الحرّية عنوان القسم الثاني من عروض باريس الراقية للربيع والصيف المقبلين. دار شانيل حملت أحلام الطالبات المتقشّفات في المدرسة الداخلية الى عالم الرقيّ والرفاه، في وقت حمل المصمّم اللبناني جورج شقرا تطلّعات الجيل اللبناني الثائر والتائق الى الحرّية، الى جمهور الموضة الراقية في باريس. وقدّم المصمّم جورج حبيقة حرّية شواطئ سردينيا الإيطالية في مجموعة تخاطب المرأة الحرّة ذات الأسلوب الحيوي والمنعش والمتفلّت من أنظمة الحياة المدنيّة. أما المصمّم المعتكف الخياطة الراقية جان بول غوتييه، فقد قدّم مجموعته الأخيرة المتفلّتة من كلّ عرف تصميمي، متوّجاً مسيرة 50 عاماً من العمل في هذا المجال، بعدما أعلن اعتزاله الخياطة الراقية بمفهومها التقليدي. يبدو ان التغيير، أيّ تغيير في العام 2020، ينطلق من عروض الموضة الراقية، وتكتبه أنامل المصمّمين المبدعين!

CHANEL

قدّمت دار شانيل الفرنسية الراقية عرضاً فخماً استوحته فيرجيني فيارد، المديرة الابداعية للدار، من حياة الآنسة شانيل في المدرسة الداخلية في دير سيسترسيان أوف أوبازين في فرنسا. وتراوحت التصاميم بين فخامة الهوت كوتور وتقشّف حياة تلك المراهقة في الدير، بين الصرامة والأنوثة وبين الأسود والأبيض، تناقض تجلّى في فساتين التول الشفافة وتداخلات التويد الفاخر في التايورات والبذلات، كما في الزخارف والتطريزات المشغولة يدوياً والياقات الواسعة. وطُبعت الإطلالات بالجوارب البيضاء والأحذية السوداء والبيضاء الخاصّة بالطالبات الحالمات التائقات الى الحرية وإثبات مواهبهنّ الخاصّة.

Georges Hobeika

استوحى المصمّم اللبناني جورج حبيقة مجموعته الراقية للربيع والصيف من شواطىء ساردينيا الإيطالية، محاكياً المرأة الحرّة ذات الأسلوب الحيوي والمنعش والمتفلّت من أنظمة الحياة في المدينة. وطغت الألوان الزاهية كالبرتقالي والأزرق والنيون والزهري على التصاميم التي تزيّنت بتفاصيل ثلاثية الأبعاد والتطريزات والأزهار  الفضّية والذهبية المشغولة يدوياً في مشغل المصمّم الحرفي في بيروت. ومعروف ان حبيقة نال استحسان نقّاد الموضة العالميين على مشغولاته المصمّمة والمنفّذة بأسلوب حرفيّ تقليدي في داره الخاصّة. 

georges chakra

بالنسبة الى المصمّم جورج شقرا، فإن مجموعته الجديدة هي التزام بما يحدث في لبنان من ثورة وغليان وتوق الى الحرية، حركة يقودها جيل من الشباب الساعي الى التغيير. وطبعت التصاميم بإطلالاتها البيضاء كصفحات ناصعة كُتبت فوقها قصص جديدة، مثل فستان مصنوع بالكامل من بتلات أزهار عاجية اللون، أو إطلالة كاملة من التول مطرّزة بالورود، أو زهرة كبيرة فوق فستان صغير من الساتان الوردي. أو مثل تلك الورود التي رُسمت يدوياً، وردة وردة، فوق ثوب طويل باهر. وتضفي شرارات الذهب والفضة الحيوية على الأقمشة، ولمسة ثمينة الى غير اللامع منها. العرض تراوح بين الفساتين القصيرة جداً وتلك الطويلة جداً، فاختالت العارضات فوق سجادة حمراء أنيقة تارة، وفوق منصّة ديسكو من السبعينيات تارة أخرى.

Jean Paul Gaultier

قدّم المصمّم جان بول غوتييه عرضاً أخيراً توّج مسيرة 50 عاماً من العطاء الإبداعي في مجال الخياطة الراقية. ورقصت العارضات بينهنّ فريدة وكوكو روشا خلال العرض. ودعا غوتييه نساء ألهمنه لسنوات للسير على المنصّة بينهنّ صديقته روسي دي بالما والممثلة بياتريس دال والمغنية ميلين فارمر، وباريس جاكسون ابنة مايكل جاكسون... وشاركت المغنية بوي جورج في تسلسل جنازة وهمية. العرض تضمّن تصاميم جدّ أنيقة وغير متوقّعة مثلما عوّدنا دائماً «الطفل الشقي» للخياطة الراقية.