المهندسة مي جبارة في إبداع جديد... منزل الشباب ينبض بالحياة... ألوانه نارية وأنيقة معاً

بيروت - روزي الخوري 15 فبراير 2020

كلّ شاب يعيش حياة العزوبية يجد في هذا المنزل نموذجاً للمساكن التي يحلو العيش في ربوعها. فالمهندسة الشّابة مي جبارة التي تتقن ترجمة شخصية كلّ مالك في تصميم منزله، عكست هنا صورة المالك المفعم بالحياة، وتماشت مع أهوائه ومتطلبات العصر الشبابية. فعامل الشباب وموقع المنزل في قلب بيروت وذوق المهندسة جبارة، اجتمعت هنا في أبهى حلّة.


الدقّة في التفاصيل هي الأساس، خصوصاً أنها عكست الشفافية والبساطة المنشودة في قالب من الجمال. حتى الأثاث مصمّم خصيصاً لهذا المنزل، وهو العمل الذي تتقنه المهندسة جبارة ولها تصاميم خاصة كثيرة تحمل توقيعها في عالم المفروشات. الشفافية والنضارة والوضوح عناصر عدة استخدمتها المهندسة، في طليعتها الخشب الفرنسي الزاهي اللون. تقول جبارة: "ابتعدتُ عن الخشب الداكن واستعملتُ خشب السنديان الفرنسي الذي يعطي قيمة ويُبقي المساحة بسيطة بعيدة من التكلّف والزخرفة. وطليتُ الجدران كلّها بالأبيض إلى جانب الواجهات الزجاج الكثيرة والستائر الفوال الشفافة، وهو ما عكس راحة نفسية وسط بساطة التصاميم وأناقتها".

بعض اللّمسات أضفت حياةً وفرحاً وعكست شخصية المالك، كاللّون البرتقالي، أدخلتها المهندسة في ردهة الاستقبال وفي مقعد كبير في الصالون إلى جانب الألوان الزاهية في بعض اللوحات الزيتية لرسامين عالميين. لمسة اللون الناري تعكس جرأة وفرحاً وتطوّر الفكرة العصرية المنشودة، وفي علم النفس تحسّن المزاج وتعطي حيوية، خصوصاً أنّ المنزل شبابيّ.

اللوحة الزيتية في المدخل للرسام "شارل مورتون كلاك" فيها لمسة برتقالية وزرقاء تعلو مقعداً من الدان البيج وُضعت عليه أريكة بلونها الناري.

غرفة الاستقبال مع الباب الرئيسي عنوان واضح لما في الداخل: مزيج الرخام "التالا مارون" الفاخر وخشب السنديان المقلّم بخيوط هندسية رفيعة للباب والدروسوار المستطيل الذي شغل جدار غرفة الاستقبال لاستخدام المساحة بشكل عملي ومزيج الألوان النارية بلمسة ساحرة. أوّل صالون يطالع الزائر بلون أبيض ناصع عبارة عن مقعد مستطيل توزّعت عليه الأرائك المخمل بألوان نارية عدة من الأحمر والبرتقالي وأريكة سوداء في الوسط. وتطعّمت الجلسة بمقعد كبير منفرد باللون الرمادي أعاد الهدوء إلى الجلسة. وتزيّن هذا الصالون بلوحة للرسام يزن حلواني جسّدت عين امرأة، بخطوط عربية وألوان هادئة. وهنا تبرز بوضوح لعبة التباين في الألوان، فعندما يكون الأكسسوار من أرائك ولوحات صاخباً، يسيطر الهدوء على الأثاث والعكس.

وللطاولات في وسط الجلسات قصّة خاصة من الفنّ والعصرية، وقد طغى على معظمها اللون الأسود اللمّاع بأشكال هندسية جديدة ومبتكرة، منها المستطيل ومنها المطاوَل، عزّزت اللمسة الجريئة والمتجدّدة في عالم الهندسة.


الصالون الثاني يشعّ نوراً ونضارة من خلال المقعد المستطيل من القماش البرتقالي إلى جانب تصميمه العصري، خلفه الواجهات الزجاج الكبيرة التي انسدلت أمامها الستائر الفوال الشفّافة لمزيد من النور، ووراءها الشتول الخضراء.

طاولة غرفة الطعام بشكلها المربّع أيضاً طغى عليها اللون الزاهي للسنديان الفرنسي، تحلّقت حولها المقاعد الوثيرة من القماش الدان الرمادي، وتدلّت فوقها تحفّة هي الثريا الكريستال الفاخرة التي أحبّ المالك أن يُبقيها علامة فارقة وسط العصرية نظراً الى قيمتها وأهميتها عنده، فهي هدية من والده، لذا اتّخذت لنفسها مكاناً خاصاً في المنزل.

في هذه الطبقة، مطبخ قمّة في العصرية والأناقة طغى عليه اللون الأسود اللمّاع الذي ازدان بالخشب لطاولة الطعام ومقاعدها في وسط المطبخ، تعلوها الإنارة العصرية المقسّمة إلى ثلاث ثريات مبتكرة التصميم.


درج من الزجاج يقودنا إلى الطبقة العلوية التي توسّطتها غرفة جلوس مخصّصة للتلفزيون والمكتبة، فيها من الراحة والعملية ما يجعلها ركناً هادئاً مخصّصاً للمدفأة. وهنا أدخلت المهندسة خشب الجوز لإعطاء كميّة أكبر من الدفء. تطعّمت المقاعد الوثيرة بلونها الرمادي الزاهي بأرائك من متدرّجات الأخضر الذي عكس جمالية الجلسة الخارجية التي تطلّ مباشرة على هذه الغرفة، شرفة كبيرة تطعّمت بشتول خضر وضعت في مجموعة أوانٍ بأشكال مختلفة، لكن من النوعية نفسها واللون الرمادي.

غرفة النوم شبابية بامتياز، أرضها من الباركيه، ضمّت سريراً وثيراً ومكتبة كبيرة في وسطها جهاز التلفزيون.

في كلّ منزل بصمة جديدة لها، فيها من الجمال والرقيّ والجرأة في التصاميم ما يجعلنا متشوّقين لرؤية عمل جديد لها. وقد أعطتنا هنا المهندسة مي جبارة خير نموذج عن منزل شبابي عصري لم تغِب عنه الأناقة في التصاميم.