باسم مغنية: أريد ترك بصمة في مجال التمثيل

حـوار: هنـادي عيـسى 07 مارس 2020
يعيش النجم اللبناني باسم مغنية زهوة نجاحه من خلال دوره في مسلسل "سر" الذي يلقى قبولاً كبيراً من المشاهدين العرب، كما يستعد حالياً لخوض تجربة جديدة في مصر، من خلال مسلسل يحمل عنوان "النهاية". وفي حواره مع "لها"، يتحدث مغنية عن تجاربه الفنية الجديدة، ويتطرق الى بعض الأمور الحياتية الخاصة.


- تقيم حالياً في مصر من أجل مشروع درامي جديد، ما هي تفاصيله؟

سافرت الى مصر للمشاركة بدور أساسي في المسلسل المصري "النهاية" الذي سيُعرض في موسم رمضان 2020، وتدور أحداثه حول التكنولوجيا وآخر تطوراتها في العام 2120، وهو من بطولة يوسف الشريف، درّة وناهد السباعي، إخراج محمد سامي، وإنتاج شركة "سينرجي" لصاحبها تامر مرسي.


- انتهيت قبل أسابيع من تصوير مسلسل في السويد، حدّثنا عنه؟

هذا المسلسل يحمل عنوان "ليالي الشمال"، وسيُعرض أيضاً في رمضان المقبل، وهو من بطولتي إلى جانب فراس إبراهيم ومريم حسين وغيرهم، وتأليف وإخراج عماد النجار، وأحداثه متشعّبة إذ تسلّط الضوء على قضية نزوح السوريين الى أوروبا، والتطرف الإسلامي، وقصص حُبّ هامشية. وأُقدّم في المسلسل دوراً أساسياً، وهو لشخصية حقيقية تحمل الجنسية المصرية، لكن الكاتب أراد أن أقدّمها كلبناني لئلا يوجَّه إصبع الاتّهام إليه مباشرةً، لأنه إسلامي متطرف.

- شخصية المتطرّف تُخيف الممثل عموماً، فكيف وافقت عليها؟

عندما عُرض عليّ المسلسل، لم أهتم به كثيراً، وبقي السيناريو حبيس الأدراج لنحو أسبوعين قبل أن أقرأه إذ كنت مشغولاً بتصوير مسلسل "سر"، لكن بعد إلحاح المخرج عماد النجار قرأت النص وفوجئت بمدى صعوبة الدور الذي أُسند إليّ، لذلك شعرت أن هذا العمل بمثابة تحدٍ لي، وهو مؤلّف من 30 حلقة، وغالبية أحداثه صُوّرت في السويد وباقي المشاهد في لبنان.

- كيف وجدت أصداء نجاح مسلسل "سر" الذي يُعرض على MBC 4؟

قبل أن أتحدّث عن دوري في مسلسل "سرّ"، أريد أن أكشف سرّاً، وهو أنني قرّرت منذ حوالى 7 سنوات أن أسلك طريقاً مختلفاً في انتقاء أدواري، إذ أحببت أن أخرج من شخصية الفتى الأول، أي العاشق الولهان، خاصة أنني ممثل أكاديمي تخرّجت في معهد الفنون الجميلة، وعلّمت في الجامعة لمدة ثلاث سنوات، وهذا حتّم عليّ أن أترك بصمة في مجال التمثيل، ودفعني لتقديم مسلسلات تختلف في أفكارها ومضامينها، ومنها "تانغو" و"ثورة الفلاحين" و"الشقيقتان" و"أسود"... التي أدّيت فيها أدواراً متنوعة جعلتني ممثلاً متميزاً عن زملائي الفنانين. وهذا التنوّع في الشخصيات التي جسّدتها، شجّعني على اختيار مسلسل "سرّ" الذي لا يشبه دوري فيه أيّاً من أدواري السابقة، بحيث أدّيت شخصية المحقّق الغامض، ولاقت ردود فعل إيجابية ورائعة من المشاهدين في العالم العربي، كما أثنى النقّاد والإعلاميون المتمرّسون على براعتي في تقديم السهل الممتنع من خلال هذا المسلسل.


- كيف عُرضت عليك المشاركة في "سرّ"، وماذا عن كواليس هذا العمل؟

أنا من اخترتُ المشاركة في بطولة "سر"، فبعد شهر ونصف الشهر من المفاوضات مع المنتجَين سامح مجدي ونهلة زيدان، قبلت بشروط العقد الذي قدّماه لي، لأنني وثقت فيهما، ووجدتهما محترمَين ومحترِفَين في عملهما، وكل ما اتفقنا عليه شفهياً تم تنفيذه فعلاً.

- المنتج سامح مجدي مصري الجنسية، كيف اختار ممثلاً لبنانياً لبطولة المسلسل؟

حين جلست مع المنتج سامح مجدي، اكتشفت أنه يعرفني من خلال مشاركتي في عدد من الأعمال المصرية، وآخرها "لا تطفئ الشمس" مع النجمة ميرفت أمين. كما أخبرني أنه شاهد مسلسل "أسود" الذي عُرض في رمضان الماضي، و"ثورة الفلاحين" أيضاً، وشعر أنني أستحق أن أكون بطل أحد إنتاجاته، وقد تحقّق ذلك، وحصد مسلسل "سر" نجاحاً كبيراً.

- تصدُّر اسمك "أفيش" المسلسل أغضب الممثل وسام حنا، فأثار بلبلة في وسائل الإعلام، هل علمت بذلك؟

نعم علمت بهذه البلبلة، وقد تغاضيت عن أمور كثيرة حصلت في أثناء تصوير المسلسل، ولا أريد التحدّث عنها، فالناس كانوا يعتقدون أن وسام حنا هو بطل العمل، إلى جانب بسام كوسا، وكُتب الكثير عن هذا الموضوع في الإعلام، لكن ما إن بدأ عرض العمل على الشاشة، حتى فوجئ بي المشاهدون أقدّم دور البطولة.


- الممثل يوسف الخال طرح أخيراً مسألة للنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي أن كرامة الممثل اللبناني مهدورة... هل توافقه الرأي؟

أريد أن أكون منصفاً، وأقول الأمور كما هي. فبما أنني "ابن السوق" وأعرف خباياها، أؤكد أن الممثل اللبناني عموماً ليس مغبوناً، بل حصراً نجم الصف الأول في لبنان لا يأخذ حقه في الأعمال الدرامية، وهذا بخلاف أصحاب الأدوار الثانية والثالثة والرابعة الذين يشاركون في أكثر من عمل درامي على مدار السنة، إذ إن ممثّلي 90 في المئة من المسلسلات العربية المشتركة هم من الجنسية اللبنانية، لكن السوق الفني العربي بات يفضّل الأعمال العربية المشتركة القائمة على الشراكة بين السوريين واللبنانيين، والمصريين أحياناً. وفي الغالب، تختار المحطات التلفزيونية العربية أن تكون بطلة أي مسلسل مشترك لبنانية، لأنها تشبه في حياتها الروح الغربية والتركية أكثر من البطلة السورية أو المصرية، ولا تهتم ما إذا كانت البطلة اللبنانية ممثلة محترفة أم مبتدئة أم تفتقر إلى الموهبة. لذلك نرى الأبطال الشبان سوريين أو تونسيين أو مصريين ليصبح المسلسل من وجهة نظرهم عربياً مشتركاً.

- هل تعاني الدراما اللبنانية أزمة كتّاب؟

نعم، فكتّاب الدراما اللبنانية عددهم قليل مقارنةً بالكوادر الفنية.

- يقول البعض إن النجاح في الدراما المشتركة أكثر سهولة منه في الدراما المحلية، هل توافقهم الرأي؟

لا، ليست كل الأعمال المشتركة ناجحة، وأنا شخصياً تلقيت عرضاً للمشاركة في عملين مشتركين، وعمل مصري، ومسلسل "أسود" فاخترت الأخير، وربما لو أنني اخترت غيره لما حققت أي نجاح، ولكن إذا نجح العمل المشترك فإنه يساهم في انتشار الممثل ووصوله إلى كل الجمهور العربي، تماماً كما حصل في مسلسل "تانغو".

- ماذا تقول عن مسلسل "ثورة الفلاحين" الذي نجح بقوة خارج السباق الرمضاني؟

أرى أن مسلسل "ثورة الفلاحين" عمل استثنائي لا يتكرر بإنتاجه الضخم وعدد الممثلين والنجوم الذين شاركوا فيه، بالإضافة إلى القصّة والإخراج المميز. ولو عرض في رمضان لكان منافِساً شرساً وأخاف باقي الأعمال، لأنه يضم كل عناصر النجاح.

- كيف تنظر الى تبادل التهاني بين الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي؟

أتمنى أن تكون هذه الظاهرة حقيقية ونابعة من القلب لا بدافع الغيرة إذ إن الكثير من الفنانين يهنئون بعضهم بعضاً من باب المجاملة، ولكن ثمة من هو صادق في اليهنئة. وأذكر أنني في أحد الأعوام لم أقدّم عملاً في رمضان، ولكنني هنّأت كل زملائي الذين شاركوا حينها في السباق الرمضاني وتمنّيت لهم التوفيق، إنما في رمضان الماضي، زملاء قلائل لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة هنّأوني على "تانغو" ثم "أسود"، أما "ثورة الفلاحين" فبارك عدد كبير من الفنانين لزملائي في العمل وتناسوا تهنئتي على نجاح دور "رامح".

ولا شك أن هناك من يغار في الوسط الفني، ولا يستطيع أن يخبّئ غيرته، ولكن الممثل الواثق في نفسه يبارك لزميله ويهنئه على النجاح، وأنا شخصياً أثق في نفسي، وأسارع إلى تهنئة كل زميل يقدّم عملاً فنياً ناجحاً، ولكن إذا كررت ذلك مراراً، وهو لم يبادلني بالمثل انسحب ولا أتّصل به مجدداً، حتى أن البعض لا أهنّئهم على "تويتر"، ولكن في الغالب أُرسل إليهم إشعاراً بالتهنئة عبر "واتساب"، أو من خلال مكالمة هاتفية، وأتجنّب مواقع التواصل الاجتماعي التي يهدف البعض من خلالها الى زيادة عدد المتابعين.