دانييلا رحمة: ليس لديّ عقدة المرتبة الأولى بل عقدة العمل الناجح!

حوار: فاديا فهد 13 فبراير 2020

في يوم الحبّ، اخترنا النجمة دانييلا رحمة، غلافاً لمجلّتنا. دانييلا العاشقة والمعشوقة أبداً. ارتدت دانييلا للمناسبة الأحمر، وراحت تتحدّث عن الحبّ، "أجمل شيء في الحياة والشعور الذي يوفّر لنا الاستقرار كي نُنتج ونعطي أفضل". دانييلا "صاحبة حلم" في منطقة تجيد قتل الأحلام... مع ذلك تجدها متفائلة بغدٍ أفضل. الحديث ذهب أيضاً الى أعمالها الجديدة "العودة" الذي يُعرض حالياً، و"أولاد آدم" الذي ستدخل فيها المنافسة الرمضانية بدور مختلف. هنا تفاصيل الحوار.


- من هي دانييلا رحمة المرأة؟

هذا سؤال صعب. لا يمكنني أن أعرّف بنفسي كامرأة في كلمات محدّدة. الإجابة الأصدق هي أنني كيان مستقل وتجربة مختلفة في العالم العربي، اعتمدت على نفسي لأصنع اسمي وأحقّق أحلامي، في مجتمع ذكوريّ، وأصررت على إثبات ذاتي، وعلى السعي وراء أمنياتي لأحقّقها، وقد أثمرت جهودي، وبدأت قبل بضعة أعوام أسير في الطريق التي أريدها في عالم الدراما والتلفزيون. أفتخر بأنني نموذج نسائيّ صارع وحده ليخترق عالم الفن، ولأُثبت نفسي، وأترك بصمة في مجال الدراما.

- ما هي الصفة التي تطبعك؟

أنا صاحبة حلم في منطقة تقتل الأحلام. لكنني متفائلة، ومصرّة دائماً على أنّ الآتي أجمل، وعلى أننا سنتمكن قريباً من التحوّل إلى مجتمع يحتضن النجاح، ولا يحاربه.

- ما الصفة التي تزعجك في شخصيتك؟  

أعتقد أنني لجوجة قليلاً، وأدقّق في أصغر التفاصيل، ما يجعلني أتعب كثيراً. التفاصيل التي ألاحقها تزعج الآخرين، لكنها تريحني شخصياً. أبحث عن الكمال في عملي، مع عِلمي أن الكمال ليس متوافراً دائماً (تضحك). أريد أن يكون عملي متقناً ومحاطاً بكل موجبات نجاحه.

- أين أنتِ من الحبّ؟

الحبّ أجمل شيء في الحياة. هو حالة تؤمّن لنا استقراراً نفسيّاً، وتجعلنا قادرين على العطاء أكثر... من يحبّ، تتوافر له الأجواء المناسبة ليعمل باستقرار أكبر، وينجح أكثر. لستُ بعيدة عن الحبّ، ولكنني أفضّل أن أُبقي حياتي الشخصية بعيدة عن الأضواء، خصوصاً في هذه الفترة التي أنشغل فيها بعملي الجديد. أفضّل التركيز على عطائي الفنّي، ولتبقى حياتي الخاصة مع شريكي أمراً خاصاً جداً (تبتسم). أجدني في بحث دائم عن علاقة حقيقية جادّة وصادقة، لأنني بطبعي أميل إلى تأسيس عائلة، وأحلم باليوم الذي أصبح فيه جاهزة لأكوّن أسرة.


- تخفين شخصية الرجل الذي تحبّينه، هل هذا لتحميه من الملاحقات الصحافية، أم لتحمي نفسك من احتمال فشل العلاقة؟

لا أخفي شيئاً (تضحك)! أفضّل أن تبقى حياتي الخاصة لي وحدي، وملكي أنا، لا شأن لأحد فيها. ولا أعتقد أنّ الجمهور يهتمّ بمعرفة هذه التفاصيل. يهمّ المشاهد العمل الجيّد والاستمتاع به، أكثر من الرجل الذي أحبّ. هذه تفاصيل خاصة جداً، كلما حميتها من الإعلام، دامت أكثر.

- ما أجمل رسالة حبّ وصلتك؟

أساس العلاقة والحبّ هو الكلمة الحلوة والمعاملة الحسنة. أحب الشعر وكلام الغزل شأني شأن كلّ شابّة شرقيّة، فأنا رومانسية بطبعي، والكلام الجميل يشحن الإنسان بطاقة إيجابية. لا رسالة محدّدة تخطر في بالي الآن، أو ربما خطرت ببالي رسالة، لكنني حتماً لن أكشفها لكم (تضحك)... أجمل الرسائل هي التي تصل بدون أن نتوقعها، فتفاجئنا في مضمونها، وفي توقيتها.

- ما أجمل الهدايا التي تلقّيتها عربون محبة؟

أجمل هدية تلقيتها قد تكون لفتة لها قيمتها المعنوية: باقة ورد، أو خطوة معيّنة في توقيت غير متوقّع. أحبّ المفاجآت كثيراً!

- ماذا عن الصفات التي تعشقينها في الرجل؟

أحبّ الرجل صاحب الحضور اللافت، أيّ من يتمتع بسحر الحضور بين الناس، تلك الكاريزما التي يمكن رؤيتها سريعاً، أيّ من يفرض نفسه منذ اللحظة الأولى. أجدني في انجذاب دائم الى صاحب الشخصية الجادة والمسؤولة وقويّة الحضور... المبتسم دائماً والممتلئ بالحياة والإصرار على النجاح والتطوّر.

- وتلك التي لا تطيقينها فيه؟

أكره البخل في المشاعر، كذلك أكره الرجل المستسلم. هاتان الصفتان بشعتان جداً، وتقتلان أي إحساس قد ينشأ لديّ تجاه أيّ رجل.

- ما أول ما يلفتك في الرجل: أناقته، كلماته، ثروته...

أناقته وكلماته طبعاً. الحضور اللافت يتطلّب أناقةً في الشكل، وذكاءً في التعاطي والحديث.

- صفة لا تتحمّلينها في الرجل...

الكذب. أكره الكذب كثيراً. والرجل الذي يكذب، لا يمكنه أن يكون مسؤولاً ولا ربّ عائلة صالحاً، ولا زوجاً ولا شريكاً حقيقياً.

- هل تؤمنين بالزواج الناجح؟ وما هي مقوّماته؟

طبعاً أؤمن بالزواج الناجح، وأحبّ الاستقرار والعائلة. أعتقد أن مقوّمات الزواج الناجح، هي الاحترام المتبادل، وتقدير الآخر، والإيمان بأحلام الشريك والوقوف إلى جانبه. الزوجان يكمّلان بعضهما بعضاً، والعلاقة السويّة الموزونة والقائمة على الاحترام والثقة، تصنع عائلة مستقرةً وسعيدة.

- هل تحلمين بالأمومة؟

لديّ ضعف تجاه الأطفال، وأحلم بالأمومة! أعتقد أن الفكرة هي حلم كل شابّة. أحلم بأن أرى أطفالي، وأربّيهم، وأُشرف على أًصغر تفاصيلهم، فيشغلون حياتي وأشغل يومياتهم، وأتمنى أن أحقق حلمي يوماً، لا أعرف متى، لكن عندما يحين الوقت المناسب.

- بعض الفتيات يتعمّدن البحث عن رجل فيه صفات من والدهنّ... ماذا عنك؟ ماذا تحبين أكثر في والدك؟

من يعرفني يدرك أنني أعشق والدي، فهو مثالي الأعلى، وأتمنى أن يكون زوجي المستقبلي شبيهاً بوالدي، بطيبته وشهامته وأخلاقه وصبره وإصراره على النجاح، وشغفه الذي تعلّمت منه الكثير. والدي قدوتي، ترك أحلامه وسافر ليحمينا ويحقّق لنا أحلامنا، وهو إلى اليوم سندنا جميعاً وملجأنا.

- كان من المفترض أن يشارك والدك يوسف رحمة في "ذا فويس سينيير" ويعود الى الغناء بعد سنوات من الاعتزال بسبب الغربة، لمَ لمْ يتم ذلك؟ وهل تريدين لوالدك أن يحقّق النجاح ويعود الى الفنّ؟

كان من المفترض أن يشارك في البرنامج نعم، لكنه لم يتمكّن من السفر للمشاركة بسبب انشغالاته في أستراليا، لأنّ ذلك كان يتطلب حضوره لفترة طويلة في لبنان، وهو ما لم يكن ممكناً. لقد ترك والدي حلمه ليحقق لنا أحلامنا، وأعتقد أنه حان الوقت كي يستعيد بعضاً مما كان يعشق، وقد نتشارك معاً يوماً في عمل مميز، لا أعلم. أشعر أنني سأقف بجانبه ليقدّم عملاً يليق بمسيرته.


- هل صوتك جميل مثل صوت والدك؟ وهل تفكرين في الغناء؟

أعشق الغناء، لكن صوتي سيئ جداً، وأعتقد أن الجمهور سيهرب إذا سمعني أغنّي (تضحك). لو كنت أملك الصوت الجميل، لدخلت مجال الغناء حتماً، لأنني أحبّ المسرح والاستعراض والغناء عموماً.

- جمالك فتح لك الأبواب التلفزيونية واسعةً، ومنها انتقلت إلى عالم التمثيل. جمالك كان مفتاح شهرتك... ماذا عن الموهبة؟ وكيف صقلتها؟

نعم، لا شكّ في أن جمالي ساهم في انطلاقتي في عالم التلفزيون عموماً. أما في التمثيل، فجمالي كان عنصراً مهماً، ولكن ليس أساسياً. أنا أتعلّم التمثيل منذ سنوات، وأخضع وما زلت، لصفوف مكثّفة لتطوير نفسي كممثلة، وأعمل على تحسين لهجتي، ومن يعرفني يلاحظ الفارق الكبير بين لفظي للحروف والكلمات العربية سابقاً واليوم.

- حقّق مسلسل "تانغو" نجاحاً باهراً، وفزتِ بجائزة الموريكس كـ "أفضل ممثلة ظاهرة العام". هل كنت تتوقّعين كلّ هذا النجاح منذ البطولة الأولى؟ 

لطالما حلمت بأن أصبح ممثلة. أعشق هذه المهنة، وهي المكان الذي أردته وقادني شغفي إليه. "تانغو" حقق نجاحاً ساحقاً، وقدّمني كممثلة، وليس كشابة جميلة تريد التمثيل. وهذا ما صنع فارقاً ونقلة كبيرة في مسيرتي المهنية الصغيرة. والواقع أنه حين عُرض عليّ النص، ومنذ قرأت السيناريو، توقّعت له النجاح، لأنّ العمل كان مختلفاً ومميزاً. في حين قدّمني "الكاتب" كممثلة محترفة أكثر، لأنّ الشخصية التي جسّدتها كانت صعبة جداً وفيها تقلّبات كثيرة. أما "العودة" الذي يُعرض حالياً على MBC4، فهو استكمال للشكل الذي أردته لعملي. والآن "أولاد آدم" سيكون نقلة نوعية في مساري المهني، لأن الدور صعب جداً، ويتطلّب مهارات عالية. أتمنى أن أكون على قدر ثقة شركة الإنتاج "إيغل فيلمز" فيّ، وعند حُسن ظنّ المخرج الليث حجو بي.

- إلى من يعود الفضل في نجاحك هذا؟ 

إلى كل من احتواني ووثق بموهبتي، من "إيغل فيلمز" والمنتج جمال سنّان، إلى المخرج رامي حنا، إلى الممثل باسل خياط، والجمهور الذي صفّق لي وشجّعني ووقف إلى جانبي.

- في "تانغو" كنت تنافسين كبار النجمات المتمكّنات في الساحة الفنّية، هل ساورتك الشكوك بتحقيق النجاح؟

في "تانغو" و"الكاتب" و"بيروت سيتي" والآن "العودة"، أجدني في منافسة مع كل الممثلات اللواتي يقدّمن عملاً درامياً. المنافسة كبيرة وحقيقية، لكن العمل الأفضل هو الذي يفوز بقلوب المشاهدين. النجاح ليس مضموناً دائماً، وهذا طبيعيّ. شخصياً، أقدّم ما عليّ وأسعى وأكدّ وأتعب، والباقي يكون توفيقاً من الله.

- ما الدور الذي لعبه النجم باسل خيّاط في نجاحك واستخراج أفضل ما عندك من طاقات تمثيلية؟

باسل خياط ممثّل محترف جداً ومخضرم، وذو خبرة طويلة ومسيرة غنيّة، استفدتُ منه كثيراً، وكنت أستمع دوماً لملاحظاته وألتزم بها. لا شكّ في أن باسل ساعدني ووقف إلى جانبي، وأنا فخورة بالتجربتين اللتين قدّمتهما معه.

- شاركت باسل خياط أيضاً بطولة مسلسل "الكاتب"، الذي وصفه البعض بأنه نخبوي ومعقّد. ما رأيك؟ 

العمل لم يكن معقّداً، لكنه نخبوي نعم. لكل عمل جمهوره، و"الكاتب" حقّق نجاحاً في صفوف من يهتمون بهذه النوعية من الأعمال. هو تجربة مهمة جداً لي وأفخر بها.

- انطلقت مع سينتيا صموئيل في مسلسل "بيروت سيتي"، لكنك سبقتها إلى البطولة المطلقة... هل خرّب ذلك عليكما زمالتكما وصداقتكما؟

أبداً، علاقتنا جيدة، وأتمنى لها كل التوفيق في مسيرتها.


- في رمضان الماضي، كنت في منافسة مع نادين نسيب نجيم وسيرين عبدالنور اللتين تملكان أعواماً من الخبرة وسنوات من النجاح. ما كان شعورك؟

المنافسة كانت قائمة مع كلّ ممثلة يُعرض لها عمل في رمضان. المنافسة صعبة، ومهمّة في آن، وهي طبيعية. أشعر بالخوف من كل تجربة جديدة، الأمر لا يتعلّق بالأسماء المتنافسة، بل بمضمون ما أقدّمه لأميّز نفسي وأصنع مسيرة أفتخر فيها يوماً ما.

- هل المنافسة تخلق العداوات؟

ليس بالضرورة، قد لا تصنع المنافسة الصداقات، ولكن لا تصل الأمور الى العداوات. ليس لديّ خلاف مع أحد، ولا أعرف إن كان لدى أحد مشكلة معي، فأنا منشغلة بعملي، ولا أريد إلا التركيز عليه.

- كنت غائبة عن لقاء المصالحة بين النجمات الفنانات الذي نظّمته الموسم الماضي النجمة ماغي بو غصن. هل زالت الخلافات حقاً بين النجمات اللبنانيات، أم أنها ستعود بمجرد انطلاق الموسم الرمضاني المقبل؟

مع الأسف، كنت غائبة لتواجدي في أستراليا مع عائلتي في إجازتي السنوية. سعُدت بهذا اللقاء، وكنت أتمنى الانضمام إليه. لقاءات كهذه مطلوبة وضرورية، لأن المنافسة يجب ألا تخلق عداءً أو خلافاً مع أحد. الساحة تتّسع للجميع، ولكلّ فنانة جمهورها ومتابعوها، وهذا لا يقلّل من قيمة الأخرى أو يؤثر في نجاحها.

- رمضان 2020، هل سيقدّم لنا دانييلا جديدة؟  

نعم. سأقدم في "أولاد آدم" دوراً جديداً جداً عليّ. شخصية صعبة ومعقّدة وتحتاج الى طريقة خاصة في الكلام والمشي والتصرّف، نظراً لبيئتها والجوّ الذي تعيش فيه والمهنة التي تمارسها. أنا متحمّسة جداً للدور الجديد، وأتمنى أن أقدّمه بالشكل الصحيح.

- الكلّ يسعى إلى المركز الأول في رمضان، كيف تتجاوزين هذه العقدة؟

أسعى الى ترك بصمة في موسم رمضان وخارجه. وفي كلّ عمل أقدّمه، وأتمنى أن يصل عملي بالشكل الصحيح إلى الجمهور، وأن يحبّه الناس ويتابعوه ويترك أثراً فيهم. ليس لديّ عقدة المرتبة الأولى، بل أُعاني عقدة العمل الناجح!

- أين أنتِ من السينما؟

لم أتلقَّ بعد عرضاً مغرياً. السينما عالم مختلف ودقيق، أتمنى أن أخوض التجربة قريباً، وبعدها نتحدّث فيها أكثر.

- أي دور تمنيتِ لو أنه آل إليك، في التلفزيون أو في السينما؟

هناك أدوار ممتعة ومميّزة لممثلات كثيرات لبنانيات وسوريات ومصريات، لكنني لم أتمنَّ يوماً أن يكون هذا الدور لي. أعشق دور سلافة معمار في "زمن العار" وأراها واحدة من أهمّ الممثلات العربيات. أحبّ سلافة كثيراً، وتُعجبني شخصيتها وتواضعها، وأشكرها عبركم على كل الكلام الجميل الذي يصلني عن لسانها.

- أي دور تحلمين بأدائه بعد؟

الدور الذي أقدّمه في "أولاد آدم" هو من الأدوار التي كنت أتمنى تقديمها. وأحبّ أن أقدّم شخصية Span Class.

- كلمة أخيرة...

أتمنى أن تظلّ كلّ أيامكم حبّاً في حبّ مثل هذا العدد المميّز.