نورا: دخلت الوسط الفني حبّاً به وليس طمعاً بالشهرة والانتشار

حوار: محمد سعيد 29 فبراير 2020
نورا نجمة شابة شقّت طريقها الفني بخطوات ثابتة، وحققت النجاح وأصبحت من الأسماء المهمة والمطلوبة في الآونه الأخيرة لما تملكه من موهبة وقدرات فنية عالية شجّعت الكثير من المنتجين والمخرجين لاختيارها في أعمالهم بسبب براعتها في تقمّص الشخصية بكل مفرداتها. ورغم حداثة عمرها الفني، استطاعت نورا أن تكوّن قاعدة جماهيرية عريضة، خصوصاً في دول الخليج العربي. "لها" التقت بالفنانة نورا ودار بينهما حوار صريح كشفت فيه الأخيرة عن تعاونها مع سيدة الشاشة الخليجية القديرة حياة الفهد في مسلسل "حدود الشر"، وتحدّثت عن تجاربها الغنائية، وصديقتها هبة الدرّي، ومكتشفها الفني، كما تطرقت خلال الحوار الى تفاصيل حياتها الشخصية.


- حققت نجاحاً كبيراً في رمضان الماضي من خلال مسلسل "حدود الشر" مع الفنانة القديرة حياة الفهد، حدّثينا عن أصداء العمل؟

العمل حقق أصداء إيجابية جداً، ولم أكن أتوقع أن يحقق كل هذا النجاح، وينال دوري فيه إعجاب المشاهدين. فالناس الذين التقيهم صدفة في الأسواق أو الأماكن العامة يهنّئونني على براعتي في تقديم الشخصية.

- ومَن رشّحك لهذا الدور؟

المنتج باسم عبد الأمير بعد مشاركتي في مسلسل "وما أدراك ما أمي".

- هذا المسلسل هو تعاونك الأول مع حياة الفهد، كيف كانت كواليس العمل معها؟

في البداية كنت خائفة كثيراً، خاصه أنها المرة التي أقف فيها أمام القديرة حياة الفهد، لكن سرعان ما تبدّد خوفي إذ وجدتها حريصة على العمل وتعاملني بعطف كأنني ابنتها فترشدني وتوجّه إليّ الملاحظات التي تفيدني في تطوير أدائي، وتهتم حتى بأزياء الشخصيات. باختصار، حياة الفهد سلسة في التعامل مع زملائها الفنانين، وقد استمتعت بالعمل معها.


- هل واجهت صعوبة في تقديم الدور؟

كان هذا المسلسل أول عمل تراثي أشارك فيه، وهو مؤلف من ٣٠ حلقة، ومساحة دوري فيه كبيرة، والتحولات التي شهدتها الشخصية طوال الأحداث، وما عانته من ألم وانكسار... أمور أرهقتني وحمّلتني مسؤولية كبيرة، فكنت أُكثّف التحضيرات قبل بدء التصوير، لكن زملائي الفنانين المشاركين في المسلسل شجّعوني وساعدوني فقدّمت أفضل أداء، وخاصه الفنانة هيّا الشعيبي، لأن أغلب مشاهدي كانت معها.

- ضمّ المسلسل عدداً من الفنانات الشابات، أنتِ وهبة الدرّي وشيماء علي وهنادي الكندري... من منهنّ كانت الأقرب إليك في الكواليس؟

هبه الدرّي من صديقاتي المقرّبات في الوسط الفني، وحتى قبل مشاركتي في هذا المسلسل كانت تُسدي إليّ النصائح وأنا أعمل بها، نظراً لأقدميتها في التمثيل وخبرتها الطويلة في هذا المجال. عموماً، علاقتي جيدة بفريق العمل، وأجواء الكواليس كانت هادئة ومُريحة، ولا توترات فيها، لأن كل فنانة شاركت في العمل كانت تركّز في شخصيتها وتحرص على تقديم أفضل أداء، وقد أدى ذلك إلى نجاح المسلسل.

- هل حقق العمل شيئاً من طموحاتك الفنية، خصوصاً أن البعض وصف دورك، رغم ما فيه من ألم وانكسارات بأنه أجمل ما قدّمت حتى الآن في الفن؟

بالتأكيد، يكفي وقوفي أمام "سيدة الشاشة الخليجية" الفنانة القديرة حياة الفهد، فهو في حد ذاته جزء من طموحي الفني. لقد تعلّمت الكثير من خلال هذا الدور، ولا أستطيع نسيان تعليمات المخرج أحمد دعيبس، فهو يتمتع برؤية إخراجية ثاقبة ويمتلك خبرة في إخراج المسلسلات التاريخية، وأخرج طاقات كامنة في داخلي، وكان يرافقني في كل خطواتي، وشجّعني على التغلّب على مخاوفي وصعوبات الدور.

- ما أكثر مشهد واجهتِ صعوبة في تجسيده؟

مشهد تنظيف الحمّام كان صعباً جداً، فقد صوّرته في طقس بارد، وتبلّلت ملابسي بالماء، ورغم انزعاجي أدّيت المشهد بأفضل صوره ممكنة.

- بعدما لمع نجمك بين فنانات اليوم، هل ما زلت تبحثين عن أدوار بهدف الانتشار والنجومية؟

يهمّني أن أُقدّم أدواراً مميزة وشخصيات جديدة يشعر المشاهد أنها موجودة بالفعل ويتأثر بها أكثر من غرض الانتشار والنجومية، خاصه أنني دخلت الوسط الفني حبّاً به وليس طمعاً بالشهرة والانتشار.


- هل تميلين الى أدوار الفتاة المغلوبة على أمرها؟

لا، ولكنّ المخرجين والمنتجين هم الذين يختارونني لهذه النوعية من الأدوار، لأن ملامحي بريئة ولا تساعدني في تجسيد الشخصيات الشريرة.

- تطغى الشللية على الوسط الفني، هل تنتمين إلى شلّة معينة؟

لا، وأرحّب بالعمل مع جميع الفنانين.

- تتمتّعين بخفة الظلّ، لكنك لا تقدّمين الأدوار الكوميدية...

لم أُقدّم عملاً كوميدياً بعد، وأتمنّى أن يتم اختياري لدور كوميدي.

- مع صعودك الفني، هل بدأ أجرك بالارتفاع؟

لا أعتبر نفسي من الفنانات ذوات الأجور العالية، خصوصاً أنني ما زلت في بداية مشواري الفني، فقد دخلت عالم الفن منذ أربعة أعوام، وأؤمن بأن النجوم الذي لمعوا من قبل، لم تكن المادة هدفهم الأساسي. نعم أجري في ارتفاع، ولكن في العادة أتفاوض مع الجهّة المُنتجة في الأجر، خصوصاً إذا وجدت أن الدور يناسبني، ومن الممكن أن يفيدني ويُظهر قدراتي الفنية.

- من الذي فتح أبواب الفن أمام نورا محمد؟

الفنان والمخرج محمد الحملي.

- هل واجهت معارضة من الأهل؟

عارض أهلي دخولي مجال الفن، وعانيت صعوبات في إقناعهم، ونجحت في ذلك.

- وكيف استقبل الجمهور أعمالك؟

الجمهور أحبّ أعمالي، وأسعدني ذلك كثيراً.

- وفي أي عمل بالتحديد لمستِ محبّة جمهورك لك؟

من خلال مسلسل "إقبال يوم أقبلت" مع النجمة القديرة هدى حسين، عرفت أن الجمهور يحب الشخصيات الحقيقية في المجتمع، ببساطتها وعفويتها بعيداً من التكلف في الملابس والأداء... كذلك أعجبهم دوري في مسلسل "حدود الشر"، بحيث ظهرت فيه بدون ماكياج مع تسريحة شعر بسيطة.

- كونك فنانة تُسلّط عليها الأضواء، من الطبيعي أن تتعرّضي للانتقادات، فكيف تتلقّينها؟

أتقبّل الانتقاد بصدر رحب إذا أحسست أنه في محله، حتى وإن لم يكن صادراً عن ناقد فني. وأنا أحترم رأي كل شخص يكون من باب النُّصح، ويشجّعني على تقديم الأفضل.

- أيهما تفضّلين أكثر: الشهرة أم المال؟

الشهرة، فهي التي تجلب المال.

- إذا تزوّجتِ، هل تعتزلين الفن؟

لطالما أكّدت أن الفن هو حياتي، ولا يمكنني العيش بعيداً من الفن.

- هل أنت محظوظة فنياً؟

محظوظة كثيراً.

- ما هي الأدوار التي تتمّنين تقديمها؟

الشخصيات الشريرة والمعقدة.

- في رأيك، ما هي معاناة الفنان الحقيقية؟

يعيش الفنان في صراع دائم من أجل تقديم الأفضل، ويبقى متوتراً طوال فترات التصوير وخائفاً من ألاّ يجسّد الدور بأبهى صورة.

- هل تشكل الرقابة عائقاً أمام إنجاز أي عمل فني؟

أحياناً، وهذا يعود الى طبيعة العمل.

- من يُقيّم أعمالك؟

والدي، فهو أكثر شخص أنتظر تقييمه لأعمالي، لأنه يقول رأيه بصراحة، ولا يعرف المجاملة. كذلك تهمّني آراء بعض صديقاتي المقرّبات.

- إلامَ تطمحين؟

أطمح لتقديم عمل غنائي جديد ومميز.

- ما هي برأيك أهم عناصر نجاح العمل؟

لكي ينجح أي عمل فنّي، يجب أن يعمل المشاركون فيه بروح الفريق، بدءاً من الإخراج وجهّة الإنتاج، وانتهاءً بالممثلين والتقنيين.

- هل تبحثين عن الدور الصعب؟

بالطبع، لأن الدور السهل في إمكان أي ممثل أن يلعبه.

- كيف تتعاملين مع الغيرة التي تعتمل في صدور بعض الفنانات؟

لا ألتفت إليهنّ، ولا أتأثر بأي عوامل قد تؤثّر سلباً في أدائي، بل أحاول دائماً التركيز في عملي. وفي العادة، أُخفّف نار الغيرة بالتقرّب من هؤلاء، أو بترشيحهن لأدوار في أعمال فنية أخرى.


- هل خذلك أحد الفنانين؟

خُذِلتُ من عدد من الفنانين، إذ توقّعت أن ألقى الدعم منهم، وخاب ظنّي...

- ما قصّتك مع الغناء؟ خصوصاً أن الجمهور عرفك كممثلة...

حكايتي طويلة مع الغناء. كثرٌ لا يعرفون أنني بدأت مشواري الفنّي كمغنية، لكنني لم أجد الدعم الكافي، وخذلني الكثير من الأصدقاء، ومع ذلك لم أيأس واستمررت... فنفّذت أغنيتين، الأولى عنوانها "أهل الهوى" من إنتاج الملحن فهد الناصر، والأغنية الثانية باللهجة المصرية وتحمل عنوان "أنت الأمان"، وهي من إنتاجي الخاص. كما غنّيت مقدّمة مسلسل "ذكريات لا تموت"، وشاركت في العديد من المسرحيات الغنائية والإعلانات، كذلك غنيّت في مهرجان "هلا فبراير" ٢٠١٦ وما زلت مستمرة في الغناء، لكن الجمهور اعتاد على مشاهدتي في المسلسلات أكثر من الأعمال الغنائية.

- ألا تخافين أن تبدّدي جهدك وطاقتك ما بين الغناء والتمثيل فتقصّري تجاه أحدهما؟

أعترف بأنني مقصّرة تجاه الغناء، وحدث ما كنت خائفة منه، والسبب أن عروضاً كثيرة تأتيني في مجال التمثيل، مع نجوم كبار، ولا يمكن أي شخص أن يرفضها، ولكن هذا لا يعني أن أُهمل موهبتي في الغناء، وجمهوري يعرف أنني بارعة في المجالين، كما أتدرّب باستمرار على الغناء، وأُحيي الحفلات والأعراس وأشارك في المسرحيات الغنائية.

- لكن علمنا أنك تنوين التفرّغ للغناء واعتزال التمثيل مؤقتاً؟

كل شيء جائز... لم أقرّر بعد، فقد تلقّيت دروساً في التمثيل وخصّصت له الكثير من وقتي، على حساب الغناء، ولذلك سأسعى أيضاً للتفرّغ للغناء.

- أيّهما الأقرب إليك: التمثيل أم الغناء؟

الغناء، لأنني غنّيت ٦ سنوات، وما زلت حديثة العهد في التمثيل.

- ما أكثر ما يُغضبك في الوسط الفني؟

العنصرية، سواء داخل الوسط أو خارجه، فالعنصرية مقيتة، والفن الحقيقي لا يعرف ديناً ولا لوناً ولا مذهباً، وعماده الإنسانية الحقّة، وأنا أستشيط غضباً من أي شخص عنصري، وأرفض تقييم الإنسان بحسب شكله أو لونه أو جنسيته أو دينه.

- ما الخط الأحمر في حياتك؟

في حياتي الكثير من الخطوط الحمر، وهي والداي وعائلتي وحياتي الشخصية ومنزلي... لا أسمح لأحد بالاقتراب منهم.

- وهل حياتك الشخصية مكشوفة على مواقع التواصل الاجتماعي؟

أكتفي بنشر أخباري الفنية على السوشيال ميديا، أما حياتي الخاصة فهي ملكي وحدي ولا يحق لأحد الاطّلاع على تفاصيلها.

- للشهرة ثمن، أي ثمن دفعته نورا لقاء الشهرة؟

الشهرة سرقت مني خصوصيتي، خاصة حين أكون برفقة عائلتي في أحد الأماكن العامة، فيصوّرني البعض خلسةً، ويرسلون إليّ الفيديوهات...


- عزا البعض نجاحك الى تمتّعك بمقومات الجمال، فما رأيك؟

هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فهناك فنانات كثيرات أجمل منّي ولم يحقّقن أي نجاح.

- ما جديدك الفني؟ وماذا تقولين لجمهورك من خلال "لها"؟

جديدي مسلسل رمضاني عنوانه "شغف" مع الفنانة القديرة هدى حسين. وجارٍ التوقيع على عمل رمضاني آخر سيكون مفاجأة للمشاهدين، وأتوقع أن يحصد ردود فعل قوية جداً. وأشكر جمهوري على محبّتهم الصادقة ودعمهم لي، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في اللقاءات المباشرة.