طوني بارود تعبت كثيراً للوصول

ماجدة الصباحي, روميو لحود, كريستينا صوايا, قناة ال.بي.سي

01 يوليو 2009

في «اكتشفنا البارود» لفتنا بلباقته وفي «شرّف توني» شدّنا بأناقته. طوني بارود الرياضي المميّز الذي أشعل ملاعب كرة السلّة ابتعد عنها نهائياً ولكنه اقترب من قلب المشاهد العربي عبر شاشة «إل.بي.سي» وعلى مدى 17 عاماً.
لمناسبة انطلاق برنامجه الجديد «شرّف توني». «لها» التقت البارود فكان هذا الحوار:

 - مبروك «شرّف توني». بعد «اكتشفنا البارود» الذي اتّهموك فيه بالنرجسية  اخترت لبرنامجك الجديد إسماً يرتبط أيضاً باسمك؟ ما هو تعليقك؟
النرجسية بعيدة جداً عن طبعي. «إل.بي.سي» اختارت الإسم بعدما اقترحه علينا الكاتب كميل سلامة، و«شرّفتوني» كلمة نستعملها بلهجتنا العربية عندما نريد التأهيل بالضيف.

 - لاحظنا أنك تتروى دائماً قبل الإطلالة على الشاشة، لماذا؟ وما الجديد الذي يحمله «شرّف توني»؟
بعدما بذلت جهداً كبيراً وصرفت وقتاً طويلاً لأصل إلى الصورة الإعلامية التي كوّنتها لنفسي، أصبحت أدرس كل خطوة أنوي القيام بها من نواح عدّة. وبعد نجاح برنامجنا الرمضاني «شو بتقول» على شاشة «إل.بي.سي» قرّرت وشريكتي في «PR.Cam» غادة حبيقة أن نضع فكرة لبرنامج نعدّه وننتجه بعيداً عن البرامج المقتبسة التي أصبحت جميع الشركات تتهافت على شرائها. وبعد أكثر من سنة على وضع الأفكار ودرس البرنامج من حيث المضمون والديكور والبرنامج الفني الإستعراضي ولد «شرّف توني» وأعتقد أن المشاهد لحظ أن هذا البرنامج يحمل الكثير من الأفكار المتجدّدة وله هويّة خاصة وكأنه «عشاء فاخر» أو Gala Dinner في صالة أوبرا راقية، وبحضور ضيوف مميّزين، عرباً ولبنانيين، من كل المجالات، يحلو معهم الحوار والكلام.

 - هذا العشاء الفاخر تتضمّن لائحة طعامه أطباقاً منوّعة. مقبلات، صلصات خفيفة ومخلّلة وحلويات. في حين يتميّز أسلوب طوني بارود بدراسة الكلمة، تعمد برامج حوارية أخرى إلى اعتماد الأسلوب الإستفزازي. ما رأيك بهذا الأسلوب وهل تقرّ بأنه جذّاب وناجح؟
قد يكون ناجحاً لكنه بعيد كل البعد عن شخصيتي وأسلوبي في الحياة العادية وفي الحياة المهنية. هذه الإستراتيجية باعتماد الأسلوب الإستفزازي والفضائحي وسيلة سريعة قد تحقّق النجاح لكنها ليست ثابتة. عندما أدعو الضيف يجب أن أعترف بأن مشاركته القيّمة في البرنامج لها دور أساسي في إنجاحه، فلماذا أعتمد أسلوباً رخيصاً؟ وهنا أذكر ما قاله عني الموسيقار ملحم بركات حول هذا الموضوع: طوني يأخذ من نفسه ليعطينا حقنا.

 - وسط هذه الزحمة في البرامج الفنية الضخمة على الشاشات العربية، ما العنصر الأساسي الذي يساهم في جذب عين المشاهد وقلبه؟
إنه عمل متكامل لكن الإبهار عنصر أساسي لإنجاح البرنامج، إن كان من حيث الديكور أو المضمون أو الإخراج أو اختيار الضيوف أو انتقاء البرنامج الفنّي الجذّاب.
نحن حاولنا جمع كل هذه العناصر. وبالمناسبة أتوجّه بالشكر إلى يارا عيسى الخوري التي حوّلت استديو «إل.بي.سي» إلى صالة أوبرا فخمة، وأشكر أيضاً قائد الفرقة الموسيقية إيلي العليا الذي يساهم إلى حدّ كبير في إعطاء البرنامج الفني نكهة خاصة، وإلى سامي الحاج الذي يقدّم لنا مع الراقصان أجمل اللوحات الإستعراضية. أما الفقرات الرياضية أو اللوحات البهلوانية فقد أضفت شيئاً خاصاً على الشقّ الترفيهي لـ «شرّف توني».

 - إلى أي مدى ساهم إسم «البارود» في إنجاح «شرّف توني»؟
المهم أني برهنت أني في المكان المناسب، وأعتقد أني حقّقت هدفي بعدما تعبت وقطعت مراحل عدّة. وأفضل شهادة أعتزّ بها وقد تجيب عن سؤالك ما قاله عني الناس في المجتمع السعودي: «طوني بارود بإمكانه الدخول إلى أي بيت لأنه إعلامي مهذّب». أعتقد أني نجحت في إيصال الصورة الراقية لـ «شرّف توني» فأنا أحرص على احترام ضيوفي وأبتعد عن خدش شعورهم وعن خدش عين المشاهد أو أذنه.

 - برأيك من هو منافس «طوني بارود» حالياً؟
أعتبر أن كل زميل لي يطلّ على الشاشة الصغيرة هو منافس لي، لكني أؤكد أن ما من وجه شبه بيني وبين أي مقدّم برنامج، فكل واحد شخصيته وطريقته في التقديم والحوار.

 - هل تتابع برامج زملائك على الشاشة الصغيرة؟ ومن منهم يلفت انتباهك؟
يلفتني كثيراً نيشان فهو مميّز جداً، وأنا معجب بجورج قرداحي الذي استطاع أن يسطع في أسلوب خاص ابتكره لنفسه. وأعتبر أن مرسيل غانم هو نجم البرامج السياسية. أقدّر جهود طوني خليفة الشخصية لأنه لم يتّكل على البرامج المقتبسة، وأحيّي زافين وزاهي وهبي فقد استطاعا أن يثبتا شخصيتيهما الخاصتين بهما وحافظا على مكانتهما طوال سنين. وأعتقد أن الإعلامي الناجح هو من يستطيع الإستمرار على الشاشة وهذا أمر صعب جداً.

 - ماذا عن درب طوني بارود، هل كان صعباً وشاقاً؟
تعبت كثيراً للوصول الى ما أنا عليه الآن، والفضل في ذلك يعود إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال التي أعطتني الفرصة لتحقيق هدفي. وثقت بموهبتي وأطلقتني، وأنا حافظت على هذه الثقة وعرفت كيف أوظّفها.


- ما هو أهم إنجاز حقّقه البارود طوال هذه السنين على الشاشة الصغيرة؟
أهم إنجاز هو أنني مازلت هنا ومستمرّ في العمل التلفزيوني منذ 17 عاماً. قدّمت برامج ألعاب ومنوّعات ومسابقات وبرامج حوارية وقدّمت حفلات مباشرة كبرى، وفي كلّ عمل حاولت أن أثبت نفسي وأن أقدّم أفضل ما عندي. صحيح أني تعبت وانتظرت وتريثت لأن الوسيلة الإعلامية قد تساهم في إحراق صورة الإعلامي، لكن الحمد لله ها أنا أكمل مسيرتي بخطى ثابتة وآمل في تقديم كل ما هو جديد وراقٍ.

 - ألا تحنّ إلى الرياضة؟ لماذا لا تعدّ وتقدّم برنامجاً رياضياً؟
قد يفاجئك جوابي. الرياضة لم تعد ملعبي. أحنّ إلى الرياضة كلاعب ولكني اليوم إعلامي، تبدّل مكان التحدّي واللعبة أصبحت أصعب وأجمل.

 - تفتتح برنامجك بمحطة «مونولوج» تذكرنا بدورك المسرحي في الـ Stand Up Comedy. هل تفكّر في إعادة تجربة التمثيل المسرحي؟
طبعاً، لأن المسرح أعطاني ثقة كبيرة بالنفس خصوصاً من خلال هذا النوع المسرحي الذي يفرض على الممثل أن يعتلي الخشبة بمفرده ويبذل كل جهده لجذب الجمهور بأدائه، بصوته وحركته، وبإيصال الرسالة التي تتضمنّها المسرحية.

 - المؤسسة اللبنانية للإرسال تمرّ اليوم بظروف صعبة في ظل نزاع قضائي بين الشيخ بيار الضاهر ورئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع. هل ستبقى في «إل.بي.سي» مهما كانت النتائج؟
نحن نعمل في المؤسسة بشكل طبيعي ولا تؤثّر فينا هذه الأمور القضائية. صحيح أنه لا يمكننا أن نجزم بشيء، لكن مهما حصل فأنا أبقى في هذه المؤسسة ولن أتركها. وكما وقفوا بجانبي فأنا سأبقى بجانبهم في كل الظروف على الحلو وعلى المر. وأغتنم الفرصة لأوجّه رسالة شكر عبر «لها» إلى الشيخ بيار الضاهر الذي آمن بي، كما أشكر مدير البرامج طوني كرم الذي دعمنا لإطلاق «شرّف توني».

 - ما رأيك في «زميلتك» كريستينا صوايا؟ وهل ترى أن «أجواء» كان مناسباً للقب الذي تحمله؟
أنا متأكد بأن كريستينا ستصبح إعلامية ناجحة وأتمنى أن تقدم برنامجاً حوارياً لأن لديها كل المقوّمات للقيام بذلك. أما بالنسبة إلى «أجواء» فأعتقد أنها نجحت بمشاركتها في هذا البرنامج الشبابي الذي يتناسب مع شخصيتها والذي اختارها له المخرج بودي معلولي. وأهم ما نصحٹ به كريستينا هو مواصلة المشوار وعدم التوقّف أمام أي انتقاد لأن جميع المذيعين يمرّون بهذه المرحلة، وأنا منهم.

 - سبق لكما أن قدّمتما حفلات مشتركة، لماذا لا تخوضان هذه التجربة عبر الشاشة الصغيرة؟
قد نقوم بذلك لاحقاً لكني أفضّل اليوم أن تنطلق بمفردها.

 - طالتك وكريستينا شائعات عدّة. إلى أي مدى أزعجتك وهل هدّدت منزلكما الزوجي؟
أنا وكريستينا ثابتان ولا شيء يهزّ علاقتنا ولا شيء يؤثّر في العائلة الصغيرة التي بنيناها. أما بالنسبة إلى الشائعات فلا نكترث لها لأنها طالتنا منذ اليوم الأوّل لارتباطنا، لكن شائعة إصابتي بمرض خبيث أزعجت أهلي وكل من هم حولي.

 - ماذا عن ديا-ماريا، هل تجد الوقت الكافي لتكون إلى جانبها؟ أخبرنا عن طوني الأب؟
رغم إنهماكي بـ «شرّف توني» أحاول تخصيص وقت للإهتمام بديا-ماريا. أرى نفسي فيها ولكني ضعيف جداً أمامها. كريستينا تبذل جهداً كبيراً في تربيتها وديا-ماريا «تربيني»، فهي مفعمة بطاقة غريبة ويربطني بها شعور كبير لا يمكنني وصفه.