فيلاّ الأحلام تسرقنا إلى عالم الإبهار... روجيه لبكي في أجمل قصّة من الفنّ الهندسي الحديث

بيروت – روزي الخوري 07 مارس 2020
كلّ الصّفات يمكن أن تنطبق على هذا المسكن. واحة الهدوء والرقيّ والفخامة، منزل الصيف والراحة والدفء والشتاء. إتقان هندسي باهر نحته المهندس روجيه لبكي في هذه الفيلا الفريدة التصميم، خارجياً وداخلياً. هنا، رحلة الراحة والرفاهية الصيفية والشتوية مشوّقة للغاية، إليكم تفاصيلها.


البناء الخارجي والحديقة المحيطة قصّة فنّ معماري تشدّنا إلى الدخول، فالتفاصيل ممتعة والجوّ مميّز. وتبدأ قّصة إبداع المهندس لبكي الذي كتب هنا حكاية الفنّ الهندسي الحديث بأنامل مصقولة بالموهبة.

هذه الفيلا المشيّدة في إحدى أجمل المناطق الجبلية اللبنانية تناديك من بعيد بجمال هندسي فيه نكهة العمارة اللّبنانية المميّزة بحجرها ومزيج العصرية وعراقة الهندسة المعمارية. وقد انطلق لبكي مثل أي عمل هندسي آخر يقوم بتنفيذه بمعرفة شخصية المالكين، إذ يعتبر أنّ الصداقة التي يبنيها مع الزبون أهمّ من العمل بذاته، ليشعره بالراحة التّامة وبالتالي يترجم أسلوب حياته في المنزل الذي يصمّمه.


الحديقة الخارجية التي تمتدّ على مساحة ألف وخمسمئة متر مربّع تشّع نضارة وجمالاً، افترشتها الأشجار والشتول بطريقة فنيّة متناسقة، وقد أولاها المهندس أهمّية خاصة إذ إنّها تشكلّ جزءاً من الهندسة الداخلية. فاللّوحة الخارجية تنتقل إلى الداخل صيفاً وشتاءً من خلال الواجهات الزجاج التي ولّدت شفافية مطلقة بين المساحتين، لتشكّلا جزءاً متكاملاً يشعّ فرحاً ونضارةً.

الداخل المشيّد على مساحة سبعمئة وخمسين متراً انقسم إلى طبقتين. الأولى ضمّت قاعات الاستقبال وغرفة الطعام والمطبخ، والثانية غرف النوم.

ويعتبر المهندس لبكي أن المفهوم الهندسي لهذا المسكن يرتكز على الجوّ الدافئ والبساطة في التصاميم بخيوط هندسية متداخلة شكّلت الرابط بين الطبقتين.

الجوّ الداخلي من الطراز النيو كلاسيكي يوحي الدفء بفضل المواد المستخدمة. فالأرض من الرخام الرمادي المعتّق، أمّا الخشب فمن الجوز، بالإضافة إلى تطعيم الجلسات بالحجر الطبيعي ذي النكهة الخاصة في عالم الهندسة. والزجاج للواجهات ولإطار الدرج الداخلي.


الجلسة المحورية هي للمدفأة، ركن متميّز بكلّ المقاييس. هنا امتزج الحجر الرمادي الطبيعي للجدار الكبير والحجر الأبيض للمدفأة، والخشب هو ركيزة للساعة التي توسّطت الجدار بحجمها العملاق. وفي هذا الركن الإنكيزي الطابع، تدلّت ثريا من الكريستال مطعمّة بنفحة عصرية. والمقعد هنا من الجلد الهافان، وفي الوسط طاولة مربّعة كبيرة من الخشب الزاهي المقّطع ارتكز على الحديد الأسود.

ركن آخر يوحي كأنّ الجالس فيه إلى جانب الجدار الزجاج يستريح في قلب الحديقة التي لعبت دوراً جمالياً انعكس راحة ونوراً في الداخل. يستريح هنا أهل البيت على مقعدين داكني اللون بالشّكل نفسه تتوسطهما طاولة يمكن أن تكون بدورها مقعدا.

الجلد طاغٍ على الجلسات، فالصالون الأساسي مقاعده إنكليزية باللون البنيّ من ماركة عالمية كمعظم الأساس في المنزل. غرفة الطعام مبتكرة. وقبالة مقاعدها الجلد الوثيرة- وليست جميعها باللّون نفسه- أتت الطاولة من الزجاج، واستلقت على تحفة فنيّة عبارة عن جذع شجرة. جدار غرفة الطعام، قطع خشبية كبيرة متنافرة يقابله جدار من الحجر الطبيعي الرمادي في الجلسة المقابلة. وقد علّقت على الجدار لوحة زيتية كبيرة تجسّد سيدة تداخل فيها اللون الأزرق الداكن الذي يتجانس مع الهافان والبني للمقاعد.


هذا المزيج بين الداكن والزاهي انسحب على المطبخ العصري حيث استخدم في تصميمه الرمادي والأبيض والخشب بقالب مبتكر وعملي. في غرف النوم، تنوّع الباركيه والخشب الزاهي من غرفة إلى أخرى، وقد امتزج بدوره بألوان فرحة في الغرف الثلاث. واتسّمت كلّها بكبر مساحتها وبأسلوب هندسي شفّاف ومفهم بالراحة والسكينة.

الجلسة الخارجية من أروع ما صمّم من شرفات، جمال ورقي وأناقة خارجية لا مثيل لها. سقفها فجوات من الخشب والحديد المزخرف بالنقشة نفسها للباب الخارجي. قنطرة من الحجر تذكّرنا بفنّ العمارة اللبنانية ارضها من الحجر الكبير الرمادي الناعم الملمس، ومقاعدها أنيقة من الخشب والرمادي وأمامها افترش الخشب الأخضر المساحة.

أما المنظر البانورامي الأخّاذ الذي تشرف عليه هذه الجلسة الخارجية، فهو عالم آخر، هو اختصار لجمال لبنان بطبيعته الجبلية الأخاذة وقربه من البحر والسهول التي يشرف عليها من علُ.

لبنان تحفة فنيّة بطبيعته ومبدعيه، وأحدهم مهندس هذا المنزل الشاب روجيه لبكي.