المخرج سعيد الماروق: فيلم "الفلوس" نجح لأنه متكامل العناصر!

حوار: هنادي عيسى 15 فبراير 2020
لا يزال فيلم "الفلوس" للمخرج سعيد الماروق يحقق نجاحاً كبيراً منذ بدء عرضه في صالات السينما العربية، ويقوم ببطولته النجم المصري تامر حسني. "لها" التقت الماروق في حوار صريح تحدث فيه عن تفاصيل هذه التجربة، وكشف عن مشاريعه المستقبلية في المجال السينمائي والدراما التلفزيونية.


- أثناء تصويرك لفيلم "الفلوس"، هل توقعتَ أن يحقق إيرادات عالية جداً ونجاحاً كبيراً؟

لم أدخل في لعبة التوقعات إذ إن فريق العمل كان يعمل بهدف تقديم عمل فني متكامل وينال إعجاب الجمهور، وهذا هدف كل إنسان في الحياة، لكن مما لا شك فيه أن تامر حسني هو نجم شباك تذاكر، ولم يكن مستغرباً أن يحقق الفيلم إيرادات عالية.

- فيلم "الفلوس" هو تجربتك السينمائية الثانية بعد "365 يوم سعادة" مع أحمد عز، كيف تقيّم هاتين التجربتين؟

نجاح فيلم "الفلوس" سببه أنه عمل متكامل العناصر من ممثلين وتقنيين ومخرج إلخ.... وهناك فارق زمني كبير (9 سنوات) بين الفيلم الأول والثاني، ولذلك فإن التجربتين مختلفتان. وسُررت كثيراً بفيلم "الفلوس"، لأن العمل مع نجم صف أول ليس أمراً سهلاً، وفيه مسؤولية كبيرة.

- لكن هذا الفيلم تعرّض لعدد من المشكلات إذ بعدما صُوّرِت غالبية مشاهده توقف لظروف معينة، ماذا حدث بالضبط؟

بدأتُ تصوير الفيلم مطلع العام الماضي، واستغرق العمل عليه 27 يوماً، مقسّمة بين لبنان ومصر، ولظروف معينة توقف التصوير لأربعة أشهر، استكملنا بعدها التصوير والنتيجة كانت مُرضية جداً. وكل النجوم المشاركين في الفيلم، وهم خالد الصاوي وزينة ومحمد سلام وعائشة بن أحمد وغيرهم، أبدوا سعادتهم بالنتيجة.


- الفيلم عُرض قبل إجازة نصف السنة في مصر، ورغم ذلك حصد نجاحاً باهراً، كيف تنظر الى هذه الجرأة عند المنتج؟

أُقدّر جرأة المنتج والموزّع اللذين وضعا خطة لعرض الفيلم في هذا التوقيت. وقد أثبت قرارهما هذا أن عرض الأفلام السينمائية لم يعد حكراً على مواسم بعينها، كما أن نجاح "الفلوس" لم يقتصر على مصر، بل امتد الى كل الدول العربية، ومنها الأردن وقطر والإمارات، وهذا الأمر أفرحني كثيراً، وجعلني أتوقع للفيلم أن يحصد المزيد من الإيرادات، وذلك بسبب التقنيات التي استُخدمت في تصويره، والإخراج المميز، وبراعة الممثلين الذين شاركوا فيه.

- أُقيمت احتفالية لفيلم "الفلوس" في مصر بحضور كل نجومه، وأخرى في لبنان غاب عنها كل النجوم باستثنائك أنتَ، فما السبب؟

كان من المقرر أن نقيم حفلَ افتتاحٍ ضخماً في مصر بحضور نجوم الفيلم، وآخر مثله في لبنان، والجميع كان متحمّساً للفكرة، لكن الأوضاع الأمنية غير المستتبّة في بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية كانت أقوى من الجميع، لذا قررتُ إقامة عرض خاص للفيلم في بيروت قبل 48 ساعة من عرضه في الصالات اللبنانية كنوع من الترويج الإعلامي له، والحمد لله كانت انطباعات الإعلاميين والفنانين والجمهور حوله في مصر ولبنان أكثر من رائعة.

- حضر عدد من النجوم اللبنانيين حفل افتتاح فيلم "الفلوس" في بيروت، ومنهم نجوى كرم ووليد توفيق، كيف نظرت الى مبادرتهما تجاهك؟

أشكر كل فنان وقف إلى جانبي، وخصوصاً "شمس الأغنية اللبنانية" نجوى كرم التي كان وجودها أساسياً في حفل الافتتاح وأعطاه زخماً كبيراً، وأكدت أننا بحاجة الى دعم بعضنا البعض، وتجمعني بنجوى صداقة قديمة، وهي مؤمنة بي كمخرج وأنا مؤمن بها كنجمة لامعة في سماء الغناء العربي. كما أسعدني حضور النجم وليد توفيق حفل الافتتاح، وأنا أشكره على ذلك، وهو في رأيي مطرب مميز وقدّم عدداً كبيراً من الأفلام الناجحة. وما أثلج قلبي، أن الفيلم نال إعجاب نجوى ووليد، كما أشكر جميع الممثلين والمخرجين الذين حضروا حفل الافتتاح وحرصوا على دعمي، مثل فادي حداد، كميل طانيوس، بديع أبو شقرا، باسم مغنية، طوني بارود وغيرهم. وهنا أشير إلى أن عدداً من النجوم، مثل عاصي الحلاّني وملحم زين ومعين شريف أحبّوا أن يحضروا حفل الافتتاح، لكنهم لم يتمكنّوا من ذلك لظروف خاصة بهم أو لوجودهم خارج لبنان، وقدّموا الاعتذار.

- هل بدأت التحضير لمشروع سينمائي جديد؟

نعم هناك مشروع فيلم سينمائي جديد، لكننا لا نزال في المراحل الأولى.

- كنت قد وقّعت عقداً مع أحد المنتجين لتصوير مسلسل تلفزيوني، أين أصبح هذا المشروع؟

للأسف، هناك أشخاص نوقّع عقوداً معهم لكنهم لا يلتزمون بها.


- كان لافتاً أن كليب "ليش مغرّب" لنجوى كرم الذي قدّمته عام 2004 يعكس صورة عن الأحداث التي تعصف بلبنان حالياً من تظاهرات وهجرة وفساد... كيف خطرت في بالك حينها تلك الفكرة؟

المخرج عموماً لا يعرف ماذا سيحصل في المستقبل، لكن في أعمالنا الفنية نبني رؤيتنا على الواقع وما سيؤول إليه في المستقبل البعيد، لذلك رأيت في العام 2004 أن المشاكل التي يعاني منها لبنان لم ولن تنتهي، ومنها تهميش الشباب اللبناني وعدم الاهتمام بمستقبلهم، لذا صوّرتهم في كليب أغنية "ليش مغرّب" مصطفّين أمام أبواب السفارات، واضطررت حينذاك لحذف بعض مشاهد هذا العمل تفادياً لمنع عرضه، لكن في خضم الأحداث الأخيرة التي يشهدها لبنان، عاد بقوة الى الشاشة.

- من يدير دفّة العمل السينمائي في هذه المرحلة، المخرج أم المنتج؟

المخرج، لأنه هو من يضع خطة العمل وبالتالي يتحمّل نتائج رؤيته الإخراجية، حتى أن المنتج يتبع تعليماته. صحيح أن المنتج يتناقش في تفاصيل الفيلم مع مخرجه وكاتبه والأبطال المشاركين فيه، لكن يستحيل أن يذهب أي فيلم إلى دور العرض قبل أن يعطي المخرج إذناً بعرضه. فالمخرج هو القائد.

- يؤكد نجوم الغناء أنك الأفضل والأعلى سعراً في عالم الإخراج، فهل هذا صحيح؟

لا أنتظر أن يُقال عني مثل هذا الكلام، ولكنني أحرص على أن أكون جادّاً في عملي، وأحترم جهة الإنتاج، وأُدقّق في التفاصيل الصغيرة، ولا أشترط التعامل مع النجوم بمقدار ما تهمّني الأغنية والصوت والأداء، فيمكن أن أتعاون مع وجه جديد أرى فيه مشروع نجم إذ يتمتع بمواصفات معينة.

- هل لا يزال تصوير الأغنية عنصراً أساسياً في نجاحها؟

لا منافسة بين الكليب والأغنية، بل هما قطبا مشروع فني واحد ومتكامل.

- انتشار الأعمال يرتبط غالباً بأسماء النجوم، هل تشعر كمخرج أن تعبك يذهب سدى عندما لا ينال الكليب حقه؟

العمل مع النجوم ليس سهلاً على الإطلاق، لأنه يُفترض بنا من خلال الكليب أن نزيد نجوميتهم بريقاً، ولذلك تصبح المسؤولية أكبر، وتبرز الخطورة عندما يبدأ هذا البريق بالخفوت من خلال الفيديو كليب. إلى ذلك فإن التسويق ضروري جداً في أي عمل، وهو عنصر مكمّل للنجاح، وأكبر دليل على صحة كلامي، أن هناك مسلسلات عظيمة تُعرض في رمضان، ولكنها لا تنال حقها في الانتشار، لأنها لا تجذب محطات كبيرة لعرضها على شاشاتها بسبب سوء تسويقها.

- هل تخطّط للتخلّي عن إخراج الكليبات؟

أنا أعشق الموسيقى، ولذلك لن أتكبّر أبداً على الفيديو كليب، ولن أنسى فضله عليّ، لكونه ساهم في نجاحي ومن خلاله عبّرت عن أشياء كثيرة وحوّلته الى فيلم قصير، لكن شئنا أم أبينا فإن الفيلم السينمائي هو العمل الفني الوحيد الذي يخلّد الدارما ويمكن مشاهدته مرة أو مرتين أو ثلاثاً.

- هل يرى المخرج أن الفيلم الجاد أكثر أهمية من الفيلم الكوميدي أو يتطلب المزيد من الجهد؟

لا، فأهمية أي فيلم تكمن في موضوعه والتقنيات المستخدمة فيه، ولا يمكننا أن نشبّه تقنية الأكشن بتقنية الكوميديا أو التراجيديا، فلكل نوع أسلوبه في الإخراج، وبالنسبة إليّ أُعاني صعوبة في كوميديا الموقف حيث لا أستطيع الهروب من الكاميرا أو الاختباء فيها، إذ على المَشاهد أن تكون واضحة للجمهور.

- من هم الفنانون الذين ارتحت بالتعامل معهم على صعيد الفيديو كليب؟

سبق وسُئلت هذا السؤال، أنا أقول دائماً إن الفنان يأتي إليّ ليرتاح، لا العكس، ولذلك عليّ أن أتفهّمه وأُديره وأُشعره بالراحة.

- وأيّ مطرب من هؤلاء رأيت فيه مشروع ممثل أو ممثلة؟

هم كثيرون، وطبعاً نانسي عجرم ووائل كفوري ورامي عياش وغيرهم.


- من هم الممثلون اللبنانيون الذين تعلّق عليهم آمالاً سينمائياً؟

جوزيف بو نصار، رفيق علي أحمد، زياد الرحباني، أحمد الزين وكثيرون من الجيل القديم. ومن جيل الشباب برناديت حديب، وعادل كرم أشعر أن في داخله طاقة ممثل عظيم، باسم مغنية، مازن معضّم، وروني الحداد مهم جداً.

- هل تعتبر نفسك من مؤسّسي عالم الكليبات في العالم العربي؟

طبعاً، للمخرجين دور ومكانة في مجال الكليب، ويكفي أننا نعمل منذ أعوام في هذا الميدان، وأثبتنا ريادة خاصة فيه.

- لنعد قليلاً الى الوراء، فقد صوّرت مشاهد من الفيلم العالمي Transformers بالتعاون مع المنتج والمخرج سبيلبرغ، كيف تصف لنا هذا التعاون؟

التعاون مع سبيلبرغ كان مثالياً ونموذجياً ومحترماً، وكان ينبغي أن أقدّم عملاً في هوليوود، لكن الظروف لم تسمح لي بذلك.