف الضخمة، وهي أكثر من مجرّد مكان للاسترخاء. فهي موقع أسطورة قديمة تروي قصة الإمبراطور "لو لوي" الذي حصل على سيف ساحر من ملك التنين ليقاتل به الظالمين.

ضريح هو تشي منه

هو أيقونة مهمة في هانوي، ويعدّ وجهة سياحية أساسية بالنسبة إلى السيّاح. يبعد هذا الضريح مسافة 5 دقائق فقط عن بحيرة هوان كيم، ويتمثل في مبنى كبير وسط ساحة با دينه، حيث يضم النصب ضريحاً لجثمان الزعيم الفيتنامي هو تشي منه، وقد تمّ الحفاظ عليه في صندوق زجاجي داخل قاعة مُبرّدة خافتة الإضاءة.

تم بناء نصب هو تشي منه الضخم على حافة ساحة با دينه، المكان الذي سلّم فيه هو تشي منه إعلان استقلال جمهورية فيتنام إلى نصف مليون من مواطنيه عام 1945 بعد استسلام اليابان.

الحي الفرنسي

يقع الحي الفرنسي في هانوي على الطرف الجنوبي الشرقي من بحيرة هوان كيم، حيث معظم سفارات المدينة الأجنبية والمباني الحكومية والأحياء السكنية الراقية. وهناك يمكن العثور أيضاً على الفنادق الفخمة والمطاعم الفاخرة. وإذا كنت من محبّي التسوق، يمكنك زيارة منطقة ترانغ تيان، وهي منطقة تسوّق مزدحمة، حيث المكتبات والمعارض والمحال التجارية وساحة ترانغ تيان بلازا.

حي هانوي التاريخي

يمثّل حي هانوي التاريخي القديم فرصة رائعة لمحبّي التاريخ وعشّاق التعرف على ماضي المدن. فهذه المنطقة من هانوي تمتاز بالشوارع الضيقة والأجواء الجميلة، وفيها الكثير من المحال التجارية التي تبيع الهدايا التذكارية والحِرف اليدوية، والحرير الفيتنامي الذي يعتبر الأرقى في العالم.

يطلّ الحيّ على بحيرة هوان كيم، وهو الحي التجاري الرئيسي في العاصمة، وتتميز شوارعه التي تنبض بالعراقة والأصالة بالهندسة المعمارية الساحرة في المعابد البوذية وغيرها من المباني المنتشرة حوله.

يشتمل هذا الحي على 36 شارعاً، يتخصص كل منها في بيع منتج محدّد، مثل المنتجات الشعبية، والهدايا التذكارية المميزة، ومنتجات الحرير، واللوحات الفنية، إضافةً إلى المطاعم والمقاهي التي تقدّم المأكولات والمشروبات الفيتنامية الشهيّة.

منطقة با دينه

إنها مساحة كبيرة مفتوحة يمكن الوصول إليها في غضون 15 دقيقة بالسيارة من الحي القديم في هانوي وبحيرة هوان كيم. كانت هذه المنطقة نواة فيتنام السياسية منذ الاحتلال الفرنسي، حيث أعلن هو تشي منه منها الاستقلال في العام 1945. تضمّ الساحة العديد من المعالم التاريخية المهمة، مثل ضريح هو تشي منه المبني على الطراز السوفياتي، وعمود باغودا وبرج العلم.

وبالإضافة إلى الأهمية التاريخية لمنطقة با دينه، فهي أيضاً موطن للفنادق والمطاعم المطلّة على حدائق هانوي النباتية، وتمثل بديلاً جيداً للحي القديم المزدحم.

قلعة الإمبراطور ثانغ لونغ

هي من أعرق الأماكن السياحية في تاريخ هانوي، وذات أهمية تاريخية وثقافية بالغة. تم تصنيفها كأحد مواقع التراث العالمي من منظمة اليونيسكو في العام 2010، علماً أن الموقع كان قديماً المركز السياسي للبلاد لمدة 13 قرناً على التوالي.

بُنيت هذه القلعة الحجرية في القرن الحادي عشر الميلادي على أنقاض قلعة صينية يرجع تاريخها إلى القرن السابع. وتوفر إطلالات مميزة على ساحة با دينه وسط مدينة هانوي، والعديد من المعالم المحيطة بها.

دار أوبرا وباليه هانوي

إنها قطعة استثنائية من الهندسة المعمارية الفرنسية الكلاسيكية في قلب مدينة هانوي الفيتنامية. يتمركز مبنى الأوبرا في الحيّ الفرنسي، ويرجع تاريخه إلى العام 1911، وتحديداً إلى حقبة الغزو الفرنسي لهانوي، حيث أدّت دار الأوبرا دوراً في الترفيه عن النخبة الفرنسية في ذلك الوقت. تراجعت أهمية مبنى الأوبرا بعدما غادر الفرنسيون هانوي، ولكن أُعيد تجديده في العام 1997.

شُيّدت دار الأوبرا على غرار قصر غارينيه، أقدم دار أوبرا في باريس، ويتميز التصميم الخارجي بالأبواب والقباب مع الأعمدة القوطية. أما الداخل فهو أكثر روعة وبهاءً، مع 600 مقعد للزوّار.

في هذه الأوبرا، يمكن حضور الحفلات الموسيقية، والأعمال الكورالية، والعروض المسرحية المميزة، وعروض الباليه الوطني، وعروض الرقصات الفيتنامية التقليدية والحديثة.

معبد الأدب ومبنى الجامعة الوطنية

يُعد معبد الأدب ومبنى الجامعة الوطنية من أشهر المعالم السياحية في وسط هانوي، إذ يضم هذا المكان مجموعة من المعابد الرائعة التي يتجاوز عمرها الألف عام، والتي أُنشئت لتدريس علوم العصر الصيني وتعاليم كونفوشيوس. أمّا الجامعة الوطنية فهي أول جامعة في فيتنام، وهي وجهة محبّبة لرحلات الشباب والطلاب، وتمثل واحة للهدوء والسلام. يحيط بها العديد من الحدائق الغنّاء الجميلة. تجدر الإشارة إلى أن الأطباء يحرصون على زيارة معبد الأدب بعد تخرُّجهم.

متحف فيتنام الوطني للفنون الجميلة

يروي هذا المتحف الكثير من قصص الفنون الرائعة للبلاد على مر العصور، بحيث يعرض القطع الفنية بترتيب زمني يسمح لروّاده بالحصول على فكرة التطور التاريخي. كما يضم المتحف مجموعة ضخمة من الملف الاستعماري، وحرب فيتنام.

يتألف المتحف من ثلاثة طوابق. يضمّ الطابق الأول التماثيل والمنحوتات الحجرية والخشبية التي تعود إلى قرون عدة. أما الطابق الثاني فيحتوي على اللوحات الفنية المرسومة على الحرير والقطع الأثرية الفريدة، فيما يشتمل الطابق الثالث على المزيد من تشكيلات النقوش الخشبية ولوحات الألوان المائية والزيتية.

حديقة با في الوطنية

تُعد حديقة با في الوطنية من أجمل المناطق في فيتنام، وتشتهر بمناظرها الخلاّبة وطبيعتها الساحرة، بحيث تتركز حول سلسلة جبال شاهقة الارتفاع. ويوفر المتنزّه الوطني ملاذاً رائعاً في المدينة مع هواء جبلي منعش ونسمات باردة بين الغيوم والغابات الاستوائية المطيرة.

تضم الحديقة منتجع سبا يقع عند سفح الجبل، ويقدم مجموعة من العلاجات الطبيعية في بيئة مذهلة، حيث تعيش مجموعة غنية من الحيوانات والنباتات النادرة. اللافت أن هذه الحديقة تتيح إقامة العديد من الأنشطة، ولا سيما التخييم.

حديقة هو تاي المائية

إنها من أكثر معالم هانوي مرحاً وجذباً للسيّاح. وهي بالفعل ظاهرة استثنائية في العاصمة الفيتنامية. تبلغ مساحتها حوالى 35 كيلومتراً، وفيها المسارات الانزلاقية التي تلقى رواجاً كبيراً بين زوّار هذه الحديقة المائية الممتعة.

تتكون الحديقة من ممرات عالية السرعة، ومنزلقات مرتفعة توفر تجربة تحبس الأنفاس. وبالنسبة إلى محبّي ركوب الأمواج، يمكنهم ممارسة هوايتهم في بركة الأمواج العالية البالغ عمقها 3 أمتار وطولها 450 متراً. ولا ننسى طبعاً المنطقة المخصصة للأطفال، وأكشاك الطعام والشراب.

مسرح الدُمى المائية ثانغ لونغ

هذا المسرح هو من أشهر الأماكن الترفيهية في مدينة هانوي، ومناسب جداً للعائلات والأطفال، إذ يتيح حضور عرض العرائس المائية والتعرف على نوع من أقدم الفنون الفيتنامية التقليدية، حيث يعرض تاريخ البلاد من خلال الدُمى الراقصة على الماء، وترافق الرقص الموسيقى الحية. يُذكر أن هذه العروض تُقام يومياً، وتحكي قصة بحيرة "هوان كيم" والسلحفاة العملاقة.

متعة التسوّق في المدينة القديمة

تُعد المدينة القديمة في هانوي أفضل مكان للتسوّق، حيث تصطف فيها الأزقة والشوارع الضيقة التي تضم مئات المتاجر الصغيرة والمحال وأكشاك الطعام. واللافت أن الشوارع مقسّمة بحسب نوع البضاعة التي تُباع فيها. فثمة شارع للأحذية وآخر للملابس، مع أسعار رخيصة وقابلة للمساوَمة. كما تُقام أسواق مسائية في عطلة نهاية الأسبوع. يوصى بالقيام بجولة التسوّق بعد فترة الظهيرة تجنّباً للازدحام والحرارة المرتفعة، ولعلّ ركوب الدرّاجة النارية هو أفضل طريقة للتنقل بين الشوارع.

الطعام في هانوي

تعدّ هانوي من أغنى المدن الآسيوية في ما يتعلق بتنوّع خيارات الطعام. وتضمّ المدينة العديد من شوارع الطعام والأكشاك والأسواق المسائية التي تقدم مختلف أنواع الأطباق الآسيوية بأسعار رخيصة.

تتنوع خيارات الطعام في هانوي بين أكشاك الوجبات السريعة التي تقدّم مختلف المذاقات المحلية الآسيوية، والمطاعم العالمية الراقية حيث يمكن تناول الوجبات الشهية. طبق "فو جا" من أشهر أطباق الطعام في هانوي، وهو عبارة عن حساء نودلز مع الدجاج.